الأربعاء، 16 أكتوبر 2019

المشوار الصعب


المشوار الصعب
مشهد (1)             فصل فى مدرسة ابتدائى                                  ن/د
دخلت (أمل) المعلمة الجديدة بالمدرسة الى فصل خاص بالصف الثالث الابتدائى ومعها (سهام) معلمة قديمة لتعرفها بالتلاميذ
(سهام) تخاطب التلاميذ
ميس (أمل) مدرسة العربى الجديدة بتاعتكم وانا قلتلها قد ايه انتو شطار وبتسمعوا الكلام.
تطلعت (أمل) الى الطلبة والطالبات فوجدت ان البنات يجلسن بجوار بعضهن البعض بينما يجلس الاولاد بجوار بعضهم البعض الا ان استوقفها ولد وفتاة يجلسن بجوار بعضهن البعض فى اخر الفصل وبعد أخر صف للطلبة بدسكين كاملين فلم تلمح وجههم ولكنها بسبب بعد المسافة ولكنها نظرت نحوهم مخاطبة
(أمل) تخاطب الطفلين
انتوا قاعدين ورا ليه بعيد كده يا حبايبى فين اماكن قريبة ممكن تقعدوا فيها
فأشارت (سهام) الى (أمل) باشارة خفية قبل ان تقول احدى الفتيات بالفصل
طفلة بالفصل مخاطبة (أمل)
مش هينفع يقعدوا معانا جنبنا يا ميس
فألتفت (أمل) الى (سهام)وارتسمت على وجهها الدهشة وتساءلت
 (أمل) هامسة الى (سهام)
هو ليه كل الطفلين دول قاعدين بعيد عن اخر صف بديسكين وكل الفصل البنات قاعدين جنب بعض والاولاد قاعدين جنب بعض الا الاتنين دول بس هما اللى قاعدين جنب بعض هما اخوات؟
فلم تنتظر (أمل) اجابة من (سهام) وتوجهت الى الطفلين فردت الى الخلف فوجدت ان الطفلين لون جلديهما يميل الى البياض مما جعلها تفهم انهما مصابان بمرض ما فأبتسم الطفلان لها ابتسامة باهتة فردت لهما بابتسامة مشجعة قبل ان تقترب منها (سهام) وتقول
(سهام) قائلة بصوت مسموع للأطفال
هما مش اخوات والولد اسمه (رامى) وعنده بهاق والبنت اسمها (مريم) ومصابة بالبرص والاطفال مش عايزينهم يقعدوا جنبهم.
اندهشت (أمل) من حديثها بتلك الطريقة امام الطفلين وتأثيرها عليهم نفسيا ليسمعا صوت جرس فسحبتها (سهام) وتحركا الى اول الفصل وتوجهت (سهام) بحديثها الى الاطفال فى الفصل
سهام مخاطبة التلاميذ
دلوقتى الفسحة وميس (أمل) هتدخل لكم فى الحصة اللى بعد الفسحة فمش عايزاها تشتكى منكم
خرجت المعلمتين وخرج الاطفال خلفهما سعيدين بالفسحة


قطع
مشهد (2)                          حجرة المدرسين بالمدرسة                 ن/د      
جلست المعلمتين فى حجرة المدرسين بينما أصوات الاطفال تتعالى من فناء المدرسة لتميل (سهام) على (أمل)
(سهام) قائلة
الطفلين دول بعد ما دخلوا المدرسة بقية التلاميذ كانوا بيخافوا منهم وبلغوا اولياء أمورهم اللى بدورهم بلغوا المدرسة برفضهم لوجود الطفلين دول فى المدرسة بسبب مرضهم فالمدرسة نقلت الطفلين لفصل تانى والامر اتكرر فى الفصل الجديد وبرضه التلاميذ بلغوا أولياء أمورهم اللى رفضوا وجود الاطفال فى فصل اولادهم والمدرسة ملقتش قصادها غير انها تفصل الطفلين
ارتدت (أمل) للخلف فى دهشة قبل ان تردد
أمل مرددة
تفصلهم؟!!
أومات (سهام) براسها بالايجاب
سهام
ايوه فصلتهم علشان اولياء الامور هددوا انهم يسحبوا اطفالهم من المدرسة
فصمتت (سهام) للحظات وتلفتت حولها وهمست
سهام هامسة
وانتى طبعا عارفة ان مدرستنا انترناشونال ومصاريفها قد ايه فأولياء الامور لما يسحبوا اولادهم من المدرسة هيبقى فيه خسائر كبيرة، بس اولياء أمور الطفلين مسكتوش
فأرتسم على وجه (أمل) اللهفة
(أمل) فى لهفة
عملوا ايه؟
تلفتت (سهام) مرة أخرى وقالت
(سهام)
اشتكوا فى الوزارة وهددوا انهم هيرفعوا قضية والوزارة لما درست الموضوع هددت بقفل المدرسة فأضطروا يرجعوهم تانى
فظهر على وجه (أمل) الدهشة
(أمل) متسائلة
والمدرسة سلمت كده بسهولة
فهزت (سهام) برأسها نافية
(سهام)
لا بس بداوا يعقدوا الامور وفصلوا الولد والبنت عن باقى الاطفال وبداوا يضغطوا عليهم نفسيا ويترصدوا لهم اى أخطاء علشان يفصلوهم ويحصلوا منهم المصاريف أول بأول ورفضوا تقسيط او تأجيل المصاريف مع ان أولياء أمور الطفلين قدراتهم المادية مش عالية جدا وبالرغم من ده دخلوا اولادهم مدرستنا اللى مصاريفها عالية جدا علشان ميتعبوش نفسيا ويضمنوا حد كويس من التعليم
بدأ على وجه (أمل) الذهول
(أمل)
ازاى المدرسة تعمل كده مع أطفال ويدمروهم نفسيا بالشكل ده
هزت (سهام) رأسها
(سهام)
على فكرة الولد والبنت أشطر اتنين فى الفصل

قطع  
مشهد (3)                          فى الفصل                             ن/د
دخلت (أمل) من باب الفصل استعدادا لبدء الحصة بالرغم من عدم انتهاء الفسحة فوجدت الفصل فارغ الا من الطفلين (رامى) و(مريم) وكانا يلعبان كونيكت فور فأقتربت منهما فنظرا لها بحذر فأبتسمت لهما مشجعة
(أمل) متسائلة
انتوا مخرجتوش الفسحة ليه؟
تبادل الطفلان النظرات
(رامى) بتردد
الشمس بتتعبنا فمش بنقدر نستنى هناك كتير
وما ان انتهى (رامى) من كلامه فهمست الفتاة
(مريم)
ومحدش بيرضى يخلينا نلعب معاه
فنظرت لهما (أمل) فى حنان


قطع
مشهد (4)             اليوم التالى  حجرة المدرسين بالمدرسة                 ن/د      
دخلت والدة الطفلة (مريم) الى حجرة المدرسين وقد بدأ عليها التوتر وكانت تجلس بالحجرة (أمل) و (سهام) ومدرسين أخرين وما ان دخلت والدة (مريم) حتى انصرفت (سهام) والمدرسين خارج الغرفة لتقترب منها (أمل) بمودة
(أمل) فى مودة
أكيد حضرتك والدة (مريم|)
فصافحتها والدة مريم
والدة مريم متسائلة
حضرتك استاذة (أمل)
أومات (أمل) بالايجاب
أمل
كنت عايزة حضرتك فى حاجة بخصوص (مريم)
فبدأ على الام الترقب
والدة مريم فى عدوانية
عايزين ايه تانى من (مريم) عايزين تتلككوا لها على ايه تانى علشان تمشوها من المدرسة؟
نظرت لها (أمل) فى شفقة
أمل
بالعكس يا افندم انا معجبة جدا بشخصيتها وباصرار حضرتك انها تواجه كل الضغوط دى
نظرت لها الأم فى دهشة
والدة مريم
غريبة انك بتقولى كده بالرغم من ان المدرسة...
قاطعتها (أمل)
أمل
ماليش دعوة بتوجه المدرسة انا قابلت والدة (رامى) واتكلمت معاها  وأحب برضه اتكلم مع حضرتك بخصوص (مريم)
نظرت الام لها فى مودة
الام
اتفضلى
التقطت (أمل) نفسها قائلة
أمل
انا رايى ان (مريم) لازم تنشغل بتحدى تمارس رياضة تخرج فيها كمية الضغوط اللى ببتعرضلها وفى  نفس الوقت تبقى تحدى لها تحاول تنجح فيه
نظرت لها الام فى امتنان
الام
انا متشكرة جدا واوعدك انى هبدأ اعمل ده
قطع
مشهد (5)                          داخل نادى                                  ل/خ      
تقترب والدة (مريم) وهى برفقة ابنتها من مدرب تنس الطاولة بالنادى فأبتسمت
والدة (مريم)
كابتن (صلاح) مساء الخير انا والدة (مريم) كنت كلمت حضرتك بخصوص تدريب بنتى فى رياضة تنس الطاولة
تطلع (صلاح) الى (مريم) قبل ان يلتفت الى والدتها
صلاح
مساء النور أنا أسف مش هقدر أدرب بنت حضرتك
نظرت له الام فى عد تصديق
الام
بس لما كلمت حضرتك فى التليفون قلتلى ان مفيش عندك مانع
تطلع (صلاح) الى (مريم) للحظات والتفت الى الام
صلاح
اسف اكتشفت ان جدول مواعيدى مش هيبقى متاح
نظرت الام الى (مريم) واشارت الى زاوية
الام
ممكن يا (مريم) تستنينى هناك شوية
تحركت (مريم) حيث اشارت لها والدتها بينما التفتت الام الى المدرب
الام
كابتن (صلاح) حضرتك شفت بنتى مريضة ازاى وبتعانى نفسيا بسبب تنمر الناس ورفضهم لها والامل دلوقتى انها تمارس رياضة تخرج فيها طاقتها وتشكل عندها تحدى ، ومينفعش تلعب لعبة جماعية لانهم هيرفضوها وفى نفس الوقت فى الالعاب القتالية او فى فيها تلاحم رفضوها مفيش قصادى دلوقتى غير تنس الطاولة أرجوك وأى اجر حضرتك تطلبه انا ووالدها تحت امرك فيه مش هنختلف
تملل (صلاح) وادار بوجهه
صلاح
انا أسف كان نفسى اساعد حضرتك
خفضت الام نظرها فى حزن وتطلعت الى ابنتها قبل ان يفأجئها صوت من الخلف
كابتن (حسن)
أنا ممكن ادرب بنت حضرتك
التفت (صلاح) والام الى مصدر الصوت ليجدوا شاب فى منتصف العشرينات كان يستمع لحديثهم وتقدم منهم  
حسن
انا يا افندم كابتن (حسن) اكيد معنديش نفس خبرات وكفاءة الكابتن (حسن) بس ممكن أحاول ادرب بنت حضرتك
انسحب (صلاح) ظهرت الفرحة على وجه الام
الام
ده شرف لينا يا كابتن ممكن التدريب يبقى بالليل علشان مواعيد مدرسة (مريم) وعلشان عندها مشكلة مع الشمس بسبب....
فأبتسم (حسن)
حسن
بأن حضرتك تعرفينى باللاعبة اللى هتتمرن معايا
فأشارت الام الى (مريم) التى أتت مسرعة وقدمت الكابتن لها
الام
ده كابتن (حسن ) يا (مريم) من النهاردة هيبقى المدرب بتاعك
فصافح (حسن) (مريم) وابتسم لها
حسن
هنبدأ تدريب من بكرة ان شاء الله يا (مريم)
فأبتسمت (مريم) له فى سعادة


قطع
مشهد (6)                          داخل نادى                                  ل/د      
عدة مشاهد متتابعة لتدريبات (مريم) داخل النادى مع الكابتن (حسن)
قطع
مشهد (7)   بعد مرور ست سنوات        داخل الصالة المغطاة                 ل/د      
وقفت (مريم) داخل الصالة المغطاة وهى ترتدى تى شيرت رياضى واسفله تى شيرت اخر طويل بأكمام طويلة ليغطى العلامات التى تركها المرض وكذلك بنطلون طويل وقد بدت شابة بعد ان وصلت للسادسة عشر عاما وقد بدأت فى اجراء عملية الاحماء ووقف (حسن) بجوارها ويساعدها بينما جلس والديها بالمدرجات وقد لوحا لها بيديهم لتبادلهم التحية فأقترب منها (حسن)
حسن
برضه صممتى تلبسى التى شيرت والبنطلون الطوال دول قلتلك هتحسى ان حركتك متقيدة
أبتسمت (مريم)
مريم
انا برتاح وانا بلعب كده، لو لبست تى شيرت من غير كم بحس ان الكل بيراقبنى ومش بعرف اركز فى اللعب
نظر نحوها فى حنان قبل ان يظهر على وجهه الجدية
حسن
المهم لازم تركزى كويس جدا احنا استنينا اللحظة بعد ست سنين تدريب ليل نهار ونهائى بطولة الجمهورية خطوة لازم نعديها علشان حلمنا الكبير ومتفكريش فى فرق السن اللى بينكم انتى عندك 16 سنة وهى اكبر من 25 بس المكسب مش بالسن بالارادة والتدريب والموهبة واحنا عندنا كل ده.
اشار الحكم الى بداية المبارة فظهرت منافسة (مريم) والمدرب الخاص بها الكابتن (صلاح) الذى رفض تدريب (مريم) من عدة سنوات وبدات المبارة لتستطيع (مريم) الفوز بها والاحتفال مع والديها ومدربها (حسن)


قطع
مشهد (8)   بعد مرور عدة شهور      فى صالة منزل (مريم)                  ل/د
جلست (مريم) ووالديها و(حسن) فى الصالة وقد بدأ على وجه (مريم) ووالدتها و(حسن) الحزن بينما الغضب كان يظهر على والدها الذى توجه بحديثه نحو (حسن)      

والد (مريم)
يعنى ايه يا كابتن فيه رفض لمشاركة (مريم) فى الاولمبياد؟!
نظر (حسن) للأرض وخرجت الكلمات منه بصعوبة
حسن
للأسف فيه رفض لمشاركة (مريم) فى الاولمبياد بسبب....
فلم يكمل كلامه فأندفعت الام بغضب
الام
 (مريم) عندها 16 سنة وبطلة الجمهورية والالعاب الافريقية للسيدات مش للناشئين ازاى يتم استبعادها من الاولمبياد
رفع (حسن) عينيه الى والدة مريم
حسن
للأسف المنع ده مش من الاتحاد المصرى او اللجنة الاوليمبية المصرية ده من بره
بدأت الدموع تنزل من عينى (مريم) لتندفع نحو حجرتها باكية ليزداد غضب الاب
الاب
يعنى البنت طول عمرها بيسخروا منها ويضطهدوها ولما تحقق انجاز بيحاربوها فيه مش هنسكت هنصعد الموضوع للاعلام ومواقع التواصل الاجتماعى ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الاوليمبية المصرية
أنتقلت حماسة الاب الى حسن
حسن
أهم حاجة نبدأ فى ده بأسرع وقت لان البطولة خلاص قربت فنقدر ناثر على نتيجة التظلم اللى قدمناه
قطع
مشهد (9)      بعد مرور أسبوع        فى  غرفة (مريم)                  ل/د
جلست (مريم) على سريرها تطلعت الى الفيس بوك فى ملل قبل ان تنتقل الى الانستغرام تتصفح صورها مع مدربها ووالدتها فى النادى وفجاة حدث أمر فى منتهى الدهشة ففى لحظات بدأ مؤشر المتابعين فى صفحتها فى الارتفاع بدرجة مجنونة عشرات ومئات ثم بلغ الاف واعجاب بالصور لتغمغم فى دهشة
مريم
ايه ده؟
عادت مرة أخرى الى الفيس بوك لتجد هاشتاج يدعمها بالعربى والانجليزى لتخرج من غرفتها


قطع
مشهد (10)                         فى صالة منزل (مريم)                  ل/د
خرجت الى والديها لتخبرهم بما حدث على مواقع التواصل الاجتماعى لتجد والدها يتحدث فى لأحد برامج التوك شو بينما تتحدث والدتها الى برنامج أخر


قطع
مشهد (11)                       داخل الصالة المغطاة                   ل/د      
بدأت (مريم) فى الاحماء وهى مرتدية تريننج سوت خاص بالتدريب بينما يتابعها مدربها (حسن) ويشد من ازرها ليتقدم نحوها
حسن
(مريم) افتكرى كل اللى واجهتيه فى حياتك لغاية ما وصلتى هنا لنهائى الاولمبياد افتكرى المدرسة وازاى كانوا بيتجنبوكى وبيضغطوا عليكى وافتكرى فى النادى وازاى كنتى ببتمرنى لوحدك وازاى مكانوش راضيين يقبلوكى هنا بعد ما بقيتى بطلة مصر وافريقيا وافتكرى الناس اللى كانت بتقول مينفعش تسافرى بمرضك ده وتشاركى فى البطولة وافتكرى برضه ازاى والدك ووالدتك حاربوا علشانك والناس اللى دعمتك على مواقع الفيس بوك وتويتر والانستجرام وقدروا يضغطوا لغاية ما اشتركتى فى الاولمبياد ومستنينك تفرحيهم النهاردة احنا عملنا كل حاجة فاضل خطوة واحدة على الحلم علشان تدخلى التاريخ وتبقى أصغر فائزة بالاولمبياد فى تاريخ تنس الطاولة سيدات
تأثرت مريم بكلماته وقبل بداية المبارة خلعت (مريم) التريننج ليجد (حسن) انها ترتدى تى شيرت بكم قصير وبنطلون الى الركبة ليظهر اثار مرضها على الجلد فنظر لها بدهشة فأبتسمت له
مريم وهى مبتسمة
مفيش حاجة اتكسف منها
فأبتسم لها (حسن) وأشار براسه بالايجاب، أعلن الحكم عن قرب بدأ المبارة فتوجه (حسن) الى المدرب الامريكى وصافحه وتوجهت (مريم) الى منافستها الامريكية المصنفة الاولى على مستوى العالم لتصافحها ولكن الاخيرة نظرت الى جسد (مريم) ورفضت ان تمد يدها لها وبدأت المبارة وبدت عصيبة وصعبة فتعادلا فى الاشواط قبل الشوط الفيصل لتفوز (مريم) بصعوبة بعد ان كان يشجعها كل من فى الملعب بجنون وقبل ان تصعد الى منصة التتويج ابدلت ملابسها وعلى كتفها علم مصر وارتدت تي شيرت مكتوب عليه
(لا للتنمر).


تمت