الجمعة، 26 ديسمبر 2014

المذءوب



المذءوب
توجه (عز) و(هبة) الى مدينة (اكتوبر) لحضور خطوبة احدى صديقات (هبة) وعقب انتهاء الخطوبة استقل (عز) و(هبة) سيارتهم واستعدوا للعودة الى منزلهم فضحك (عز) وهو يقود السيارة فتسائلت (هبة):
-بتضحك ليه؟
- اللى يشوفك وانتى فى الحفلة ولابسة الفستان ده يستغرب انك الصبح بتبقى حضرة الظابط (هبة).
فضحكت (هبة) قبل ان تقول:
-واللى يشوفك دلوقتى وانت لابس البدلة او فى المحكمة ميقولش انك بتطارد اشباح وبتحل الغاز.
- بس الخطوبة كانت جميلة .
- اه فعلا.
وما ان تمت كلمتها حتى شعرا باصطدام قوى فتمسك (عز) بعجلة القيادة بينما تأرجحت (هبة) يمينا لتصطدم بالباب،وما اثار دهشتهما ان الشارع كان خالى من حولهما فأوقف (عز) السيارة وترجل منها ليجد اثار اصطدام قوى بالسيارة من الخلف فتفحص السيارة بدهشة لتفأجا (هبة) بضربة قوية هشمت زجاج السيارة من الجهة التى تجلس بها لتترك كرسيها بعد ان سحبت مسدسها من التابلوه فى رد فعل سريع لتخرج من باب (عز) ليجرى (عز) باتجاه الضربة وتلحق به (هبة) ليجدا كائنا يشبه الكلب او الذئب وان كان اكبر حجما يحاول الدخول الى السيارة واول ما اعتقده الاثنان اما ان يكون ذلك الكائن حيوانا شرسا ثعلب او ذئب او حتى تلك المسماة السلعوة والتى سمعا بها فقط دون ان يراها ولكن حجم الكائن الضخم لا يتناسب مع ذلك التفسير خاصة عندما وجدا ان رجليه ارجل بشرية فجال بذهنهما معا ذلك الكائن الذى واجهاه بشراسة من قبل والذى يدعى العثة (قصة الرجل العثة)،فشعر بهما الكائن يتحركان خلفه فأستدار لهما ليجدا كائنا ضخما اطول من (عز) يقف على قدمين وبظهر محنى ووجه ذئب فأرتدت (هبة) للخلف لتتعلق ب(عز) الذى سحبها للخلف ودار حول السيارة بينما يحاول ذلك الكائن ان يتعقبهم فما كان منهم الا ان يعدوا بعيدا بينما يحاول ذلك الكائن ان يلحق بهم فتسائلت (هبة) وهى تجرى ذرعا:
-ايه ده؟
فنظر (عز) للقمر المكتمل وقال وهو ممسك بيد زوجته ويجريان سويا:
-ده مذءوب.
- قصدك الشخص اللى بيتحول لذئب انا كنت فاكراها خيال افلام.
- وطلعت حقيقة.
بدأ المذءوب فى الاقتراب منهم اكثر خاصة وانه اسرع منهما حتى شاهدا بيتا قريبا متفردا فى المكان فاتجها نحوه حتى استطاعا ان يجتازا سور البيت فى رشاقة ودخلا المنزل فأجتاز ذلك الكائن سور البيت بقفزة واحدة واصبح داخل المنزل اما كان ما يجهله (عز) و(هبة) فى تلك اللحظة التى يختبئان داخل المنزل ان ما حدث معهما نفس ما حدث فى القصة القديمة عندما اختبئت الفتاة التى تهرب من الذئب داخل بي الذئب نفسه فكان يجهلان ان ذلك البيت الذى احتميا فيه من المذءوب هو بيت المذءوب وحينما كانا يحاولان الهروب من مذءوب واحد اختبئا فى بيت به مذءوبان بخلاف المذءوب الذى يطاردهم ليفاجئا بمذءوبين على يمينهما والذى كان يطاردهم وقف خلفهما فأخرجئت (هبة) مسدسها وأطلقت الرصاص على المذئوبين لتصيبهم الرصاصات لتجعلهم اكثر شراسة دون ان تقتلهم او تؤثر بهم ولكن (عز) استغل اطلاق الرصاص عليهم لياخد بيد (هبة) ويرتقى سلالم على يساره مسرعا لاعلى ليدخل ادى الغرف ويغلق الباب خلفه ،فتسائلت (هبة):
-الرصاص مش بيقتلهم ممكن نخلص منهم ازاى؟
- الفضة محتاجين رصاص من الفضة او سكين فضة، او نهرب منهم لغاية الفجر ما يطلع.
وبدا المذءوبين فى محاولة كسر الباب قبل ان يقول (عز):
-الباب مش هيستمل كتير قصادهم.
فتسائلت (هبة) فى عصبية:
-ومنين نجيب فضة دلوقتى كده ممكن يقتلونا.
فنظر لها وقال:
-المشكلة مش انهم يقتلونا المشكلة انهم لو عضونا هنبقى زيهم مذءوبين.
فسرت فى جسدها قشعريرة قبل ان تردد فى عصبية:
-فضة نجيب منين فضة؟
فقال (عز) محاولا تهدئتها:
-متخافيش انا كنت فى موقف زى ده قبل كده وكنت لوحدى فى اوضة وحاصرنى مصاصين دماء(قصة دعوة خاصة).
فنظرت له فى دهشة بينما اخذ (عز) ينظر حوله لعله يجد شيئا ذى نفع قبل ان يخلع الخاتم الذى يرتديه وياخذ سكينا موجود بالحجرة ويثبت جزء مفتوح من الخاتم باخر جزء بالسكين ليقف متاهبا وما ان كسر المذءوبين الباب واقتحم اول مذءوب الحجرة حتى سدد (عز) السكين المثبت بطرفه خاتم زفاف (عز) الفضة ليستقر السكين بالخاتم فى قلب المذءوب ليعوى بشدة قبل ان يسقط ارضا متلويا فى الارض من الالم قبل ان تهمد حركته ويموت ليستعيد هيئته البشرية مفارقا الحياة وينتزع (عز) السكين من جسد المذءوب،ليتراجع المذءوبين الاخرين خطوة للخلف فى حذر قبل ان يقول (عز) لزوجته:
-اضربيهم بالرصاص وافتحى لنا مجال.
فأطلقت (هبة) النار عليهم عليهم لتتم اصابتهم فقط لتتمكن مع (عز) من الهرب خارج تلك الغرفة لينزلا اسفل السلم ويخرجا من باب البيت الكبير دون ان يهربا
ليشير (عز) الى (هبة) لان تختبى بجوار الباب على الجهة اليسرى بينما هو على الجهة اليمنى وبينما يحاول المذءوبان تتبعهما خرج الاول من الباب وما ان خرج الثانى حتى امسك (عز) به من الخلف واحاط عنقه بيديه وذبحه كالنعاج واقتلع راسه والقاها فى الحال لتستعيد الشكل البشرى لتنتفض (هبة) من اطريقة التى قتل بها (عز) المذءوب ويستدير المذءوب الاخير للخلف مزمجرا بقوة،لتنضم (هبة) الى (عز) قبل ان يقول لها:
-العين.
فصوبت مسدسها الى المذءوب وادركت ما يعنيه (عز) لتطلق رصاصتين بمنتهى الدقة لتصيبا عينا المذءوب الذى اخذ يتلوى من الالم وعدم القدرة على الرؤية قبل ان يكسر (عز) احد الالواح الخشبية التى تحيط بالبيت ويريح المذءوب من الامه ويسدد طرف اللو المدبب فى قلب المذءوب ليصرعه فى الحال، لتستند (هبة) اليه وتقول فى خوف:
-يلا بينا من هنا.
فسحبها وسار بها حتى ركبا سيارتهما وانطلقا قبل ان يقول (عز) وهو يقود السيارة:
-عايزين نشترى خاتم جديد.
فلما لم تجب اكمل قائلا:
-بس الخطوبة كانت جميلة.
تمت

الخميس، 18 ديسمبر 2014

اليوم الاخير



اليوم الاخير
-اليوم هو اليوم الاخير لى فى الحياة.
قالها لنفسه وهو مستلقى على سرير بينما ينظر لسقف حجرته قبل ان يكمل وهو يقوم مسرعا من على السرير:
-وبما انه اليوم الاخير فلا يجب ان اضيع لحظة واحدة.
فذهب الى الحمام ليتوضأ ويقول لنفسه:
-يجب ان احافظ على الصلاة فى اليوم الاخير لى.
ليصلى الصبح مع ركعتين قبل ان يتجه لعمله ليقول لنفسه:
-ليس معنى انه اليوم الاخير لى ان اهمل فى عملى فيقول سبحانه وتعالى(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) والحديث الشريف (إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ).
فقال لنفسه ذلك كأنه يذكر نفسه ويحثها على العمل،فتوجه الى الشركة التى يعمل بها لياتى زملائه متاخرين كعادهم بينما هو يعمل بجد بتفان رجل يعيش اخر يوم فى حياته،لتدخل زميلة لهم وتسال باقى زملائها فى فخر:
-ما رايكم فى البلوز الجديدة؟
ليبدأ زملائها فى نفاقها ويشيدون بالبلوزة الجديدة ليقول احدهم:
-روعة.
وتضيف اخرى:
-اكيد ده غالى جدا.
بينما لاذ هو بالصمت فسالته زميلته:
-لم تقل رايك فى البلوزة؟
فقال فى صراحة رجل يعيش اخر يوم فى حياته:
-عادية.
فصدمها رايه بينما تطلع زملائه اليه فى دهشة فادارت صاحبة البلوز وجهها عنه وخرجت من الغرفة فبدا زملائها فى الهمس ليقول احدهم:
-البلوزة مش حلوة ابدا.
واضافت زميلته:
-شكلها بيئة جدا.
لم يعجبه نميمة زملائه وفى تصرف رجل يعيش اخر يوم فى حياته خرج من الغرفة وترك المكان لهم تى انتهوا من النميمة وادى صلاة الظهر والعصر فى العمل قبل ان ينتهى العمل ليخرج بعدها مسرعا ليقول لنفسه فى اصرار رجل يعيش اخر يوم فى حياته:
-لازم استمتع بأخر يوم لى فى هذه الحياة.
توجه الى الكورنيش واستقل مركبا ليتنزه بها فى النيل ليستمتع فى رحلة نيلية مع اشخاص لا يعرفهم او يعرفونه وابتسم لاطفال صغار وداعبهم فى حنو رجل يعيش اخر يوم فى حياته وبعد انتهاء الجولة النيلية نظر فى ساعته متوسلا الوقت ان يبطى قليلا فى رجاء رجل يعيش اخر يوم فى حياته حتى يستمتع بكل لحظة فتوجه الى ميدان التحرير ليكمل نزهته سيرا على الاقدام حتى وصل الى احد مطاعم الكشرى فى (مصر) بشارع (شامبليون) لياكل الكشرى مستمتعا بمذاقه فى نهم رجل يعيش اخر يوم فى حياته،ليخرج بعدها من المحل ويسير بشوارع وسط البلد ويشاهد ما تعرضه المحلات فى فضول رجل يعيش اخر يوم فى حياته حتى وصل الى العتبة دون ان ينظر فى ساعته خوفا من ان يكون الوقت مضى به دون ان يشعر،ليسقل سيارة الى الحسين ليصلى فى رحاب سيد شباب اهل الجنة وحفيد الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء فى خشوع رجل يعيش اخر يوم فى حياته ليخرج بعدها من المسجد بعد ان ادى الفرض والسنة قائلا لنفسه:
-الحمد لله ادينا الفروض التى علينا.
ليتجه الى الشوارع الجانبية بالحسين ليجلس فى احد اشهر المقاهى فى العاصمة ويخرج كتابا كان يحمله معه ليكمل قراءة الفصل الاخير المتبقى له فى ذلك الكتاب فى شغف رجل يعيش اخر يوم فى حياته، وما ان انتهى من كتابه تى بدا يسير فى دروب القاهرة الفاطمية متطلعا الى الاثار المعمارية فى اعجاب وسعادة رجل يعيش اخر يوم فى حياته، ليعود الى منزله وينام على سريره مرددا عدد من الادعية، ليتذكر بعدها منذ عام عندما قرر عقب فشل خطبته ان يعيش كل يوم فى حياته على انه يومه الاخير ملتزما من ناحية بطاعة الله واداء فروضه ومن ناحية اخرى بالاسمتاع بكل لحظة، وعقب تذكره ذلك ابتسم وخلد للنوم ليستيقظ فى الصباح التالى وهو ينظر فى سقف الغرفة ويقول:
- اليوم هو اليوم الاخير لى فى الحياة.
ليصلى بعدها الصبح ويتجه الى عمله ويبدأ يومه الجديد
تمت

الجمعة، 5 ديسمبر 2014

الرجل العثة



الرجل العثة
تلقى (عز) كعادته عدد من الخطابات التى تقص عليه عدد من المغامرات المرعبة وخطابات اخرى تدعوه للمشاركة فى احداث مرعبة واخرى تستغيث به وقد اصبح لديه ما يشبه الحاسة السادسة لاستبيان اى من تلك الخطابات حقيقية واى منها كاذب وايا منها مجرد محض خيال من كاتبها حتى وقع بين يديه خطاب لشخص يدعوه لزيارته لاطلاعه على امر خطير دون ان يوضح ماهية ذلك الامر ولكنه اوضح بانه اذا وافق على تلك الزيارة فسيرى منه ما يستحق الاهتمام وجال (عز) ببصره حتى نهاية الخطاب حتى راى عنوان الفيلا التى دعاه اليها صاحب الخطاب فوجدها بمنطقة (المعادى) فتذكر على الفور فيلا المعادى التى واجهه فيها عائلة مصاصى الدماء (قصة:دعوة خاصة) فسرت على وجهه ابتسامة وشعر بان الامر قد يستحق الزيارة ،فقام بالاتصال على الرقم الموجود على الخطاب ولم يستطع ان يخرج بمعلومة من الشخص الذى اجابه وقد اكتفى الاخير بتاكيد الموعد فى تمام السابعة مساء وما ان انهى (عز) المكاملة حتى بدأ فى الاعداد لما سياخذه معه فى تلك الزيارة فأخذ الادوات التى يحرص على اخذها فى مثل تلك الزيارات مثل مسدسه المرخص وخنجر صغير وولاعته التى لا يستغنى عنها بالاضافة الى الجهاز الذى يكشف عن وجود كائنات او ارواح والذى اشتراه من امريكا (قصة الرعب فى امريكا) ، حاول الاتصال بزوجته (هبة) ليخبرها بما هو مقدم عليه ولكن وجد هاتفها مغلقا فترك لها ورقة وكتب بها كل شى وفى تمام السابعة مساء كان واقفا امام باب الفيلا ،اطلق (عز)جرس الباب متاهبا متوقعا اى فعل مضاد ولكن بعد لحظات لم يفتح الباب فعاود رن الجرس دون جدوى فحاول طرق الباب ففتح الباب ففطن الى ان الباب كان مواربا فخطأ داخل الفيلا وقبض بيمينه على مسدسه فسار فى الظلام وهو متأهب حتى ادرك مفتاح الكهرباء ليضىء بهو الفيلا ليجد رجلا فى العقد السادس من عمره ملقى على الارض غارقا فى دمائه بينما بجواره كرسى متحرك يشير الى انه القتيل عاجزا عن السير،فأقترب (عز) من الضحية ليفحصها ولكنه فوجىء بشخصين عند الباب فهلعوا من مشهد الجثة وكما يحدث فى عدد من مشاهد الافلام العربية القديمة من وجود الشخص الخطأ بجوار القتيل تم الاعتقاد بان (عز) هو القاتل لينقض عليه الرجلين،فحاول ان يشرح لهم انه ليس القاتل لكن دون جدوى خاصة مع وجود مسدسه فى يده،فتم اقتياده لقسم الشرطة وهناك بعد ان انتشر خبر الجريمة ووصلت الجهات المعنية بالتحقيق وقف (عز) امام الضابط وعقب تفتيش واخراج ما معه من محتويات قال (عز):
- ممكن استخدم التليفون؟
- اتفضل.
فأتصل بزوجته (هبة) واخبرها بمكان تواجده فذهبت اليه مسرعة ودخلت الى الضابط فأخرجت الكارنيه الخاص بها فأدى لها التحية العسكرية فقالت له:
-فيه متهم اسمه (عز) جه من شوية؟
- اه يا افندم فى التخشيبة.
فرددت :
-فى التخشيبة؟ّ!!!
- اه يا افندم.
- خرجه من التخشيبة بسرعة وهاته هنا.
فأمر العسكرى باخراجه من التخشيبة وقص الضابط عليها بما تم وما ان اتى (عز)
حتى امرت زوجته العسكرى ان يفك الكلابشات التى فى يده فنفذ الاخير ما امرت به (هبة) ثم قالت للضابط بلهجة امرة:
-ممكن تسينا لوحدنا يا حضرة الظابط؟
- بس يا افندم ده مجرم خطير و....
فقاطعته بعصبية وبحزم:
-حضرة الظابط.....
فتمالكت اعصابها واكملت بصرامة:
-لو سمحت سيبنا لوحدنا.
فأدى الضابط التحية العسكرية وانصرف ليجلس (عز) على اقرب مقعد لتسحب (هبة) مقعد وتجلس بالقرب منه فسألته بحنو:
- ايه اللى حصل يا (عز)؟
فقص عليها ما تم وبدأ فى تحليل ما جرى وقال لها:
-الموضوع حاجة من اتنين يا اما ده كمين واللى اتصل بيا هو اللى قتل الضحية يا اما فعلا كان فى حاجة الضحية كان عايز يقولهالى وملحقش.
- مقلقش انا مش هنام ولا هدخل البيت الا لما احل القضية.
فدخلت الى المامور وتحدثت معه قبل ان تعود الى (عز) وتقول له:
-انا مقدرتش اقنع المامور انك تروح معايا علشان جريمة قتل بس قدرت اقنعه انك تفضل فى مكتب من المكاتب المقفولة ومتنزلش الحبس وهشارك فى الفريق اللى هيشتغل على القضية.
فأنصرفت للبحث فى القضية وانكبت على تلك القضية حتى تم عرض زوجها على النيابة وتم حبسه اربعة ايام على ذمة القضية وطوال ثلاث ليال بقت فى مكتبها لم تتحرك منه للوصول الى براءة زوجها لم تستطع الوصول اليها وفى صباح اليوم الرابع استيقظت بعد ان غفت لساعات محدودة بمكتبها فوجدت اسفل باب مكتبها اسطوانة وفوقها ورقة مكتوب بها دليل براءة فتوجهت الى زوجها وطلبت من المامور ان تصحب زوجها الى النيابة حيث جلسة تجديد الحبس على مسئوليتها الشخصية فجائت باللاب توب وجلست مع زوجها ليتطلعا على الاسطوانة قبل ان يقول (عز):
-خطر على مستقبلك اننا نتاخر على النيابة.
- مش مهم مستقبلى دلوقتى المهم نثبت برائتك لو فعلا لقينا دليل برائتك هنطلع به على النيابة.
فبدا الفيديو الذى تم تصويره ليظهر فى الفيديو القتيل جالسا على كرسى متحرك قبل ان يقول مخاطبا الكاميرا:
-لقد قررت ان اسجل ما يحدث حتى اذا ما اصابنى مكروه يتاكد الجميع اننى لست مجنونا ولم يقتنع احد بقصتى سوى تلميذى (مروان) الذى صدق ما قلته له عندما شاهدت الرجل العثة للمرة الاولى وفى المرة الثانية عندما كان يحلق فوق سماء الفيلا اقترب قليلا خرجت على كرسى المتحرك شاهدنى وانا اتطلع اليه التقت عينانا فحدق فى عينى السوداء بينما انا شاهدت عيناه الحمراء بلون الدم تنظر لى وبالرغم من عدم معرفة من سبقنى عن كنه هذا المخلوق الا انى اجزم عندما التقت عينانا انه كائن مفكر يتمتع بعقلا مثلنا يومها ذهبت الى جميع القنوات الفضائية والصحف لاقول انى شاهدت الرجل العثة ولكنهم لم يصدقونى واتهمونى بالجنون فقررت ان ارسل الى شخص يدعى (عز) وهو مهتم بالامور الغريبة وقد ذاع صيته فى الفترة الاخيرة لاشركه فى الامر وقد قررت ان اسجل كافة الاشياء التى تدور فى المكان الذى اقضى فيه اغلب وقتى وهو الصالة ولا يعلم احد بانى اسجل ما يدور هنا سوى تلميذى (مروان) خاصة وانى اشعر بالخطر المحدق.
فقام الرجل بتثبيت الكاميرا فى المكان واستمر الفيديو على فى التسجيل فسمعا صوت دبة فى الفيديو ليهتف بعدها الدكتور الذى تم قتله متعجبا:
-ايه ده؟
فدار بكرسيه ليجعل القادم تلتقطه الكاميرا ليظهر كائن بجسم انسان من ظهره وان كان لديه جناحان فى مواجهة الدكتور الذى اصبح وجهه للكاميرا وبدا الاثنان يتحدثان ولكن دون صوت فتناول الكائن مسدس الدكتور الموضوع على منضده امامه بكفه فأكتشفوا ان لذلك الكائن كف بالرغم من جناحين مغلقين واطلق النار على الضحية قبل ان يقترب منه ليتاكد من وفاته ويرميه من فوق كرسيه ارضا واختفى من امام كادر الكاميرا، وبعدها بنصف ساعة ظهر (عز) وهو يدخل من باب الفيلا ليكتشف الجريمة فتسائلت (هبة) بدهشة:
-طب خرج من الكادر ازاى ومخرجش من الباب؟
فأجابها (عز):
-طار من الشباك.
- طار!!!!
- اه.
- الاول نروح نثبت برائتك بالفيديو ده وبعدين تحكيلى ايه الكائن ده.
فأحتفظوا بنسخة من هذا الفيديو قبل ان يكتفوا بعمل نسخة من حادثة القتل دون الجملة التى قالها الدكتور قبل مقتله ولم يوضح الفيديو ان ذلك الكائن كائن غريب بسبب ان الصورة كانت من ظهره وتكوينه التشريحى يشبه الانسان ولكن الفيديو كان كفيلا بحفظ القضية ضد (عز) واصدار رئيس النيابة امرا بالبحث عن القاتل
فدخلا (عز) و(هبة) منزلهما لاول مرة من خمسة ايام لتساله (هبة):
-ايه الرجل العثة ده؟
- كائن غريب ظهر فى (امريكا) فى الستينات وارتبط ظهوره بالشؤم وارتبط بحادثة فى امريكا لانه ظهر فوق الجسر الفضى فى بوينت بليسانت وبعدها بايام الجسر انهار ومات ستة واربعين شخص كتير بيقولوا شافوه بس محدش قدر ياكد.
- انت عارف انا لقيت خيط نبدأ منه.
فسالها (عز) بلهفة:
-ايه؟
- (مروان) اللى الدكتور قال عليه قبل ما يموت واكيد هو اللى دلنا على الفيديو.
فقامت (هبة) بعمل اتصالات حتى علمت بعنوان (مروان) تلميذ الضحية وذهبا اليه حيث يقطن فى شقة فى مدينة اكتوبر وامام باب شقته طرقا الباب ولكنهما سمعا صوت حشرجة ضعيف فكسر (عز) الباب ليجدا نفسهما امام الرجل العثة وهو يقوم بخنق (مروان) فبدا لهما الرجل العثة كائن ذو جسد بشرى لونه بالكامل ابيض باستثناء عينيه الحمراوتين بلون جمر النار ووذراع مثل البشر وفوق ذراعيه جناحين كبيرين اما قدمه فالفخذ والساق بشريتان اما اسفل القدم فكانت مثل الطيور الجارحة كالنسور والصقور، وما ان شاهدهما ضغط بقوة على عنق (مروان) حتى سمع (عز) و(هبة) صوت كسر عنقه الضحية ليقشعر جسد الاخيرة فتركه الرجل العثة ونظر بجانب وجهه الى النافذة المفتوحة التى اتى طائرا منها فادرك (عز) رغبة ذلك الكائن فى الهروب طيرا فجرى العثة باتجاه الشباك بينما جرى (عز) تجاه الكائن بصورة قطعية ناحية النافذة ليقطع الطريق عليه ولما لم يستطع قطع الطريق اصبح الكائن قريبا من الطيران خارج النافذة ففرد جناحيه ولكن (عز) قفز عليه ليحضنه من الخلف ويفشل عليه هربه ليسقطا ارضا قبل النافذة بمترين فقط فقال (عز) لزوجته وهومتمسك بذلك الكائن:
-اقفلى الشباك.
فجرت (هبة) باتجاه النافذة لتغلقها فضرب الكائن (عز) ووقف الاثنين ليصبح الكائن بين (عز) و (هبة) التى وقفت امام النافذة فتطلع اليهما فسمع (عز) و(هبة) الكائن وهو يتكلم ولكن دون ان يفتح فمه لكن اخترق الكلام عقلهما انهما يفهمان ما يقوله بعقله فسمعاه يقول:
-لن تكتشف حقيقتنا بعد كل تلك السنين بسبب اثنان مثلكما فطوال سنوات لم يكتشف البشر حقيقتنا ولن اجعلهم يكتشفونها الان حتى تحين اللحظة المناسبة.
فأقترب (عز) منه فضربه الكائن بكوعه ليسقط الاول ارضا وقد علم من قوة تلك الضربة ان ذلك الكائن فى منتهى القوة وحاولت (هبة) ان تتدخل لمساعدة زوجها فرفعت مسدسها لتضرب الكائن به فقام الاخير باغلاق جناحيه عليه كالخفاش لترتطم الرصاصة بالجناحين دون ان تؤثر فيه ليضرب مسدسها بطرف جناحيه ليسقط بعيدا فحاولت لكمه ولكنه تفادى اللكمة برشاقة ولكمها كالملاكمين المحترفين لتسقط ارضا مخلفة صرخة الم فانتفض (عز) قبل ياتى من خلف ذلك الكائن الذى ما ان التفت ل(عز) حتى ضربه الاخير بقدمه بقوة فى صدره ليسقط الكائن ارضا فقام غاضبا وتفادى لكمة حاول (عز) توجيها له قبل ان يحمله ويلقيه بقوة تجاه الجدار ليشعر (عز) بان عظامه قد تكسرت فتحامل (عز) على نفسه عندما شاهد الكائن يقترب من (هبة) ليحاول اعتصار عنقها مثلما فعل مع (مروان) فأسرع بنزع سيفا معلقا على الحائط مكان ما القاه الكائن فأتجه مسرعا تجاه (هبة) التى ضغط الكائن على عنقها بقوة حتى كاد ان يقتلها ليضربه (عز) بقبضة السيف فى وجهه بعدما صرخ فى (هبة):
-حسبى.
لتؤلم الضربة ذلك الكائن ليجبر على ترك (هبة) التى امسكت رقبتها وتقع على الارض محاولة ان تستنشق بعض الهواء فحاول الكائن ضرب (عز) بجناحه ولكن (عز) انزلق ارضا متفاديا ضربة الجناح من الكائن ومازال (عز) متمسكا بسيفه فأقترب الكائن من (عز) ليلكمه فى وجه وبالرغم من قوة الضربة ظل (عز) متمسكا بالسيف فحاول الكائن ضربه ضربة اخرى ولكن (عز) تفاداها ليسدد ضربته القاتلة من السيف فى قلب ذلك الكائن ليخر ارضا ويبدأ سائل غريب ينزف منه من منطقة الطعن فسمعا (عز) و(هبة) الكائن بعقلهما وهو يحتضر:
-حتى بعد موتى لن تعرفوا طبيعتنا يا بنى البشر.
وما ان لفظ الكائن الفاظه الاخيرة حتى دوت فرقعة مكتومة تحول بعدها جسد ذلك الكائن الى كومة من الرماد، فأستند (عز) و(هبة) على بعض حتى خرجا من المنزل ولم يترك (عز) السيف حتىوصلا الى المنزل زجلسا منهكين قبل ان تسأل (هبة) زوجها:
-ايه الكائن ده ومصمم اننا منكتشفش يطلع ايه؟
- مش عارف بس فى ناس بتقول ان الرجل العث من الكائنات الفضائية وناس تانية بتقول كائن اسطورى واللى يقول حيوان بس محدش يعرف وحتى احنا بعد ما واجهناه وقتلناه معرفناش يطلع ايه بس الاكيد فيه منه كتير ومستنين وقت معين علشان يواجهوا البشر.
تمت