السبت، 3 مايو 2014

زومبى



زومبى
فى صباح احد الايام فوجىء (عز)بجاره الاستاذ (ممدوح)يطرق بابه ليفتح له الباب ومعه رجلا اخر فدعاهما للدخول الى منزله وهو فى حيرة من امره لانه ليس له اختلاط باى من جيرانه بسبب طبيعة حياته التى تتسم بالبحث عن الغموض والاسرار والمغامرة فجلس معهما فى الصالون فتردد الرجلان حتى قال (ممدوح):
-انا اسف على ازعاجك يا استاذ (عز).
- ابدا يا استاذ (ممدوح).
- اعرفك الاول على ابن خالتى (شعبان).
-اهلا وسهلا.
فأجاب الرجل فى ارتباك:
-اهلا بحضرتك يا سعادة البيه.
فأكمل (ممدوح):
-الحكاية اننا من قرية فى (الشرقية) و(شعبان)لسه عايش هناك وفى يوم واحد اسمه (مسعد)مات فى البلد واتدفن والناس صلت عليه الجنازة وبعدها بأسبوع اتنين من اهل البلد شافوه ماشى فى المزارع بالليل وطبعا الناس قالت عليهم مجانين ومحدش صدق الكلام ده بس بعدها بيومين ظهر مرة تانية بالليل برده بس المرة دى قصاد عدد كبير من الناس وكان بيمشى بطريقة غريبة.
فتسائل (عز)ببرود اعصاب:
-يعنى انت عايز تقول ان (مسعد)ده زومبى؟
فالتفت (ممدوح) و(شعبان)الى بعض فى عدم فهم للكلمة وردد الاخير بتلعثم:
-زو...ايه؟
- الزمبى دى كلمة بتتقال عن واحد مات وبعدين الناس بترجع تشوفه صاحى تانى بس بيحاول انه يقتل غيره او يخليهم يبقوا زيه.
فأكمل (ممدوح):
-المشكلة ان خلال شهر بقى فيه اربعة زيه.
- محدش بلغ البوليس؟
- ناس كتير بلغت البوليس دور مالقاش حاجة وساب الموضوع وقال ان اهل البلد بتصدق فى حاجات غريبة،فعلشان كده ان بسأل حضرتك خصوصا اننا سمعت انك بتفهم فى المواضيع اللى زى دى.
فأبتسم (عز)وقال:
-عايزنى اروح بلدكم؟
- ياريت.
- حاضر واهى برده تبقى تجربة جديدة.
فتسائل (شعبان):
-بس انت يا سعادة البيه مصدق ان ممكن الميتين تصحى تانى؟
- لحد دلوقتى انا مقابلتش حاجة زى كده بس قناعتى الشخصية انى مش مصدق خصوصا ان الموضوع له بعد دينى ان مفيش حد بيموت وبيرجع تانى الا يوم الحساب او بمعجزة من ربنا.
- بس انت قلت...
فقاطعه (عز):
-اللى انا قلته ده اراء ناس اجانب وناس بتقول انها صادفت حاجة زى كده.
فتسائل (ممدوح):
-الناس اللى بتقول ان الميتين ممكن يرجعوا تانى بالطريقة دى ايه السبب اللى بيقولوا عليه ممكن يرجع الميتين؟
- ناس بتقول فيروسات فى المخ وناس تانية بتقول بالسحر.
وفى صباح اليوم التالى توجه معهم الى تلك القرية وهناك وجد عدد كبير من اهالى القرية فى انتظاره كأنه المنقذ واستمع لعدد منهم ووجد منهم من يبالغ فى تصوره،
وجلس فى تلك الليلة مع نفسه ووضع امامه الاوراق والقلم وبدأ يكتب افكاره بطريقة عملية وقال لنفسه:
-فيه خيوط ممكن نبدأ منها أول حاجة الدكتور اللى خرج شهادة وفاة (مسعد)أول حالة قالوا عنها وتانى خيط اللحاد اللى بيدفن الناس اللى ماتت وقالوا شافوهم.
فكتب اسم الاثنين فى الورقة وذهب الى (شعبان) وسأله:
-محدش يا (شعبان)حاول يقبض على الناس اللى بتمشى بالليل دى؟
- لا يا سعادة البيه فى حد هيقدر يقبض على ميتين.
- علشان كده اللى بيعمل الموضوع ده متاكد ان محدش عنده جراة انه يقرب منهم.
- ايه؟
- ولا حاجة يا (شعبان)كل حاجة هتظهر بكره.
وفى اليوم التالى توجه الى الطبيب الذى عامله بجفاء ولم يقم باعطائه اى معلومة مفيدة وكذلك توجه الى اللحاد برفقة (شعبان)ورجلين اخرين من رجال القرية فتحدث معه قليلا ووجده مرتبكا وكلامه متناقض فتاكدت شكوكه نحوه فتركه وانصرف مع الرجال وفى المساء جلس (عز) مع (شعبان)وستة رجال اخرين فى منطقة المزارع التى ظهر بها احد الزومبى من قبل ومعهم مشاعل واخذوا يحتسون الشاى ليشير احد الرجال الى شخص يتحرك ويقول:
-ده (ابراهيم) ده ميت من اسبوع وبقى زيهم.
فجرى (عز)فى اتجاه الزومبى وهو يحمل احد المشاعل ونظر خلفه فلم يجد اى من السبعة رجال فجرى كل منهم خائفا نحو منزله فأقترب من الزومبى ولوح (عز) بالمشعل فى وجه الزومبى الذى امسك بيد (عز)ودار اشتباك بينهم كاد ان يتفوق فيه (عز)لولا الضربة التى جائته من الخلف ليسقط ارضا مغشيا عليه ليستيقظ على اذان
الفجر ليتجه الى المسجد ليجد الرجال الذين كانوا معه وهربوا فقص عليهم ما حدث ليقول احدهم:
-احنا مكسوفين منك يا استاذ (عز)اننا سبناك وهربنا.
- ولا يهمكم المهم انا وصلت لنتيجة مهمة.
فتسائل احدهم:
-ايه؟
- هقلكم بعد الصلاة.
فصلوا الفجر وجلس مع الرجال فى ساحة المسجد وقال:
-الموضوع كله يا رجالة مخطط ومفيش حاجة اسمها ميتين ورجعت.
فتسائل احدهم فى لهفة:
- عرفت ازاى؟
- اول حاجة زى ما قلتلكم ان فكرة الزومبى بتتعارض مع الدين فى ان مفيش حد بيموت ويصحى تانى وحتى لو سرحنا بخيالنا وقلنا ان فى فيروسات بتسكن المخ وبتحرك الجسم او ان فى ارواح شريرة وبتسكن الجسم وده مستحيل الزومبى له حاجات معروفة عنه زى ان اكتر حاجة بتبعده وتخوفه النار فلما قربت من اللى كان ماشى وحطيت النار قصاده مرجعش ورا او حاجة كمان اللى كان عامل الخطة دى مكانش متصور ان فى حد هيقدر يقرب من الرجالة اللى معاه وان كل الناس هتخاف بس هجومى عليه ربكهم وخلى حد يدخل ويضربنى على راسى طب ليه انا مبقتش زومبى زيهم.
ففكر الرجال فيما قاله (عز)واقتنعوا به حتى قال احدهم:
-طب هما عملوا كده ليه؟
- ممكن علشان الموضوع لما ينتشر ويصبح امر واقع بالنسبة للناس لو حد عايز يخلص من حد هيقتله والناس ساعتها تقول ان الزومبى هى اللى قتلته وممكن يحاولوا ينفذوا جريمة سرقة كبيرة ومحدش يقدر يدخل ليخاف منهم.
- والعمل؟
- انا عندى خطة.
- ايه؟
- اول حاجة لازم نعرف العصابة كلها اللى دلوقتى يعتبر عرفنا معظم افرادها.
- زى مين؟
- كل اللى اتقال انهم ماتوا واتحالوا ل(زومبى)من اول اللى اسمه (مسعد)لحد (ابراهيم)والدكتور اللى كان بيكشف عليهم ويخدع الناس ويفهمهم انهم ماتوا ويطلع تصريح بالدفن واللحاد اللى كان بينزلهم القبر وفى اخر اليوم لما الكل يروح على بيته يفتح القبر تانى ويخرجهم اللى ناقص الكبير بتاعهم.
- طب هنعرفهم ازاى؟
- انا بالنسبة لهم خطر لانى قربت منهم وكان عندى جرأة انى اجرى ورا واحد منهم فلازم يخلصوا منى فنعمل كمين لهم هنقعد زى امبارح هيبعتوا واحد طعم هجرى انا وراه وانتوا هتهربوا زى امبارح بس متبعدوش واول ما يمسكونى تمشوا وراهم وتفاجئوهم وواحد يبلغ البوليس.
- طب لامؤاخذة انت تضمن منين انهم ميضربوش نار عليك ويخلصوا منك على طول من غير ما ياخدوك عندهم؟
- علشان لازم يموتونى بطريقة تخوف الناس وتخليهم يصدقوا الكذبة اكتر وانا هراهن على كده بحياتى.
 وفى اليوم التالى وكما خطط (عز)قاموا بامساكه واتجهوا به الى احد الاماكن المهجورة وتبعهم عدد من رجال القرية دون ان يشعروا وهناك وجد (عز)عدد من الرجال ويتزعمهم رجل يبدو عليه الذكاء فقال له:
-اعرفك بنفسى يا استاذ (عز)انا الدكتور(سمير)كنت دكتور قبل ما يفصلونى من الجامعة.
- وانت صاحب فكرة الزومبى؟
 - طبعا محدش قدر عبقريتى وعجبتنى الفكرة وشفتها وانا بدرس فى امريكا وفكرت فى تطبيقها بعد ما اتفصلت من الجامعة وخصوصا ان هنا مجتمع ريفى والفكرة جديدة عليه.
- وكده تقدر تنتقم وتحاول انك تسرق وتقتل اعدائك من غير اى مسئولية عليك.
- بصراحة انت ذكى وخسارة ان المناقشة هتخلص دلوقتى لازم تموت علشان سرنا يموت معاك ولازم نشرح جثتك علشان الاسطورة تنتشر.
وفى تلك الاثناء هجم عدد من رجال القرية عليهم وتحفظوا عليهم حتى اتت الشرطة وقبضت عليهم وعندما حينت لحظة عودة (عز)الى القرية خرج معظم رجال القرية فى وداعه وشكره على مساعدته لهم.
تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق