الخميس، 18 سبتمبر 2014

مخاوف ايرلندية



مخاوف ايرلندية
خارج مطار (دبلن) خرجت (هبة) متابطة ذراع زوجها (عز) ليستقلا حافلة الى الفندق الذى حجز فيه (عز) حجرة بها وداخل الحافلة قالت (هبة) لزوجها:
-متقوليش ان (ايرلندا) فيها اشباح ووحوش واساطير زى اللى قابلناها فى (اليابان)؟
- مفيش بلد فى العالم مالهاش اساطير فى كل بلد فى الدنيا لازم يكون فيها اسطورة او حكاية مرعبة، فى اى مكان فى العالم لازم تلاقى جدة بتحكى قصة مرعبة لاحفادها من تراث البلد دى سواء كانت بلد كبيرة اوصغيرة سواء كانت الجدة قاعدة تحت شجرة فى الادغال او فى كوخ قصاد المدفاة او فى قصر فاخر او فى شقة او فى بيت صغير والاطفال قاعدين مرعوبين ولما بيكبروا بيحكوا القصص دى لاولادهم واحفادهم.
فسألته (هبة):
-وفى (مصر) عندنا تراث فى الرعب؟
- طبعا احنا الحمد لله اغنياء فى الرعب.
- زى ايه؟
- اكيد وانتى صغيرة والدتك او جدتك كانت بتحكيلك قصة امنا الغولة اللى كانت بتاكل الاولاد الصغيرين والست اللى كانت بتشم الاولاد الصغيرين ولما بتلاقى حد منهم مش غاسل رجله، بتعضه غير الحكايات اللى فى الريف المصرى زى النداهة وحكايات تانية كتير.
فالتفت (هبة) حولها وسألته فى قلق:
-يعنى هنا فى (ايرلندا) فى اساطير واشباح؟
- اكيد.
- زى ايه؟
- اشهر حاجة الكونت (دراكولا).
- لا لا لا ، انا مش ساذجة للدرجة دى انت بتحاول تخوفنى وخلاص لو سألت اى طفل عنده عشر سنين عن جنسية شخصية الكونت (دراكولا)هيقولك رومانى وناس تانية بتقول انجليزى بسبب افلام شركة (هامر) عن الكونت (دراكولا).
فأبتسم (عز) وقال:
-صدقينى الارجح انه (ايرلندى).
- مش ممكن،ده بالظبط عارفة من صغرى ان ايام الاسبوع سبعة ايام وتيجى تقولى انهم ستة.
- (برام ستوكر) اللى كتب قصة الكونت (دراكولا) ايرلندى وفى مقولات بتقول انه اتاثر من احدى القلاع الموجودة ب(ايرلندا) وابتكر شخصية الكونت وفيه كلام غالب بيقول انه كان فيه شخصية مصاصة دماء فى (ايرلندا) واستوحى القصة منها.
فسألته (هبة) فى قلق:
-يعنى ممكن نقابل مصاص دماء هنا؟
فتوقفت الحافلة فنظر (عز) خلفها من الزجاج وبدأ على وجه الدهشة وقال:
-اهو خلفك بالظبط.
فالتفت (هبة) فى رعب وقد تعلقت ب(عز) فلم تجد شيئا فضحك (عز)بشدة وقال:
-قصدى اقولك الفندق بتاعنا خلفك بالظبط احنا وصلنا.
فضربته بقبضتها فى صدره لتاخذ نفسا عميقا بينما غرق (عز) فى موجة من الضحك قبل ان يحمل حقائبهما وينزل معها حتى دخلا الفندق،فقاما بتبديل ملابسهما وبداءا فى جولتهما بالذهاب الى جسر (هابينى) احد اكثر الاماكن جمالا ورومانسية، وتناولا الغداء فى ابيكاريان فوود هول وجربا الطعام الايرلندى بعد مفاضلة بين العديد من اكلات الدول المختلفة حيث يقوم المطعم بعمل اكالات ايطالية وتركية وهندية وصينية ولكنهم استقروا على الاكل الايرلندى، وفى اليوم التالى توجهوا الى شمال (دبلن) فاستهلوا الرحلة فى الشمال الى معبد يونانى يسمى (كازينو) بمنطقة (مارينو) ومنها توجها الى قلعة (مالاهيد) واثناء تجولهم بها تعرفوا الى عائلة من اصول مصرية تتكون من زوج وزوجة وابنة صغيرة فسعدوا بذلك جدا حتى دعتهم تلك العائلة الى قضاء يومين معهم باحد المناطق فى الريف بأيرلندا فحاولا الاعتذار عن تلك الدعوة ولكن العائلة المصرية صممت على الدعوة فما كان من (عز) و(هبة) الا قبول الدعوة وتوجهوا معهم فعلا الى احد المناطق الريفية الخلابة القريبة من (دبلن) وفى المساء قامت بدعوة (عز) و(هبة) لقضاء السهرة برفقة عدد الجيران فى منزل ادهم وتم التعارف سريعا وبداوا جيران الاسرة المصرية فى تناول الخمر فمال الزوج على (عز) وقال:
-فى (ايرلندا) من النادر ان تجد احد يشرب الماء فهم يشربون الخمر هنا فى كل وقت وكل مكان سواء فى الزفاف او السهرات او حتى يوم الاحد بعد الخروج من الكنيسة.
وفى منتصف الليل سمع كل من بالمنزل صراخ شديد فنظر عدد من بالمنزل من النافذة بينما خرج (عز) برفقة عدد من الرجال من الباب ليجدوا امراة كبيرة فى السن تصرخ وما ان راها الرجال والسيدات حتى صرخت السيدات ودخل الرجال سريعا داخل المنزل ليتبعهم (عز) ويغلقوا الباب سريعا ليستمر المراة فى النياح قبل ان تقول:
-ستموت يا (ماك).
ليشاهد (عز) ذلك المدعو (ماك) وقد احمر وجهه خاصة مع بشرته البيضاء بينما تصرخ زوجته وتبكى فيما وجم كل من هو موجود لترحل المراة من المكان فتسائل (عز):
-فيه ايه؟
فأجاب رب الاسرة المصرية المقيمة فى (ايرلندا):
 انها (الشؤم).it’s The Banshee -
فرددت (هبة):
-الشؤم ايه الشؤم؟
فأجاب الرجل:
-الشؤم بتتجسد فى شكل ست مرة كبيرة فى السن ومرة صغيرة فى السن وبتظهر لمجموعة اشخاص وبتجيب معاها نذير الموت ولما بتبشر حد بالموت بيموت فلم يقتنع (عز) وزوجته بتلك القصة، وبعد تلك الواقعة تجهم الجميع ولم يستطيعوا ان يكملوا سهرتهم وعادوا جميعا الى منازلهم وعاد (عز) و(هبة) مع العائلة المصرية الى بيتهم وفى صباح اليوم التالى استيقظ (عز) على همهمة كبيرة فأيقظ زوجته وفى خارج المنزل وجدوا الجميع يقف فى الخارج وعلموا ان (ماك) قد توفى فى الليلة السابقة، وفى المساء لم تستطع (هبة) ان تبقى فى ذلك المكان بعد ما حدث وهى خائفة ان تظهر الشؤم مرة اخرى فطلبت من (عز) ان يعودوا الى الفندق فى الحال وبالرغم من تجاوز الساعة السابعة مساء ومحاولة (عز) المستميتة فى اقناعها بالبقاء حتى صباح اليوم التالى الا انها لم تقتنع ليرضخ (عز) فى النهاية لطلبها وقبل ان يستقلوا السيارة الاجرة التى ستعيدهم الى الفندق وشكروا الاسرة التى استضافتهم واستعدوا للانصراف واثناء ركوبهم السيارة للرحيل وجدوا فتاة صغيرة تنوح وتنذر احد سكان المنطقة بالوفاة فسال (عز) زوجته:
-مش الاحسن نستنى ونشوف الشخص ده هيموت فعلا ولا لأ؟

فنظرت له بغضب فما كان منه ان طلب من السائق ان يتحرك ليسير فى الطريق وبدا الظلام يزحف حتى اختفى النور تماما وفجاة توقف السائق وبدا عليه الرعب فتطلع (عز) و(هبة) امامهم ليشاهدوا ما الذى دعا السائق للتوقف فوجدوا شيئا امام السيارة، فلا يوجد كلمة افضل من شىء لوصف ذلك الكائن الذى توقف امام السيارة فهو كائن بجسد حصان وراس انسان

فتعلقت (هبة) فى كتف (عز) الذى تسائل بدهشة:
-ايه ده؟
فأجاب السائق فى رعب:
 (الغول). The Pookas-
-ده شبه شخصية (جورو) فى (مورتال كومباكت).
- انه هو يا سيدى فقد تم ابتكار تلك الشخصية من (الغول) ولكنى لم اصدق انه كائن حقيقى.
فقالت (هبة):
-(عز) انا خايفة.
فتجاهلها (عز) وسال السائق:
-الكائن ده نعمل معاه ايه؟
- لو شخص ذهب اليه بيحمل ذلك الشخص بعيدا دون ان نعرف الى اين.
- انا هروحله بس اول ما ابعده عن طريق السيارة اترك بسرعة فى اتجاه المدينة.
فقالت (هبة):
-لا يا (عز).
- ده الحل الوحيد لازم اشتت انتباهه علشان تعيشى.
- وانا مش ممكن اسيبك.
- اسمعى الكلام انا هبقى كويس بس وجودك معايا ممكن يعطلنى.
فقام (عز) بضربها فقال مخاطبا السائق:
- معاك خمور.
فأخرج الرجل الخمر من جيب جاكتته واعطاه اياها وقال ل(عز):
-انصحك ان تتناول الزجاجة كلها حتى لا تشعر بالالم.
فتناولها منه وقال:
-فلتوفر نصائحك لنفسك وتهرب بالسيارة ما ان يبتعد عن الطريق.
فخرج (عز) من السيارة واستطاع ان يشتت انتباه ذلك الكائن ليبتعد عن السيارة ليهرب السائق بالسيارة تاركا (عز) فى مواجهة ذلك الوحش بمفردهما فى العراء، وما ان وصلت (هبة) الى اول مكان ماهول تى طلبت من السائق ان يتجها الى اقرب قسم شرطة وهناك لم يصدقا حرفا مما قالت هى او السائق وظنوا انه مخمورة فصرخت فيهم:
-انا لا اشرب الخمر.
وبعد فترة من النقاش الحاد والتهديد باللجوء للسفير المصرى وافقوا ان تعود سيارة معها الى الطريق الذى اتت منه بحثا عن (عز)، وفى طريق العودة وجدوا (عز) يسير بهدوء فى الطريق منتظرا اية سيارة تقله الى المدينة وقد بدا منهكا وقميصه ممزقا فخرجت (هبة) لتعانقه وهى تبكى قبل ان تساله:
-ايه اللى حصل؟
- ابن ال... مش عارف اقول ابن ايه هو اصلا ايه الكائن ده؟ اقول ما اتحركتوا ضربنى برجل الحصان بتاعته وكان هيقتلنى لولا ان فلت منه ورميت عليه زجاجة الخمر اللى اخدتها من السائق وولعت فيه بالولاعة اللى مابسبهاش ابدا.
فعادت بهم سيارة الشرطة ولم يستطعوا ان يدونوا فى المحضر تلك القصة خوفا من اثارة الخوف لدى الاهالى اذا ما انتشرت تلك القصة واكتفوا بتحرير محضر يفيد بتعرض (عز) لهجوم مجموعة من السكارى حاولوا قتله.
تمت
   

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

اساطير يابانية



اساطير يابانية
تم زفاف (عز) و(هبة) بعد ان قامت الاخيرة بالحصول على اجازة من عملها ليبدئا شهر العسل فأخبر (عز) زوجته ان شهر العسل الخاص بهما سيكون مختلفا عن اى شهر عسل اخر فسيقضيا كل اسبوع فى بلد مختلف بواقع زيارة اربعة بلاد مختلفة فى شهر واول تلك البلاد هى (اليابان) وبالفعل وصل الاثنان مطار (طوكيو هانيدا الدولى) وتم اجراء احتفاء صغير من قبل الفندق الذى نزلا به كونهما متزوجان حديثا،وبعد ان صعدا الى غرفتهما سألته (هبة):
-انت زرت اليابان قبل كده؟
- لا دى اول مرة.
- ليه تخلينا نسافر بلد محدش فينا زارها قبل كده فى شهر العسل؟
- انا قاصد كده ان الاربع بلاد اللى نزرهم يبقوا اول مرة نشوفهم مع بعض.
وبعد نصف ساعة كانا خارج باب الفندق ليستقلا تاكسى ليقلهما الى برج (طوكيو سكاى ترى)
الذى يكمن فى منطقة (سوميدا) حتى يتمكنا من مشاهدة المدينة من اعلى وقد كان مشهد فى غاية الجمال حتى ان (هبة) قد تعلقت بذراع (عز) وقالت له:
-شايف يا (عز) المدينة كلها منظرها من هنا روعة.
فقام بضمها الى صدره واخذا يشاهدان تلك المناظر البديعة وبعدها نزلوا اسفل البرج ليقول (عز) لزوجته وهو يشير الى احد محلات الحلويات:
-انا هجيب طبقين من الحلويات اليابانية خمس دقايق بالظبط وراجع.
وذهب الى المحل وما ان ابتعد عنها حتى اقتربت من (هبة) شابة فى الثلاثينات من عمرها متوسطة الطول وتضع كمامة طبية على وجهها وتحدثت الى (هبة) باليابانية فلم تفهم (هبة) ما تقوله الفتاة فقالت (هبة) بالانجليزية:
-اسفة لا افهم ما تقولين لا اتحدث اليابانية.
فقالت الفتاة بانجليزية ضعيفة:
-هل انا جميلة؟
تعجبت (هبة) من تساؤل الفتاة ولكنها اجابت:
-نعم انتى جميلة؟
فنزعت الفتاة الكمامة الطبية عن وجهها ليظهر وجهها الذى تفاجات (هبة) به بسبب ان وجه تلك الفتاة قد تم شقه بسكين من اذنها اليمنى حتى اذنها اليسرى مرورا بفمها، فكررت الفتاة:
-هل مازالتى تريننى جميلة؟
فرجحت (هبة) ان الفتاة مصابة بمرض نفسى بسبب وجهها المشوه فأرادت ان توكد على اجابتها السابقة لرفع الروح المعنوية لدى الفتاة وقبل ان تجيبها بالايجاب وجدت (عز) خلف الفتاة ويقول بالانجليزية:
-هلى ترينى جميلا؟
فكررت الفتاة التساؤل ل(عز) فأجاب (عز):
-هل ترينى جميلا؟
فتركتهما الفتاة وانصرفت لتندهش (هبة) من الموقف قبل ان تقول لزوجها محتدة:
-ايه اللى انت عملته ده ازاى تجرح البنت بالطريقة دى؟
فقال (عز) بهدوء وهو يناول (هبة) طبق الحلويات:
-كويس انى لحقتك فى الوقت المناسب.
- لحقتنى من ايه؟! وجرحت شعور البنت ليه؟!!
- اسمعى القصة دى بيقولك زمان فى اليابان كان فيه واحدة جميلة جدا جوزها بسبب حاجة معينة جاب مقص وشوها بشقه من الاذن للاذن زى البنت اللى شفتيها بيقولوا فى اليابان ان روح البنت دى بدات تظهر للناس وهى لابسة كمامة وتسالهم انا جميلة لو الشخص جاوب لا البنت بتقتل الشخص ده بالسكين ولو جاوب بأه بتقلع الكمامة وتسأله تانى لو جاوبها بأه بتشوه زيها بتشق وشه من الاذن اليمين للشمال مرورا بالفم يعنى لو انا مكنتش لحقتك كان زمانك زيها والحل الوحيد انك تجاوبى عليها بسؤالها فالروح تتعرض للحيرة وتسيك وتمشى.
فنظرت له (عز) وقد سرت فى جسدها رهبة وهى تتخيل ما كان سيحدث لها وقالت:
-لا انت اكيد بتهزر الموضوع كله صدفة.
- انا طبعا مجربتش بنفسى بس انا قرأت عنها وعارف ان الموضوع ده انتشر بشدة فى السبعينات بدأ فى نجازاكى وانتشر بعد كده فى اليابان كلها،وانتشر الرعب بعد قتل عدد من الاطفال فى اليابان بالطريقة دى حتى ان المدارس كانت بتمنع التلاميذ يرجعوا بيوتهم لوحدهم وعلى العموم لو مش مصدقة القصة دى المرة اللى جاية لو ظهرت لك انا مش هدخل وتقدرى تتحقى من الاسطورة بنفسك.
فنظرت له (هبة) فى دهشة وسالته:
-انت عرفت القصة دى ازاى؟
- انا كل ما امشى خطوة بخبط فى حاجة غريبة طبعا قبل ما اسافر بلد اول مرة اروححها لازم اعرف كل القصص المرعبة واشهر الغرائب اللى فيها.
فبدى على (هبة) الخوف فتناول (عز)قطعة من طبق الحلويات الخاص به وقال لها بهدوء:
-على فكرة طبق الحلويات ده جميل جدا.
وطوال اليومين التاليين كانت تسيطر على (هبة) فكرة ظهور تلك الفتاة مرة اخرى لها مما جعلها ترغب فى البقاء فى الفندق وعدم مغادرته وان أصر (عز) على الخروج من الفندق فلا تفارقه اينما ذهب حتى اقنعها فى اليوم الثالث للذهاب الى عشاء بالخارج فى منطقة تسمى (روبونجى هيلز)حيث تضم العديد من المطاعم وامكان التسوق بها وكذلك وجود سينما فى تلك المنطقة،وبداخل احد المطاعم جلس (عز) برفقة (هبة) يتطلعان الى قائمة الطعام دون ان يعرفا اى من الاطعمة باستثناء السوشى فقالت (هبة):
-ايه رايك نطلب سوشى هو الحاجة الوحيدة اللى نعرفها؟
- احنا عايزين نجرب اللى منعرفوش.
فألتفت (عز) الى النادل وقال بالانجليزية:
-انا سأخذ ساشيمى.
 وقالت (هبة):
-وانا سأجرب كايسيكي ريوري.
وعندما جاء الطعام كانت وجبة (عز) عبارة عن سمك مقطع الى شرائح رقيقة مع صلصة الصويا بينما كانت وجبة (هبة) فتكونت من الخضار والسمك مع الاعشاب البحرية وتناول الاثنان من الطبقين حتى يستطعماه وبعد الانتهاء من الطعام ذهب (عز)الى حمام الرجال بينما دلفت (هبة) الى حمام السيدات الملاصق للحمام الاول وفى حمام السيدات كانت (هبة) فى الداخل بمفردها حيث لم توجد اية امراه اخرى معها بالحمام وبعد لحظات انقطع التيار الكهربائى فى الحمام فأستعدت (هبة) للخروج من الحمام مسرعة ولكنها فوجئت بفتاة تقف عند باب الحمام لتسد باب الخروج عنها وكأنها ظهرت من العدم لتتكلم الفتاة باليابانية فتجيبها (هبة) بانها لا تستطيع الفهم فقالت الفتاة بالانجليزية وقد مدت يديها الاثنتين للامام وتحمل فى كل يد منشفة:
-هل تريدين منشفة زرقاء ام حمراء؟
فلم تجب (هبة) فكررت الفتاة نفس السؤال وفى تلك الاثناء كان (عز) قد خرج من حمام الرجال ولم يجد (هبة) على منضدتهم فعاد بالقرب من حمام السيدات فسمع ما يدور فأقتحم الحمام فجرت (هبة) باتجاه وضمها الى صدره فكررت الفتاة السؤال ليقول (عز):
-لا نريد مناشف.
لتخرج الفتاة من الحمام وما ان خرجت حتى تبعها (عز) و(هبة) ولكنهما لم يجدا لها اثر فعادا الى منضدتهما وتسائلت (هبة):
-ايه اللى حصل ده؟
-قصة يابانية بتقول فى بعض الحمامات العامة ممكن تظهر روح وتسال الشخص عايز مناشف حمراء ولا زرقاء،فلو الشخص جاوب بانه عاوز مناشف حمراء الروح دى بتقتله بالسكين وتملا هدومة باللون الاحمر.
فتسائلت (هبة):
-يعنى المفروض كنت اقول زرقاء؟
- لو الشخص قال زرقاء الروح بتخنقه بالحبل وتقتله لغاية وشه ما يبقى لونه ازرق فالحل ان الشخص يقول مش عايز مناشف.
- ليه بيحصل معايا انا كده،اشمعنى انا اللى بتظهرلى الاشباح والعفاريت؟
فأشار (عز) بكتفيه للدلالة عن عدم المعرفة وترك الحساب وفى طريقهما للعودة الى الفندق تعلقت (هبة) به وكانها تشعر بانها اذا ابتعدت عنه خطوة سيصيبها مكروه،وطوال الايام التالية كانت (هبة) فى حالة يرثى لها حيث تستيقظ مفزعة بسبب الكوابيس واثناء خروجها مع (عز) للتنزه دائما ما تكون بقربه ولا تبتعد عنه فقال (عز) لها:
-تعرفى ان فيه هنا بحيرة اسمها انوكاشيرا فيه اسطورة بتقول لو اتنين بيحبوا بعض ركبوا مركب واحد لازم بعد كده ينفصلوا.
- بجد؟
- الاسطورة اليابانية هى اللى بتقول كده.
- احنا هنروح انهاردة فين؟
- اخر رحلة فى اليابان قبل ما نسافر بعد بكرة.
- برده مش عايز تقولى البلد التانية اللى هنروحها هتبقى فين؟
- لا انا عملهالك مفاجاة، خلينا هنا فى اليابان الاول.
- طب رحلة انهاردة فين؟
- عند جبل فوجى.
ووصل (عز) و(هبة)الى منطقة جبال فوجى وكان هناك عدد كبير من السياح فأنضموا الى احد الافواج وشاهدوا الجبل الذى كان فى شدة الروعة وسار (عز) و(هبة) مع الفوج الذى دخل الى غابة هناك قبل ان يقول مرشد الفوج:

-هذه تسمى غابة أوكيغاهارا وتعنى بحر الاشجار للاسف لن نستطيع ان نسير فيها زيادة عن كيلومتر واحد حيث تعد هذه الغابة ثانى اكثر الاماكن فى العالم التى ينتحر بها الاشخاص ويطلق عليها اليابانين اسم (غابة الاشباح).

تعلقت (هبة) بذراع (عز) من الخوف ووقفوا يشاهدون تلك الغابة التى بدت اشجارها متشابكة وظل (هبة) و(عز)يسيران معا داخل الغابة ويتحدثان عن تلك الغابة ليجدا نفسهما وحدهما فى تلك الغابة فقد عاد الفوج السياحى دون ان ينتبه الاثنان لذلك وسارا قليلا بالغابة قبل ان يضلا طريق الرجوع وبعد عشر دقائق من السير وجدا شخص منتر داخل الغابة لتصرخ (هبة) من الرعب قبل ان يحاول (عز) تهدئتها فأخرج (عز) البوصلة من جيبه ليجدها فقدت صوابها وتسير فى كافة الاتجاهات دون تحديد وبعد خمس دقائق اخرى شعر (عز) و(هبة) بشعور غريب يجمع بين التوتر والخوف ووجود قوة كامنة تسيطر عليهم وتطور الامر معهم الى عدم القدرة على الادراك فقامت (هبة) باخذ قطعة خشب مدببة من الارض لتمسكها فى مواجهة (عز) فى محاولة ضربه بها،بينما كان (عز)يقاوم شعور بان هناك قوة تحاول السيطرة عليه وعلى تفكيره لعمل اشياء مجنونة وبينما يحاول التحكم فى افكاره ومقاومة تلك القوة المجهولة التى تحاول السيطرة على عقله ناشد (هبة)لكى تترك تلك الخشبة من يدها والتى قد تقتله بها او تقتل نفسها ولكنها بدت فقدت السيطرة على عقلها تماما وتحكمت بها تلك القوة المجهولة فلم يجد (عز) سوى نزع تلك الخشبة من (هبة) بالقوة اثناء محاولتها لضربه بها وضربها على وجهها ليغشى عليه وقام بحملها وبدأ يتمتم بالايات القرانية ليسمع صوت اشبه بالعواء او الصراخ من داخل الغابة وسار ب(هبة) وهو يتمتم  بالايات القرانية وتتعالى اصوات الصراخ من داخل الغابة حتى استطاع الخروج بها من تلك الغابة ليصل بنظرية مفادها ان تلك الغابة تحوى بداخلها قوة كامنة قد تكون ارواح شريرة او اشياء اخرى قد تدفع من يتعمق بتلك الغابة الى الانتحار بالاضافة الى من يكون لديهم نية الانتحار داخل الغابة،وفى الفندق فاقت من اغماءتها لتجد (عز) بجوارها لتساله:

-انا فين؟

- فى الفندق.

- انا حلمت اننا روحنا جبال فوجى ودخلنا غابة هناك وشفنا شخص منتحر وبعدين صل حاجات غريبة ومش فاكرة حاجة تانية،هو ايه اللى حصل؟

- اللى صل اننا روحنا فعلا جبل فوجى ودخلنا غابة بس مسبناش الفوج ولا لقينا حد منحر مرة واحد انتى حصلك اغماءة ممكن علشان مفطرتيش كويس فشلتك لغاية ما رجعنا.

- واللى انا شفته؟

- مجرد احلام مع عقلك الباطن بعد المرشد السياحى اللى قاله عن الغابة،ادخلى خدى الشاور بتاعك علشان نسهر انهاردة بالليل.

- الحمد لله ان كل ده كان حلم انا مش ناقصة كابوس جديد من البلد هنا.

فدخلت الى الحمام بينما قال (عز) لنفسه انه من الافضل انه كذب عليها بخصوص ما حدث فى تلك الغابة وانه لم يخبرها انها حاولت قتله وانهما كادا ان يتحكم فى سلوكهما قوة كامنة او ارواح شريرة حتى لا يزيد من رعبها بعد كل ما واجهته فى اليابان.

                                             تمت