الجمعة، 30 مايو 2014

مهمة فى الماضى



مهمة فى الماضى
تمت خطبة (عز)و(أية)عقب مواجهتهم لشبحى (ريا)و(سكينة)ومر (عز)بمرحلة سكون نسبية فيما يتعلق بمواجهاته غريبة الاطوار وفى احد ايام الخميس التى دأب ان يخرج فيها (عز)مع (اية) واثناء عودتهما من السينما وسيرهما فى شارع جانبى  خاوى من البشر سمعا صوت شخص يئن فاتجه (عز) نحو الصوت فى حذر بينما تعلقت (أية)بذراعه فى خوف،فوجد شابا فى الثلاثين من عمره ساقطا على الارض ينزف الدماء من صدره فأسرع (عز)ليحمله فقال الشاب فى جزع:
-مفيش وقت تاريخ (مصر)هيضيع.
لم يفهم (عز)ما يعنيه الشاب وقال له:
-اهدا انا هوصلك لاقرب مستشفى وهاخد رقم حد من اهلك واطمنهم عليك.
فقال الشاب وهو فى حالة هيستريا بينما (عز)يحمله ويخرج به الى الشارع الرئيسى حتى يستقل سيارة ليذهب به الى اقرب مستشفى:
-انت مش فاهم حاجة تاريخ (مصر)كل هيضيع.
فقال (عز)فى محاولة لتهدئته بعد ان دفعه داخل احد سيارات الاجرة وطلب من السائق ان يتوجه الى اقرب مستشفى:
- ايه تعرف عصابة بتسرق الاثار؟
فقال الشاب وهو يئن فى اصرار وعصبية:
-مش هتفهم انا لازم اكمل مهمتى والحقه.
وبعد دقائق وصلوا الى المستشفى وقام (عز)بحمل الشاب حتى داخل المستشفى وقام الاطباء بادخاله الى غرفة العمليات لانتزاع الرصاصة من داخل صدره ولكنهم فشلوا فى اعطائه البنج بسبب اصراره على الخروج من المستشفى فخرج الطبيب الى (عز)وقال له:
-تعالى شوف المجنون اللى انت جايبه ده،مش عايز يتعالج وعمال يهلوس وعايز يخرج من المستشفى.
طلب (عز)من الطبيب ان يتحدث بمفرده الى الشاب لاقناعه بالمثول له فسمح له بالدخول للتحدث اليه وخرج جميع من فى الغرفة فقال (عز)للشاب بعد ان اصبحا بمفردهما فى الغرفة قبل ان يقول (عز):
-انت قولى ايه مشكلتك وانا هحاول اساعدك.
صرخ الشاب فيه وقال:
-مفيش وقت ومش هتفهم.
- جرب.
- انا ظابط فى المخابرات المصرية.
فتطلع اليه (عز)صامتا قبل ان يكمل الشاب:
-بس مش من الزمن ده انا من المستقبل.
فوجىء (عز)بما قاله هذا الشاب ولم يعلق على ما قاله فأكمل الشاب:
-طبعا بتقول عليا مجنون.
- كمل.
- انا راجع من سنة 2040 القصة بدات لما اعلن مخترع سويدى عن اختراعه لألة الزمن ناس كتير شككت فيه لغاية فى يوم وفى موتمر صحفى عالمى عرض نتيجة اول تجربة قام بها ارسل كاميرا فيديو بتنقية متقدمة جدا للماضى فى الة الزمن ولما رجعت الالة كانت فيها مقاطع من الماضى بعد المؤتمر بشهر تم اغتيال العالم السويدى وسرقة الة الزمن ومات معاه سر الة الزمن وعرفنا ان اللى سرق الجهاز ده المخابرات الاسرائيلية والجهاز ده هو الوحيد الموجود فى العالم بعد وفاة العالم السويدى وبعد كده دبر الاسرائيليين خطة لتدمير (مصر)بعد التقدم اللى وصلتله (مصر) فى سنة 2040 وبدات تشكل خطر على الوجود الاسرائيلى.
لم يصدق (عز) ما يسمعه من هذا الشاب وبالرغم من ذلك لم يستطع ان يكذب القصة لدقتها فسال هذا الشاب:
-ايه الخطة؟
- انهم يرسلوا واحد من المخابرات الاسرائيلية يغير التاريخ.
- ازاى؟
شعر الشاب بألم فى صدره وبدأ يضغط مكان الجرح وقال:
-تخيل لو حد رجع للماضى وقتل (جمال عبد الناصر)او (السادات)و(نجيب محفوظ)
و(عبد الحليم حافظ)و(زويل)و(طه حسين)ومعظم الناس اللى صنعت التاريخ المصرى من سياسين وعلماء وادباء وفنانين تفتكر ايه اللى هيحصل.
-وانت قدرت تيجى ورا العميل ده ازاى؟
- فيه عالم مصرى كان من ضمن فريق العالم السويدى وهو الوحيد اللى عرف ان فيه جهاز تتبع لألة الزمن يقدر يحدد ويتبع للالة وتم تكليفى بتتبع رجل المخابرات الاسرائيلى وتصفيته قبل ما يغير حاجة فى التاريخ.
- بس انت كنت هترجع لزمنك ازاى؟
- المهمة انى اوقف المخطط لو قدرت اخد الة الزمن ارجع بها لزمنى لو اوقفت المخطط وخلصت من الشخص ده ومقدرتش اخد الة الزمن تبقى المهمة نجحت وافضل فى الزمن اللى رجعت له يعنى مهمة بلا عودة.
- طب والة الزمن دى شكلها ايه؟
فرد ذراعه امام (عز) واشار الى ساعة بلاستيكية وقال:
-زى دى.
- طب ايه اللى حصل؟
- رجعت لزمنكم وكان هدفه احباط الثورة اللى كان لها دور فى تغيير التاريخ المصرى واتصدت له وقدرت انى فعلا احبط مخططه والثورة نجحت زى ما حصل فى تاريخنا بالظبط ولما طاردته ضربنى بالنار.
أصدرت الالة التى فى يد الشاب ازيز فنظر الشاب لها وقال فى جزع:
-انتقل لسنة 1956 اكيد هيحاول يغير فى تاريخ حرب بورسعيد والعدوان الثلاثى ويتنقل من عصر لعصر لغاية ما يغير التاريخ كله.
و فى تلك الاثناء عاد الطبيب ومعه التمارجيه واستطاعوا ان يكبلوا الشاب باحكام ويقيدوه بقوة ويحقنوه بمخدر ليطلب الطبيب من (عز)الانتظار فى الخارج لاجراء جراحة لذلك الشاب فخرج (عز)وقام بتوصيل (اية)الى منزلها ليعود بعدها الى المستشفى ليفاجىء بوفاة ذلك الشاب فقال الدكتور له:
-الغريب ان الطلق النارى المستخدم فى الاصابة مجهول انا عن نفسى مشفتش زيه قبل كده.
- ممكن اشوفه لاخر مرة يا دكتور.
- اتفضل.
فدخل (عز) حيث يرقد الشاب جثة هامدة وامسك ذراعه ونزع منه ذلك الجهاز وفتش فى جيبه حتى اخرج جهاز كمبيوتر صغير الحجم ومتطور للغاية وانصرف خارج المستشفى وقال لنفسه:
-معقول اللى بيقوله ده حقيقى دى تبقى مصيبة.
فنظر فى الالة التى معه وقال لنفسه:
-انا قصاد احتمال من اتنين الاول ان الموضوع كله مجرد تخاريف لشخص مريض نفسى او الموضوع يبقى حقيقى ووقتها تاريخ (مصر)ومستقبلها فى خطر حقيقى.
فأخرج ذلك الكمبيوتر وحاول ان يتعامل معه حتى وجد عدد من الصور كلها لشخص واحد فى منتصف الثلاثينات ذو ملامح شرقية ومكتوب تحت احد الصور (ايتان) فأيقن انه الهدف المطلوب فأتخذ (عز) قراره بالتيقن من ذلك الامر وان يعود للماضى اذا كان الامر صحيح فتوجه الى منزل ابيه واخرج من دولاب والده بدلة قديمة له وقام بارتدائها لتتلائم مع الزمن الذى سيعود له وخرج الى الشارع وضغط على الالة على كلمة اتباع الزمن حتى شعر ان الدنيا تتلاشى من حوله حتى وجد نفسه فى شارع مزدحم وان تغير شكل الشارع كثيرا فشعر بانه تائه فى المكان فوجد بائع للجرائد يجول فى الشارع فطلب منه ان ينتظر فأخذ منه الصحيفة وقرأ تاريخ الجريدة فوجد ان التاريخ 2/11/1956 فتاكد ان الامر اصبح حقيقى تماما ولم يعلم من اين يبدأ دفاعه عن التاريخ وما الذى ينوى (ايتان) عمله فى ذلك اليوم بالذات فنظر فى جهاز التعقب ليشير الى تعقب زمنى وتعقب مكانى فوجد ان مكان الة الزمن ثابت فى احد الاماكن ولا يتحرك وبدأ يتحرك فى اتجاه ذلك المكان حتى وجد نفسه عند جامع الازهر وزحام شديد فى ذلك المكان وقوات كبيرة من رجال الشرطة والجيش وسمع هتافات كبيرة من الناس حتى شاهد الزعيم
 (جمال عبد الناصر) على المنبر يخطب فى الناس فعلم (عز) وقتها ان هدف (ايتان) هو اغتيال (جمال عبد الناصر) فحاول ان يركز فى مكان تواجده بدقة وبالرغم من انشغاله بالتدقيق فى جهاز التعقب الا ان خطاب (عبد الناصر)بدا يوثر فيه بشدة من اصرار على مكافحة قوى الاستعمار ومواجهة قوى العدوان بالايمان بالله وبالحق ومع نهاية الخطاب واستعداد (عبد الناصر) للخروج من المسجد لاحظ تحرك فى الموشر المكانى للجهاز الذى يتبعه فسار خلفه مباشرة حتى وجد نفسه فى نفس النقطة التى يتبعها حتى رفع بصره فشاهد (ايتان) وهو يرتدى بدلة قديمة ويهتف مثل الباقين بلغة عربية سليمة بينما يخرج شيئا من جيبه صغير جدا ويستعد لتصويبه فى اتجاه (جمال عبد الناصر) فجرى (عز) وسط الزحام نحوه حتى اسقط نفسه فوقه ليفاجىء (ايتان) بذلك وبعد ان اصبح (عز) فوقه اخذ يكيل له باللكمات المتعاقبة فحاول ان (ايتان) ان يوجه ذلك المسدس الصغير الحجم الى (عز)ولكن الاخير دفع يده ليسقط المسدس بعيدا وبمهارة رجل المخابرات المدرب استطاع (ايتان) ان يسقط (عز) الى الخلف وان يكيل الضربات المتتالية الى (عز)الذى ايقن ان المواجهة لن تكون فى صالحه ومع تجمع الناس حولهم للفصل بينهم صرخ (عز) فى الناس:
-ده اسرائيلى وعايز يقتل (عبد الناصر).
توقف الناس للحظات بعد تلك العبارة المفاجئة ولكن (ايتان) باغتهم بالهروب من المكان ليختفى وسط الزحام ليبحث (عز) فى جهاز التعقب عن مكان (ايتان) ليجده يبتعد عن محيط (الازهر)وبحث (عز)فى المكان الذى سقط فيه مسدس (ايتان)حتى وجده فتفحصه فوجده فى حجم علبة الكبريت وان لم يختلف شكله كثيرا عن شكل المسدس العادى الا انه رجح انه نفس المسدس الذى قتل به رجل المخابرات المصرى وبعد دقائق وجد (عز)صوت ازيز فى جهاز التعقب الخاص به فنظر في الجهاز بسرعة ليجد ان (ايتان) قد انتقل لعام 1964 وقد تعجب (عز) من ذلك التاريخ لماذا انتقل (ايتان) الى يوم 6 فبراير 1964 ما هو الحدث المميز فى ذلك اليوم من تلك السنة؟ انه لا يذكر شيئا محددا حدث هذا اليوم فأنتقل خلفه الى ذلك التاريخ وفى تمام السادسة مساء جلس على احد المقاهى فى منطقة وسط البلد لربما يعلم ما هو الحدث الجلل الذى من اجله عاد (ايتان) الى ذلك التاريخ بالذات،فطلب شاى من عامل فى المقهى وحاول ان يسترق سمعه للحوار بين رواد المقهى فلم يسمع شيئا يشده فأنتظر حتى اقترب منه العامل وساله:
-انا شايف الناس انهاردة مستعجلين كأن فيه حاجة مهمة متعرفش فيه ايه؟
- انت مش عايش معانا فى البلد ولا ايه يا افندى؟
- ليه؟
- انهاردة حفلة الست (ام كلثوم) وهتغنى اول مرة من لحن الاستاذ (عبد الوهاب)
والسهرة انهاردة للصبح.
ففكر (عز)بصوت مسموع:
-(ام كلثوم)و(عبد الوهاب) اول اغنية بينهم كانت اغنية (انت عمرى)سنة 1964.
كل تلك الافكار تسارعت الى راسه فسأل عامل المقهى فى شدة:
-الحفلة دى فين؟
- جنينة الازبكية.
فأسرع بالركض فحاول عامل المقهى ان يمسك به وهو يقول:
-حساب الشاى يا افندى؟
فوصل (عز)الى حديقة الازبكية بالقرب من ميدان الاوبرا فخلع جاكت البدلة وادعى انه احد العاملين بالحديقة حتى تمكن من الدخول الى حديقة الازبكية وقد شاهد على مؤشر التتبع ان (ايتان)بعد ان ظل موجودا فى ذلك المكان لفترة قام بمغادرته فأيقن انه قام بزرع شيئا ما فتفحص الاماكن التى ظل ماكثا بها لفترة طويلة من خلال الموشر حتى وجد اسفل المسرح متفجرات تم ضبطها لتنفجر فى تمام الواحدة صباحا فتطلع فيها محاولا ان يفهم كيفية ابطال مفعولها ولكنه لم يستطع فحمل تلك المتفجرات ووضعها داخل احدى الحقائب وسار بها حتى وضعها بالقرب من مبنى مديرية الامن وقام بالاتصال بمديرية الامن واخبرهم بوجود قنبلة بالقرب من مبنى المديرية وانها ستنفجر فى تمام الواحدة وانه ينصحهم بوضعها فى مكان ناء لتنفجر دون ترتيب خسائر لعدم امكانية ابطالها،وتحركت قوات من الشرطة عقب تلك المكالمة وقاموا فعلا بايجاد تلك القنبلة وعند عرضها على فريق من خبراء المفرقعات اعلنوا جميعا انهم لم يروا شيئا كهذا من قبل وانهم يرجحون انها ذات قوة تدميرية هائلة واتفقوا مع راى الشخص الذى قام بالاتصال بالشرطة واخبرهم بالقنبلة -عز- بضرورة وضع القنبلة فى مكان ناء وهو ما قامت به الاجهزة الامنية من خلال وضع القنبلة فى الصحراء مع عمل سلك شائك حول المنطقة لمسافة كبيرة جدا وفى تلك الاثناء اطمئن (عز)للجزء الاول من المهمة بنجاحه فى وقف مخطط (ايتان)من محاولة قتل (ام كلثوم) و(عبد الوهاب)والموجودين فى المسرح وأيقن ان (ايتان)يتحرك وسط خطة معدة مسبقا لعدد من التواريخ بحيث ينتقل لتنفيذ مخططات تم تحديدها سلفا فكانت اول تلك المراحل تدمير الثورة المصرية وقد افشلها رجل المخابرات الذى عاد خلفه وكانت المهمة الثانية اغتيال (عبد الناصر) بعد خطابه الشهير من على منبر الازهر ووقتها سيضعف ذلك من القوة المصرية ووقتها كان العدوان الثلاثى سيحتل (مصر)وقد افسد هو ذلك المخطط اما المحاولة الثالثة فأغتيال صوت (مصر)(ام كلثوم)و لحنها(محمد عبد الوهاب)منتهزا فرصة اجتماعهم معا فى تلك الاغنية فكما يذكر التاريخ ان (ام كلثوم)كانت تغنى على المسرح بينما (عبد الوهاب)فى الكواليس لا يفصل بينه وبين (ام كلثوم)سوى ستة امتار وقد افسد تلك المؤامرة ايضا والان عليه ان يكمل المهمة بالتخلص من (ايتان) لانه قد ينجو فى احدى المرات وان يغير فى التاريخ المصرى ففكر (عز) اثناء سيره فى الشارع وقال لنفسه:
-لو انا مشيت مع المؤشر بتاعه ممكن يكون مستعد وعامل لى كمين ، بس الاكيد انه لما تيجى الساعة 1 والقنبلة متنفجرش لازم هيجى على المسرح علشان يشوف ليه القنبلة مانفجرتش ووقتها المفاجاة تكون له.
واثناء اتجاه الى المسرح وجد (عز)ان الشوارع خالية تماما من البشر بعد بدات حفلة (ام كلثوم)وان الجميع بجوار الراديو لسماع الحفلة وبعد ان وصل الى المسرح استطاع الدخول الى الحفلة وببرود اعصابه الشهيرة اخذ يستمع للوصلة الاولى من الحفلة حتى انتهت ويتابع المؤشر الذى يشير الى مكان (ايتان) وفى تلك الاثناء كان (ايتان) جالسا فى تلك الشقة التى أستاجرها يستمع الى الراديو ويشرب الخمر حتى بدأت الوصلة الثانية فى تمام الثانية عشر واربعون دقيقة وبينما يستمع الى لحن (عبد الوهاب) الذى اخذ الجمهور يصفق بسببه وطلب اعادته العديد من المرات قبل ان تغنى (ام كلثوم) ليتمايل الملايين فى الوطن العربى كله مع هذا الصوت فيقول (ايتان)وقد بدا يشعر باقتراب نشوة النصر خاصة مع تبقى دقيقتان فقط على الواحدة من صباح اليوم الجديد ويقول بعد ان اثر الخمر عليه:
-الصراحة صوتك يا (ام كلثوم)حلو بس خسارة محدش هيسمعه تانى.
ونظر فى ساعته ليتبقى ثلاثون ثانية على الواحدة من صباح اليوم الجديد وعلى انفجار القنبلة فتابع الثوانى وهى تتحرك ويقول فى جنون:
-خمسة،اربعة ،ثلاثة،اتنين،واحد،صفر.
ولكن لم يحدث شى وظلت (ام كلثوم) صوت (مصر)تقول:
- ابتديت دلوقت بس أحب عمري، ابتديت دلوقت اخاف لا العمر يجري.
بينما صوت الجماهير والتصفيق الحاد لتحية (ام كلثوم) على الاغنية،فشعر بمرارة كبيرة كأن تلك الجماهير تشخر منه هو وقال فى غضب:
-اكيد فى حاجة غلط حصلت بس هخلص منهم مهما يحصل.
واسرع باتجاه المسرح فتابع (عز)تحرك المؤشر وهو يقترب باتجاه المسرح،وقام من مكانه فى الحفلة وخرج من باب المسرح وتحرك نو الجهة التى سياتى منها ايتان وفى الشارع الخالى من المارة بسبب حفلة (ام كلثوم) جاء من خلف (ايتان) وقال له:
-(ايتان).
فارتد (ايتان)بعنف للخلف عند سماعه لاسمه ووجد نفسه امام (عز)الذى اشهر المسدس الذى قام (ايتان)بقتل رجل المخابرات المصرى به وحاول اغتيال به (جمال عبد الناصر)،فقال (ايتان):
-انت؟
- تحيات المصريين عبر كل السنين.
واطلق الرصاص من المسدس فى قلب (ايتان) مباشرة دون ان يصدر من المسدس  اى صوت ويسقط (ايتان)ميتا ليتجه (عز)نحوه ويقوم باخذ الة الزمن التى وضعها حول يده وقام بافراغ كل ما معه من سلاح ومتعلقات وقام بضبط الالة للعودة بها الى زمنه فى نفس اللحظة التى غادر فيها الى ذلك الزمن وتوجه مباشرة الى منزله وقام بتشغيل اغنية (انت عمرى) ونظر فى الة الزمن وجهاز التتبع وقال:
-ممكن فى مرة اروح مع (اية)حفلة ل(ام كلثوم) او ل(عبد الحليم حافظ) بس ربنا يستر عليها وقتها من المفاجاة.
تمت

الخميس، 22 مايو 2014

مسرحية صحتك بالدنيا



مسرحية:صحتك بالدنيا
مسرحية من فصل واحد
المشهد الاول
دخل (ابراهيم) مستشفى وفى الخارج لافتة مكتوب عليها (مستشفى صحتك بالدنيا) حاملا شقيقه (اسلام)المصاب فى حادثة سيارة متجها به مسرعا الى الاستقبال ووضع شقيقه على اقرب مقعد وتوجه الى موظفة الاستقبال فوجدها تتحدث فى الهاتف مع صديقة لها فقال (ابراهيم) لها:
-لو سمحتى فى حالة طارئة.
فاشارت موظفة الاستقبال له بالصمت وقالت لصديقتها على الهاتف:
-بقى الواد الواطى قالك امبارح نروح السينما طب قولتيله ايه؟....... علشان خايبة كنتى تتقلى عليه شوية طب دخلتوا فيلم ايه؟
فقاطعها(ابراهيم) قائلا:
-يا ست الكل اخويا هيموت منى قبل ماتخلصلك حكاية الفيلم.
فقالت موظفة الاستقبال له:
-ايه يا استاذ مش شايف معايا تليفون مهم الدنيا ماطارتش وبعدين الاعمار بيد الله خليك مؤمن يا اخى..
فقالت لصديقتها(فى الهاتف):
-وبعدين رحتوا على فين.....خلاص ماشى هاكلمك كمان شوية....
فانهت موظفة الاستقبال المكالمة والتفتت الى (ابراهيم)وسالته:
-عايز ايه يا استاذ ؟
- نص كيلو جبنة براميلى.
- انت هتهزر؟         
- انا اللى بهزر؟! هو ايه اللى عايز ايه اخويا سايح فى دمه جنبى وجايبه المستشفى هكون عايز ايه تذكرتين بنوار شوفيلنا دكتور بسرعة.
- قبل مانستلمه او اشوفلك دكتور لازم تسيب2000جنيه رهن.
- رهن!!! هو انا جاى ااجر موتوسيكل؟
- والله هى دى اللوائح مش عاجبك تقدر تروح اى مستشفى تانية.
اخرج (ابراهيم)الاموال من جيبه واعطاها لموظفة الاستقبال التى اخذت تعد الاموال ببطء فقال بصوت (ابراهيم) بصوت منخفض حتى لا تسمعه الموظفة:
-ده انتى وشك يمرض السليم حار ونار فيكم.
فقالت موظفة الاستقبال لطبيب يقف فى الجانب:
-زبون جديد يا دكتور.
جاء الطبيب ومعه 2تمارجيه فسال الطبيب موظفة الاستقبال:
-هو دفع الرهن؟
-ايوه.
فقال (ابراهيم) لنفسه فى دهشة:
-برده رهن!!!!
بينما يقوم الدكتور بفحص(اسلام)قال ل(ابراهيم):
-لازم نقل دم تكون فصيلة(O).
- بس انا فصيلة دمى(A).
- يا تشوف متبرع يا اما تشترى كيس دم(O) من المستشفى.
- اشترى.
- حلو هنضيف ثمن كيس الدم على الحساب وتتبرع يا بطل بلتر دم.
- ما انا بقول لحضرتك ان فصيلة دمى (A).
- ايوه ماهو انت بتدفع ثمن الكيس وبتتبرع بلتر من دمك علشان نعوض الكيس اللى اخوك حياخده وبعدين صحة اخوك بالدنيا.
المشهد الثانى
فى عنبر المستشفى يرقد(اسلام) على السرير وبجانبه(ابراهيم)فقال الاول لاخيه:
-انا عايز اخرج من المستشفى ديه انا حاسس انها اللى هتموتنى.
فدخل فى العنبر رجل يبيع كشرى فى المستشفى يقول بصوت عالى:
-كشرى كشرى كل واتدلع قبل ماتودع.
واخر يبيع حاجة ساقعة وثالث يبيع سميط مناديا:
-سميط وبيض وجبنة.
فاتجه (ابراهيم) الى الممرضة وقال لها:
-ايه ده كشرى وحاجة ساقعة وسميط وبيض وجبنة فى المستشفى؟
-ايه يا استاذ خليها على الله ديه سبوبة خلى الناس تسترزق.
فاتجهت الى بائع الكشرى وقالت له:
-فيه عليك عشرين جنيه من امبارح غير ايجار انهاردة.
-عينيا يا جميل بس بافكر نزود السبوبة ونعمل مع الكشرى طواجن حلوة علشان العيانين تشد حيلها .
-وماله.
فاخذ(ابراهيم) شقيقه للانصراف من المستشفى جاءت موظفة الاستقبال
وقالت له:
-انت يا استاذ دافع الفين جنيه رهن.
- اه ورجعت الازازة.
- ازازة ايه؟
- ازازة الحاجة الساقعة اللى عليها الرهن.
- احنا هنهرج يا استاذ كده اتبقى عليك الف جنيه.
- ليه؟
- 10رد سلام و10 جنيه اجرة استماع لشكوى المريض.
- 10جنيه علشان تسمعوه عنده ايه؟
- طبعا علشان يفضفض،و80 جنيه استعجال علشان الحالة خطيرة،200 جنيه اجرة الغرفة فى اليوم وهو قعد 5ايام.
- هى الاوضة المعفنة ديه ب200جنيه فى اليوم.
- يا استاذ صلى على النبى فى قلبك ديه فيها مروحة، وثمن كيس الدم200 جنيه وانبوبة اكسجين 200 جنيه واجره الحمام ب100 جنيه فى اليوم.
- هو الحمام عليه اجرة؟
- اومال ايه ده كان بيدخل الحمام لوحده.
- ليه هو المفروض يدخل الحمام عزوة.
- 100جنيه للممرضات وفى مصنعية الدكتور200جنيه.
- مصنعية؟
- قصدى اجرة الدكتور ورسوم زياراتك 200جنيه و500 جنيه علشان عاش.
- نعم يا اختى هو الطبيعى انه يموت.
- يا استاذ مش المهم الفلوس صحتك بالدنيا.
تمت