الخميس، 26 مارس 2015

اطلانتس


اطلانتس
اصبح (عز) اقل بحثا عن المغامرات الخطيرة والمتاعب فى الاونة الاخيرة بعد حمل زوجته (هبة) واستعدادهما لاستقبال طفلهما الاول،الا ان المتاعب والمخاطر اذا لم يسع اليها (عز) تسعى هى وراءه ففى احد الايام واثناء نومه سمع صوت بالصالة ليستيقظ ويخرج مسدسه من درج الكومودينو ليضع يده على كتف زوجته برفق قائلا بهمس عقب استيقاظها:
-يظهر فى حرامى بره.
لتعتدل بسرعة وتقول:
-ايه؟
- بس انا هطلعله وانتى متتحركيش من هنا.
فاخرجت هى الاخرى مسدسها من الكومدينو الذى بجوارها لتقول:
-بس...
فقاطعها (عز):
-مفيش بس... استنى هنا.
تسحب (عز) الى الصالة ليجد شخصا يعبث بمقتنيات (عز) الخاصة التى بالدولاب
ليفتح النور ويقول بحسم:
-اى حركة هضربك بالنار.
ليستدير الرجل ليتبينه (عز) رجلا تجاوز الاربعين ذو لحية سوداء تتخللها شعرات بيضاء ويحمل على كتفه شنطة ولم تستطع (هبة) فى تلك الاثناء الانتظار فخرجت لتلحق بزوجها لتقف بجواره فى مواجهة الارض شاهرة مسدسها ايضا فأنتهز الرجل اللحظة التى ألتفت فيها (عز) الى (هبة) ليضغط على زر بساعة يد يرتديها ليختفى من المكان فهتفت (هبة) فى دهشة:
-اختفى فين؟
- سرق ساعة الة الزمن.
- ساعة الة الزمن اللى انت قولتلى عليها اللى رجعت بها ل1956 والستينات (راجع قصة مهمة فى الماضى)*.
- اه، ده كده مش حرامى عادى ده واحد عارف عايز ايه وجاى ياخد ايه، انا خايف يكون من جهاز المخابرات اللى سرق الة الزمن دى وعايز يرجعها علشان يدمروا تاريخ مصر زى ما حاولوا قبل كده (قصة مهمة فى الماضى)*.
- والعمل؟
أخرج (عز) الساعة الاخرى التى تتبع الساعة الاولى قبل ان يقول:
-لازم اتحرك وراء الساعة الاولى.
فقالت بهلع:
-بس...
- مفيش بس احنا مش عارفين اللى هيرجع بالزمن ده هيعمل ايه.
فأسرع بتغيير ملابسه ووضع المسدس بجيبه وقال:
-خلى بالك من نفسك ولو مرجعتش قولى لابننا او بنتنا اللى هيجى انى حبيته قبل ما اشوفه سلام.
فاندفعت (هبة) نحوه لترتمى بين ذراعيه وتقول وهى تبكى:
-هترجع انشاء الله خلى بالك من نفسك.
نظر (عز) الى ساعة التتبع ليعرف فى اى عام وصل ذلك الرجل ليجد انه عاد الى الماضى السحيق لقد وصل الى عصر قبل ميلاد المسيح بزمن طويل ليلتفت الى (هبة) ويقول:
-ده كده ممكن يكون رجع لعصر الفراعنة.
- هتعمل ايه؟
فدخل على الانترنت وقام بتحميل وطباعة ورقة بها ترجمة للغة الفرعونية ووضعها فى جيبه مع كراسة بها العديد من الورق الابيض وقلم وضغط على زر التتبع لينتقل لنفس العصر الذى به الرجل ولكنه وجد نفسه فى الخواء وكل ما قابله صحراء جرداء وظل يسير دون هدى حتى راى شخص فوق فرسه يرتدى زيا فرعونيا ليشير (عز) له ليتوقف الرجل ويتمتم بكلمات لم يفهمها (عز) فما كان منه الا ان اخرج الورقة التى بها الترجم وخط عليها باللغة الفرعونية ليكتب عبارة (اريد مقابلة الحاكم)،فتعجب الرجل من شكل القلم والورقة ونظر الى (عز) فى دهشة واشار اليه ليصعد خلفه على الحصان ليجرى به مسرعا حتى وصل الى احد قصر كبير ليقف امام الحرس ويقول كلمات سريعة ويشير الى (عز) الذى اخذ يتطلع الحارس اليه فى شك بسبب مظهره الغريب قبل ان يتركهم ويدخل الى القصر ويعود بعدها بلحظات قليلة وبحوزته ستة من الحراس ليصطحبوا (عز) الى داخل القصر مصوبين تجاهه الرماح ليقف امام حاكم الاقليم ليردد كلمات امرة له لم يفهمها (عز)
ليقوم الاخير باخراج قلمه وورقة ويبدا فى الكتابة باللغة الهيروغليفية طبقا للورقة التى بها الترجمة ويعطيها لاحد الحراس ليناولها الى الحاكم الذى نظر للورق بدهشة وقرا عليها ما كتبه (عز) والذى يقول فيه:
-انا لا اعلم لغتكم ولكن معى ما يمكن ان افهمكم عن طريق الكتابة فأقول لكم ما اريد وان افهم ما تريدون قوله وانى ارغب فى مقابلة ملك البلاد لامر هام.
فجاء الرد من خلال الكتابة على ورق البردى من كاتب الحاكم كما املاه الاخير:
-من انت ومن اين اتيت ولماذا تريد مقابلة ملكنا الاعظم؟
-كل الحديث التالى بين عز الحاكم سيكون عبر الكتابة الهيروغليفية دون ان نشير لذلك بعد الان- فقال (عز):
-لن استطيع ان اقول شيئا الا امام الملك.
- لكن الملك مشغول بالحرب الدائرة.
فربط (عز) بين الة الزمن والحرب التى يشير اليها الحاكم قبل ان يكتب:
-اريد ان اقابله لامر يتعلق بالحرب.
ومع خطورة الامر قرر الحاكم ارسال (عز) برفقة حراسة مشددة عبر مركب كبير الى طيبة حيث مقر اقامة الفرعون وارسل مع الحرس رسالة تحوى كل ما دار وفى قصر الفرعون دخل احد الحرس بالرسالة ليقراها امام الفرعون والكاهن ووزير الفرعون وقائد جيوشه ليأمر الفرعون بدخول (عز) ليدخل الاخير محاطا بالحراس ليسأله الفرعون من خلال الكتابة:
-من انت وما بلدك؟
- اسمى (عز) ومن (مصر).
- ولكنك لا ترتدى ثيابنا ولا تعلم لهجتنا ولا تستطيع التواصل معنا الا من خلال الكتابة وبعد الاطلاع عليها من تلك الورقة التى معك.
- ان حكايتى فى منتهى الغرابة لذا ارجو من جلالتك محاولة تصديقها فأنا جئت من المستقبل بعد الاف السنين خلف رجل جاء الى زمننا ولا اعلم سبب قدومه ولكنه سرق الة زمن فجئت خلفه من خلال الة اخرى تتبعه الى هذا العصر.
فتبادل الفرعون الكلام مع الحكيم وقائد الجيش قبل ان يكتبوا:
-ما معنى الة الزمن ولكنك تقول انك من المستقبل اثبت لنا ذلك اذا كنت صادقا.
فأخرج (عز) مسدسه من جيبه وكتب للملك:
- فليسمح لى الملك ان يشير الى اى هدف يريد تدميره.
فأشار الى احد الاوانى فصوب (عز) المسدس واطلقه عليها لتنفجر فى الحالى ويتطاير اجزاءها لتعم الفوضى والاضطراب فى المكان ويحيط الحرس ب(عز)
ليكتب كاتب الفرعون بناء على امر قائد الجيش:
-انه نفس السلاح الذى مع احد الاعداء واستخدموه ضدنا فى اخر المعارك واحرز لهم تقدما.
- اذن من جاء من المستقبل هو من اعطاهم السلاح ولكنى اولا اريد ان اعرف من العدو الذين تحاربونه.
- انها بالد قوية بلغت حدا من التقدم والقوة كبير للغاية حتى استطاعوا ان ينتصروا على جيرانهم وبداوا فى التحرش بقواتنا فى محاولة لغزونا ليبسطوا نفوذهم على العالم كله.
فهتف (عز) فى انبهار:
-اطلانتس قارة اطلانتس.
فلم يفهم احد ما قاله فكتب لهم:
-استطيع يا مولاى الملك ان اضمن لك الخروج من تلك المعركة بافضل النتائج مع الحصول على السلاح الذى مع العدو.
- كيف هذا؟
- عن طريق خطة تساعدنى على تحقيق مع وعدتك به مع عودتى الى عصرى مرة اخرى بعد الحصول على الة الزمن.
فتبادل الفرعون الحديث مع الحكيم والوزير وقائد الجيش قبل ان يوافق على خطة (عز) التى تمثلت فى تسلله لقارة اطلانتس برفقة (إمستى) احد اشجع الفرسان واحد القلائل الذين يتكلمون بلغة اهل اطلانتس ليتمكن من ترجمة كل ما يكتبه (عز) وتم ارسالهم الى جزيرة (اطلانتس) متخفيين بزى اهل البلد وهناك وجد تلك الجزيرة تشبه وصف (افلاطون) لها فشاهد المعابد الدائرية الثلاث والابنية الفارهة، وبترتيب من احد جواسيس الفرعون فى تلك المدينة استطاع ان يدبر اقامتهم فى بيته وما ان ارتاحوا من عناء الرحلة حتى ساله (إمستى) كتابتا:
-هل انت حقا من مستقبلنا؟
-نعم.
- وكيف لا تتحدث لغتنا؟
- لانى لست من المستقبل القريب وانما بعد عصركم بالاف السنين.
- هل حقا انت مصرى؟
فابتسم (عز) وكتب:
-نعم وربما كنت من سلالتك وانت جدى الاكبر.
فأقشعر بدن (إمستى) من تصور الفكرة قبل ان يكتب:
-هل ذكرنا فى عصركم بعد الاف السنين؟
- بالطبع فنحن نفخر بكم وبحضارتكم العظيمة.
- كيف سنصل الى الرجل الذى تسعى خلفه؟
فأشار (عز) الى الساعة التى فى يده ونظر واشار الى (إمستى) وكتب:
-اننا تلك النقطة الحمراء بينما الرجل الذى نسعى خلفه هو النقطة الزرقاء انظر كم هى قريبة منا.
فتابع (عز) متابعة الساعة قبل ان يكتب:
-لابد يا (إمستى) ان نتفق على اشارات بيننا بمعانى خاصة لاننا قد نتعرض لموقف لا يمكن معه الكتابة.
وظلا لمدة ساعتين يكتبان ويتعلمان اشارات ذات دلالات بينهما حتى بدا الظلام يزحف على القارة ليخرج الاثنان خارج البيت ويتسللان فى جنح الظلام يتبعان النقطة حتى وصلا لاحد البيوت واستطاع (إمستى) ان يتسلل داخله ليفتح الباب ل(عز) ليتبع الاثنان النقطة التى تشير الى الة الزمن حتى وجدها (عز) بأحد الادراج ليستيقظ صاحب البيت على صوت حركتهم ليقف امامهم شاهرا مسدس
فحاول (إمستى) ان يندفع نحوه لجهله بخطورة المسدس ليوقفه (عز) مشيرا له بان
يظل بمكانه ليقول (عز) بالعربية مخاطبا صاحب البيت باسما:
-زورتنى فى البيت فى نصف الليل قلت ارد لك الزيارة.
فلم يجبه الرجل ولم يظهر عليه الفهم فقال اشياء باللغة الفرعونية ليشير (إمستى)  الى (عز) مختصرا الكلام بالاشارات ما معناه انه يساله كيف اتى خلفه، فأشار (عز) ساخرا:
-بالسحر.
ليترجم (إمستى)  اشارة (عز) للرجل ليكتب (عز) بعدها على ورقة الى (إمستى) ليترجم الرجل:
-اساله كيف اتى خلفى الى عصرى بالرغم من انه من هذا العصر.
فترجم (إمستى)  الكلام ليجيبه الرجل:
-من خلال اختراع اعمل عليه لان الافكار والاختراعات مهما كان غريبا محل اهتمام لدى بلدنا ولا يتم استبعاد اى فكرة او اختراع لذا جربت السفر عبر الزمن ونجحت ولكن مع وصولى لعصركم فرغت كافة الطاقة فى جهازى ولم أستطع العودة مرة اخرى الى بلدى وعصرى ولكن جهازى استطاع ان يشير عبر ذبذبات خاصة الى جهاز اخر يستطيع السفر عبر الزمن وبما انى كنت احمل معى ذهب من عصرى وهو عملة تصلح لكل زمن استطعت ان اصل اليك وان اسرق الجهاز بالاضافة الى العودة بالعديد من الاسلحة من عصركم ووضعتها فى الشنطة التى كانت معى ورجعت بها بالاضافة الى كتيبات عن طريق استخدامها.
فكتب (إمستى) كل ذلك الى (عز) قبل ان يضيف الرجل:
-لقد تركتك تترجم له كل ذلك ليعلم من الاقوى وكيف سينتهى امره ولكن قبل ان اتخلص منكما ساجعلكما تعرفا مصير بلدكما سيتم تدميرها تماما فى غضون خمس سنوات مع بلاد الاغريق بعد ان يتم الانتهاء من الاختراع المدمر الخطير الذى يعمل عليه كافة علماء بلدنا لتخلو لنا ساحة القوى فى العالم كله هيا اكتب ذلك لصديقك ليعلم مصيره ومصير بلده.
فكتب ذلك (إمستى) الى (عز) ليطلق الرجل الرصاص باتجاه (إمستى) ليصيبه بذراعه وقبل ان يطلق النار على (عز) سحب الاخير مسدسه واطلقه عليه ليصيبه فى مقتل، ليبحث بعدها عن الشنطة التى تحتوى على الاسلحة ليجدها ويساعد (إمستى) على الهرب من المكان قبل تجكع الاهالى بسبب صوت الرصاص منطلقين الى بيت جاسوس الفرعون حاملين الة الزمن وجهاز التتبع الخاص بها بالاضافة لشنطة الاسلحة ليهربهم الى (مصر) قبل الفجر بعد ان قام (عز) بعد الاسعافات الاولية ل(إمستى) ليصلا بعد ذلك الى (مصر) ليستقبلهم الفرعون ويقصا عليه وكاهنه وقائد الجيش بما تم ويقوم طبيب الفرعون بعمل الاسعافات اللازمة ل(إمستى) ويوافق الفرعون على تطبيق خطة (عز) فى حربهم ضد (اطلانتس) فخرج (عز) مع الجنود الى ساحة القتال وبدا باطلاق القنابل التى سرقها من اطلانتس فى اماكن خالية بالقرب من قوات اطلانتس لتحدث ضجة كبيرة دون ان تقتل احد ولكنها للرهبة مما دعا حاكم (اطلانتس) الى طلب الصلح فوافق الفرعون عليه كما اشار (عز) فتسائل الوزير بمجلس الفرعون:
- لماذ لم نقض عليهم بالرغم من امتلاكنا الاسلحة الحديثة.
فأجاب قائد الجيش:
-ليس من شيمنا الانتصار بتلك الطريقة وانما ننتصر بشرف.
فأوما الفرعون موافقا قبل ان يكتب (عز):
-وهم يظنون انهم بعد خمس سنوات سيقضون علينا بذلك السلاح الذين يخترعونه ولا يعلمون انه سيسبب كارثة لهم تودى الى فنائهم وفناء قارتهم كلها بمن عليها.
فحيأ (عز) الفرعون قبل ان يستعد للعودة الى عصره وقبل ان يرحل عانق (إمستى)
فأعطى (عز) مسدسه بعد افرغه من الطلقات ل(إمستى) لكى يتذكره ليقوم الاخير باعطاء سيفه الى (عز) بالاضافة الى سوار ذهبى مشيرا باشاراتهم الخاصة:
-لن انساك ابدا يا صديقى.
- وانا ايضا لن انساك ابدا.
ليعود (عز) الى عصره بعد ان اتم مهمته حاملا سيفا فرعونيا وسوارا ذهبيا لتستقبله زوجته (هبة) بالدموع فرحا بعودته، اما الفرعون فبعد فناء (اطلانتس) بخمس سنوات من تاريخ المعاهدة بسبب تجربتها للسلاح الجديد أرسل فريقا للبحث عن بقايا القارة المفقودة فى اعماق المحيط الاطلسى ليكتشف عدد من الاثار المصنوعة من الكوارتز، والى الان هناك مخطوطة تدل على ارسال الفرعون لبعثة للبحث عن اطلانتس.
تمت








الاثنين، 9 مارس 2015

العبقرى هنا...وهناك


العبقرى هنا...وهناك
بدا (صلاح) متوقد الذكاء منذ حداثة سنه فكل من يراه يجزم بلا شك بان ذلك الصبى سيكون عبقريا باى مقياس من المقاييس،بدأ المحيطون من حوله ملاحظة تلك العبقرية بعد ذهابه مباشرة الى المدرسة ولم تقتصر عبقريته على المجال العلمى فقط بل فى كافة المجالات فشملت عبقريته مجال العلوم وفى المناقشات مع من يكبروه سنا وفى حل الالغاز والاحاجى وحتى فى الخدع والحيل التى يمارسها ضد اصدقائه بالاضافة الى تفوقه على جميع اقرانه فى اى لعبة تعتمد على الذكاء حتى انه تغلب على من هم اكبر منه سنا وأول عقبة اعترضته عندما كان فى السنة الرابعة الابتدائية حيث قررت عليه مادة العلوم لاول مرة وبعد ان بدأ يسبح فى ذلك العالم بالاضافة للرياضيات بمنتهر السهولة عكس باقى زملائه الذين كانوا يصارعون فى تلك المادتين وحوشا اسطورية حتى انه بدأ يساعدهم ولم يقتصر فى مجال العلوم والرياضيات على ما يتم يدرسه فى المدرسة بل تخطاه ليبحث فى نظريات ومعادلات غير مقررة عليه حتى كان اليوم الذى واجه فيه اولى نماذج البيروقراطية فى حياته عندما عرض استاذ مادة العلوم نظرية علمية فرفع (صلاح) يده ليسمح المدرس له بالكلام ليقول (صلاح):
- النظرية دى يا استاذ غلط وتم اثبات خطئها وتم تغييرها فى كل كتب العلوم الا الكتاب المدرسى.
فنظر المدرس له فى دهشة وتسائل:
-نظرية ايه اللى غلط؟
- النظرية اللى حضرتك بتقولها تم اثبات انها خطأ من سنتين.
- اسمع يابنى طول ما وزارة التربية والتعليم منزلة النظرية دى فى الكتب يبقى نظرية صحيحة لغاية ما المناهج تتعدل.
- ازاى يا استاذ؟
- زى ما بقولك كده احنا ملتزمين بمناهج الوزارة.
- بس كده يبقى احنا بنتعلم غلط.
- اخرس عيب تقول الكلام ده اطلع بره.
فخرج (صلاح) للمدرس ليقول الاخير:
-  انت هتتعاقب وتقف وشك للحيطة ورافع ايديك لاخر الحصة.
وبالفعل تمت معاقبة (صلاح) فتعلم يومها ان لا يصرح بخطأ قدمته الحكومة على انه صواب وان يحتفظ بالمعلومة الصحيحة له فقط دون ان يصرح بها لاحد وان يدرس من خارج المقررات ما هو الصحيح وان ينجح وبتفوق فيما وضعته الوزارة من مقررات خطائة دون ان يستند عليها مستقبلا، وبعد سنوات عندما وصل (صلاح) للثانوية العامة بينما ادركت الوزارة اخيرا الغاء النظرية فى مجالات العلوم العالمية والغتها من مقررات المرحلة الابتدائية ووضعوا بدلا منها نظرية اخرى تم الغائها ايضا من الاوساط العلمية من سنة فقط،استطاع (صلاح) ان يجتاز الثانوية العامة ب99% ليلتحق كما حلم طوال عمره بكلية العلوم بالرغم من ان مجموعه يتيح له الالتحتاق بكلية الطب او الصيدلة الا انه فضل كلية العلوم وبداخل الكلية اثبت تفوق واضحا وطوال اربعة سنوات وهو الاول على دفعته بتفوق واضح عن باقى اقرانه ليتخرج الاول على دفعته ولكن لم يتم تعيينه معيدا فى الجامعة فذهب الى موظف بشئون الطلبة وساله بغضب:
-ازاى ابقى الاول اربعة سنين على الدفعة ومتعينش؟!
- اللى اتعين (ابراهيم سلام).
- ده السادس على الدفعة؟!
- (ابراهيم سلام) ابن الدكتور (غالى سلام).
فصمت (صلاح) لحظات وتسائل:
-قصدك علشان  يبقى ابن الدكتور....
فقاطعه الموظف:
-انا مقلتش حاجة واللى تفهمه افهمه.
انصرف (صلاح) شاعرا بالاحباط ولكنه لم يتوقف على التعيين فى الكلية فبدأ فى مجال البحث العلمى حتى استطاع بعد سنتين من العمل الشاق ان يصل لاكتشافات رهيبة فى مجال الادوية فقدمها الى احد العلماء من ذوى الاسماء الرنانة ليقدم له ذلك الاكتشاف الرهيب فما كان من العالم الجليل الا ان نسب الاكتشاف لنفسه وسجله باسمه وتقاضى ملايين بسبب ذلك الاكتشاف واصبح حديث العالم كله
فلما واجه (صلاح) قال العالم له:
-الاكتشاف خلاص اتسجل باسمى مفيش قصادك غير حل واحد.
- ايه؟
-تاخدلك مبلغ وتروح لاى بلد من اللى بيقدروا العلم وتحاول تبدأ من هناك.
ولم يجد (صلاح) سبيلا سوى الموافقة لياخذ منه مائتى الف جنيه ليسافر مباشرة الى خارج البلاد ليحصل بعد سنة واحدة على جنسية اوروبية بعدما اكتشفه عبقريته وسخروا له كافة الامكانيات ليحقق بعد ثلاث سنوات فقط العديد من الاكتشافات العلمية الكبيرة ليصبح حديث العالم كله ويحصد بعدها جائزة (نوبل)، لينضم الى قافلة العباقرة الذين لم يحصلوا على فرصة فى بلدهم واثبتوا تفوقهم فى الخارج.
تمت