الخميس، 22 يونيو 2017

المومياء



المومياء
فى المنزل جلس (عز) يداعب ابنته الصغيرة (مليكة) والتى اتمت عامها الاول بينما انهمكت زوجته (هبه) فى مطالعة العديد من الاوراق المتناثرة امامها وقد بدت فى شدة الحيرة وقد لاحظ انهماكها الشديد وبالرغم من الفضول الذى انتابه لم يحاول ان يسالها عن سبب حيرتها  منتظرا ان تساله بنفسها، بينما هى لم تحاول ان تخبره بما يشغلها بالرغم من رغبتها فى ان يسالها لتخبره ويشاركها برأيه فى القضية التى تعمل عليها، فقالت (هبه) فى ضيق:
-قضية غريبة جدا يا (عز).
فقال (عز) وهو يلعب مع طفلته بطريقة حاول ان يظهر بها عدم اهتمامه بالرغم من فضوله الذى بلغ اخره:
-خير يا حبيبتى قولى ممكن اقدر اساعدك.
فأعتدلت (هبه) واخرجت ثلاثة صور لثلاث شباب وقالت:
-(عيد) و (سليمان) و (عنتر) ثلاث اصحاب سنهم حوالى ثلاثين سنة بيشتغلوا فى سرقة المقابر الفرعونية وبيع الاثار، من حوالى اسبوع لقينا جثة (عيد) بس كانت حالتها غريبة.
- غريبة ازاى؟
- مكانش فيها كبد ولا قلب.
فأندهش (عز) وحمل ابنته ووضعها بجواره قبل ان تكمل (هبه):
-طبعا استجوبنا القريبين منه ومطلعناش باى حاجة بعدها بيومين لقينا جثة (عنتر) صاحبه.
- وجثته كانت ناقصة حاجة؟
- لا كانت كاملة بس منهوشة كأن كلب او ذئب افترسها بس تشريحها بيقول ان اللى فترس الجثة كائن طوله حوالى 180سم.
فأمسك قلم من امام زوجته وورقة بيضاء وبدا فى تدوين بعض الاشياء ورسم دوائر وتسائل:
-وصاحبهم الثالث (سليمان) لحقتوا تطلعوا منه بمعلومات ولا اتقتل الاول؟
فأندهشت (هبه) وسألته:
-عرفت إزاى انه اتقتل؟
- اكيد هما الثلاثة عملوا مصيبة مع بعض وماتوا بسببها المهم قال ايه؟
- بعد ما عرف بموت اصحابه وشاف حالة الجثث بتاعتهم انهار وبقى فى حالة رعب شديدة واتكلم عن المقبرة الفرعونية اللى سرقها مع اصحابه قبل موت (عيد) بيومين والمومياء اللى كانت موجودة جوه المقبرة، وبعد كده جاله انهيار عصبى ودخل المستشفى ومات بعد صاحبه التانى بيومين.
- والجثة ايه اللى كان غريب فيها؟
- مكانش فيها نقطة دم.
فسقط القلم من يد (عز) ونظر الى زوجته فقال:
-انتى عارفة اللى بتقوليه ده ايه؟
- جنون ومحدش يصدقه.
- اول حاجة هتيجى فى دماغ اى حد لعنة الفراعنة.
- ايوه بس فريق التحقيق كله محدش اتجرأ وقال الكلمة دى بلسانه علشان خايفين من رد فعل سيادة اللواء من الاستنتاج ده بس عيونا كلنا كانت بتقوله بما فينا سيادة بس محدش كان عنده الشجاعة اننا نقول كده.
فقال (عز):
-حتى لو بنتكلم عن لعنة فراعنة فيه حاجة مش منطقية.
-ايه؟
- اول جثة ناقصة قلب وكبد يعنى قتل بطريقة فرانكشتين والجثة التانية منهوشة من كائن طوله 180 سم يعنى بنتكلم عن مذءوب والجثة الثالثة تم مص الدم اللى فيها يعنى مصاص دماء ، فده معناه ايه بنتكلم عن مومياء بتتفرج على افلام رعب كتير مثلا.
فأبتسمت زوجته للدعابة وقالت:
-انت عارف احنا لما نزلنا المقبرة وبدأنا....
فقاطعها (عز) بحدة وسالها:
-انتى نزلتى المقبرة؟
ارتبكت (هبه) وقالت:
-اه فريق التحقيق كله نزل والمعمل الجنائى وحد من الاثار علشان...
فقاطعها قائلا:
-بس ده خطر علشان لو فعلا لعنة فراعنة ممكن كل اللى نزل المقبرة يبقوا فى خطر.
- بلاش مبالغة مش اوى كده وبعدين مش احنا اول ناس فتحت المقبرة ولا سرقنا منها حاجة.
وفى اثناء حديثهما ارتفع رنين هاتف (هبه) لتجيب عليه ليتغير وجهها الى الخوف الممزوج بالدهشة لتغلق الهاتف بعدها وتقول لزوجها فى خوف:
-واحد من فريق البحث الجنائى اللى كان معانا واحنا بنعاين الجثة لقوه مقتول من ربع ساعة، وفيه اجتماع بكره عندنا.
- أنا عايز احضر الاجتماع ده.
- مش هينفع هقولهم ايه جايبة جوزى معايا؟
- قوليلهم ممكن يبقى عندى تفسير للى بيحصل.
- هكلم سيادة العميد (شكرى) اللى كان ماسك قضية (المعادى) واللى انت اشتركت فى حلها.
وفى الصباح التالى ارسل (عز) ابنته الى جدتها وتوجه برفقة زوجته الى اجتماع فريق التحقيق ليستمعوا الى تفاصيل مقتل الضابط فى الليلة السابقة حيث استيقظت زوجته لتجده غارقا فى بركة من الدماء، وبدا الجميع فى ابداء اراء واستنتاجات بينما صمت (عز) يستمع اليهم ويدون بعض الاشياء فى ورقة امامه قبل ان يقاطع الاصوات قائلا:
-اعتقد الاراء دى كلها مش صحيحة القضية مش هتخرج بره فرضيتين.
فتطلع اليه الجميع قبل ان يتسائل اكبرهم رتبة اللواء (منصور):
-مين حضرتك؟
-(عز) محامى وزوج حضرة الضابط (هبه يسرى).
- ومين اللى سمحلك تحضر الاجتماع ده؟
فتنحنح العميد (شكرى) قائلا:
-انا يا افندم اللى طلبت منه الحضور ده الاستاذ (عز) مش مجرد محامى هو خبير فى الظواهر الغريبة وهو اللى حل قضية سفاح المعادى*(قصة قتل) وهو كمان اللى حل قضية مقتل طلاب كلية الطب* (قصة التشريح).
فقال اللواء (منصور) مخاطبا (عز):
-اتفضل قول رايك.
- القضية مش هتخرج من احتمالين الاول ان قاتل او مجموعة قتلة لهم مصلحة فى قتل الضحايا وعايزين يشتتوا الاجهزة بفرضية لعنة الفراعنة والاحتمال التانى هو وجود فعلا لعنة الفراعنة.
فخيم الصمت على من فى القاعة لان ما قاله (عز) عن لعنة الفراعنة كان يراود كل من فى القاعة دون ان يجرؤ احدهم على التصريح به حتى قطع اللواء (منصور) ذلك الصمت صارخا:
-ايه التخريف والجنون ده؟ عايزنى اقول للوزير ان سبب اربع جرائم قتل منهم ضابط لعنة الفراعنة علشان يقعدنى فى البيت ويلبسنى الجلابية.
فكتم من فى القاعة ضحكتهم ليقول اللواء (منصور) مخاطبا (عز):
-على العموم شكرا لحضورك اتفضل علشان نكمل اجتماعنا.
فشعرت (هبه) بالحرج لطرد زوجها فأبتسم (عز) وقال فى هدوء:
-نصيحة أخيرة غالبا ممكن تحصل جريمة قتل بكرة لحد من اللى نزل المقبرة لان الفارق الزمنى بين كل جريمتين يومين بس.
فأنصرف (عز) من المكان تاركا القاعة فى حالة صمت مطبق وتوجه مباشرة الى بيته وبدأ فى مراجعة كل ما كتب وتم تناوله عن لعنة الفراعنة وفى اليوم التالى تلقت زوجته اتصالا ليشحب وجهها وتقول لزوجها:
-واحد من خبراء الاثار اللى كانوا معانا لقوا مقتول جثته متفحمة وفيه اجتماع كان نصف ساعة واللواء (منصور) طالب حضورك.
وفى الاجتماع قال (عز):
-الفرضية الاكبر دلوقتى اننا بنتكلم عن لعنة الفراعنة.
فتسائل العميد (شكرى):
-ممكن تكلمنا شوية يا استاذ (عز) عن لعنة الفراعنة؟
- بعد اجتماع امبارح بدات اعمل بحث عن كل ما يتعلق بلعنة الفراعنة اللى بدا يظهر كمصطلح مع اكتشاف مقبرة توت عنخ امون سنة 1922
واللى اتكتب على قبره وقتها "سيضرب الموت بجناحية السامين كل من يعكر صفو الملك" وبدات معاها حوادث غريبة ومميتة لمكتشفين المقبرة ومن يومها بدات اللعنة تحل على اى حد سواء عالم اثار يكتشف مقبرة او لص بيحاول يسرق المقابر.
فتسائل احد الاشخاص:
-والتفسير للعنة دى ايه؟
-مفيش تفسير مطلق البعض قال لعنة ميتافيزيقة بلا تفسير وناس تانية قالوا تفسير علمى ان دى فطريات سامة موجودة فى المقابر فهى اللى بتودى للامراض والحوادث اللى بتحصل للمكتشف او المنقب، بس الثغرة عندنا فى قضيتنا طريقة القتل واحد اتقتل بطريقة فرانكشتين والتانى بطريقة المذءوبين والتالت مصاصى الدماء والرابع فى بركة دم والخامس اتحرق.
فقال اللواء (منصور) بعصبية:
-المهم نبدأ منين؟
- نبدأ من المقبرة محتاجين نعرف من احد علماء الاثار اللى كانوا فى المقبرة هى المقبرة دى بتاعت مين من الملوك وايه اللى مكتوب فيها وناخد حرصنا علشان كل واحد نزل المقبرة ممكن يكون الضحية اللى جاية وميعادها بكرة.
ومع تحليل بعض خبراء الاثار للمقبرة تبين انها تعود لأحد ملوك الهكسوس الذى تم دفنه بناء على طلبه بطريق التحنيط مثل المصريين
وفى نفس اليوم  تم طرح تلك المعلومة على الجميع وطرح (عز) خطة تتركز فى اجتماع كل من دخل الى المقبرة فى مكان واحد باستثناء شخص واحد فقط احد الضباط الذين دخلوا الى المقبرة الفرعونية يكون بمثابة الطعم للتاكد هل هى لعنة فراعنة ام قاتل ينفذ مخططه ،وبعد ان وضع (عز) الخطة وبدأ فى اعداد مستلزماته للمواجهة سواء كانت لعنة فراعنة ام كان مجرد قاتل ولكن تم احتجازه من قبل قوات الامن بمكان قريب من مكان الضابط واخبروه بانهم من سيتعاملون مع الموقف من الان واثناء احتجازه ومتابعته للكاميرات التى تم وضعها فى مكان اقامة الطعم بدا (عز) يبحث فى شخصية الملك الهكسوسى صاحب المقبرة حتى اكتشف انه من اشر الملوك واكثرهم بلاء ومن اهم ما عرف عنه حبه للسحر فأقترن اسمه بأحد اكثر السحرة شرا وقدرة فهب (عز) من مكانه وقال مخاطبا العميد (شكرى):
-لازم ندخل دلوقتى الموضوع عبارة عن لعنة فراعنة وده اللى يفسر وجود مقبرة الملك الهكسوسى بالرغم من تدمير اى حاجة لها علاقة بالهكسوس فى التاريخ المصرى بس سابوا القبر ده لانه ملعون واحنا لازم نلحق الضابط اللى جوه ده والا هيموت.
فأمر العميد (شكرى) رجاله بالتحرك لانقاذ الضابط وتحرك(عز) بدوره اليهم حاملا ادواته وفور وصول رجال الامن ظهر كائن يتحرك فى المكان الموجود به الضابط وقد بدا مثل المومياء بالغطاء الابيض ولكنه سريع الحركة وذو وجه متاكل شاحب فأقتحم رجال الامن المكان واطلقوا وابل من النيران تجاهه ولكن فكل ما تفعله الطلقات هو الارتطام به وترتد مخلفة بقع سوداء وبدا الكائن فى مهاجمة الرجال وسرعان ما دخل (عز)   
الى المكان وقد احاط نفسه والموجودين والمومياء فى دائرة واحد من الملح الامر الذى ادى الى صراخ المومياء بعنف عند المحاولة من الخروج من تلك الدائرة وصرخ (عز) فى الضباط:
-اشغلوه.
فبداوا فى الهاء المومياء باطلاق النيران حتى اقترب (عز) منها واغلق دائرة اصغر من الملح عليها لتحبس فى تلك الدائرة وامسك ببصل وقذها تجاه المومياء لتتألم وسكب داخل الدائرة علبة من العسل لتتألم المومياء اكثر وتسقط ارضا فأخرج ماء الورد وخلطه بالملح وسكبه على المومياء وبدا فى قراءة بعض الايات القرانية ليسمع الجميع صرخات عظيمة قبل ان تذوب ويتبقى منها رماد فقط و الرداء الابيض من الكتان فأقترب (عز) بحذر فأخرج ولاعته واحرق الكتان بالرماد، وفى اليوم التالى اجتمعوا جميعا مرة اخرى فى غرفة الاجتماعات تسائل اللواء (منصور):
-ايه اللى احنا واجهناه امبارح ده وخلصت منه ازاى؟
فأجاب (عز):
-الملك الهكسوسى لما بحثت عنه لقيته مقرب جدا من ساحر شرير فخمنت ان الساحر سخر جن اسمه (الراصد) لاذى اى حد يتعرض للمقبرة والراصد ده جن بيحمى المقابر بس الساحر استدعى جن شرير زيه وزى صاحب المقبرة علشان كده الجن بدأ يقتل كل من اقتحم المقبرة بطريقة شنيعة وفى نفس الوقت استخدم اساليب لها علاقة بخرافات علشان تزود الهلع اكتر وعلشان كده استخدمت الملح علشان احجمه فى مكان معين واستخدمت العسل والبصل والحقيقة دى معلومة عرفتها من كتابات دكتور (احمد خالد توفيق) ان الحماية من الارواح الشريرة عند الفراعنة بالبصل والعسل وخلطت ماء ورد بالملح وقرات جزء من القران اية الكرسى وبعض ايات من سورة الجن وألقتها عليه وللامان حرقت اللى اتبقى منه.
فضجت القاعة بالتصفيق له قبل ان يشكرهم ويستأذن للانصراف بحبة زوجته التى قالت له هامسة:
-ولو خطتك كانت فشلت كان هيحصل ايه؟
- كنا هنبقى ميتين دلوقتى.
تمت

الاثنين، 12 يونيو 2017

المعركة



المعركة
السنة: لايهم
المعركة: مش هتفرق
أسماء الجنود: لن نقول أسماء بل سيكونوا ارقام فقط
جلس ثمانية جنود على الارض حاملين أسلحتهم يتحدثون فقال رقم (4):
-تفتكروا ممكن نخرج من هنا؟
فرد عليه رقم (3):
-مش مهم نخرج من هنا احياء او اموات السؤال هو تفتكروا هننتصر؟
فأجاب رقم (1) قائد المجموعة:
-لو عشنا يبقى هننتصر ونرجع لاهلنا ولو متنا هنبقى شهداء وبرضه ساعتها هنعيش اما بالنسبة لسؤالك يا رقم (3) فحتى لو انهزمنا هننتصر.
فتسائل رقم (3):
-ازاى يا قائد حتى لو انهزمنا هننتصر؟
- احنا بلادنا عظيمة طول عمرها بتتعرض لمحن كتيرة بس بنقدر نعديها وممكن ننهزم فى معركة او يتم احتلالنا بس بنقدر مهما طال انكسارنا نقف تانى على رجلينا ونكسب الحرب فى الاخر.
فتسائل رقم (7):
-بس يا قائد بنلاقى فى وسطنا ناس بتخون وبتبيعنا وناس تانية بتنافق وناس حرامية وناس بتستغل الازمات و..
فقاطعه القائد:
-طبيعى فى اى مجتمع تلاقى ناس كويسة وناس مش كويسة.
فقال رقم (9):
-بس اللى مش كويسين بيضيعوا البلد.
فقال القائد:
-احنا عندنا الناس الكويسة طيبين اوى وجدعان علشان كده المش كويسين بيبقوا اشرار اوى يعنى ممكن زى ما رقم (7) قال ان فيه ناس بتخون وفيه ناس عندها استعداد تبيع الارض وناس منافقين ومطبلتية المهم عندهم المصلحة والفلوس بس الغالبية من الناس فى بلدنا محترمين وبيحبوا البلد المشكلة ان اللى مش محترمين بالرغم من عددهم القليل بس هما اللى بيظهروا فى كل مكان.
فتنفس القائد قليلا وقال:
-وشوفوا نفسكم كده انتك كل واحد منكم جاى من مكان من مصر اللى من بحرى واللى من الصعيد ومن العاصمة ومن سيناء والنوبة والعريش ومن الفلاحين كلكم اتجمعتوا هنا علشان تحموا بلدكم وتحافظوا على اخر شبر فيها احنا ممكن نموت كمان ساعة هنا وممكن محدش يعرف اسمائنا بس احنا بنحافظ على ارضنا مش مستنين حاجة وعارفين ان ولادنا واحفادنا لما نسلمهم بلادنا حرة مش هيبيعوا ارضنا وهيحموها.
وبعد ثلاث ساعات تجددت الاشتباكات بين الجنود والعدو واستشهد جميع الجنود اثناء حمايتهم لارضهم دون ان نعرف بأسمائهم.
الزمان:11/6/2017
الحدث: تم الموافقة على اتفاقية تعيين الحدود البحرية مما يعنى تسليم جزيرتى تيران وصنافير الى المملكة العربية السعودية.
تمت