الأحد، 6 نوفمبر 2016

بوكيه ورد



بوكيه ورد
حصل (عبد الرحمن) اخيرا على لقب خاطب هو نفسه لم يصدق ذلك
ربما لانه لم يكن ممن دخلوا فى علاقات عاطفية فطالما سمع من اصدقائه فى المرحلة الجامعية قصصهم عن الارتباط بفتيات وتابع تلك القصص الى نهايتها والتى تحول بعضها الى خطوبة وزواج او فشلها دون الاستمرار اما هو نفسه فلم يصارح يوما فتاة بحبه سواء فى مرحلة الثانوى او فى الجامعة او حتى بعد ان انهى دراسته وعمله فى القطاع الحكومى بالرغم من طبيعته الرومانسية فهو ممن يمكن ان يطلق عليه الرومانسى الذى لم يجرب الرومانسية فهو يعشق الحب دون ان يدخل قصة حب، الا ان كل ذلك قد تغير عندما قابل (أية) جارته الجديدة التى انتقلت مؤخرا مع اسرتها لتسكن فى نفس العمارة التى يسكن فيها
 (عبد الرحمن) مع اسرته وبعد مقابلتين عن طريق الصدفة فى المواصلات وتفكير عميق وصلاة استخارة اخبر والده ووالدته برغبته فى الزواج من (اية) بعد ان ألمح للفتاة برغبته ووجد لديها قبول، لتذهب الاسرة مجتمعة وتتم الخطوبة بمنزل (أية) ، وبعد الخطوبة شعر
(عبد الرحمن) بأحاسيس مختلفة متضاربة فشعر بسعادة واستقرار كما شعر بمسئولية كبيرة ألقيت على عاتقه و قيد فى حياته،وبعد مرور ثلاثة شهور على خطوبته واثناء جلوسه على المقهى برفقة اصدقائه كما اعتاد دائما تطرق الحديث بينهم الى الخطوبة ليساله (على):
-طبعا بتجيب هدايا فى كل المناسبات؟
فسحب (عبد الرحمن) نفسا عميقا من الشيشة قبل ان يقول:
-فى رمضان الفانوس والعيد الصغير خمسين جنيه عيدية  مكتوب عليها (للذكرى الخالدة)، ودباديب وهدايا فى الفلانتين، وفى مولد النبى ان شاء الله هجيب عروسة المولد.
فضج اصدقائه بالضحك قبل ان يقول (مصطفى):
-وطبعا بتجيب ورد؟
- لا مش بجيب ورد.
فبهت اصدقائه للحظات وساد الصمت ليندهش (عبد الرحمن) وتسائل:
-ايه سكتوا ليه؟
فتسائل (على):
-انت مجبتش لخطيبتك ورد من وقت ما خطبتها؟
- اه بس بجبلها هدايا.
فقال (مصطفى):
-ولا كأنك بتجيب حاجة لازم ورد.
فصمت (عبد الرحمن) ولم يقتنع بما قاله اصدقائه بينما بقى الهاجس بداخله واثناء وجوده بالعمل وفى فترة الراحة سأل زميلاته البنات عن اهمية الورد كهدية فقالت احداهن:
-الورد رقم واحد بالنسبة للبنت مهما عملت او جبت هدايا مش هيفرق مع البنت غير الورد دى ممكن تنسى انك بتجيب هدايا لو انت مجبتلهاش ورد.
فتسائلت البنت:
-(عبد الرحمن) انت مش بتجيب لخطيبتك ورد؟
- لا طبعا بجيب.
فقال (عبد الرحمن) لنفسه:
-يا نهار اسود ده يظهر موضوع الورد ده شكله طلع مهم.
وفى اليوم التالى توجه مباشرة الى احد محلات الورد واوصى بتحضير بوكيه كبير من الورود وما ان تم تجهيزه حتى حمله واستعد لان يذهب به الى خطيبته ولكن بعد ان خرج من المحل واستقل التاكسى حتى حمله الى اول الشارع الذى تسكن فيه خطيبته واستعد لان يذهب اليها حتى اعترض طريقه سيارة شرطة وما هى الا لحظات حتى وكان دخل الى السيارة لتحمله الى قسم الشرطة وهناك وقف امام ضابط شرطة ليرخ الاخير فيه:
-فين المخدرات؟
ليرد (عبد الرحمن) فى رعب:
-مخدرات ايه يا باشا اكيد فيه سوء تفاهم؟
- سوء تفاهم ايه انت هتستعبط والورد اللى انت كنت شايله؟
- ماله الورد يا باشا هو الحكومة منعت شيل الورد.
- لا بس الورد ده كان الاشارة.
- اشارة ايه يا باشا لا مؤاخذة اكيد فيه سوء تفاهم؟
- سوء تفاهم ايه اللى انت قارفنى به يعنى عملية تبديل مخدرات عندنا بيها اخبارية من اسبوعين والاشارة بتاعتها ان فيه واحد هيكون ماسك ورد ومستنى فى مكان معين وبعدين الاقيك فى الوقت المتفق عليه وفى ونفس المكان وشايل ورد وعايزنى اصدق فى الاخر انها صدفة؟!!!.
واشار الضابط الى احد الامناء ليصطحبه وتم استجوابه بالطرق المتبعة لمدة ساعتين ولم ينقذه سوى القبض على عصابة المخدرات لتنتفى صلته بهم ويتم اخلاء سبيله من القسم ليتوجه الى الصيدلية مباشرة للعلاج من اثار الاستجواب ،وفى اليوم التالى مباشرة توجه مرة اخرى الى محل الورد واشترى بوكيه جديد وما ان سار قليلا فى الشارع حتى استوقفه ثلاثة شباب ومعهم فتاة ليقول احد الشباب للفتاة:
-هو ده اللى بقاله يومين بيعاكسك.
- مش متاكدة هو شاب فى نفس طوله وبقاله يومين يمشى ورايا وهو ماسك ورد وبيعاكسنى بس مبصتش فى وشه.
وقبل ان ينطق (عبد الرحمن) بكلمة تلقى لكمة من احد الشباب ففوجىء بعشرات من الشباب ينضمون للثلاثة شباب وبدأ الجميع فى الكيل بالضرب له ليستيقظ فى اليوم التالى فى المستشفى،وبعد اسبوع خرج من المستشفى وتوجه الى محل الورد ولكن هذه المرة طلب من المحل ان يرسلوا بأنفسهم الورد الى عنوان خطيبته مع كارت منه يحمل كلمات:
(الى حبيبتى سأظل احبك للابد)
تمت