الجمعة، 8 ديسمبر 2017

بريد الغرام



بريد الغرام
بالرغم من ان (فكرى) الصحفى الشهير قد جاوز الخمسين منذ سنوات الا انه مازال يتمتع بنشاط الشباب ولا يعتمد مثل غيره من كبار الصحفيين على فريق يودى كل فرد دور فى العمل ليخرج اسمه فقط فى الاخر بالعكس فهو ينفذ كل مشروعاته بنفسه الا ان اهم ما يميزه هو افكاره العبقرية الجديدة بالرغم من سنه الا انها تناسب كل الاجيال بالاضافة لبساطتها وسهولة تنفيذها وعدم حاجتها لتكلفة كبيرة لذا كان من الطبيعى ان تتصارع كافة الصحف على مختلف اتجاهاتها على (فكرى) وان ترصد له ارقاما خيالية بالاضافة الى الوضع المناسب له فأستقر على جريدة خاصة تعتبر من اكبر ثلاث جرائد فى البلد كلها من حيث التوزيع وفى الاجتماع الاول مع رئيس مجلس الادارة والتحرير طلبوا رايه فى عدد من المشكلات ولافكار جديدة فاعطاهم حلول سهلة وبسيطة وعبقرية لحل المشكلة بالاضافة لافكار عبقرية لتطوير الجريدة واحدى تلك الافكار هى تخصيص صفحة للقراء لارسال قصص مرعبة مروا بها فى حياتهم وقد كانت فكرة جديدة وعبقرية فاضافت للجريدة فقد وجد الناس شغف لان يقراوا قصصا حقيقية حدثت لاشخاص مثلهم وقد ظهر معدل التوزيع اكبر بعد تطبيق افكار (فكرى) بشهر واحد فقط وتيقن رئيس مجلس الادارة ان الرجل يستحق كل جنيه يتقاضاه من الالوف التى يحصل عليها شهريا والحق ان (فكرى) بالرغم عبقريته متواضعا لاقصى درجة ولم تكن الماديات اول اهدافه بل النجاح هو ما يحقق سعادته، فأجتمع به رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير فى احد الايام ليقول الاول له:
-افكار حضرتك عبقرية يا استاذ (فكرى) احنا عاوزين فكرة من الافكار العبقرية نوصل بها للشباب من سن 16 لسن 35 لان الاستطلاع اللى عملناه رصد ان اقل شريحة متابعة لجريدتنا هى شريحة الشباب فى السن ده.
فضحك (فكرى) وقال:
-المشكلة فى جريدتنا فقط، المشكلة انصراف الشباب عن القراءة بشكل عام.
فصمت رئيس مجلس الادارة فأضاف (فكرى):
-بس ده ميمنعش ان عندى فكرة كنت عايز اعرضها على حضراتكم خاصة بالشباب .
فتسائل الاثنان بلهفة:
-ايه؟
- نثبت جزء من الجريدة نكتب فيها عن حاجة تهم الشباب نفسهم وتكون طالعة منهم.
- زى ايه؟
- هى فكرة تقليدية مكانش فيه جريدة او مجلة فى القرن اللى فات والا وكانت موجودة فيه نخصص باب بعنوان (بريد الغرام) للرد على مشكلة او استفسار يتعلق بالجانب العاطفى للشباب وطريقة ارسال الاستفسارات نفس الطرق القديمة بالخطابات.
فتبادل الاثنين النظرات غير مصدقين قبل ان يقول رئيس التحرير:
-بس حضرتك قلت بنفسك انها فكرة قديمة جدا من القرن الماضى وممكن...
فقاطعه (فكرى) بحماس:
-علشان كده اعتقد انها هتنجح خصوصا ان معظم مشاكل الشباب العاطفية متشابهة واحنا لازم ننصح ولادنا فى السن ده بخبراتنا.
فصمت يتطلع لهما فوجد التردد والانكار فى عينيهما فقال محفزا:
-وانا اللى همسك الباب ده وارد على الجوابات بنفسى.
فقال رئيس مجلس الادارة:
-انا موافق هنجرب اسبوعين اتفضل يا استاذ (فكرى) صيغ فكرتك.
فشكرهما (فكرى) وانصرف سعيدا قبل ان يقول رئيس التحرير:
-ازاى توافق على الفكرة دى هتفشل فشل ذريع وهنبقى اضحوكة.
- انا عارف انها مش هتنجح بس انا مش عايز اخسر العبقرى ده هو بنفسه لما يلمس فشل التجربة هو اللى هيطلب وقفها.
وتم نشر الفكرة فى موقع الجريدة لتنهال التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعى ولكن نجاح الفكرة ظهر مع ورود مئات الخطابات الى الجريدة فى اليوم الاول حتى (فكرى) الذى توقع نجاح الفكرة لم يتوقع كل هذا النجاح فوضع الخطابات امامه وامسك بالخطاب الاول فادرك من الوهلة الاولى انه يخص فتاة فخطابات الفتيات مميزة برائحتها الذكية والخط الذى كتب به كما ان خطابات الاولاد مميزة بانها غير مميزة على الاطلاق ففتح الخطاب وبدا يقرأ:
-السيد (فكرى) تحية طيبة ، انا (أ) فتاة فى منتصف العشرينات مترددة اشياء بسيطة تجعلنى فى منتهى السعادة قد تكون تافهة لدى البعض ولكنها مهمة بالنسبة لى هذه انا احببت ان اخبرك عن نفسى اولا ثانيا اود ان استشيرك فى موقف حدث لى حيث لاحظت محاولة صديق لى يحاول التقرب منى اكثر فدائما يختلق الحجج لان يتحدث معى اكثر وان يعرفنى بنفسه وان يعرف عنى المزيد وان لم يخرج للحق عن حدود الادب فكلامه دائما فى اطار الاحترام وشعرت بانى اذا اعطته المساحة سيسألنى الارتباط به لاحقا فشعرت وقتها بالخوف ففعلت الامر الذى اجيده عندما اتوتر (الهرب) بدات التهرب منه فاذا رايته فى المكان انشغل فى محادثة مع اخرين اذا وجدته جالسا فى مكان ابتعد للجلوس فى مكان اخر حتى اخر موقف التقيته تجاهلت وجوده بشكل قاسى، انا مثل باقى البنات احلم بالزواج ولكنى اخاف الاختيار فأخاف بعد ان اختار ان يكون اختيارى خاطئنا، ارجو منك النصيحة.
فلما قرأ (فكرى) الخطاب كتب الرد الذى سيضعه فى الجريدة جوار اسفل صورة الخطاب الذى سينشره وجاء محتوى الرد كالاتى:
-ابنتى (أ) اعتقد انك لا تخافين الارتباط انك تخافين الاختيار الخاطىء فدائما ما تسألين نفسك ماذا لو اخترت خطأ اعتقد ان هذا لا يتعلق بالارتباط فقط بل باختياراتك فى حياتك كلها فتلجأى للهروب او التأجيل فلا تخافى من اختيارك نصيحتى الثانية لا تغلقى بابا للرزق دون معرفة تفاصيله فالزواج رزق فلا ترفضى رزقا دون ان تعرفى كل شى عنه  او لخوف من مجهول ادرسى الامر واتخذى القرار بقلبك وعقلك اما اذا لم تشعرى تجاهه بالقبول فهنا اؤيدك بقوة اما الهرب دون سبب فراجعى نفسك.
فتح (فكرى) بعد ذلك الخطاب الثانى فأدرك انه يخص فتى وبدأ فى قراته:
-تحية طيبة استاذ (فكرى) انا (أ) شاب فى نهاية العشرينات كنت دائما ابحث عن فتاة بمواصفات خاصة لاخطبها وبعد فترة كبيرة وجدت فتاة مناسبة ليست بها كافة الصفات ولكنها مناسبة عن طريق جواز الصالونات وسعدت بها جدا وبعد اول لقاء بأسبوعين تم تحديد موعد الخطبة وبعدها بشهر تمت الخطبة ولكن بعد الخطوبة ظهر فى حياتى فتيات اخريات بالمواصفات التى كنت احلم بها وما زاد من معاناتى تلميحهن لى بالاعجاب حتى ان احداهن قالت لى صراحة بانها لتوافق بى اذا خطبتها فبدات فى مخاطبة نفسى لما لم يظهرن قبل خطبتى وظل سؤال هل استمر فى خطبتى ام افسخها هذا السؤال يلح على بشدة ؟ ارجو ان اجد عند حضرتك الاجابة وشكرا.
ابتسم (فكرى) وبدأ فى كتابة الرد كما يلى:
-ابنى العزيز (أ) ردى على سؤالك فى نقطتين فقط الاولى يبدو ان الشيطان يلعب معك لعبته الكبيرة بعد ان استقريت على فتاة بعد طول بحث وقررت ان تتزوجها فتدخل ليفسد عليك حياتك وينغص راحتك ، النقطة الثانية ان الفتيات ظهرن الان بسبب ان الممنوع مرغوب فبعد ان تيقن انك ستصبح لغيرهن فانك اصبحت رغبة امتلاك لهم بالاضافة الى ان بعد خطبتك رأين انك جاد فى مسالة الزواج وهى مسالة اصبحت صعبة للشباب والبنات بسبب الظروف الحالية فى النهاية اذكرك بان الفتاة التى وافقت عليك لم يكن وقتها احدا انت مرتبط به وبالرغم من ذلك وافقت عليك .
وفى النهاية خرج الخطابين ومعهم رد الاستاذ (فكرى) وبدأ يحقق الباب نجاحات كبيرة
تمت
الى اللقاء لقراءة خطابات اخرى ومناقشتها قريبا
1-اغنية جواب (عبد الحليم حافظ)
2-اغنية ابعتلى جواب (صباح فخرى)
3- اغنية مراسيل (محرم فؤاد)
4- اغنية مراسيل (ايهاب توفيق)
5- اغنية البوسطجية اشتكوا (رجاء عبده)
6- اغنية عايز جواباتك (نجاح سلام)
7- اغنية اكتبلى جوابك (ليلى مراد)
8- اغنية جوابات (نادية مصطفى)

الخميس، 26 أكتوبر 2017

الرعب

                             الرعب
فتح (عز) عينيه ليجد نفسه في غرفة واسعة شبه مظلمة لكنه استطاع ان يرى أربعة رجال وفتاة نائمين بجواره فاستنتج تخديره اختطافه بعد خروجه من مكتب المحاماه الخاص به فايقظهم ليتسائلوا في دهشة عن سبب وكيفية وجودهم في هذا المكان ولم تطل دهشتهم فسمعوا صوت من مايكروفون مثبت بالغرفة يقول :
- واهلا وسهلا بكم مفيش داعي تندهشوا أنا بكل فخر اللي جمعتكم هنا، أنا مين؟ واحد له نفس اهتمامكم وهوايتكم وهو الرعب، اعرفكم ببعض الأول نبدأ بالاكبر سنا الأستاذ(يوسف الغمراوي) المخرج الكبير .
فالتفت الجميع إليه فتعرفوا عليه بجسده المترهل وصلعته وعينيه الدقيقة بنظراته الزائغة، فاكمل الصوت :
- هو أشهر من نار على علم ومعروف أن شغفه بالرعب قد جعل كل أفلامه في هذا المجال دون غيره حتى ان النقاد أطلقوا عليه لقب (هيتشكوك العرب) وبالرغم من تقليدك لعدد من أفلام شركة  hammer إلا أني من أشد المعجبين بافلامك.
فانتقل الصوت للحديث عن الشخص الثاني ذو القامة التي تميل للقصر وشعره اسود وأن غزا اللون الابيض جانبي شعره ويرتدي نظاره طبية، فقال الصوت عنه :
-الدكتور(أحمد فريد) الأديب والكاتب الكبير أحد رواد أدب الرعب في (مصر) حتى مع اقتباسك لعدد من القصص والأفلام الأجنبية إلا أن هذا ل يمنع موهبتك التي أضافت لأدب الرعب في البلاد وأنا شخصيا من قراءك.
فانتقل الصوت للحديث عن الشخص الثالث وهو رجل في منتصف الأربعينات طويل القامة فقال الصوت:
-(محمد يوسف) مذيع الراديو الشهير وصاحب فكرة تقديم قصص رعب في الراديو.
وانتقل الصوت للحديث عن الشخص الرابع شاب في أواخر الثلاثينات ليقول:
- (رامي هلال ) نجم السينما الشهير وبرامج المقالب اللي بتعتمد على الرعب بسبب حبه للرعب وصاحب التصريح المشهور ان الممثل الشهير (كريستوفر لي cristopher Lee ) هو مثله الأعلى .
فاكمل الصوت متحدثا عن الشخص الخامس:
- (عز) المحامي الشاب الذي أصبح على درجة من الشهرة بسبب مغامراته في عالم الرعب والميتافيزيقا بالإضافة لمساعدته للشرطة في حل العديد من الجرائم الغريبة .
فانتقل الصوت للفتاة التي بدت صغيرة ذات وجه مستدير وبيضاء البشرة وترتدي نظاره طبية فقال عنها:
- اخيرا فتاتنا الصغيرة (لوجين) ذات السادسة عشرة عاما فهي على عكس الجميع لا تتمتع بأية شهرة ولكن المعروف بين اصدقاءها حبها الشديد لكل ما يتعلق بالرعب أكاد أجزم بأنها شاهدت جميع افلام الرعب العربية والاجنبية القديمة والحديثة منها بالإضافة لتلال كتب الرعب الموجودة بغرفتها.
فقال(عز) في هدوء:
-جميل جدا أنت عارفنا كلنا وعرفتنا ببعض أنت مين؟
- أنا واحد زيكم من عشاق الرعب وقررت العب معاكم لعبة صغيرة هتعيشوا فيها الرعب الحقيقي وممكن تخسروا حياتكم في اللعبة دي، قواعد اللعبة بسيطة.
فظهر أمامهم بلورة وبداخلها عدد من الكرات  الصغيرة مثل التي تستخدم في قرعة البطولات الرياضية ليقول الصوت:
- أنا قسمتكم كل اثنين فريق المخرج الكبير مع الممثل الشهير و الأديب العظيم مع المذيع المعروف و المحامي الشاب وطالبة الثانوية العامة ايه المطلوب من كل فريق أنه يفضل على قيد الحياة، الكرات الصغيرة مكتوب فيهم تيمة أو فكرة أو عنوان حاجة مرعبة مشهورة أنا تتبعت طول عشر سنين الحاجات المرعبة في العالم كله وقدرت اجمع معظمها واللي ثبت عدم وجوده صممت نفس الفكرة وعملتلها محاكاة بالعلم ومقصرتش في دفع ملايين من ثروتي المهولة في سبيل الصرح اللي انتوا فيه المهم  كل فريق هيسحب كورة واحدة بس والتيمة أو الفكرة المرعبة اللي هتطلع هيواجهوها لو اجتازوها هيعيشوا لو ماتوا الفريق الثاني هيكمل مكانهم ولو اجتازوها هيسحبوا الكورة الخاصة بهم.
بدأ الستة في التوتر وسب ذلك الشخص متهمينه بالجنون ولكنه قاطعهم :
-هي دي القواعد علشان تخرجوا أحياء من المكان ده، هنبدا بالمخرج والممثل فيه نصيحة خلف كل ورقة ممكن تساعدكم.
فتقدم المخرج وأمسك إحدى الكرات فوجدها ملمسها بارد في يده وفتحها لينكشف الضوء في القاعة كلها ويجدوا شاشة عملاقة خلفهم مثبت عليها صورة الورقة التي فتحها المخرج ومكتوب فيها (ميثولوجيا اغريقية) فقلب الرجل الورقة وكتب على ظهرها(البصر نعمة ولكن في بعد الأحيان قد تتحول الى نقمة)
وفجأة فتحت الأرض ليسقط كلا من المخرج والممثل وتنقل الشاشة صورتهم للاربعة الأخرين بينما يقول الصوت:
- دي قاعة المفروض تخرجوا من الباب اللي في آخر القاعة بس فيه كائن بيحرس الباب لازم تموتوا علشان تعبروا الباب فيه سيف ومراه تحت رجلكم الكائن مش بيموت بايده مش بيقتل عبير بحاجة واحدة بس المفروض بعنوان المهمة والتحذير وكل اللي قلته عرفتوا به الكائن حظ سعيد.
فاخذ الممثل السيف بينما أخذ المخرج المرآه وسار الاثنان سويا حتى اقتربا من الباب  فوجدا كائنا فاقترب الممثل حاملا السيف ولكن قبل أن يصل للكائن كان قد سقط أرضا وفي رأسه ثقبا من الليزر بينما صوت فحيح يصدر من الكائن وما هي إلا لحظات حتى قتل أيضا المخرج بنفس الطريقة فقالت (لوجين) للآخرين بتأكيد:
-الجرجونة أو (ميدوسا) الكائن اللي بيحول كل اللي بيشوفه لحجارة موجودة ودي موجودة في الميثولوجيا الإغريقية واللي قتلها (بيرسيوس) في الاسطورة.
فوافقها الكاتب قائلا:
-صح اكيد هو صمم حاجة فيها محاكاة للاسطورة بحيث اللي يشوفها تطلع ليزر قاتل يموت اللي شافها.
ففتحت الأرض مرة أخرى لينتقل الكاتب والمذيع ليواجهوا هذا الكائن إلا إنهم لم يستطيعوا أن يتحاشوا النظر إلى الكائن ليلحقوا بالقتلي السابقين.
فنزل (عز) و(لوجين) ليقول الاول لها:
-غمضي عينيكي واوعى تفتحيها مهما يحصل
فسحبها من يدها وهو ينظر إلى الأسفل حتى اقترب من الباب وهو يحمل السيف فوضع المرآه في يد الفتاه ووجها صوب الباب ودار بالجنب ببطء وعيناه تتابع المرآه ليقترب من الكائن عن طريق رؤيته في المرآه وبضربة سيف قوية اطار رأس الكائن وسحب الفتاة وعبر الباب ليجد نفسه في القاعة التي كانا بها ويسمع الصوت يقول:
-مبروك نجاتكم في الاختبار ده دلوقتي وقت آخر اختبار اسحبوا كورة.
فاقترب (عز) وسحب كورة وفتحها ووجد مكتوب فيها (القربان) فقلب الورقة ووجد مكتوب عليها من الخلف (ان تعلم متأخرا لا يختلف كثيرا عن ان لا تعلم)
فوجدوا أنفسهم يسقطون في أنبوبة كبيرة يتدحرجون منها حتى وجدوا أنفسهم في حديقة واسعة ويبعد عنهم بثلاثمئة متر عشر رجال وعشرة نساء لا يرون (عز) و(لوجين) ووقف هؤلاء الناس أمام تمثال كبير من القش وصل طوله إلى ثلاثة أمتار فقال الصوت:
-هؤلاء الناس لديهم فتاة سيستخدمونها كقربان ويرحقوها داخل هذا التمثال إذا مررت بجوارهم ولم تتعرض لهم سيتركونك حتى تمر من الباب وتكتب لكم النجاة أما إذا حاولت إنقاذ الفتاة فقد تندم القرار لكما.
فاندفع (عز) تجاهم وخلفه (لوجين) ووقف أمامهم وطلب منهم أن يتركوا الفتاة فقال كبيرهم وهو رجل طويل ذو شعر ابيض:
-ارحل من هنا.
فاستعد (عز) للاشتباك معه ولكن (لوجين) أمسكت يده وتنحت به جانبا وقالت:
- الراجل اللي خاطفنا بيكرر أحداث فيلم (the wicker man ) لما جماعة من الملحدين بيستدرجوا ظابط وبيخدعوه ان فيه بنت مخطوفة علشان تتقدم قربان وفي الاخر بنكتشف ان الظابط هو اللي اتقدم قربان وحرقوه في تمثال من القش زي ده.
-انا عارف الفيلم واتفرجت على الفيلمين القديم بطولة (cristopher Lee ) والثاني لبطولة (Nicolas cage ) بس هنسيب البنت دي كده.
-أنا متأكده أنها معاهم وأن اللي خاطفنا عايزنا ناخد القرار بنفسنا اننا نروح لهم زي الفيلم لما أهل القرية طلبوا منه يمشي وهو رفض  وبيطبق تيمة الرعب المشهورة الرعب الموجه بطريقة خطأ افتكر اللي مكتوب على ظهر الورقة (ان تعلم متأخرا لا يختلف كثيرا عن ان لا تعلم) يلا بينا.
فسار معها حتى خرج من الباب فقال الصوت:
-مبروك نجاتكم من الموت المفروض يا (عز) تشكر البنت أنها أنقذت حياتكم بذكائها وزى ما وعدتكم هتخرجوا من هنا بس اكيد هنتقابل تاني.
فقال (عز):
-وأنا مش هسيبك وهعرفك علشان انتقم من إللي قتلتهم.
فسمع ضحكة ساخرة قبل أن ينطلق غاز في الحجرة ليغشي عليه والفتاة ليفيق بعدها ويجد نفسه في الشارع بجوار الفتاة فاوصلها بمنزلها وشكرها قبل أن يتوجه الى قسم البوليس لللابلاغ وفي نيته البحث عن هذا الرجل مع شعوره بأنه سيقابله مرة أخرى.
                        تمت


الأحد، 1 أكتوبر 2017

من الفصل



من الفصل
وقف الاولاد والبنات فى فناء المدرسة يسمعون للاذاعة المدرسية ليقوموا يتأدية تحية العلم بعدها ليتحركوا الى فصولهم وفى الدور الثانى فى الفصل الثالث من الجهة اليمنى والذى حمل رقم 3 اول ابتدائى وصل صفين من الاولاد والبنات الى الفصل ليجلس الاولاد فى الجهة اليسرى بينما البنات فى الجهة اليمنى وقبل ان يدخل المدرس الى الفصل بدات مجموعة من البنات التى تجلس فى الكرسى الثالث فى التهامس والضحك قبل ان تقول إحداهن:
-شايفة (أحمد) شكله عامل ازاى؟
لتضحك (اسراء):
-اه القميص بتاعه طالع بره ومبهدل علشان كان بيلعب كورة.
لتضحك الفتيات بصوت منخفض قبل ان تضيف (اسراء):
-وشكله بيضحك اكتر لما بيجرى مع اصحابه.
وصمتت الفتيات بمجرد دخول المدرس الى الفصل.
بعد مرور ثلاث سنوات فى المرحلة الاعدادية
دخل مدرس الرياضيات الى الفصل وطلب من (أحمد) ان يجاوب على احد الاسئلة وهو يعلم انه لن يجاوب على السؤال بسبب ضعفه فى الرياضيات، ليتلعثم (أحمد) ويردد بكلمات غير مفهومة قبل ان يشير المدرس الى السبورة ليخرج (احمد) ليقف فى المكان الذى اعتاد ان يتلقى عقابه فيه واعطى ظهره للفصل ورفع يده للاعلى لتتبادل (اسراء) النظرات ليكتمن بصعوبة ضحكة كادت ان تخرج لتزلزل الفصل.
 بعد مرور ثلاث سنوات فى المرحلة الثانوية
فى ملعب المدرسة بدات مبارة قوية بين فصل (احمد) وفصل اخر وبدات الفتيات من الفصلين بتشجيع فصلها وظهر من البداية تفوق الفصل الاخر على فصل (احمد) فقالت احد الفتيات:
-وبعدين فى فريق فصلنا اللى على طول بيكسفنا ومش بيكسبوا؟
فقالت (اسراء) بغضب:
-فصل (احمد) مستنية منه ايه؟
وما هى الا لحظات حتى صار شجار بين الاولاد فى ارض الملعب فقالت (اسراء) بغضب وهى تشاهد الشجار:
-حتى فى الخناقة الفصل التانى هو اللى بيضربهم.
فضحكت الفتيات وانصرفن من الملعب الى الفصول.
بعد مرور خمسة عشر عاما
تقابل (احمد) و (اسراء) صدفة وهم فى سن الثلاثين فى فرح احد اصدقاء المدرسة بعد ان شاهدوا دعوته على الفيس لكل طلاب دفعة المدرسة لحفل زفافه وتقابل الجميع ليستعيدوا ذكريات الطفولة وقد وجدت (اسراء) فى (احمد) العريس اللقطة فهو مهندس لم يتزوج بعد ويمتلك شقة ودخله كبير بالاضافة الى خوفها من مرور السنين دون الزواج فظلت لمدة ستة شهور على تواصل معه وبدات فى التقرب له ومطاردته واعطاءه شعور بالاهتمام حتى صرحت له فى احدى المرات:
-انا اصلا كنت معجبة بيك من واحنا فى ابتدائى واعجابى زاد بيك فى اعدادى واتحول لحب فى ثانوى وكنت مبهورة بشخصيتك من واحنا صغيرين.
ولم يمر وقت طويل حتى كان الاثنان فى قاعة الفرح للزواج ومعظم الحاضرين من اصدقاء الفصل
تمت

الأحد، 3 سبتمبر 2017

كاس العالم


كاس العالم
ساد جو من الصمت القاتل داخل المقهى الكائن بشارعنا والذى يعد ملتقى جميع اهل الشارع خاصة فى المباريات التى تذاع على القنوات المشفرة فجلست مع ابناء الشارع فى المقهى وبجوارى امى فى الصف الاول لترتفع الصيحات مع كل فرصة يصل بها منتخبنا الوطنى الى مرمى الخصم وطوال تسعين دقيقة اشغال كروية شاقة (كما اعتاد ان يقول المعلق الشهير ميمى الشربينى) جلسنا فى حالة من الشد العصبى حتى اطلق الحكم صافرة نهاية اللقاء ليعلن الحكم هزيمة مصر امام الفريق المنافس لتبدأ التعليقات الغاضبة من الجالسين فى المقهى حتى وقفت امى اسفل الشاشة وقالت بغضب:
-انتوا عارفين ايه سبب الخسارة؟
فردد الجالسين بتعليقات مختلفة على غرار:
-الحكم ، الملعب، النحس ، دلع اللاعبين ، المدير الفنى.
فقالت امى فى حسم:
-اننا معندناش ثقة اننا نوصل كاس العالم او مش مصدقين اننا ممكن نوصل كاس العالم.
وجلست امى على الكرسى ليجلس جميع رواد المقهى فى نصف دائرة امام كرسى امى فعلمت وقتها ان الاستوديو التحليلى الخاص بأمى فى المقهى قد بدأ مثلما يحدث بعد كل مبارة هامة وادركت اننا لن نتغدى اليوم بينما شعر صاحب المقهى بحالة سعادة لانه يعلم بان التحليل الخاص الذى تقدمه امى فى المقهى يزيد من عدد رواد المقهى والذى يودى الى زيادة المشروبات المقدمة للزبائن ويودى بالتالى الى زيادة المكسب، فأتخذت موضعى بجوارها لتقول امى بغضب:
-الاعداد للمبارة من الاول كان غلط الخواجة مسافر من غير رأس حربة صريح حضرته ضم ثلاثين لاعب مفيش واحد منهم راس حربة صريح معتمد على لاعبين قدراتهم عالية يوظفهم فى المكان ده حتى لما بيضم فى الماتشات اللى فاتت راسة حربة بيظلمه بطريقة لعبه علشان بيأخر صناع اللعب بسبب طريقة لعبه الدفاعية
وبيضطر المهاجم يتخلى عن دوره فى الهجوم ويلعب مهاجم متاخر بينزل نص الملعب وساعات بيلعب نصف ملعب متقدم جنب صانعين اللعب وبيعتمد على ابو صلاح بس بيخلى الفريق يلعب له واجرى يا ابو صلاح لو تقدر فبيرهقه فنيا وبدنيا.
واثناء تحليل امى للمبارة بدأ عدد من المتابعين فى تصوير ما تقوله امى ولم يثر ذلك دهشتى فتعودت دائما ما يقوم بعض متابعي تحليل امى للمبارة بتسجيل ما تقوله ولكن ما اثار دهشتى هو شخص لما اراه فى شارعنا من قبل بمتابعة ما تقوله امى وقيامه بتسجيل ما تقوله بهاتفه المحمول وبعد ساعة ونصف انتهت امى من تحليلها للمبارة وبدأ رواد المقهى فى الانصراف فأتجهت مع امى الى صاحب القهوة فقالت امى:
-كده حسابنا 150 جنيه.
فقال صاحب المقهى معترضا:
-ليه هو احنا طلعنا مشاريب بكام علشان تأخدوا 150 جنيه.
فنظرت امى لى لاقول بطريقة ألية:
-انتوا نزلت مشاريب لاربعة وسبعين زبون 27 كوباية شاى ب108 جنيه و 13 قهوة ب65 جنيه وعشرين حاجة ساقعة ب200 جنيه و ستة لمون ب60 جنيه واتنين عصير جوافة ب30 واتنين مانجو ب30 جنيه واربعة قرفة ب32 جنيه.
فتمتم صاحب المقهى بصوت منخفض:
-الله يقرفك.
فتسائلت مبتسما:
-بتقول حاجة يا معلم؟
- لا ابدا بس كده الحساب ميوصلش للرقم اللى بتتكلموا فيه.
فقاطعته قائلا:
- ونزل 5 شيشة عادى ب25 جنيه و5 شيشة فواكهة ب50 جنيه
يبقى المجموع 600 جنيه واحنا بناخد الثلث يبقى 150 جنيه.
فكتم المعلم غضبه واخرج المال واعطاه لى فقلت له:
-اوعى تزعل يا معلم على فكرة عدد الناس اللى اخدت مشاريب فى الاستوديو التحليلى بتاع امى اكتر من الناس اللى طلبت والماتش شغال انت عارف ان الناس بتيجى مخصوص علشان تسمع التحليل الفنى للماتشات من امى والا انت مكنتش تجبر اللى يسمع للتحليل الفنى انه ياخد مشروب.
وفى نفس اليوم كان الغضب فى البلد كلها بسبب الهزيمة التى تلقاها المنتخب وفى اليوم التالى فوجئت بالفيديو الذى تظهر فيه امى وهى تقوم بتحليل المبارة قد انتشر بشدة على جميع صفحات التواصل الاجتماعى حتى انه تسبب فى حالة جدلية على تلك الصفحات بين الجد والهزل حتى فى احد البرامج الرياضية الشهيرة تم عرض الفيديو وتسبب فى شهرة اكبر وقال مقدم البرنامج الشهير:
- فريق العمل الخاص ببرنامجنا قد علم بان السيدة التى حللت اللقاء من اشهر المحللين فى تلك المنطقة ويحرص الجميع على متابعة تحليلها بانتظام.
وفوجئنا باتصال من فريق الاعداد الخاص بذلك البرنامج فى اليوم التالى يدعو امى الى حضور حلقة مع الاعلامى الشهير وبالطبع ادركنا ان البرنامج يريد ان يستغل حالة الجدل السائدة التى سببها الفيديو من اجل عمل فقرة تجلب مشاهدات كبيرة وبالتالى الى وجود زيادة فى الاعلانات.
فوافقت امى على الظهور فى البرنامج واشترطت الحصول على مبلغ عشرة الاف جنيه وفى البرنامج جلست امى ليرحب بها الاعلامى الشهير قائلا:
-مساء الانوار يا... تحبى اقولك ايه؟
- مش احنا فى برنامج رياضى يبقى تقولى يا كابتن.
فضحك الاعلامى الشهير وقال:
-تمام يا كابتن بس مش غريبة ان حضرتك بتحللى ماتشات كورة باسلوب ممتاز زى ما شفنا فى الفيديو الشهير وليكى مشاهدين كتير خصوصا ان حضرتك سيدة.
- شوف يا كابتن مفيش حاجة اسمها راجل وست فى حاجة اسمها حد بيفهم فى الكورة وحد لا.
- تمام طيب ممكن حضرتك تقولى ازاى فى محيط المنطقة والشارع بقي ليكى متابعين لتحليلك؟
- اقتنعوا باسلوبى وطريقة تحليلى للمباريات.
- طيب ممكن حضرتك تشرحى لنا اسباب الهزيمة فى المبارة اللى فاتت وازاى نصلح الاخطاء فى المبارة اللى جاية وحظوظنا فى التاهل لكاس العالم؟
- اسباب الهزيمة بالدرجة الاولى عند المدير الفنى هو عنده مشكلة فى طبيعته الشخصية لما بيقرب من نهاية اى بطولة بيرتبك وانفعاله بياثر على قراراته هو بيبدا كويس بس لما بيقرب من النهاية انفعاله بيسيطر عليه وكمان توظيفه الخاطى لبعض اللاعبين مش بيلعب بمهاجم صريح بيجيب مهاجم وهمى يلعب به ، بعض الناس فاكرة ان (صلاح) لما بيعمل دور دفاعى بياثر عليه ده مش صحيح علشان ده بيعمله فى اوربا اللى بياثر على (صلاح) ان المدير الفنى بيلعبه على الخط المفروض يستفيد به فى عمق الملعب مش يموته على الخط ومن مشاكل المدير الفنى اعتماده على بعض اللاعبين بشكل ثابت حتى لو مش فى مستواهم او حتى لو مش بيلعبوا مع انديتهم بالاضافة لاخطر حاجة ان التكتيك والخطة بتاعته ثابتة مفيش فيها مرونة مش بتتغير حسب المنافس يعنى الخطة بتاعته لو بيلعب ضد فريق قوى بتبقى نفس الخطة لو ضد فريق ضعيف.
- توقعاتك ايه للمبارة اللى جاية؟
- ان شاء الله هنكسب بعامل الجمهور والارض وبالحماس بس لازم ناخد بالنا من الهجمات المرتدة للمنافس وسرعاتهم علشان دى اللى هيلعبوا عليها ان شاء الله لو منتخبنا كسب الماتش ده واللى بعده هنول كاس العالم مش هنستنى لاخر جولة علشان بتوقع ان اوغندا هتوقع فى الماتش اللى بعدنا كمان بالرغم انه على ارضها.
واكملت امى بانفعال:
-يا كابتن احنا المرة دى قريبين جدا لكاس العالم كل الظروف بتخدمنا اننا نوصل البداية الكويسة ونتائج المنافسين احنا زهقنا من جون الكابتن (مجدى عبد الغنى) فى (هولندا) نفسنا نشوف (مصر) فى كاس العالم تانى ونشوف جون غيره.  
وفى نهاية الحلقة قام الاعلامى الشهير بالتوجه الشكر لأمى بسبب تحليلها المبسط للمنتخب وفرصه، اما ما كان مثيرا للدهشة نسبة مشاهدات الحلقة على الانترنت والمناقشات التى دارت بسبب تلك الحلقة حتى تم تدشين حملة وهشتاج بعنوان:
 ( #الكابتنة_مدربة_مصر ) للمطالبة بتعيين امى مدربة للمنتخب وبسبب حالة الضغط على اتحاد الكرة للوصول كاس العالم فوجئنا فى اليوم التالى باتصال من اتحاد الكرة يطلبوا فيه ان تكون امى من ضمن مساعدين المدير الفنى الاجنبى فى المبارة القادمة فوافقت امى ولكنها اشترطت ان اكون مساعدا لها وفى يوم المبارة ابدت ملاحظتها للمدير الفنى الذى تقبل تلك الملاحظات وعمل بها لتقول امى له:
-لو وصلنا كاس العالم والله لاعزم المنتخب كله على الفتة اللى بتحبها وهتضيع المنتخب بسببها.
واستطاع المنتخب فى تلك المبارة الفوز بثلاثية نظيفة وبعد شهر فاز المنتخب فى المبارة الثانية قبل ان تتعادل اوغندا لتصل (مصر) الى كاس العالم بعد غياب 28 عاما.
تمت