الجمعة، 7 مارس 2014

البيت المسكون



البيت المسكون
أتفق (خالد)و(يوسف)و(عماد)على عمل مقلب فى صديقهم (عمر)ليجعلوه اضحوكة المدرسة الثانوية وبالرغم من ان (عمر)شخص انطوائى لا يختلط بالاخرين منذ ان انتقل فى أول السنة الدراسية الى تلك المدرسة الجديدة الا ان الاشقياء الثلاثة لم يتركوه فى حاله وأعتبروا ان انطوائه ليس خجلا منه او عدم تأقلم فى المدرسة الجديدة وانما هو تكبر منه عليهم خاصة عندما رفض دعوهتهم عدة مرات للخروج معهم للذهاب الى اماكن مشبهوة أو تدخين المخدرات وأعتبروا ذلك اهانة لهم ووجب الانتقام منه،ولان الشر يجرى فيهم مجرى الدم كانوا يرفضون الانتقام او محاربة اعدائهم بالعنف المادى أو الضرب وانما بالافكار الشريرة التى راوا انها أفضل الف مرة من العراك خاصة وان كل منهم يملك عقلا جبارا يستطيع حياكة أقوى الخطط شرا وكثيرا ما أذاقوا اخرين المصائب والعذاب من افكارهم الشيطانية حتى أطلق زملائهم عليهم (مثلث برمودا)واخذوا يتباهوا بذلك اللقب وسط الاخرين،وأثناء جلوسهم على مقهى أمام المدرسة قال (يوسف):
-حد فيكم فكر فى المقلب اللى هنعمله فى الواد (عمر)؟
فقال (عماد):
-ممكن نعمل نفس المقلب اللى عملناه فى (ابراهيم) نحط فى الاكل بتاعه ملين ونحبسه فى حمام المدرسة لغاية ما حد يسمعه وهو ونصيبه.
- لا يا (عمده)مش عايزين نكرر مقالبنا احنا عايزين حاجة فيها ابتكار.
ففكر (خالد) قليلا وسأل (يوسف):
-هو الشقة اللى فى الشارع بتاعكم لسه محدش عايز يسكنها؟
- لا لسه انت بتفكر فى ايه؟
فتسائل (عماد):
-شقة ايه؟
فقال (يوسف):
-شقة عندنا فى الشارع الناس بتقول انها مسكونة بالعفاريت ومحدش عايز يسكنها.
فتسائل (عماد):
-انت بتفكر فى ايه يا (خالد)؟
فسحب (خالد)نفس طويل من الشيشة وقال:
-خطة هناخد عليها جائزة نوبل فى الشر.
فتسائل صديقيه فى ان واحد بلهفة:
-ايه هى الخطة؟
- احنا هنخليه يقعد ليلة فى الشقة اللى بيقولوا ان فيها عفاريت ونشتغل عليه وفى نفس الوقت نصوره فيديو وننشره على الانترنت.
فقام الاثنان من مكانهما واتجها الى (خالد) وقبلا رأسه فى طريقة مسرحية وقال (يوسف):
-عبقرى عليا النعمة أنت عبقرى.
فتسائل (عماد):
-بس هنخليه يدخل الشقة ازاى؟
فأجابه (خالد):
-سبها لظروفها.
وفى اليوم التالى فى المدرسة طلب (عماد) من باقى اصدقائه فى الفصل بالتجاوب معه وصديقيه اثناء الحديث مع (عمر)لعمل فيه مقلب فريد من نوعه،واثناء الفسحة طلب الثلاثة من (عمر)الأنتظار لان جميع طلاب الفصل سيجتمعون للحديث معا أثناء الفسحة فى الفصل فحاول (عمر)الاعتذار والتملص منهم الا انه لم يستطع فجلس معهم مرغما وبدأ الاشرار الثلاثة يتحدثون عن الاشباح وعن الشقة المسكونة بالعفاريت فى الشارع الذى يقطن به (عماد) وقاموا باستدراج (عمر) بسؤاله:
-انت ايه رأيك يا (عمر)فى حكاية الاشباح بتصدق فيها وانها ممكن تسكن بيت ؟
فتوجهت الانظار الى الشاب المنطوى ليتردد قليلا قبل ان يقول:
-مش أوى يعنى.
- ازاى؟
- اه فيه عفاريت بس مش كل ما تروح مكان او تطلع بيت هتلاقى عفاريت واشباح تخوفك.
فقال (خالد):
-أنت بتتكلم كأنك عفريت.
فأنفجر الجميع فى الضحك ليقطب (عمر) وجهه قبل ان يتسائل (يوسف):
-يعنى انت يا (عمر)ممكن تنام ليلة فى بيت الناس بتقول ان فيه عفاريت؟
فقال (عمر) فى تحدى:
-اه.
فقال (عماد):
-بس متقولش اه بقلب جامد كده.
- وانا بقولك بقلب جامد اه.
- خلاص احنا فيها تقضى الليلة انهاردة فى الشقة اللى بنقولك عليها.
فلمعت أعين كل الطلاب وترقبوا رد فعل (عمر) الذى قال:
-موافق.
لتتهلل اسارير الثلاثة اصدقاء لنجاح خطتهم واتفقوا على ان يتلاقوا فى السابعة مساء للذهاب مع (عمر) الى تلك الشقة فتشائل (عمر):
-طب هندخل الشقة ازاى؟
فأجابه (يوسف):
-متقلقش احنا هنتصرف.
فتوجه الثلاثة الى  صاحب محل تصنيع مفاتيح من خارج المنطقة التى بها الشقة  واصطحبوه الى الشقة واخبروه انهم نسوا المفاتيح داخل الشقة وانهم يريدون ان يصنع لهم مفتاح فقام بعمل مفتاح بعدما فحص قالب الكالون ،فدخلوا الشقة أول مرة وعرفوا مخارجها ومداخلها واتى كل منهم بكاميرا ديجيتال من منزله ثبتوا كاميرتين فى غرفتين منفصلتين والثالثة فى الصالة تحسبا لبقائه فى اى مكان بالمنزل وفى تمام السابعة مساء ألتقوا (عمر)واصطحبوا الى الشقة واتفقوا معه على بقائه فى تلك الشقة حتى صباح اليوم التالى وانه سيغلقون الشقة عليه بالمفتاح من الخارج حتى لا يهرب منها وتركوا له كمية من الطعام والماء تكفيه لليوم التالى،وبالرغم من الرهبة التى يفرضها الموقف الا ان (عمر)بدا غير قلقا على الاطلاق وانما كان هادئا غير مرتبكا كعادته فى المدرسة وخرج الثلاثة من الشقة وأغلقوا الباب خلفهم بامفتاح ليجلسوا على مقهى امام الشقة حتى مرت ساعتان وصعدوا الى تلك الشقة مرتدين ملابس وأقنعة ليبدوا مرعبين حتى يحكموا المقلب على (عمر)الذى جلس هادئا فى الصالة  فسمع باب الشقة يتم فتحه فلم يتحرك من مكانه فدخل الثلاثة اصدقاء وشاهدوا فى الظلام مكان جلوس (عمر)فى الصالة وسعدوا حينما شاهدوه يجلس امام الكاميرا مباشرة والتى تصوره فبداوا فى عمل بعض الاصوات فلم يتحرك (عمر)ولم تهتز شعرة فى رأسه فحاولوا ان يرعبوه بعدة طرق حتى انهم بداوا بلكزه الا انه لم يتاثر حتى انه ابتسم وقال لهم:
-مفيش فايدة مهما تعملوا.
فأضائوا النور وقال (خالد)فى حزن:
-انت كنت عارف بالمقلب؟
-لا
   - طب مخفتش ليه؟
- علشان مفيش شبح بيخاف من شبح.
فتصلب شعر رأسهم من الخوف وسأل(عماد):
-قصدك ايه؟
-قصدى انى شبح.
- انت بتهزر؟
- لا انا ميت من سنتين فى حادثة وعلى الفكرة الشقة ديه نظيفة مفيهاش اشباح.
فشعروا بالرعب وبداوا يجروا فى كل مكان محاولين الهرب من الشقة حتى انهم اصطدموا ببعض اكثر من مرة ليسقطوا ارضا،وفى اليوم التالى ذهب (عمر)الى المدرسة ومعه الفيديوهات التى قامت بتصوير الثلاثة وهم مرعوبين ونشرها بين طلاب المدرسة بعد ان أخبرهم انه خدع الثلاثى الشرير واوهمهم بانه شبح ليرد المقلب فيهم وأصبح الثلاثة اضحوكة المدرسة وظلوا يعالجون لدى احد الاطباء النفسيين لمدة ثلاثة اشهر لتجاوز الصدمة وبالرغم من قاله (عمر)لباقى زملائه بالمدرسة الا انه توجد اسئلة بلا اجابة منها:
1-كيف عرف (عمر)بالمقلب؟
2- لماذا لم يشعر بالرعب بالرغم من انه شاب منطوى؟
3-لماذا وجد راحته فى ذلك المكان ولم يهتز له جفن؟
4-كيف علم بمكان الثلاث كاميرات فيديو؟
5-اما السؤال الاهم على الاطلاق هو كيف ظهر الثلاثة شباب فى تصوير الفيديو ولم يظهر هو بالرغم من وجوده امام عدسة الكاميرا مباشرة؟
6 ولماذا اختفى (عمر) من المدرسة عقب الامتحانات ولم يظهر مرة اخرى؟
فهل هو شاب عادى ام انه فعلا شبح؟
تمت بحمد الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق