الجمعة، 26 ديسمبر 2014

المذءوب



المذءوب
توجه (عز) و(هبة) الى مدينة (اكتوبر) لحضور خطوبة احدى صديقات (هبة) وعقب انتهاء الخطوبة استقل (عز) و(هبة) سيارتهم واستعدوا للعودة الى منزلهم فضحك (عز) وهو يقود السيارة فتسائلت (هبة):
-بتضحك ليه؟
- اللى يشوفك وانتى فى الحفلة ولابسة الفستان ده يستغرب انك الصبح بتبقى حضرة الظابط (هبة).
فضحكت (هبة) قبل ان تقول:
-واللى يشوفك دلوقتى وانت لابس البدلة او فى المحكمة ميقولش انك بتطارد اشباح وبتحل الغاز.
- بس الخطوبة كانت جميلة .
- اه فعلا.
وما ان تمت كلمتها حتى شعرا باصطدام قوى فتمسك (عز) بعجلة القيادة بينما تأرجحت (هبة) يمينا لتصطدم بالباب،وما اثار دهشتهما ان الشارع كان خالى من حولهما فأوقف (عز) السيارة وترجل منها ليجد اثار اصطدام قوى بالسيارة من الخلف فتفحص السيارة بدهشة لتفأجا (هبة) بضربة قوية هشمت زجاج السيارة من الجهة التى تجلس بها لتترك كرسيها بعد ان سحبت مسدسها من التابلوه فى رد فعل سريع لتخرج من باب (عز) ليجرى (عز) باتجاه الضربة وتلحق به (هبة) ليجدا كائنا يشبه الكلب او الذئب وان كان اكبر حجما يحاول الدخول الى السيارة واول ما اعتقده الاثنان اما ان يكون ذلك الكائن حيوانا شرسا ثعلب او ذئب او حتى تلك المسماة السلعوة والتى سمعا بها فقط دون ان يراها ولكن حجم الكائن الضخم لا يتناسب مع ذلك التفسير خاصة عندما وجدا ان رجليه ارجل بشرية فجال بذهنهما معا ذلك الكائن الذى واجهاه بشراسة من قبل والذى يدعى العثة (قصة الرجل العثة)،فشعر بهما الكائن يتحركان خلفه فأستدار لهما ليجدا كائنا ضخما اطول من (عز) يقف على قدمين وبظهر محنى ووجه ذئب فأرتدت (هبة) للخلف لتتعلق ب(عز) الذى سحبها للخلف ودار حول السيارة بينما يحاول ذلك الكائن ان يتعقبهم فما كان منهم الا ان يعدوا بعيدا بينما يحاول ذلك الكائن ان يلحق بهم فتسائلت (هبة) وهى تجرى ذرعا:
-ايه ده؟
فنظر (عز) للقمر المكتمل وقال وهو ممسك بيد زوجته ويجريان سويا:
-ده مذءوب.
- قصدك الشخص اللى بيتحول لذئب انا كنت فاكراها خيال افلام.
- وطلعت حقيقة.
بدأ المذءوب فى الاقتراب منهم اكثر خاصة وانه اسرع منهما حتى شاهدا بيتا قريبا متفردا فى المكان فاتجها نحوه حتى استطاعا ان يجتازا سور البيت فى رشاقة ودخلا المنزل فأجتاز ذلك الكائن سور البيت بقفزة واحدة واصبح داخل المنزل اما كان ما يجهله (عز) و(هبة) فى تلك اللحظة التى يختبئان داخل المنزل ان ما حدث معهما نفس ما حدث فى القصة القديمة عندما اختبئت الفتاة التى تهرب من الذئب داخل بي الذئب نفسه فكان يجهلان ان ذلك البيت الذى احتميا فيه من المذءوب هو بيت المذءوب وحينما كانا يحاولان الهروب من مذءوب واحد اختبئا فى بيت به مذءوبان بخلاف المذءوب الذى يطاردهم ليفاجئا بمذءوبين على يمينهما والذى كان يطاردهم وقف خلفهما فأخرجئت (هبة) مسدسها وأطلقت الرصاص على المذئوبين لتصيبهم الرصاصات لتجعلهم اكثر شراسة دون ان تقتلهم او تؤثر بهم ولكن (عز) استغل اطلاق الرصاص عليهم لياخد بيد (هبة) ويرتقى سلالم على يساره مسرعا لاعلى ليدخل ادى الغرف ويغلق الباب خلفه ،فتسائلت (هبة):
-الرصاص مش بيقتلهم ممكن نخلص منهم ازاى؟
- الفضة محتاجين رصاص من الفضة او سكين فضة، او نهرب منهم لغاية الفجر ما يطلع.
وبدا المذءوبين فى محاولة كسر الباب قبل ان يقول (عز):
-الباب مش هيستمل كتير قصادهم.
فتسائلت (هبة) فى عصبية:
-ومنين نجيب فضة دلوقتى كده ممكن يقتلونا.
فنظر لها وقال:
-المشكلة مش انهم يقتلونا المشكلة انهم لو عضونا هنبقى زيهم مذءوبين.
فسرت فى جسدها قشعريرة قبل ان تردد فى عصبية:
-فضة نجيب منين فضة؟
فقال (عز) محاولا تهدئتها:
-متخافيش انا كنت فى موقف زى ده قبل كده وكنت لوحدى فى اوضة وحاصرنى مصاصين دماء(قصة دعوة خاصة).
فنظرت له فى دهشة بينما اخذ (عز) ينظر حوله لعله يجد شيئا ذى نفع قبل ان يخلع الخاتم الذى يرتديه وياخذ سكينا موجود بالحجرة ويثبت جزء مفتوح من الخاتم باخر جزء بالسكين ليقف متاهبا وما ان كسر المذءوبين الباب واقتحم اول مذءوب الحجرة حتى سدد (عز) السكين المثبت بطرفه خاتم زفاف (عز) الفضة ليستقر السكين بالخاتم فى قلب المذءوب ليعوى بشدة قبل ان يسقط ارضا متلويا فى الارض من الالم قبل ان تهمد حركته ويموت ليستعيد هيئته البشرية مفارقا الحياة وينتزع (عز) السكين من جسد المذءوب،ليتراجع المذءوبين الاخرين خطوة للخلف فى حذر قبل ان يقول (عز) لزوجته:
-اضربيهم بالرصاص وافتحى لنا مجال.
فأطلقت (هبة) النار عليهم عليهم لتتم اصابتهم فقط لتتمكن مع (عز) من الهرب خارج تلك الغرفة لينزلا اسفل السلم ويخرجا من باب البيت الكبير دون ان يهربا
ليشير (عز) الى (هبة) لان تختبى بجوار الباب على الجهة اليسرى بينما هو على الجهة اليمنى وبينما يحاول المذءوبان تتبعهما خرج الاول من الباب وما ان خرج الثانى حتى امسك (عز) به من الخلف واحاط عنقه بيديه وذبحه كالنعاج واقتلع راسه والقاها فى الحال لتستعيد الشكل البشرى لتنتفض (هبة) من اطريقة التى قتل بها (عز) المذءوب ويستدير المذءوب الاخير للخلف مزمجرا بقوة،لتنضم (هبة) الى (عز) قبل ان يقول لها:
-العين.
فصوبت مسدسها الى المذءوب وادركت ما يعنيه (عز) لتطلق رصاصتين بمنتهى الدقة لتصيبا عينا المذءوب الذى اخذ يتلوى من الالم وعدم القدرة على الرؤية قبل ان يكسر (عز) احد الالواح الخشبية التى تحيط بالبيت ويريح المذءوب من الامه ويسدد طرف اللو المدبب فى قلب المذءوب ليصرعه فى الحال، لتستند (هبة) اليه وتقول فى خوف:
-يلا بينا من هنا.
فسحبها وسار بها حتى ركبا سيارتهما وانطلقا قبل ان يقول (عز) وهو يقود السيارة:
-عايزين نشترى خاتم جديد.
فلما لم تجب اكمل قائلا:
-بس الخطوبة كانت جميلة.
تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق