الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

اسكتش (عزاء)



اسكتش عزاء
وقف (علاء) و (عماد) فى الجهة المقابلة لعزاء والدهما يتابعان دخول المعزين من بعيد ليقوم احد عمال الفراشة بوضع ورقة على مدخل السرادق تحوى اسم المتوفى فقال (علاء) لشقيقه فى دهشة:
-ده مش اسم ابوك اللى فى الورقة ده اسم عم (جمال) اللى ساكن فى اول الشارع؟!
فهمس (عماد) لشقيقه:
-ايوه انا اللى وصيت عمال الفراشة انهم يحطوا اسم عم (جمال) لو حد عرف ان العزاء ده بتاع ابوك محدش كان هيجى وكنت هتشوف الصوان فاضى ما انت عارف محدش فى الشارع ولا من قرايبنا كان طايق ابوك بس عم (جمال) الناس كلها بتحبه علشان كده الصوان مليان وعلشان الموضوع ميتعرفش احنا واقفين هنا مش بنستقبل المعزيين لغاية ما الصوان يتملى ويتدبسوا فى عزاء ابوك.
- والله فكرة حلوة بس هنعمل ايه لما الناس تشوفنا واحنا بناخد العزاء؟
- انا موصى الفراشة اول ما ندخل العزاء يغيروا الورقة ويكتبوا اسم ابونا ونقول الواد هو اللى غلط.
- بس شكلنا هيبقى وحش اوى.
- هنعمل ايه دى حارة واطية مكانش فيه قدامنا غير كده علشان حد يحضر العزاء.
وبدات همهمات فى سرادق العزاء بين المعزيين بسبب عدم وجود احد من ابناء عم (جمال) او وجود شخص لتقبل العزاء وبعد لحظات دخل عم (جمال) سرادق العزاء مع احد ابنائه لتقديم واجب العزاء ليتوقف المقرىء عن تلاوة القران ويقف كل من فى السرادق فى حالة ذهول ليصرخ احدهم قائلا:
-الله واكبر عم (جمال) صحى تانى.
بينما انحنى احد الشباب على يد عم (جمال) ليقبلها ويقول:
-انت ولى من اولياء الله الصالحين يا عم (جمال).
ليتبعه اخرون فى تقبيل يده وكل منهم يطلب ان يدعى لهم بأمور مختلفة مثل من يدعى له بان يشفى زوجته او ان ينجح ابنائه او يرزقه الله بالاموال، بينما الرجل العجوز وولده فى حالة ذهول شديد مما يجرى حوله دون ان يفهم ليدخل (عماد) وشقيقه (علاء) الى السرادق ليتجه الاخير الى المقرى ليقول له:
-اسمع يا مولانا يعد دقيقتين تبدأ تقرأ القران ومتقرأش ربع وتقف تكمل على طول مش عايزين حد يخرج من العزاء.
بينما قام شقيقه بتهدئة الناس وشرح لهم ان المتوفى هو والدهم وان عامل الفراشة اخطأ فى الاسم ليبدأ المقرىء فى تلاوة القران قبل ان يتمكن احد من مغادرة السرادق ليجلس الجميع مكرهين لاعنين الشابين فى سرهما ليقول احدهم لنفسه:
-نفس رخامة وغلاسة ابوهم الله يرحمه علشان كده محدش كان طايقه.
وانتظر المعزون ان يقف المقرى عند الربع الذى يقراه للانصراف ولكن دون جدوى فظلوا جالسين فى حالة كرب شديد وبعد لحظات انقطعت الكهرباء عن السرادق وتوقف معها المقرىء عن تلاوة القران ليهرب جميع المعزين راكضين خارج العزاء دون ان يتمكن الشقيقين من اعتراض طريقهم.
تمت