الخميس، 18 سبتمبر 2014

مخاوف ايرلندية



مخاوف ايرلندية
خارج مطار (دبلن) خرجت (هبة) متابطة ذراع زوجها (عز) ليستقلا حافلة الى الفندق الذى حجز فيه (عز) حجرة بها وداخل الحافلة قالت (هبة) لزوجها:
-متقوليش ان (ايرلندا) فيها اشباح ووحوش واساطير زى اللى قابلناها فى (اليابان)؟
- مفيش بلد فى العالم مالهاش اساطير فى كل بلد فى الدنيا لازم يكون فيها اسطورة او حكاية مرعبة، فى اى مكان فى العالم لازم تلاقى جدة بتحكى قصة مرعبة لاحفادها من تراث البلد دى سواء كانت بلد كبيرة اوصغيرة سواء كانت الجدة قاعدة تحت شجرة فى الادغال او فى كوخ قصاد المدفاة او فى قصر فاخر او فى شقة او فى بيت صغير والاطفال قاعدين مرعوبين ولما بيكبروا بيحكوا القصص دى لاولادهم واحفادهم.
فسألته (هبة):
-وفى (مصر) عندنا تراث فى الرعب؟
- طبعا احنا الحمد لله اغنياء فى الرعب.
- زى ايه؟
- اكيد وانتى صغيرة والدتك او جدتك كانت بتحكيلك قصة امنا الغولة اللى كانت بتاكل الاولاد الصغيرين والست اللى كانت بتشم الاولاد الصغيرين ولما بتلاقى حد منهم مش غاسل رجله، بتعضه غير الحكايات اللى فى الريف المصرى زى النداهة وحكايات تانية كتير.
فالتفت (هبة) حولها وسألته فى قلق:
-يعنى هنا فى (ايرلندا) فى اساطير واشباح؟
- اكيد.
- زى ايه؟
- اشهر حاجة الكونت (دراكولا).
- لا لا لا ، انا مش ساذجة للدرجة دى انت بتحاول تخوفنى وخلاص لو سألت اى طفل عنده عشر سنين عن جنسية شخصية الكونت (دراكولا)هيقولك رومانى وناس تانية بتقول انجليزى بسبب افلام شركة (هامر) عن الكونت (دراكولا).
فأبتسم (عز) وقال:
-صدقينى الارجح انه (ايرلندى).
- مش ممكن،ده بالظبط عارفة من صغرى ان ايام الاسبوع سبعة ايام وتيجى تقولى انهم ستة.
- (برام ستوكر) اللى كتب قصة الكونت (دراكولا) ايرلندى وفى مقولات بتقول انه اتاثر من احدى القلاع الموجودة ب(ايرلندا) وابتكر شخصية الكونت وفيه كلام غالب بيقول انه كان فيه شخصية مصاصة دماء فى (ايرلندا) واستوحى القصة منها.
فسألته (هبة) فى قلق:
-يعنى ممكن نقابل مصاص دماء هنا؟
فتوقفت الحافلة فنظر (عز) خلفها من الزجاج وبدأ على وجه الدهشة وقال:
-اهو خلفك بالظبط.
فالتفت (هبة) فى رعب وقد تعلقت ب(عز) فلم تجد شيئا فضحك (عز)بشدة وقال:
-قصدى اقولك الفندق بتاعنا خلفك بالظبط احنا وصلنا.
فضربته بقبضتها فى صدره لتاخذ نفسا عميقا بينما غرق (عز) فى موجة من الضحك قبل ان يحمل حقائبهما وينزل معها حتى دخلا الفندق،فقاما بتبديل ملابسهما وبداءا فى جولتهما بالذهاب الى جسر (هابينى) احد اكثر الاماكن جمالا ورومانسية، وتناولا الغداء فى ابيكاريان فوود هول وجربا الطعام الايرلندى بعد مفاضلة بين العديد من اكلات الدول المختلفة حيث يقوم المطعم بعمل اكالات ايطالية وتركية وهندية وصينية ولكنهم استقروا على الاكل الايرلندى، وفى اليوم التالى توجهوا الى شمال (دبلن) فاستهلوا الرحلة فى الشمال الى معبد يونانى يسمى (كازينو) بمنطقة (مارينو) ومنها توجها الى قلعة (مالاهيد) واثناء تجولهم بها تعرفوا الى عائلة من اصول مصرية تتكون من زوج وزوجة وابنة صغيرة فسعدوا بذلك جدا حتى دعتهم تلك العائلة الى قضاء يومين معهم باحد المناطق فى الريف بأيرلندا فحاولا الاعتذار عن تلك الدعوة ولكن العائلة المصرية صممت على الدعوة فما كان من (عز) و(هبة) الا قبول الدعوة وتوجهوا معهم فعلا الى احد المناطق الريفية الخلابة القريبة من (دبلن) وفى المساء قامت بدعوة (عز) و(هبة) لقضاء السهرة برفقة عدد الجيران فى منزل ادهم وتم التعارف سريعا وبداوا جيران الاسرة المصرية فى تناول الخمر فمال الزوج على (عز) وقال:
-فى (ايرلندا) من النادر ان تجد احد يشرب الماء فهم يشربون الخمر هنا فى كل وقت وكل مكان سواء فى الزفاف او السهرات او حتى يوم الاحد بعد الخروج من الكنيسة.
وفى منتصف الليل سمع كل من بالمنزل صراخ شديد فنظر عدد من بالمنزل من النافذة بينما خرج (عز) برفقة عدد من الرجال من الباب ليجدوا امراة كبيرة فى السن تصرخ وما ان راها الرجال والسيدات حتى صرخت السيدات ودخل الرجال سريعا داخل المنزل ليتبعهم (عز) ويغلقوا الباب سريعا ليستمر المراة فى النياح قبل ان تقول:
-ستموت يا (ماك).
ليشاهد (عز) ذلك المدعو (ماك) وقد احمر وجهه خاصة مع بشرته البيضاء بينما تصرخ زوجته وتبكى فيما وجم كل من هو موجود لترحل المراة من المكان فتسائل (عز):
-فيه ايه؟
فأجاب رب الاسرة المصرية المقيمة فى (ايرلندا):
 انها (الشؤم).it’s The Banshee -
فرددت (هبة):
-الشؤم ايه الشؤم؟
فأجاب الرجل:
-الشؤم بتتجسد فى شكل ست مرة كبيرة فى السن ومرة صغيرة فى السن وبتظهر لمجموعة اشخاص وبتجيب معاها نذير الموت ولما بتبشر حد بالموت بيموت فلم يقتنع (عز) وزوجته بتلك القصة، وبعد تلك الواقعة تجهم الجميع ولم يستطيعوا ان يكملوا سهرتهم وعادوا جميعا الى منازلهم وعاد (عز) و(هبة) مع العائلة المصرية الى بيتهم وفى صباح اليوم التالى استيقظ (عز) على همهمة كبيرة فأيقظ زوجته وفى خارج المنزل وجدوا الجميع يقف فى الخارج وعلموا ان (ماك) قد توفى فى الليلة السابقة، وفى المساء لم تستطع (هبة) ان تبقى فى ذلك المكان بعد ما حدث وهى خائفة ان تظهر الشؤم مرة اخرى فطلبت من (عز) ان يعودوا الى الفندق فى الحال وبالرغم من تجاوز الساعة السابعة مساء ومحاولة (عز) المستميتة فى اقناعها بالبقاء حتى صباح اليوم التالى الا انها لم تقتنع ليرضخ (عز) فى النهاية لطلبها وقبل ان يستقلوا السيارة الاجرة التى ستعيدهم الى الفندق وشكروا الاسرة التى استضافتهم واستعدوا للانصراف واثناء ركوبهم السيارة للرحيل وجدوا فتاة صغيرة تنوح وتنذر احد سكان المنطقة بالوفاة فسال (عز) زوجته:
-مش الاحسن نستنى ونشوف الشخص ده هيموت فعلا ولا لأ؟

فنظرت له بغضب فما كان منه ان طلب من السائق ان يتحرك ليسير فى الطريق وبدا الظلام يزحف حتى اختفى النور تماما وفجاة توقف السائق وبدا عليه الرعب فتطلع (عز) و(هبة) امامهم ليشاهدوا ما الذى دعا السائق للتوقف فوجدوا شيئا امام السيارة، فلا يوجد كلمة افضل من شىء لوصف ذلك الكائن الذى توقف امام السيارة فهو كائن بجسد حصان وراس انسان

فتعلقت (هبة) فى كتف (عز) الذى تسائل بدهشة:
-ايه ده؟
فأجاب السائق فى رعب:
 (الغول). The Pookas-
-ده شبه شخصية (جورو) فى (مورتال كومباكت).
- انه هو يا سيدى فقد تم ابتكار تلك الشخصية من (الغول) ولكنى لم اصدق انه كائن حقيقى.
فقالت (هبة):
-(عز) انا خايفة.
فتجاهلها (عز) وسال السائق:
-الكائن ده نعمل معاه ايه؟
- لو شخص ذهب اليه بيحمل ذلك الشخص بعيدا دون ان نعرف الى اين.
- انا هروحله بس اول ما ابعده عن طريق السيارة اترك بسرعة فى اتجاه المدينة.
فقالت (هبة):
-لا يا (عز).
- ده الحل الوحيد لازم اشتت انتباهه علشان تعيشى.
- وانا مش ممكن اسيبك.
- اسمعى الكلام انا هبقى كويس بس وجودك معايا ممكن يعطلنى.
فقام (عز) بضربها فقال مخاطبا السائق:
- معاك خمور.
فأخرج الرجل الخمر من جيب جاكتته واعطاه اياها وقال ل(عز):
-انصحك ان تتناول الزجاجة كلها حتى لا تشعر بالالم.
فتناولها منه وقال:
-فلتوفر نصائحك لنفسك وتهرب بالسيارة ما ان يبتعد عن الطريق.
فخرج (عز) من السيارة واستطاع ان يشتت انتباه ذلك الكائن ليبتعد عن السيارة ليهرب السائق بالسيارة تاركا (عز) فى مواجهة ذلك الوحش بمفردهما فى العراء، وما ان وصلت (هبة) الى اول مكان ماهول تى طلبت من السائق ان يتجها الى اقرب قسم شرطة وهناك لم يصدقا حرفا مما قالت هى او السائق وظنوا انه مخمورة فصرخت فيهم:
-انا لا اشرب الخمر.
وبعد فترة من النقاش الحاد والتهديد باللجوء للسفير المصرى وافقوا ان تعود سيارة معها الى الطريق الذى اتت منه بحثا عن (عز)، وفى طريق العودة وجدوا (عز) يسير بهدوء فى الطريق منتظرا اية سيارة تقله الى المدينة وقد بدا منهكا وقميصه ممزقا فخرجت (هبة) لتعانقه وهى تبكى قبل ان تساله:
-ايه اللى حصل؟
- ابن ال... مش عارف اقول ابن ايه هو اصلا ايه الكائن ده؟ اقول ما اتحركتوا ضربنى برجل الحصان بتاعته وكان هيقتلنى لولا ان فلت منه ورميت عليه زجاجة الخمر اللى اخدتها من السائق وولعت فيه بالولاعة اللى مابسبهاش ابدا.
فعادت بهم سيارة الشرطة ولم يستطعوا ان يدونوا فى المحضر تلك القصة خوفا من اثارة الخوف لدى الاهالى اذا ما انتشرت تلك القصة واكتفوا بتحرير محضر يفيد بتعرض (عز) لهجوم مجموعة من السكارى حاولوا قتله.
تمت
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق