الخميس، 30 يونيو 2016

فى التخشيبة



فى التخشيبة
عقب الافطار فى اخر يوم من شهر رمضان خرج (عاطف) من منزله ليبحث عن صديقه (برشامة) حتى وجده على ناصية الشارع يبيع مخدرات لشاب فى نفس عمرهما فى العقد الثالث، وانتظر حتى ذهب الشاب عقب دفع الاموال والحصول على المخدرات وتقدم باتجاه (برشامة) الذى ما ان شاهده حتى رحب به وقال:
-عم الشباب كلهم.
- يا اهلا بالراعى الرسمى للمزاج اكيد انهاردة انت مضغوط ماهو الموسم بتاعك.
- اه والله يا صاحبى ده انا مش ملاحق اشرب سيجارة مزاج واحدة، تصدق بالله؟
- لا اله الا الله.
- انا مش ملاحق على العيال اللى بتشترى منى.
- طيب يلا بينا نروح نحلق ونضرب مع بعض هناك.
فقام (برشامة) بإعطاء (عاطف) قطعة حشيش صغيرة وقال له:
-خلى دى معاك هنشرب فيها انا وانت بعد ما نحلق علشان نفرقها عن اللى هبعهم.
- تمام.
فتناول قطعة المخدرات ووضعها فى جيبه ليدخلا سويا الى الحلاق وبعد عشر دقائق اقتحمت قوة من الشرطة مكونة من ضابط وثلاثة امناء صالون الحلاقة وانتزعت (عاطف) و(برشامة) ليبدأ احد الامناء فى تفتيش (برشامة) ليخرج من جيبه كمية من المخدرات ليقوم الامين الاحر بتفتيش (عاطف) ليخرج نصف صباع حشيش من جيبه ليساله الضابط:
-جبت النصف صباع ده منين؟
- يا باشا مطلعين من جيب (برشامة) دولاب مخدرات اكيد منه.
فتم وضع الاثنان فى سيارة الشرطة وتم اصطحابهما الى القسم ليدخل (برشامة) الى مكتب الضابط بينما تم وضع (عاطف) بالحجز فى المرة الاولى بحياته فسرت فى جسده رعشة بدخوله الى الحجز وما ان دخل وشاهد المجرمين حتى خلع فانلته وبنطلونه والفانلة الداخلية وبقى بلباسه الداخلى ليظهر رد فعل عدائى اولى لاى مجرم سيحاول التعرض له فى الحجز، فأقترب منه احد المحبوسين وقال له:
-احنا هنا فى الحبس كل واحد فى حاله ومش عايزين مشاكل.
فأرتدى (عاطف) ملابسه وجلس فى التخشيبة ،بينما وقف (برشامة) فى نفس الاثناء امام الضابط الذى قبض عليه وقال ل(برشامة):
-انا هسيبك تمشى من هنا ومش هعملك محضر باللى كان معاك بشرط.
- تحت امرك يا باشا.
- تبقى المرشد بتاعى وتجيبلى دبة النملة اللى تحصل فاهم؟
- حاضر يا باشا.
- وهسيبك تبيع مخدرات زمحدش هيقبض عليك بس يوم ما اقولك عايز قضية لما تتيجى تبيع لاى حمار مالوش لازمة تبلغلى عنه علشان يتقبض عليه اول ما تبعله.
- امرك يا باشا.
فصرفه من القسم وبعد مرور اربع ساعات ارسل فى استدعاء (عاطف) من الحجز واوقفه امامه وقال له:
-أسمع انا المرة دى مش هعملك قضية علشان العيد بس لو شفتك مرة تانية مش هرحمك ومش هتشوف الشارع.
- ربنا يخليك يا باشا يعنى امشى يا باشا؟
- يلا اخرج من هنا.
فأخذ (عاطف) خطوتين باتجاه الباب قبل ان يرجع ويقول فى تردد:
-طيب بالنسبة لحشيشة مصيرها ايه ياباشا؟
- اخرج ياد انت لاحبسك.
فجرى (عاطف) باتجاه الباب وخرج منه غير مصدق لخروجه من القسم واثناء سيره بالشارع أصطدم بشاب فى اواخر العشرينات مرتديا بدلة انيقة ليقول (عاطف) للشاب:
-لامؤاخذة.
فقال الشاب فى غضب:
-مش تفتح.
- ماقلتلك لامؤاخذة.
- ما تتكلم عدل.
- يا عم متقرفناش الواحد فيه اللى مكفيه.
- متخلنيش اندمك على قلة ادبك.
- ولا تقدر تعمل حاجة.
فأشار الشاب بيديه للخلف وقبل ان ينظر (عاطف) خلفه وجد ميكروباص توقف امامه وفى لحظة وجد (عاطف) نفسه داخل الميكروباص وبعد لجظات علم ان ذلك الشاب ما هو الا ضابط فسحبه على القسم فوجد (عاطف) الضابط الذى سبق وقبض عليه واطلق سراحة فأستوقفه الاخير وسأله:
-انت اللى جابك هنا تانى انا مش لسه ممشيك من شوية؟
فأجاب الامين الذى يصطحبه:
-اصله اتجاوز مع (محمد بيه) يا باشا.
فقال (عاطف):
-والله يا باشا ما اعرف انه ظابط.
فقال الضابط مخاطبا الامين:
-طب ارميه دوقتى فى التخشيبة.
فعاد (عاطف) مرة اخرى الى الحجز وقابل نفس المجرمين الذين اندهشوا من عودته سريعا الى الحجز وبعد اربعة ساعات اخرى استدعاه الضابط وقال له:
-تعالى يا بنى اعتذر ل(محمد بيه).
فأقبل (عاطف) على يد الضابط ليقبلها ويعتذر له بشدة حتى خرج من القسم مرة اخرى ليذهب الى بيته مباشرة واقسم الا يخرج منه الا بعد العيد
تمت

الجمعة، 3 يونيو 2016

اللهم انى صائم



اللهم انى صائم
اول ايام شهر الرحمة والغفران والصوم شهر رمضان، مع بداية الصيام امتلات المساجد فى صلاة الفجر بالمصلين باعداد كبيرة قد يتجاوز عددهم عدد المصليين فى يعض ايام الجمعة وان لن يستمر ذلك العدد فى صلاة الفجر حتى نهاية رمضان فغالبا ما يتناقص العدد حتى يصبح فى اخر ايام رمضان عدد المصليين فى المسجد فى الفجر طوال العام، وقبل المغرب بساعة فى اول الايام خرج عدد من الشباب والبنات للافطار فى المطاعم ومن ضمن هولاء كان (سليمان) الذى خرج برفقة اصدقائه يسيرون فى الشارع قبل الافطار بساعة متجهين الى احد المطاعم واثناء سيرهم شاهدوا (منى) التى خرجت للقاء صديقاتها وساروا خلفها بسبب ملابسها الملفتة فالتيشرت الابيض والبنطلون الضيق الذى ترتديه جذب انتباههم ليقول (سليمان) لاصدقائه:
-شايفين اللى انا شايفه حتى فى رمضان واحنا صايمين بيلبسوا كده.
وبدا فى معاكسة (منى) بألفاظ خادشة وعقب انتهائه من المعاكسة قال لاصدقائه:
-البنت مش مراعية الشهر الكريم اللهم انى صائم.
بينما قالت (منى) لنفسها عقب ان ابتعد عنها (سليمان) واصدقائه:
-شباب مفيش عندهم دم خالص بيعاكسوا حتى فى رمضان مفيش اى احترام للشهر الكريم اللهم انى صائمة.
ومن بعيد شاهد الحج (توفيق) كل ما حدث وما وصل الى منزله حتى قال لزوجته:
-مبقاش فيه احترام للشهر الكريم انهاردة بنت لابسة بقلة ادب واحترام هدوم مبينة جسمها كله ولا كأنه شهر صوم وواد صايع واصحابه بيعاكسوها من غير مراعاة للشهر الكريم يلا اللهم انى صائم.
فردت عليه زوجته:
-اخر زمن خلاص مبقاش فيه اخلاق.
وسرعان ما نقلت زوجته لجارتها بما شهده زوجها فى ذلك اليوم، وما ان استمعت شقيقتها لتلك القصة حتى دخلت الى منزلها لتكلم شقيقتها فى التليفون لتقص عليها ما حكته جارتها وما كانت شقيقتها الا والدة (منى) التى كانت ترتدى ملابس ملفتة وتمت معاكستها وما ان انتهت من مكالمة شقيقتها حتى بدات فى اعداد طعام الافطار بينما تساعدها ابنتها (منى) لتقول الام لابنتها فى اندهاش:
-الدنيا خلاص مبقاش فيها خير.
- ليه يا ماما؟
- اختى حكت ليا عن حاجة حصلت انهاردة وشافها جارهم (توفيق) وحكاها لمراته وهى حكتها لاختى.
- ايه؟
- عن بنت قليلة الادب اهلها مش محترمين ومعرفوش يربوها، البنت ماشية فى نهار اول يوم رمضان ولابسة هدوم ضيقة مش مراعية اداب الشهر وولد صايع بيعاكسها مش مراعى حرمة الشهر والناقص اللى اسمه (توفيق) جوز جارة اختى مش يحترم اداب الشهر لا راح يحكى عن الموضوع لمراته، اللهم انى صائمة.
فردت (منى) مؤيدة لامها:
عندك حق يا ماما مفيش احترام للشهر الكريم اللهم انى صائمة
تمت