الخميس، 26 أكتوبر 2017

الرعب

                             الرعب
فتح (عز) عينيه ليجد نفسه في غرفة واسعة شبه مظلمة لكنه استطاع ان يرى أربعة رجال وفتاة نائمين بجواره فاستنتج تخديره اختطافه بعد خروجه من مكتب المحاماه الخاص به فايقظهم ليتسائلوا في دهشة عن سبب وكيفية وجودهم في هذا المكان ولم تطل دهشتهم فسمعوا صوت من مايكروفون مثبت بالغرفة يقول :
- واهلا وسهلا بكم مفيش داعي تندهشوا أنا بكل فخر اللي جمعتكم هنا، أنا مين؟ واحد له نفس اهتمامكم وهوايتكم وهو الرعب، اعرفكم ببعض الأول نبدأ بالاكبر سنا الأستاذ(يوسف الغمراوي) المخرج الكبير .
فالتفت الجميع إليه فتعرفوا عليه بجسده المترهل وصلعته وعينيه الدقيقة بنظراته الزائغة، فاكمل الصوت :
- هو أشهر من نار على علم ومعروف أن شغفه بالرعب قد جعل كل أفلامه في هذا المجال دون غيره حتى ان النقاد أطلقوا عليه لقب (هيتشكوك العرب) وبالرغم من تقليدك لعدد من أفلام شركة  hammer إلا أني من أشد المعجبين بافلامك.
فانتقل الصوت للحديث عن الشخص الثاني ذو القامة التي تميل للقصر وشعره اسود وأن غزا اللون الابيض جانبي شعره ويرتدي نظاره طبية، فقال الصوت عنه :
-الدكتور(أحمد فريد) الأديب والكاتب الكبير أحد رواد أدب الرعب في (مصر) حتى مع اقتباسك لعدد من القصص والأفلام الأجنبية إلا أن هذا ل يمنع موهبتك التي أضافت لأدب الرعب في البلاد وأنا شخصيا من قراءك.
فانتقل الصوت للحديث عن الشخص الثالث وهو رجل في منتصف الأربعينات طويل القامة فقال الصوت:
-(محمد يوسف) مذيع الراديو الشهير وصاحب فكرة تقديم قصص رعب في الراديو.
وانتقل الصوت للحديث عن الشخص الرابع شاب في أواخر الثلاثينات ليقول:
- (رامي هلال ) نجم السينما الشهير وبرامج المقالب اللي بتعتمد على الرعب بسبب حبه للرعب وصاحب التصريح المشهور ان الممثل الشهير (كريستوفر لي cristopher Lee ) هو مثله الأعلى .
فاكمل الصوت متحدثا عن الشخص الخامس:
- (عز) المحامي الشاب الذي أصبح على درجة من الشهرة بسبب مغامراته في عالم الرعب والميتافيزيقا بالإضافة لمساعدته للشرطة في حل العديد من الجرائم الغريبة .
فانتقل الصوت للفتاة التي بدت صغيرة ذات وجه مستدير وبيضاء البشرة وترتدي نظاره طبية فقال عنها:
- اخيرا فتاتنا الصغيرة (لوجين) ذات السادسة عشرة عاما فهي على عكس الجميع لا تتمتع بأية شهرة ولكن المعروف بين اصدقاءها حبها الشديد لكل ما يتعلق بالرعب أكاد أجزم بأنها شاهدت جميع افلام الرعب العربية والاجنبية القديمة والحديثة منها بالإضافة لتلال كتب الرعب الموجودة بغرفتها.
فقال(عز) في هدوء:
-جميل جدا أنت عارفنا كلنا وعرفتنا ببعض أنت مين؟
- أنا واحد زيكم من عشاق الرعب وقررت العب معاكم لعبة صغيرة هتعيشوا فيها الرعب الحقيقي وممكن تخسروا حياتكم في اللعبة دي، قواعد اللعبة بسيطة.
فظهر أمامهم بلورة وبداخلها عدد من الكرات  الصغيرة مثل التي تستخدم في قرعة البطولات الرياضية ليقول الصوت:
- أنا قسمتكم كل اثنين فريق المخرج الكبير مع الممثل الشهير و الأديب العظيم مع المذيع المعروف و المحامي الشاب وطالبة الثانوية العامة ايه المطلوب من كل فريق أنه يفضل على قيد الحياة، الكرات الصغيرة مكتوب فيهم تيمة أو فكرة أو عنوان حاجة مرعبة مشهورة أنا تتبعت طول عشر سنين الحاجات المرعبة في العالم كله وقدرت اجمع معظمها واللي ثبت عدم وجوده صممت نفس الفكرة وعملتلها محاكاة بالعلم ومقصرتش في دفع ملايين من ثروتي المهولة في سبيل الصرح اللي انتوا فيه المهم  كل فريق هيسحب كورة واحدة بس والتيمة أو الفكرة المرعبة اللي هتطلع هيواجهوها لو اجتازوها هيعيشوا لو ماتوا الفريق الثاني هيكمل مكانهم ولو اجتازوها هيسحبوا الكورة الخاصة بهم.
بدأ الستة في التوتر وسب ذلك الشخص متهمينه بالجنون ولكنه قاطعهم :
-هي دي القواعد علشان تخرجوا أحياء من المكان ده، هنبدا بالمخرج والممثل فيه نصيحة خلف كل ورقة ممكن تساعدكم.
فتقدم المخرج وأمسك إحدى الكرات فوجدها ملمسها بارد في يده وفتحها لينكشف الضوء في القاعة كلها ويجدوا شاشة عملاقة خلفهم مثبت عليها صورة الورقة التي فتحها المخرج ومكتوب فيها (ميثولوجيا اغريقية) فقلب الرجل الورقة وكتب على ظهرها(البصر نعمة ولكن في بعد الأحيان قد تتحول الى نقمة)
وفجأة فتحت الأرض ليسقط كلا من المخرج والممثل وتنقل الشاشة صورتهم للاربعة الأخرين بينما يقول الصوت:
- دي قاعة المفروض تخرجوا من الباب اللي في آخر القاعة بس فيه كائن بيحرس الباب لازم تموتوا علشان تعبروا الباب فيه سيف ومراه تحت رجلكم الكائن مش بيموت بايده مش بيقتل عبير بحاجة واحدة بس المفروض بعنوان المهمة والتحذير وكل اللي قلته عرفتوا به الكائن حظ سعيد.
فاخذ الممثل السيف بينما أخذ المخرج المرآه وسار الاثنان سويا حتى اقتربا من الباب  فوجدا كائنا فاقترب الممثل حاملا السيف ولكن قبل أن يصل للكائن كان قد سقط أرضا وفي رأسه ثقبا من الليزر بينما صوت فحيح يصدر من الكائن وما هي إلا لحظات حتى قتل أيضا المخرج بنفس الطريقة فقالت (لوجين) للآخرين بتأكيد:
-الجرجونة أو (ميدوسا) الكائن اللي بيحول كل اللي بيشوفه لحجارة موجودة ودي موجودة في الميثولوجيا الإغريقية واللي قتلها (بيرسيوس) في الاسطورة.
فوافقها الكاتب قائلا:
-صح اكيد هو صمم حاجة فيها محاكاة للاسطورة بحيث اللي يشوفها تطلع ليزر قاتل يموت اللي شافها.
ففتحت الأرض مرة أخرى لينتقل الكاتب والمذيع ليواجهوا هذا الكائن إلا إنهم لم يستطيعوا أن يتحاشوا النظر إلى الكائن ليلحقوا بالقتلي السابقين.
فنزل (عز) و(لوجين) ليقول الاول لها:
-غمضي عينيكي واوعى تفتحيها مهما يحصل
فسحبها من يدها وهو ينظر إلى الأسفل حتى اقترب من الباب وهو يحمل السيف فوضع المرآه في يد الفتاه ووجها صوب الباب ودار بالجنب ببطء وعيناه تتابع المرآه ليقترب من الكائن عن طريق رؤيته في المرآه وبضربة سيف قوية اطار رأس الكائن وسحب الفتاة وعبر الباب ليجد نفسه في القاعة التي كانا بها ويسمع الصوت يقول:
-مبروك نجاتكم في الاختبار ده دلوقتي وقت آخر اختبار اسحبوا كورة.
فاقترب (عز) وسحب كورة وفتحها ووجد مكتوب فيها (القربان) فقلب الورقة ووجد مكتوب عليها من الخلف (ان تعلم متأخرا لا يختلف كثيرا عن ان لا تعلم)
فوجدوا أنفسهم يسقطون في أنبوبة كبيرة يتدحرجون منها حتى وجدوا أنفسهم في حديقة واسعة ويبعد عنهم بثلاثمئة متر عشر رجال وعشرة نساء لا يرون (عز) و(لوجين) ووقف هؤلاء الناس أمام تمثال كبير من القش وصل طوله إلى ثلاثة أمتار فقال الصوت:
-هؤلاء الناس لديهم فتاة سيستخدمونها كقربان ويرحقوها داخل هذا التمثال إذا مررت بجوارهم ولم تتعرض لهم سيتركونك حتى تمر من الباب وتكتب لكم النجاة أما إذا حاولت إنقاذ الفتاة فقد تندم القرار لكما.
فاندفع (عز) تجاهم وخلفه (لوجين) ووقف أمامهم وطلب منهم أن يتركوا الفتاة فقال كبيرهم وهو رجل طويل ذو شعر ابيض:
-ارحل من هنا.
فاستعد (عز) للاشتباك معه ولكن (لوجين) أمسكت يده وتنحت به جانبا وقالت:
- الراجل اللي خاطفنا بيكرر أحداث فيلم (the wicker man ) لما جماعة من الملحدين بيستدرجوا ظابط وبيخدعوه ان فيه بنت مخطوفة علشان تتقدم قربان وفي الاخر بنكتشف ان الظابط هو اللي اتقدم قربان وحرقوه في تمثال من القش زي ده.
-انا عارف الفيلم واتفرجت على الفيلمين القديم بطولة (cristopher Lee ) والثاني لبطولة (Nicolas cage ) بس هنسيب البنت دي كده.
-أنا متأكده أنها معاهم وأن اللي خاطفنا عايزنا ناخد القرار بنفسنا اننا نروح لهم زي الفيلم لما أهل القرية طلبوا منه يمشي وهو رفض  وبيطبق تيمة الرعب المشهورة الرعب الموجه بطريقة خطأ افتكر اللي مكتوب على ظهر الورقة (ان تعلم متأخرا لا يختلف كثيرا عن ان لا تعلم) يلا بينا.
فسار معها حتى خرج من الباب فقال الصوت:
-مبروك نجاتكم من الموت المفروض يا (عز) تشكر البنت أنها أنقذت حياتكم بذكائها وزى ما وعدتكم هتخرجوا من هنا بس اكيد هنتقابل تاني.
فقال (عز):
-وأنا مش هسيبك وهعرفك علشان انتقم من إللي قتلتهم.
فسمع ضحكة ساخرة قبل أن ينطلق غاز في الحجرة ليغشي عليه والفتاة ليفيق بعدها ويجد نفسه في الشارع بجوار الفتاة فاوصلها بمنزلها وشكرها قبل أن يتوجه الى قسم البوليس لللابلاغ وفي نيته البحث عن هذا الرجل مع شعوره بأنه سيقابله مرة أخرى.
                        تمت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق