الخميس، 27 ديسمبر 2018

قصة حب أخرى


قصة حب أخرى
بداخل كافتريا متوسطة المستوى جلس شاب يناهز عمره الخامسة والعشرون يتطلع بحب شديد الى فتاه تقاربه فى السن قبل ان يقول:
- انا خايف من مقابلة والدك.
- ليه يا (ابراهيم)؟! انا قولتله بصراحة عن كل حاجة وانك بتحبنى وانا ببادلك نفس الشعور وقولتله على كل ظروفك وبعدين بابا مربينى على حرية الاختيار وعمره ما رفض ليا طلب.
- ده مش طلب يا (كنزى) ده جواز ومستقبل وبعدين الفرق بينا كبير اوى انا من الشرابية وانتى فى فيلا فى التجمع.
- قلتلك انا ميفرقش معايا الكلام ده.
فى اليوم التالى توجه (ابراهيم) الى فيلا فزادت فخامتها من ارتباكه وبقدوم والد (كنزى) انتفض واقفا ليصافحه الرجل متفحصه بابتسامة بشوشة قبل ان يدعوه للجلوس فى ترحاب قائلا:
-عامل يا ابو (خليل) مش اسمك (ابراهيم) برضه؟
فقال (ابراهيم) مرتبكا:
-ايوه يا افندم.
- كلمنى عن نفسك شوية يا ابراهيم.
- انا يا افندم عندى خمسة وعشرين سنة متخرج من كلية الاداب قسم فلسفة وبشتغل كول سنتر مع (كنزى) بنت حضرتك ووالدى موظف فى شركة الكهرباء ووالدتى ربة منزل واخويا فى كلية الحقوق.
- ممتاز، تقدر يا (ابراهيم) تفتح بيت؟
- ان شاء الله يا افندم بس طبعا مش فى نفس المستوى اللى (كنزى) عايشة فيه.
- اكيد يا ابراهيم انت لسه فى اول حياتك، صحيح مرتبك كام؟ اصل بصراحة معرفش كنزى بتقبض ايه يادوب بتصرف مرتبها فى اول ثلاثة ايام وبعدها بتاخد فلوس اكتر من سبعة الاف جنيه فى الشهر اصلها رافضة انى اشغلها فى شركة من شركاتى او عند حد معرفة حماس شباب.
فصمت ابراهيم للحظات وقال لنفسه:
-ان هذا الرجل ليس سهلا فبالرغم من بشاشته وترحابه الا انه اوصل اليه فارق المستوى بينهم.
فقال (ابراهيم):
-ثلاثة الاف جنيه.
- حلو مش وحش بس مدخر حاجة تقدر تبدأ بها مصاريف الجواز.
- ممكن نبدأ حياتنا فى ايجار جديد.
- فين؟
فأرتبك (ابراهيم):
-ممكن عندنا فى الشرابية.
فصمت الرجل وعلت وجهه ابتسامة شعر (ابراهيم) انها تحمل سخرية
وبدأ يتحدث معه ما يقارب الساعة قبل ان ينهض (ابراهيم) للرحيل ليتجه الاب الى ابنته لتسأله بلهفة:
-ايه رأيك فيه يا بابا؟
- شكله شاب مجتهد ومحترم.
- يعنى موافق يا بابا.
- موافق على ايه انا لسه بكون انطباع عنه ودى اول مقابلة معاه، متقلقيش يا حبيبتى كله فى الاخر نصيب وخير ان شاء الله.
فتوجه الرجل الى زوجته التى قابلته بحنق لتساله:
-هتعمل ايه هتوافق؟
- انتى مجنونة طبعا لا بس انا عملتلها اللى هى عايزاه وقابلته علشان مايبنش انى واخد موقف من اختيارها او بسبب ظروفه ومتتعلقش به اكتر وبعدين هعرف ازاى انهى الموضوع.
- يعنى مش هتجوزها الولد ده اصلى سمعتك بتقول عليه مجتهد ومحترم.
- وده حقيقى محترم ومجتهد بس لنفسه ولاهله ولواحدة من طبقته مش لنا اللى هما فيه ده شغل شباب اتعلقوا ببعض وممكن يكون حصل موقف طلع معاها جدع فيه بس فى الاخر ده اعجاب.
ولم يمض الشهر الا وكان (ابراهيم) قد انفصل عن (كنزى) بعد ان فتح والدها عينيها على الفارق بينهما، لتترك بعدها العمل وتعمل مع والدها فى شركته وتخطب بعد انفصالها عنه بستة أشهر من شاب فى نفس مستواها الاجتماعى، فعرف (ابراهيم) كل تلك الاخبار وجلس مع صديق عمره على القهوة وقص عليه ما حدث فقال صديقه:
-بس ابوها ده باشا خد البنت على قد عقلها وركبك المرجيحة وخل الموضوع وهيجوزها زى ما كان عايز ومن غير ما يضغط عليها.
فصمت (ابراهيم) بتاثر وقال:
-بس انا كنت بحبها لنفسها.
- حتى لو حبيتها لنفسها انت برضه غلطان.
- ازاى؟
- لما عرفت انها ساكنة فى فيلا فى التجمع وخريجة كلية من ثلاث حروف بالانجليزى وعندها عربية وبتركب اوبر كان لازم تبعد عنها.
- يظهر ان عندك حق.
فأكمل صديقه:
-اهى تجربة فى حياتك هتتعب شوية دلوقتى بس بعد كده هتقابل غيرها اللى من توبك وهتبقى مجرد ذكرى تبتسم وتحس بشجن لما تفتكرها ومين عارف يمكن ربنا يكرمك وتعدى وتخلف بنت وساعتها برضه تبعد بينها وبين واحد شحات زيك عايز يتجوزها.
تمت