الثلاثاء، 28 يوليو 2015

فى كوكب كليبر



                        فى كوكب كليبر
تم فتح التقديم لراغبى السفر الى الكوكب (كليبر) الذى تم اكتشافه جديد والذى يماثل الارض وما ان تم فتح باب التقديم حتى تدافع الملايين من انحاء العالم للعيش فى الكوكب الجديد ولم يمانع سكان الكوكب الاصلى والذى لا يتجاوز عددهم العشرين الف شخص من قدوم سكان الارض بالعكس قابلوهم بالترحاب خاصة وان مساحة الكوكب كبيرة جدا فبدأ ياتى سكان الارض من كل صوب للعيش بالكوكب الجديد وبسبب ان المصريين اكثر الناس رغبة فى السفر للكوكب الجديد قرر المسئولين عن عملية السفر الى تقسيم الكوكب الجديد نفس التقسيم الجغرافى لكوكب الارض، وكنت من سعداء الحظ الذين سافروا الى الكوكب الجديد وما ان وصلنا بعد ان تم تهيئة الكوكب للحياة وقام المشرفون على الحياة فى الكوكب بوضعنا فى المكان المخصص للمصريين فى نفس المكان المشابه لكوكب وبدات رحلتى بابحث عن مكان للسكن فى الكوكب الجديد وللاسف لم اجد على الكوكب الجديد سوى الشقق الايجار الجديد الا ان سكنى فى الايجار الجديد لم يدم طويلا اذ سرعان ما وجدت مقاول ابن حلال جدا واسمه المعلم (برعى) الذى استقبلنى فى مكتبه بالكوكب البديل ليقول لى:
-انست ونورت يا استاذنا.
- ربنا يخليك يا معلم ندخل فى الموضوع على طول هنعمل ايه الشقة؟
- انشاء الله يا باشا هنطلع بالعمارة فى ثلاثة ايام بس.
- ثلاثة ايام بس ازاى يا معلم؟
- زى ما بقولك يا باشا، انا فى كوكب الارض ليا اسمى بعد الثورة وفى الانفلات الامنى كانت الناس تنام وتصحى تانى يوم تلاقى العمارة طلعت وسكنت كمان.
- الله عليك يا معلم انت اللى هتعمر الكوكب الجديد بس هتعمل ايه مع الحى فى التراخيص والمرافق والكلام ده.
- ولا حاجة احنا حبايبنا فى الحى وبعدين احنا بنبنى والترخيص بيطلع على مهله ولغاية ما نطلع التراخيص ندخلك وصلة كهرباء ووصلة مياه.
- ايه ده يا معلم هو الناس اللى اشتغلت فى الحى فى الكوكب الجديد لحقوا ي...
فقاطعه المعلم:
-لحقوا ده قبل ما يشتغلوا يا باشا كانوا ظبطوا الدنيا.
- على خيرة الله يا معلم.
وكما وعدنى المعلم (برعى) استلمت شقتى فى الكوكب الجديد بعد ثلاثة ايام فقط وتبقى البحث على وظيفة جيدة واستغللت ان الكوكب مازال فى بدايته وتم فتح باب التعيين حتى استطعت عن طريقة واسطة من احد الاصدقاء مع مبلغ محترم تم تعيينى فى احدى الوظائف الحكومية لتبدأ حياتى فى الكوكب الجديد لأستهل اول يوم حقيقى لى على كوكب (كليبر) بالاستيقاظ صباحا لاخرج للشارع لاجد عربة الفول المملوكة لعم (محمد) الذى انتقل الى الكوكب الجديد ليقضى على حالة الشقاء التى كانت موجودة بين اهالى الشارع بسبب عدم وجود الفول فى الكوكب الجديد لاتناول فطارى مع غيرى من عمال وموظفين وطلبة،وما ان انتهيت حتى وجدت الاتوبيس المصمم على عدم الوقوف فى المحطة المخصصة له كما يحدث فى كوكب الارض بالضبط لابدا مارثون الجرى خلف الاتوبيس ثم اجرب رياضة الوثب الطويل لاجد نفسى داخل الاتوبيس المتكدس بالبشر لايوجد موضع لقدم وبعد لحظات وجدت فتاة بجوارى تصرخ فى قائلة:
-ما تحشترم نفسك يا كابتشن؟
فرددت وانا اكاد اتقيأ:
-كابتشن؟!!
- ايوه من اول ما طلعت وانت عمال تز..
قاطتعتها قبل ان تكمل الجمة التى توقعتها:
-والله ما حصل.
لاجد الاكسجين يتناقص بعد ان قام الرجال فى الاتوبيس بتشكيل دائرة من حولى فى وضع تأهب ويتطاير الشرز من اعينهم وشعرت بانهم قد وجدوا ما ينفثون به عن غضبهم من الازدحام قبل ان اقول لهم:
-صلوا على النبى يا رجالة.
  ليرددوا بقوة:
-عليه الصلاة والسلام.
- احنا رجالة وشباب زى بعض انتوا تصدقوا انى اتحرش بواحدة بتقول يا كابتشن.
فتبادلوا النظرات فيما بينهم وقد بدا عليهم الاقتناع قبل ان يقول احدهم:
-الصراحة لا.
فتنفست الصعداء قبل ان اقفز من الاتوبيس قبل ان يغير الرجال رأيهم،لاستقل توكتوك وما ان وضعت بقدمى داخل التوكتوك حتى اراد السائق ان يقوم بالواجب معى بتشغيله اغنية ل(اوكا) و(اورتيجا) وجعل الصوت لا يمكن تحمله ليبدأ فى هز رأسه للامام تفاعلا مع الاغنية ليقول السائق لى:
-دى اجدد اغنية ل(اوكا) و(اورتيجا) يا بشمهندز واحد قريبى كان فى (الارض) بيجيب العفش بتاعه لقى الاغنية دى لسه نازلة راح جايبها.
- الله ينور يا اسطى.
وبدأ فى هز رأسى للامام دون ان اعلم السبب هل تفاعلا مع الاغنية ام من اهتزاز التوكتوك والشوارع المكسرة، وما ان وصلت لعملى حتى تعرفت على الزملاء الجدد وسألت على طبيعة العمل فأجابنى احد الزملاء:
-هتقعد على مكتبك من الساعة 8 للساعة 2 وتروح.
ومع توافد المواطنين على مقر عملى لقضاء حوائجهم رفض الموظفون فى البداية استقبالهم لانهم قبل بداية العمل يفطرون اولا وعادة ما يستغرق افطار الموظفين ساعة كاملة ثم بعدها كوب الشاى فى نصف ساعة ليدخل المواطنين الى المكاتب فى طوابير ليستقبلهم الموظفين بوجوه عابسة قائلين اول ما يدخل المواطن:
-يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم.
وطوال وجودى فى المكان لم اجد مواطن واحدا قضيت حاجته ولاسباب مختلفة فقد يوقف الموظف مصلحة المواطن اما لان ختم النسر غير واضح او محتاج شهادة اتنين موظفين راتبهم اكثر من ماتين جنيه ولاخر تلك الاسباب وقبل موعد انتهاء اعمل بساعة بدأ الموظفين فى الانصراف لاعود معهم الى منزلى لاستريح قليلا من عناء المواصلات واذهب الى المقهى الكائن بأول شارعنا والذى يظل مفتوحا حتى الفجر ويحرم كل سكان الشارع من النوم، ولم يمض على وجودنا على الكوكب الجديد شهرا واحدا حتى بدأ السكان الاصليين للكوكب والذين يبلغوا عشرين الف شخص فى الهجرة الجماعية من الكوكب باحثين عن كوكب جديد ليعيشوا فيه تاركين لنا كوكب (كليبر) بما عليه.
تمت