الخميس، 18 ديسمبر 2014

اليوم الاخير



اليوم الاخير
-اليوم هو اليوم الاخير لى فى الحياة.
قالها لنفسه وهو مستلقى على سرير بينما ينظر لسقف حجرته قبل ان يكمل وهو يقوم مسرعا من على السرير:
-وبما انه اليوم الاخير فلا يجب ان اضيع لحظة واحدة.
فذهب الى الحمام ليتوضأ ويقول لنفسه:
-يجب ان احافظ على الصلاة فى اليوم الاخير لى.
ليصلى الصبح مع ركعتين قبل ان يتجه لعمله ليقول لنفسه:
-ليس معنى انه اليوم الاخير لى ان اهمل فى عملى فيقول سبحانه وتعالى(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) والحديث الشريف (إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ).
فقال لنفسه ذلك كأنه يذكر نفسه ويحثها على العمل،فتوجه الى الشركة التى يعمل بها لياتى زملائه متاخرين كعادهم بينما هو يعمل بجد بتفان رجل يعيش اخر يوم فى حياته،لتدخل زميلة لهم وتسال باقى زملائها فى فخر:
-ما رايكم فى البلوز الجديدة؟
ليبدأ زملائها فى نفاقها ويشيدون بالبلوزة الجديدة ليقول احدهم:
-روعة.
وتضيف اخرى:
-اكيد ده غالى جدا.
بينما لاذ هو بالصمت فسالته زميلته:
-لم تقل رايك فى البلوزة؟
فقال فى صراحة رجل يعيش اخر يوم فى حياته:
-عادية.
فصدمها رايه بينما تطلع زملائه اليه فى دهشة فادارت صاحبة البلوز وجهها عنه وخرجت من الغرفة فبدا زملائها فى الهمس ليقول احدهم:
-البلوزة مش حلوة ابدا.
واضافت زميلته:
-شكلها بيئة جدا.
لم يعجبه نميمة زملائه وفى تصرف رجل يعيش اخر يوم فى حياته خرج من الغرفة وترك المكان لهم تى انتهوا من النميمة وادى صلاة الظهر والعصر فى العمل قبل ان ينتهى العمل ليخرج بعدها مسرعا ليقول لنفسه فى اصرار رجل يعيش اخر يوم فى حياته:
-لازم استمتع بأخر يوم لى فى هذه الحياة.
توجه الى الكورنيش واستقل مركبا ليتنزه بها فى النيل ليستمتع فى رحلة نيلية مع اشخاص لا يعرفهم او يعرفونه وابتسم لاطفال صغار وداعبهم فى حنو رجل يعيش اخر يوم فى حياته وبعد انتهاء الجولة النيلية نظر فى ساعته متوسلا الوقت ان يبطى قليلا فى رجاء رجل يعيش اخر يوم فى حياته حتى يستمتع بكل لحظة فتوجه الى ميدان التحرير ليكمل نزهته سيرا على الاقدام حتى وصل الى احد مطاعم الكشرى فى (مصر) بشارع (شامبليون) لياكل الكشرى مستمتعا بمذاقه فى نهم رجل يعيش اخر يوم فى حياته،ليخرج بعدها من المحل ويسير بشوارع وسط البلد ويشاهد ما تعرضه المحلات فى فضول رجل يعيش اخر يوم فى حياته حتى وصل الى العتبة دون ان ينظر فى ساعته خوفا من ان يكون الوقت مضى به دون ان يشعر،ليسقل سيارة الى الحسين ليصلى فى رحاب سيد شباب اهل الجنة وحفيد الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء فى خشوع رجل يعيش اخر يوم فى حياته ليخرج بعدها من المسجد بعد ان ادى الفرض والسنة قائلا لنفسه:
-الحمد لله ادينا الفروض التى علينا.
ليتجه الى الشوارع الجانبية بالحسين ليجلس فى احد اشهر المقاهى فى العاصمة ويخرج كتابا كان يحمله معه ليكمل قراءة الفصل الاخير المتبقى له فى ذلك الكتاب فى شغف رجل يعيش اخر يوم فى حياته، وما ان انتهى من كتابه تى بدا يسير فى دروب القاهرة الفاطمية متطلعا الى الاثار المعمارية فى اعجاب وسعادة رجل يعيش اخر يوم فى حياته، ليعود الى منزله وينام على سريره مرددا عدد من الادعية، ليتذكر بعدها منذ عام عندما قرر عقب فشل خطبته ان يعيش كل يوم فى حياته على انه يومه الاخير ملتزما من ناحية بطاعة الله واداء فروضه ومن ناحية اخرى بالاسمتاع بكل لحظة، وعقب تذكره ذلك ابتسم وخلد للنوم ليستيقظ فى الصباح التالى وهو ينظر فى سقف الغرفة ويقول:
- اليوم هو اليوم الاخير لى فى الحياة.
ليصلى بعدها الصبح ويتجه الى عمله ويبدأ يومه الجديد
تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق