الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

النيابة



النيابة
وقف (احمد) فى احترام امام خمسة مستشارين جالسين امامه فتطلعوا الى الاوراق الخاصة به قبل ان يعودوا بأبصارهم اليه وأشاروا اليه بالجلوس
ليجلس صامتا وان بدا عليه بعض الارتباك فهدأ من روع نفسه بأن الامر شبه محسوم فهو الاول على دفعته بكلية الحقوق وانه لا يوجد من أحق منه بالالتحاق بالنيابة العامة فغدا سيكون وكيل نيابة، وأرجع سبب الارتباك الى والده الذى انتظر تلك اللحظة من عشرين سنة كاملة فطالما فكر فى والده عامل النظافة الذى كافح بكد حتى يصل بإبنه الى اكبر الدرجات ولم يخيب ابنه الظن وكافح وأصبح الاول على دفعته وهو مرشح بقوة الان ليدخل النيابة العامة فقال (احمد) لنفسه:
-جه الوقت اللى ابويا يحصد فيه تعب السنين.
فأخرجه صوت المستشار من افكاره حين قال:
-انت الاول على دفعتك يا (أحمد)؟
-ايوه يا افندم.
- المفروض دلوقتى تبدأ الامتحان الشفوى جاهز؟
فأخذ (أحمد) نفسا عميقا وقال لنفسه ان اجابته على السؤال الذى سيوجه له يتوقف عليه مستقبله وكفاحه وشقاء والده تذكر كل ذلك وقال:
-جاهز يا افندم.
فوجه المستشار سؤال اليه فى القانون ليجيبه (أحمد) بلباقة فشكره المستشارون وأنصرف الشاب فى سعادة وما ان خرج حتى قال احد المستشارين الى الاخرين:
-ايه رايكم الاول على الدفعة ونجح فى الشفوى ويستحق التعيين؟
فقال رئيس اللجنة فى دهشة:
-انت مش واخد بالك ان ابوه زبال وأمه مش متعلمة؟!
- ايوه بس الولد يستحق يتعين فى النيابة.
- ولما ابن الزبال يتعين فى النيابة ولادنا هيشتغلوا ايه ولما ابن الزبال يتعين مين اللى هيشيل الزبالة من بيوتنا ومين هيخدمنا ويخدم اولادنا، وبعدين لما ده يبقى وكيل نيابة وبعد كده قاضى هتلاقى ابن الزبال جاى يتقدملك علشان يتجوز بنتك يا سيادة المستشار.
وتم الموافقة بالاجماع على استبعاد (احمد) من النيابة العامة.
تمت