الجمعة، 8 ديسمبر 2017

بريد الغرام



بريد الغرام
بالرغم من ان (فكرى) الصحفى الشهير قد جاوز الخمسين منذ سنوات الا انه مازال يتمتع بنشاط الشباب ولا يعتمد مثل غيره من كبار الصحفيين على فريق يودى كل فرد دور فى العمل ليخرج اسمه فقط فى الاخر بالعكس فهو ينفذ كل مشروعاته بنفسه الا ان اهم ما يميزه هو افكاره العبقرية الجديدة بالرغم من سنه الا انها تناسب كل الاجيال بالاضافة لبساطتها وسهولة تنفيذها وعدم حاجتها لتكلفة كبيرة لذا كان من الطبيعى ان تتصارع كافة الصحف على مختلف اتجاهاتها على (فكرى) وان ترصد له ارقاما خيالية بالاضافة الى الوضع المناسب له فأستقر على جريدة خاصة تعتبر من اكبر ثلاث جرائد فى البلد كلها من حيث التوزيع وفى الاجتماع الاول مع رئيس مجلس الادارة والتحرير طلبوا رايه فى عدد من المشكلات ولافكار جديدة فاعطاهم حلول سهلة وبسيطة وعبقرية لحل المشكلة بالاضافة لافكار عبقرية لتطوير الجريدة واحدى تلك الافكار هى تخصيص صفحة للقراء لارسال قصص مرعبة مروا بها فى حياتهم وقد كانت فكرة جديدة وعبقرية فاضافت للجريدة فقد وجد الناس شغف لان يقراوا قصصا حقيقية حدثت لاشخاص مثلهم وقد ظهر معدل التوزيع اكبر بعد تطبيق افكار (فكرى) بشهر واحد فقط وتيقن رئيس مجلس الادارة ان الرجل يستحق كل جنيه يتقاضاه من الالوف التى يحصل عليها شهريا والحق ان (فكرى) بالرغم عبقريته متواضعا لاقصى درجة ولم تكن الماديات اول اهدافه بل النجاح هو ما يحقق سعادته، فأجتمع به رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير فى احد الايام ليقول الاول له:
-افكار حضرتك عبقرية يا استاذ (فكرى) احنا عاوزين فكرة من الافكار العبقرية نوصل بها للشباب من سن 16 لسن 35 لان الاستطلاع اللى عملناه رصد ان اقل شريحة متابعة لجريدتنا هى شريحة الشباب فى السن ده.
فضحك (فكرى) وقال:
-المشكلة فى جريدتنا فقط، المشكلة انصراف الشباب عن القراءة بشكل عام.
فصمت رئيس مجلس الادارة فأضاف (فكرى):
-بس ده ميمنعش ان عندى فكرة كنت عايز اعرضها على حضراتكم خاصة بالشباب .
فتسائل الاثنان بلهفة:
-ايه؟
- نثبت جزء من الجريدة نكتب فيها عن حاجة تهم الشباب نفسهم وتكون طالعة منهم.
- زى ايه؟
- هى فكرة تقليدية مكانش فيه جريدة او مجلة فى القرن اللى فات والا وكانت موجودة فيه نخصص باب بعنوان (بريد الغرام) للرد على مشكلة او استفسار يتعلق بالجانب العاطفى للشباب وطريقة ارسال الاستفسارات نفس الطرق القديمة بالخطابات.
فتبادل الاثنين النظرات غير مصدقين قبل ان يقول رئيس التحرير:
-بس حضرتك قلت بنفسك انها فكرة قديمة جدا من القرن الماضى وممكن...
فقاطعه (فكرى) بحماس:
-علشان كده اعتقد انها هتنجح خصوصا ان معظم مشاكل الشباب العاطفية متشابهة واحنا لازم ننصح ولادنا فى السن ده بخبراتنا.
فصمت يتطلع لهما فوجد التردد والانكار فى عينيهما فقال محفزا:
-وانا اللى همسك الباب ده وارد على الجوابات بنفسى.
فقال رئيس مجلس الادارة:
-انا موافق هنجرب اسبوعين اتفضل يا استاذ (فكرى) صيغ فكرتك.
فشكرهما (فكرى) وانصرف سعيدا قبل ان يقول رئيس التحرير:
-ازاى توافق على الفكرة دى هتفشل فشل ذريع وهنبقى اضحوكة.
- انا عارف انها مش هتنجح بس انا مش عايز اخسر العبقرى ده هو بنفسه لما يلمس فشل التجربة هو اللى هيطلب وقفها.
وتم نشر الفكرة فى موقع الجريدة لتنهال التعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعى ولكن نجاح الفكرة ظهر مع ورود مئات الخطابات الى الجريدة فى اليوم الاول حتى (فكرى) الذى توقع نجاح الفكرة لم يتوقع كل هذا النجاح فوضع الخطابات امامه وامسك بالخطاب الاول فادرك من الوهلة الاولى انه يخص فتاة فخطابات الفتيات مميزة برائحتها الذكية والخط الذى كتب به كما ان خطابات الاولاد مميزة بانها غير مميزة على الاطلاق ففتح الخطاب وبدا يقرأ:
-السيد (فكرى) تحية طيبة ، انا (أ) فتاة فى منتصف العشرينات مترددة اشياء بسيطة تجعلنى فى منتهى السعادة قد تكون تافهة لدى البعض ولكنها مهمة بالنسبة لى هذه انا احببت ان اخبرك عن نفسى اولا ثانيا اود ان استشيرك فى موقف حدث لى حيث لاحظت محاولة صديق لى يحاول التقرب منى اكثر فدائما يختلق الحجج لان يتحدث معى اكثر وان يعرفنى بنفسه وان يعرف عنى المزيد وان لم يخرج للحق عن حدود الادب فكلامه دائما فى اطار الاحترام وشعرت بانى اذا اعطته المساحة سيسألنى الارتباط به لاحقا فشعرت وقتها بالخوف ففعلت الامر الذى اجيده عندما اتوتر (الهرب) بدات التهرب منه فاذا رايته فى المكان انشغل فى محادثة مع اخرين اذا وجدته جالسا فى مكان ابتعد للجلوس فى مكان اخر حتى اخر موقف التقيته تجاهلت وجوده بشكل قاسى، انا مثل باقى البنات احلم بالزواج ولكنى اخاف الاختيار فأخاف بعد ان اختار ان يكون اختيارى خاطئنا، ارجو منك النصيحة.
فلما قرأ (فكرى) الخطاب كتب الرد الذى سيضعه فى الجريدة جوار اسفل صورة الخطاب الذى سينشره وجاء محتوى الرد كالاتى:
-ابنتى (أ) اعتقد انك لا تخافين الارتباط انك تخافين الاختيار الخاطىء فدائما ما تسألين نفسك ماذا لو اخترت خطأ اعتقد ان هذا لا يتعلق بالارتباط فقط بل باختياراتك فى حياتك كلها فتلجأى للهروب او التأجيل فلا تخافى من اختيارك نصيحتى الثانية لا تغلقى بابا للرزق دون معرفة تفاصيله فالزواج رزق فلا ترفضى رزقا دون ان تعرفى كل شى عنه  او لخوف من مجهول ادرسى الامر واتخذى القرار بقلبك وعقلك اما اذا لم تشعرى تجاهه بالقبول فهنا اؤيدك بقوة اما الهرب دون سبب فراجعى نفسك.
فتح (فكرى) بعد ذلك الخطاب الثانى فأدرك انه يخص فتى وبدأ فى قراته:
-تحية طيبة استاذ (فكرى) انا (أ) شاب فى نهاية العشرينات كنت دائما ابحث عن فتاة بمواصفات خاصة لاخطبها وبعد فترة كبيرة وجدت فتاة مناسبة ليست بها كافة الصفات ولكنها مناسبة عن طريق جواز الصالونات وسعدت بها جدا وبعد اول لقاء بأسبوعين تم تحديد موعد الخطبة وبعدها بشهر تمت الخطبة ولكن بعد الخطوبة ظهر فى حياتى فتيات اخريات بالمواصفات التى كنت احلم بها وما زاد من معاناتى تلميحهن لى بالاعجاب حتى ان احداهن قالت لى صراحة بانها لتوافق بى اذا خطبتها فبدات فى مخاطبة نفسى لما لم يظهرن قبل خطبتى وظل سؤال هل استمر فى خطبتى ام افسخها هذا السؤال يلح على بشدة ؟ ارجو ان اجد عند حضرتك الاجابة وشكرا.
ابتسم (فكرى) وبدأ فى كتابة الرد كما يلى:
-ابنى العزيز (أ) ردى على سؤالك فى نقطتين فقط الاولى يبدو ان الشيطان يلعب معك لعبته الكبيرة بعد ان استقريت على فتاة بعد طول بحث وقررت ان تتزوجها فتدخل ليفسد عليك حياتك وينغص راحتك ، النقطة الثانية ان الفتيات ظهرن الان بسبب ان الممنوع مرغوب فبعد ان تيقن انك ستصبح لغيرهن فانك اصبحت رغبة امتلاك لهم بالاضافة الى ان بعد خطبتك رأين انك جاد فى مسالة الزواج وهى مسالة اصبحت صعبة للشباب والبنات بسبب الظروف الحالية فى النهاية اذكرك بان الفتاة التى وافقت عليك لم يكن وقتها احدا انت مرتبط به وبالرغم من ذلك وافقت عليك .
وفى النهاية خرج الخطابين ومعهم رد الاستاذ (فكرى) وبدأ يحقق الباب نجاحات كبيرة
تمت
الى اللقاء لقراءة خطابات اخرى ومناقشتها قريبا
1-اغنية جواب (عبد الحليم حافظ)
2-اغنية ابعتلى جواب (صباح فخرى)
3- اغنية مراسيل (محرم فؤاد)
4- اغنية مراسيل (ايهاب توفيق)
5- اغنية البوسطجية اشتكوا (رجاء عبده)
6- اغنية عايز جواباتك (نجاح سلام)
7- اغنية اكتبلى جوابك (ليلى مراد)
8- اغنية جوابات (نادية مصطفى)