اساطير يابانية
تم زفاف (عز) و(هبة) بعد ان قامت الاخيرة بالحصول على اجازة من عملها
ليبدئا شهر العسل فأخبر (عز) زوجته ان شهر العسل الخاص بهما سيكون مختلفا عن اى
شهر عسل اخر فسيقضيا كل اسبوع فى بلد مختلف بواقع زيارة اربعة بلاد مختلفة فى شهر
واول تلك البلاد هى (اليابان) وبالفعل وصل الاثنان مطار (طوكيو هانيدا الدولى) وتم
اجراء احتفاء صغير من قبل الفندق الذى نزلا به كونهما متزوجان حديثا،وبعد ان صعدا
الى غرفتهما سألته (هبة):
-انت زرت اليابان قبل كده؟
- لا دى اول مرة.
- ليه تخلينا نسافر بلد محدش فينا زارها قبل كده فى شهر العسل؟
- انا قاصد كده ان الاربع بلاد اللى نزرهم يبقوا اول مرة نشوفهم مع
بعض.
وبعد نصف ساعة كانا خارج باب الفندق ليستقلا تاكسى ليقلهما الى برج
(طوكيو سكاى ترى)
الذى يكمن فى منطقة (سوميدا) حتى يتمكنا من مشاهدة المدينة من اعلى
وقد كان مشهد فى غاية الجمال حتى ان (هبة) قد تعلقت بذراع (عز) وقالت له:
-شايف يا (عز) المدينة كلها منظرها من هنا روعة.
فقام بضمها الى صدره واخذا يشاهدان تلك المناظر البديعة وبعدها نزلوا
اسفل البرج ليقول (عز) لزوجته وهو يشير الى احد محلات الحلويات:
-انا هجيب طبقين من الحلويات اليابانية خمس دقايق بالظبط وراجع.
وذهب الى المحل وما ان ابتعد عنها حتى اقتربت من (هبة) شابة فى
الثلاثينات من عمرها متوسطة الطول وتضع كمامة طبية على وجهها وتحدثت الى (هبة)
باليابانية فلم تفهم (هبة) ما تقوله الفتاة فقالت (هبة) بالانجليزية:
-اسفة لا افهم ما تقولين لا اتحدث اليابانية.
فقالت الفتاة بانجليزية ضعيفة:
-هل انا جميلة؟
تعجبت (هبة) من تساؤل الفتاة ولكنها اجابت:
-نعم انتى جميلة؟
فنزعت الفتاة الكمامة الطبية عن وجهها ليظهر وجهها الذى تفاجات (هبة)
به بسبب ان وجه تلك الفتاة قد تم شقه بسكين من اذنها اليمنى حتى اذنها اليسرى
مرورا بفمها، فكررت الفتاة:
-هل مازالتى تريننى جميلة؟
فرجحت (هبة) ان الفتاة مصابة بمرض نفسى بسبب وجهها المشوه فأرادت ان
توكد على اجابتها السابقة لرفع الروح المعنوية لدى الفتاة وقبل ان تجيبها بالايجاب
وجدت (عز) خلف الفتاة ويقول بالانجليزية:
-هلى ترينى جميلا؟
فكررت الفتاة التساؤل ل(عز) فأجاب (عز):
-هل ترينى جميلا؟
فتركتهما الفتاة وانصرفت لتندهش (هبة) من الموقف قبل ان تقول لزوجها
محتدة:
-ايه اللى انت عملته ده ازاى تجرح البنت بالطريقة دى؟
فقال (عز) بهدوء وهو يناول (هبة) طبق الحلويات:
-كويس انى لحقتك فى الوقت المناسب.
- لحقتنى من ايه؟! وجرحت شعور البنت ليه؟!!
- اسمعى القصة دى بيقولك زمان فى اليابان كان فيه واحدة جميلة جدا
جوزها بسبب حاجة معينة جاب مقص وشوها بشقه من الاذن للاذن زى البنت اللى شفتيها
بيقولوا فى اليابان ان روح البنت دى بدات تظهر للناس وهى لابسة كمامة وتسالهم انا
جميلة لو الشخص جاوب لا البنت بتقتل الشخص ده بالسكين ولو جاوب بأه بتقلع الكمامة
وتسأله تانى لو جاوبها بأه بتشوه زيها بتشق وشه من الاذن اليمين للشمال مرورا
بالفم يعنى لو انا مكنتش لحقتك كان زمانك زيها والحل الوحيد انك تجاوبى عليها بسؤالها
فالروح تتعرض للحيرة وتسيك وتمشى.
فنظرت له (عز) وقد سرت فى جسدها رهبة وهى تتخيل ما كان سيحدث لها وقالت:
-لا انت اكيد بتهزر الموضوع كله صدفة.
- انا طبعا مجربتش بنفسى بس انا قرأت عنها وعارف ان الموضوع ده انتشر
بشدة فى السبعينات بدأ فى نجازاكى وانتشر بعد كده فى اليابان كلها،وانتشر الرعب
بعد قتل عدد من الاطفال فى اليابان بالطريقة دى حتى ان المدارس كانت بتمنع
التلاميذ يرجعوا بيوتهم لوحدهم وعلى العموم لو مش مصدقة القصة دى المرة اللى جاية
لو ظهرت لك انا مش هدخل وتقدرى تتحقى من الاسطورة بنفسك.
فنظرت له (هبة) فى دهشة وسالته:
-انت عرفت القصة دى ازاى؟
- انا كل ما امشى خطوة بخبط فى حاجة غريبة طبعا قبل ما اسافر بلد اول
مرة اروححها لازم اعرف كل القصص المرعبة واشهر الغرائب اللى فيها.
فبدى على (هبة) الخوف فتناول (عز)قطعة من طبق الحلويات الخاص به وقال
لها بهدوء:
-على فكرة طبق الحلويات ده جميل جدا.
وطوال اليومين التاليين كانت تسيطر على (هبة) فكرة ظهور تلك الفتاة
مرة اخرى لها مما جعلها ترغب فى البقاء فى الفندق وعدم مغادرته وان أصر (عز) على
الخروج من الفندق فلا تفارقه اينما ذهب حتى اقنعها فى اليوم الثالث للذهاب الى
عشاء بالخارج فى منطقة تسمى (روبونجى هيلز)حيث تضم العديد من المطاعم وامكان
التسوق بها وكذلك وجود سينما فى تلك المنطقة،وبداخل احد المطاعم جلس (عز) برفقة
(هبة) يتطلعان الى قائمة الطعام دون ان يعرفا اى من الاطعمة باستثناء السوشى فقالت
(هبة):
-ايه رايك نطلب سوشى هو الحاجة الوحيدة اللى نعرفها؟
- احنا عايزين نجرب اللى منعرفوش.
فألتفت (عز) الى النادل وقال بالانجليزية:
-انا سأخذ ساشيمى.
وقالت (هبة):
-وانا سأجرب كايسيكي ريوري.
وعندما جاء الطعام كانت وجبة (عز) عبارة عن سمك مقطع الى شرائح رقيقة
مع صلصة الصويا بينما كانت وجبة (هبة) فتكونت من الخضار والسمك مع الاعشاب البحرية
وتناول الاثنان من الطبقين حتى يستطعماه وبعد الانتهاء من الطعام ذهب (عز)الى حمام
الرجال بينما دلفت (هبة) الى حمام السيدات الملاصق للحمام الاول وفى حمام السيدات
كانت (هبة) فى الداخل بمفردها حيث لم توجد اية امراه اخرى معها بالحمام وبعد لحظات
انقطع التيار الكهربائى فى الحمام فأستعدت (هبة) للخروج من الحمام مسرعة ولكنها
فوجئت بفتاة تقف عند باب الحمام لتسد باب الخروج عنها وكأنها ظهرت من العدم لتتكلم
الفتاة باليابانية فتجيبها (هبة) بانها لا تستطيع الفهم فقالت الفتاة بالانجليزية
وقد مدت يديها الاثنتين للامام وتحمل فى كل يد منشفة:
-هل تريدين منشفة زرقاء ام حمراء؟
فلم تجب (هبة) فكررت الفتاة نفس السؤال وفى تلك الاثناء كان (عز) قد
خرج من حمام الرجال ولم يجد (هبة) على منضدتهم فعاد بالقرب من حمام السيدات فسمع
ما يدور فأقتحم الحمام فجرت (هبة) باتجاه وضمها الى صدره فكررت الفتاة السؤال
ليقول (عز):
-لا نريد مناشف.
لتخرج الفتاة من الحمام وما ان خرجت حتى تبعها (عز) و(هبة) ولكنهما لم
يجدا لها اثر فعادا الى منضدتهما وتسائلت (هبة):
-ايه اللى حصل ده؟
-قصة يابانية بتقول فى بعض الحمامات العامة ممكن تظهر روح وتسال الشخص
عايز مناشف حمراء ولا زرقاء،فلو الشخص جاوب بانه عاوز مناشف حمراء الروح دى بتقتله
بالسكين وتملا هدومة باللون الاحمر.
فتسائلت (هبة):
-يعنى المفروض كنت اقول زرقاء؟
- لو الشخص قال زرقاء الروح بتخنقه بالحبل وتقتله لغاية وشه ما يبقى
لونه ازرق فالحل ان الشخص يقول مش عايز مناشف.
- ليه بيحصل معايا انا كده،اشمعنى انا اللى بتظهرلى الاشباح
والعفاريت؟
فأشار (عز) بكتفيه للدلالة عن عدم المعرفة وترك الحساب وفى طريقهما
للعودة الى الفندق تعلقت (هبة) به وكانها تشعر بانها اذا ابتعدت عنه خطوة سيصيبها
مكروه،وطوال الايام التالية كانت (هبة) فى حالة يرثى لها حيث تستيقظ مفزعة بسبب
الكوابيس واثناء خروجها مع (عز) للتنزه دائما ما تكون بقربه ولا تبتعد عنه فقال
(عز) لها:
-تعرفى ان فيه هنا بحيرة اسمها انوكاشيرا فيه اسطورة بتقول لو اتنين
بيحبوا بعض ركبوا مركب واحد لازم بعد كده ينفصلوا.
- بجد؟
- الاسطورة اليابانية هى اللى بتقول كده.
- احنا هنروح انهاردة فين؟
- اخر رحلة فى اليابان قبل ما نسافر بعد بكرة.
- برده مش عايز تقولى البلد التانية اللى هنروحها هتبقى فين؟
- لا انا عملهالك مفاجاة، خلينا هنا فى اليابان الاول.
- طب رحلة انهاردة فين؟
- عند جبل فوجى.
ووصل (عز) و(هبة)الى منطقة جبال فوجى وكان هناك عدد كبير من السياح
فأنضموا الى احد الافواج وشاهدوا الجبل الذى كان فى شدة الروعة وسار (عز) و(هبة)
مع الفوج الذى دخل الى غابة هناك قبل ان يقول مرشد الفوج:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق