الجمعة، 28 أغسطس 2015

ارهابى

ارهابى
سار (غريب) فى الشارع وعلى كتفه شنطة وبدأ يسرع فى خطاه شاعرا بقلق شديد ليتطلع فى من حوله بمشاعر تحمل الكثير من الكراهية ليتذكر ما عاناه عقب تخرجه من الجامعة حينها لم يجد عمل وانتظر طويلا ولم يساعده او يشعر به احد سوى شقيقته (توحيده) هى كل من له فى ذلك العالم هى التى تركت المدرسة بعد وفاة والديهما لعمل وتصرف على شقيقها ليتخرج من الجامعة ولكنه فشل فى ايجاد عمل ليعمل فى مهن وحرف اقل بكثير من مؤهلاته وطموحاته وفى احد الايام مرضت شقيقته الوحيدة وبسبب فقرهم لم يجد ثمن الدواء ليحاول الاقتراض من اى شخص ليرفض الجميع الا (عزت) الذى اعطاه المال ليأتى بالعلاج لشقيقته وقربه منه وبدأ يؤثر عليه مستغلا لفقره والظلم الذى تعرض له من المجتمع وعرض عليه اعطائه المزيد من الاموال بشرط القيام بما يطلبه منه فوافق (غريب) وكان اول تلك التكليفات المشاركة فى مظاهرات ومسيرات ففى اليوم الذى يشارك فيه بمظاهرات يحصل على مائتى جنيه،لتبدأ طلبات (عزت) فى الزيادة ومعها يزداد ما يحصل عليه (غريب) من اموال فبدأ فى نقل اسلحة من اماكن حدودية لداخل العاصمة مقابل مبالغ كبيرة وتعدى الامر بالنسبة ل(غريب) من محاولة الحصول الاموال بعد ان ازدادت معه الى قتل المجتمع بسبب كرهه له ولكل من فيه، حتى بدأ فى القيام بتفجير الاماكن الحيوية بنفسه، بأن يضع الشنطة التى تحوى المتفجرات بعد ان يتجنب جميع الكاميرات الموجودة بالمكان والتى يعلمها من الجماعة الارهابية التى يعمل معها ويخرج فى هدوى ويقوم بتفجيرها عن بعد ليذوب وسط الزحام مستغلا حالة الهرج الناجمة عن الانفجار تذكر كل هذا قبل ان يصل الى احد المحلات العصير الموجودة بالميدان الحيوى ليقف امامه ويخلع الشنطة من خلف ظهره ويضعها امامه ليطلب العصير وبعد ان شرب العصير ترك الشنطة وتحرك من مكانه حتى ابتعد مسافة كافية ليقوم بالتفجير ليهرب اثناء حالة الهرج التى سادت فى الشارع ليذهب لمنزله مباشرة ليفتح التلفزيون ليشاهد ما حدث من اثار تفجيرية فشاهد فى تشفى وحقد جثث القتلى ملقاه فى الشوارع ولم تكن لديه ذرة شفقة او تعاطف لديه خاصة بعد سماعه لفتاوى من شيوخ تكفيريين يبيحون القتل فوجد فى تلك الفتاوى الفاسدة ملاذا يرجع به وانتشى بحالة الدمار ليقف امام التلفزيون ويقول:
-انا الارهابى اللى عمل كده انتوا اللى عملتوا منى ارهابى تستاهلوا كل اللى يحصل لكم ولسه هتشوفوا هيحصل فيكم كمان.
وبدأ التلفزيون فى اذاعة اسماء وصور الضحايا فظل يتطلع اليهم فى سخرية قبل ان يشاهد صورة شقيقته (توحيده) وهى ملقاة فى الشارع مقتولة فلم يصدق ان شقيقته كانت قريبة من موقع الحادث وانها ماتت نتيجة عمليته الارهابية ليبكى كالاطفال فى حرقة ليكتب بعدها رسالة يعترف فيها بما جرى ليدخل بعدها الى الحمام ويقطع شرايين يده منهيا حياته منتحرا.
تمت