الأربعاء، 5 أكتوبر 2016

وحيد



وحيد
بلغ (وحيد) عامه السادس ولم يرى والدته الا فى صورة كبيرة فى حجرة الصالون وتذكر حين سأل والده عنها أول مرة قال الاب له:
-راحت عند ربنا.
وكلما سمع من طفل عن موقف له مع امه او شاهد طفل مع امه شعر بالحنين تجاه امه التى لم يراها ابدا ويوم بلغ به الشوق تجاه والدته حدا كبيرا فتوجه الى والده وسأله برجاء:
-ماما طلعت عند ربنا صح؟
- ايوه.
- طيب مش ممكن ربنا يخليها تنزل عندنا يوم واحد بس وترجع تانى.
فنظر الاب الى ابنه فى شفقة وأحتضنه دون ان يجيبه وقبل ان ينام تطلع (وحيد)
الى صورة والدته وتوضأ وصلى ركعتين حملتا خشوع ورجاء شيخ كبير بقلب طفل صغير وتضرع الطفل الى ربه فى صلاته قائلا:
-يا رب انا عايز ماما معايا زى بقية اصحابى ولو يوم واحد بس.
وانهى صلاته وتمدد على سريره منتظرا معجزة ظهور امه له وفى اثناء انتظاره لم يستطع ان يكبح عينيه التى تتساقط لينام وما ان غرق فى سبات عميق حتى ظهرت له امه فى الحلم فقالت له:
-ازيك يا (وحيد)؟
- ماما.
فوجد نفسه يجرى تجاهها لتحتضنه بقوة لتقبله ويقبلها فى سعادة بالغة وبدأ يتاملها فكانت فى منتهى الجمال والحيوية مثلما تظهر فى الصورة باختلاف ارتدائها فستانا ابيض اللون مما زاد فى اشراقها وفى ذلك الحلم قضى بمثابة يوم كامل مع والدته فى كل مكان يحبه وفى كل مكان يحب ان تكون والدته معه فيه وفى اخر اليوم قالت والدته له:
-انا لازم ارجع تانى بس خليك عارف انى هبقى على طول معاك وشايفاك وبشجعك.
وعندما استيقظ من النوم شعر بفرحة كبيرة جدا فشعر بانه لم يكن مجرد حلم لقد كان شىء ماديا ملموسا بل انه أيقن بان الله استجاب له وارسل والدته له فمازال يشعر بلمسات امه تجاهه فشكر الله كثيرا على ذلك اليوم ومن ذلك اليوم شعر بان والدته دائما حوله تعلم بما يحققه فى حياته.
تمت