الاثنين، 9 مارس 2015

العبقرى هنا...وهناك


العبقرى هنا...وهناك
بدا (صلاح) متوقد الذكاء منذ حداثة سنه فكل من يراه يجزم بلا شك بان ذلك الصبى سيكون عبقريا باى مقياس من المقاييس،بدأ المحيطون من حوله ملاحظة تلك العبقرية بعد ذهابه مباشرة الى المدرسة ولم تقتصر عبقريته على المجال العلمى فقط بل فى كافة المجالات فشملت عبقريته مجال العلوم وفى المناقشات مع من يكبروه سنا وفى حل الالغاز والاحاجى وحتى فى الخدع والحيل التى يمارسها ضد اصدقائه بالاضافة الى تفوقه على جميع اقرانه فى اى لعبة تعتمد على الذكاء حتى انه تغلب على من هم اكبر منه سنا وأول عقبة اعترضته عندما كان فى السنة الرابعة الابتدائية حيث قررت عليه مادة العلوم لاول مرة وبعد ان بدأ يسبح فى ذلك العالم بالاضافة للرياضيات بمنتهر السهولة عكس باقى زملائه الذين كانوا يصارعون فى تلك المادتين وحوشا اسطورية حتى انه بدأ يساعدهم ولم يقتصر فى مجال العلوم والرياضيات على ما يتم يدرسه فى المدرسة بل تخطاه ليبحث فى نظريات ومعادلات غير مقررة عليه حتى كان اليوم الذى واجه فيه اولى نماذج البيروقراطية فى حياته عندما عرض استاذ مادة العلوم نظرية علمية فرفع (صلاح) يده ليسمح المدرس له بالكلام ليقول (صلاح):
- النظرية دى يا استاذ غلط وتم اثبات خطئها وتم تغييرها فى كل كتب العلوم الا الكتاب المدرسى.
فنظر المدرس له فى دهشة وتسائل:
-نظرية ايه اللى غلط؟
- النظرية اللى حضرتك بتقولها تم اثبات انها خطأ من سنتين.
- اسمع يابنى طول ما وزارة التربية والتعليم منزلة النظرية دى فى الكتب يبقى نظرية صحيحة لغاية ما المناهج تتعدل.
- ازاى يا استاذ؟
- زى ما بقولك كده احنا ملتزمين بمناهج الوزارة.
- بس كده يبقى احنا بنتعلم غلط.
- اخرس عيب تقول الكلام ده اطلع بره.
فخرج (صلاح) للمدرس ليقول الاخير:
-  انت هتتعاقب وتقف وشك للحيطة ورافع ايديك لاخر الحصة.
وبالفعل تمت معاقبة (صلاح) فتعلم يومها ان لا يصرح بخطأ قدمته الحكومة على انه صواب وان يحتفظ بالمعلومة الصحيحة له فقط دون ان يصرح بها لاحد وان يدرس من خارج المقررات ما هو الصحيح وان ينجح وبتفوق فيما وضعته الوزارة من مقررات خطائة دون ان يستند عليها مستقبلا، وبعد سنوات عندما وصل (صلاح) للثانوية العامة بينما ادركت الوزارة اخيرا الغاء النظرية فى مجالات العلوم العالمية والغتها من مقررات المرحلة الابتدائية ووضعوا بدلا منها نظرية اخرى تم الغائها ايضا من الاوساط العلمية من سنة فقط،استطاع (صلاح) ان يجتاز الثانوية العامة ب99% ليلتحق كما حلم طوال عمره بكلية العلوم بالرغم من ان مجموعه يتيح له الالتحتاق بكلية الطب او الصيدلة الا انه فضل كلية العلوم وبداخل الكلية اثبت تفوق واضحا وطوال اربعة سنوات وهو الاول على دفعته بتفوق واضح عن باقى اقرانه ليتخرج الاول على دفعته ولكن لم يتم تعيينه معيدا فى الجامعة فذهب الى موظف بشئون الطلبة وساله بغضب:
-ازاى ابقى الاول اربعة سنين على الدفعة ومتعينش؟!
- اللى اتعين (ابراهيم سلام).
- ده السادس على الدفعة؟!
- (ابراهيم سلام) ابن الدكتور (غالى سلام).
فصمت (صلاح) لحظات وتسائل:
-قصدك علشان  يبقى ابن الدكتور....
فقاطعه الموظف:
-انا مقلتش حاجة واللى تفهمه افهمه.
انصرف (صلاح) شاعرا بالاحباط ولكنه لم يتوقف على التعيين فى الكلية فبدأ فى مجال البحث العلمى حتى استطاع بعد سنتين من العمل الشاق ان يصل لاكتشافات رهيبة فى مجال الادوية فقدمها الى احد العلماء من ذوى الاسماء الرنانة ليقدم له ذلك الاكتشاف الرهيب فما كان من العالم الجليل الا ان نسب الاكتشاف لنفسه وسجله باسمه وتقاضى ملايين بسبب ذلك الاكتشاف واصبح حديث العالم كله
فلما واجه (صلاح) قال العالم له:
-الاكتشاف خلاص اتسجل باسمى مفيش قصادك غير حل واحد.
- ايه؟
-تاخدلك مبلغ وتروح لاى بلد من اللى بيقدروا العلم وتحاول تبدأ من هناك.
ولم يجد (صلاح) سبيلا سوى الموافقة لياخذ منه مائتى الف جنيه ليسافر مباشرة الى خارج البلاد ليحصل بعد سنة واحدة على جنسية اوروبية بعدما اكتشفه عبقريته وسخروا له كافة الامكانيات ليحقق بعد ثلاث سنوات فقط العديد من الاكتشافات العلمية الكبيرة ليصبح حديث العالم كله ويحصد بعدها جائزة (نوبل)، لينضم الى قافلة العباقرة الذين لم يحصلوا على فرصة فى بلدهم واثبتوا تفوقهم فى الخارج.
تمت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق