الاثنين، 12 مايو 2014

عودة ريا وسكينة



عودة ريا وسكينة
جلس (عز)فى غرفة مغلقة مظلمة وامامه مباشرة رجل فى منتصف الخمسينات يرتدى بذلة وبينهما المنضدة قبل ان يقول ذلك الاخير:
-انت متاكد انك عايز تكمل التجربة.
فأجاب (عز)فى ثبات:
-طبعا يا (د.غالى).
فالتفت الدكتور (غالى)الى اربعة فتيات جالسات فى الغرفة وقد بدأ عليهن التوتر وقال لهن:
-حد فيكم غير رايه ومش هيحضر.
فلم تجب ايا منهن قبل ان يكمل:
-مهما يحصل فى التجربة محدش فيكم يتكلم ولا يعمل حاجة والا ممكن نتعرض كلنا للخطر.
تطلع (عز)الى الفتيات فوجدهن يتصببن عرقا من الخوف وتذكر عندما اخبره احد اصدقائه عن الدكتور (غالى)الخبير فى عالم الروحانيات الذى استعانوا به لمعرفة مكان احد الاشياء المفقودة عن طريق جلسة تحضير الارواح فأراد ان يجرب احدى تلك الجلسات لاضافة تلك التجربة الى تجاربه فى المجال الميتافيزيقى وعندما نقل صديقه تلك الرغبة الى الدكتور (غالى)ظن ان (عز)يسخر منه وانه غير مقتنع بقدرته على تحضير الارواح وفى اليوم المحدد لاجراء التجربة حضر (عز)ووجد شقيقة صديقة (أية) وصديقة لها بالاضافة الى فتاتين اخرتين من المهتمات بتحضير الارواح اتين ليحضرن الجلسة،انتزع (عز)من ذكرياته دخول فتاتين تعملان مع الدكتور (غالى) الى الغرفة ويجلسان على كرسى خشب ليقول الدكتور (غالى):
-دلوقتى هنبدأ جلسة روحين.
فتسائل(عز)فى دهشة:
-انت هتحضر روحين مرة واحدة.
- اه هى اول مرة اجربها وعلشان كده لازم تكون الروحين متقاربتين لبعض.
فتسائلت احدى الفتيات:
-وحضرتك هتحضر روح مين؟
فقال الدكتور (غالى)بابتسامة:
-(ريا) و(سكينة).
اقشعرت ابدان الفتيات لدى سماع الفتيات الاسماء قبل ان يقول الدكتور:
-حد عنده اعتراض؟
فلما لم يجب احد بدا فى اجراءات تحضير الارواح ليسمع الجميع صوت خبطة لتعلن وصول الروحين ليقول الدكتور لهما:
-تقدروا تعرفوا نفسكم؟
فأجابت الفتاتين اللاتى اتت الارواح فى جسديهما:
-(ريا وسكينة)بنات (على محمد همام).
فقال الدكتور للحاضرين:
- لو حد منكم عايز الروح باى حاجة يتفضل.
فتسائل (عز)ليتاكد من عدم كون الامر مجرد عملية نصب:
-(ريا)ايه اخر حاجة قولتيها قبل ما تتشنقى؟
- اودعتك يا بديعة بنتى عند الله ونطقت بالشهادتين.
فتسائلت احد الفتيات:
-قتلتوا كام ست يا (ريا)؟
-17.
وفى تلك اللحظة لم تتمالك احدى الفتيات اعصابها لتصرخ بشدة وتقف من مكانها ليحدث اضطراب بالمكان وتتغير قسمات الفتاتين الوسيطتين وينهى الدكتور (غالى) التجربة ويوبخ الفتاة التى تعرضت لتلك الصدمة لينصرف الجميع الى منزله،الا انه بعد اسبوع وجد (عز)خبر غريب فى احدى الصحف وهو مقتل فتاة خنقا والاستيلاء على متعلقاتها الغريب فى الخبر ان الفتاة التى تعرضت للقتل هى واحدة من ضمن اللاتى شاركوه فى تجربة تحضير الارواح،وعلى الفور أتصل بشقيقة صديقه (أية)
وقال لها انه يريد ان يقابلها فى امر ضرورى فتقابلا بعد ساعة فى احدى الكافتيريات فقالت له:
-خير يا (عز)؟
فأخرج الجريدة التى بها خبر وفاة الفتاة واشار الى الخبر وقال:
-شوفى الخبر ده.
فقرات (أية)الخبر لتفزع بعدها وتقول:
-تفتكر موتها له علاقة بالتجربة بتاعتنا؟
- مش عارف.
- انا لازم اكلم (سارة).
فأتصلت بصديقتها التى حضرت التجربة واخبرتها بما حدث للفتاة وبعد ان انهت اتصالها بها سألت (عز):
-هنعمل ايه؟
- لازم نشوف الدكتور(غالى).
فذهبا اليه ووجداه فى حالة خوف ودعاهم للدخول فقال (عز):
-عرفت يا دكتور باللى حصل؟
- قصدك على موت (نادين)و(وفاء)؟
فتسائل (عز) فى دهشة:
-(وفاء) كمان ماتت؟
- انتوا متعرفوش انها اتقتلت من ثلاثة ايام؟
فأقشعر جسد (اية)وتساءلت فى خوف:
-هى اتقتلت ازاى؟
فأجاب (عز):
-أكيد مخنوقة زى (نادين)صح يا دكتور؟
-اه.
- ممكن نفهم يا دكتور ايه اللى بيحصل؟
- يظهر اننا حضرنا روح ريا وسكينة تانى ومقدرناش نرجعهم تانى،وهما اللى قتلوا (نادين) و(وفاء).
- دكتور انت جربت قبل كده تحضر روحين مرة واحدة.
-لا.
- تفتكر ايه اللى خلاهم يفضلوا موجودين؟
- مش عارف بس ممكن لما (وفاء)صرخت فقدنا القدرة على السيطرة عليهم وممكن...
فلم يكمل كلامه فقال (عز):
-ممكن ايه كمان يا دكتور؟متخبيش حاجة احنا كلنا دلوقتى فى خطر.
- فى كلام ان الارواح الشريرة زى المجرمين والسفاحين لو تم تحضيرها احيانا بترفض العودة ولتفضل موجودة.
فصرخت (اية)فيه وقالت:
-يعنى انت مكنتش الكلام ده قبل ما تحضر روح (ريا)و(سكينة) وبعدين لما بتجرب اول مرة تحضر روحين مالقتش غير(ريا)و(سكينة).
قاطعها (عز)وسال الدكتور:
-المهم دلوقتى يا دكتور الروحين بيعملوا الجرائم دى وهما مسيطرين على اجساد المساعدتين بتوعك ولا ايه؟
- مش عارف.
فصرخت (اية)فيه:
-هو كل حاجة مش عارف مين اللى هيعرف؟
فقاطعها (عز)وقال:
-فين المساعدتين اللى معاك يا دكتور؟
- مش عارف اختفوا من يوم التجربة.
فأنصرف (عز)و(اية) واستقلوا تاكسى فتسائلت الاخيرة:
-انت مشيت بسرعة ليه؟
- لازم نروح لصاحبتك فورا.
- (ندا).
- اه.
- ليه؟
- علشان حياتها فى خطر.
- فى خطر؟
-اه كلنا فى خطر مش لازم حد منكم تبقى لوحدها لغاية ما نخلص من الموضوع ده.
- انت بتقول كده ليه؟
- البنتين اللى حضروا معانا الجلسة اتقتلوا بالطريقة اللى كانت (ريا وسكينة) بيقتلوا بها الضحايا بتاعتهم وكده مفضلش غيرنا احنا الثلاثة.
- طب تفتكر ان فعلا (ريا) و(سكينة) رجعوا تانى وبيقتلوا فى الناس.
- فى احتمالين فى الموضوع ده.
- ايه؟
- الاول ان الموضوع كله يبقى نصب وجرائم قتل عادية وان الدكتور (عدلى)هو اللى ورا القصة دى كلها.
- طب ليه؟
- ساعتها هيبقى اشهر محضر ارواح وهيرجع اسطورة (ريا)و(سكينة)تانى ولكن فى الحقيقة ان (ريا)و(سكينة)هما المساعدات وهو بيلعب دور(حسب الله)او(عبد العال)وفى الاخر يطلع ويعمل نفسه بطل ويقول انا قدرت اصرف الارواح الشريرة ويبقى زى ما قلتلك اشهر معالج ارواح فى العالم.
- والاحتمال التانى؟
فأخذ (عز)نفسا عميقا وقال:
-ان موضوع (ريا)و (سكينة)يبقى حقيقى.
فذهبوا مسرعين الى منزل (ندا)فرحبت والدتها بهم ودعتهم للدخول وقالت لهم:
-هى فى اوضتها من الصبح لحظة واحدة هقولها انكم هنا.
فجلسوا فى الصالة وغابت الام للحظات ليسمعوا صرخة الام ليندفعوا نحو غرفة (ندا)ليجدوا الام مغشى عليها على الارض و(ندا) قد تم خنقها بحبل غليظ لتدخل (اية)فى نوبة من الصراخ والبكاء لتاتى الشرطة بعدها ولم يجد رجال البحث الجنائى اية بصمات، وفى اخر اليوموبعد ان قام (عز) بتوصيل (اية) الى منزلها قال لها:
-هعدى عليكى بكره الساعة 9 الصبح.
- هستناك.
- انهاردة متناميش لوحدك لازم يكون فى حد جنبك مش عايز بكره الاقى صورتك فى صفحة الحوادث.
- وانت كمان خلى بالك من نفسك.
فوضع يده فى جيبه واخرج كيسا به ملح واعطاه لها فتسائلت:
-ايه ده؟
- ملح.
- عارفة انه ملح بس ليه؟
- المكان اللى هتنامى فيه رشى فى حدود دائرة بالملح علشان الاشباح متقدرش تدخل الدائرة دى.
فتناولت منه الملح وقالت له:
-يعنى كده انت صدقت الاحتمال التانى وقلت انهم اشباح.
- لا لسه بس الاحتياط واجب.
 وصعدت الى بيتها وفى صباح اليوم الثانى مر (عز)عليها فوجدها مرهقة وقال لها:
-شكلك منمتيش كويس امبارح.
-انام!انا كل ما عينى ما تغمض الاقى ست (ريا)و(سكينة) قصادى،المهم هنروح فين دلوقتى؟
- لدكتور (غالى)طبعا.
توجه الاثنين الى الدكتور غالى وهناك وجدوا شقته مشمعة عن طريق الشرطة فسالوا احد الجيران فقال لهم:
-اصلهم لقوا الدكتور مقتول امبارح بالليل.
فتبادل (عز)و(اية)النظر الى بعضهم وتسائل (عز):
-اتقتل ازاى؟
- بيقولوا اتخدر واتخنق.
- الف شكر.
فأنصرف الاثنان وقالت (أية):
-ايه رأيك؟
- دلوقتى نقدر نتكلم عن الاحتمال التانى.
- هنعمل ايه؟
- مش هنستنى انهم يهاجمونا احنا اللى هنروحلهم.
- نروح لمين؟
- الاشباح.
- وهنلاقيهم فين؟
- اكيد فى بيت الدكتور (غالى).
- الدكتور (غالى)؟
- اه.
- طب ليه خبى علينا؟
- ممكن حب يكمل فى التجربة وممكن يكون خاف لغاية ما فى يوم الاشباح خدعته وقتلته بنفس الطريقة.
- طب ازاى موضوع ان (ريا) و(سكينة) روحهم رجعت تانى.
- مش شرط روحهم ممكن شياطين او اشباح واتقمصوا الطريقة اللى كانوا بيقتلوا بها الضحايا.
وانتظر الاثنان حتى تمام التاسعة مساء وتسحبا دون ان يشعر بهم احد وصعدا الى منزل الدكتور (غالى)واستطاع (عز) ان يفتح الباب ويدخل الاثنان ليدخلا الى غرفة تحضير الارواح ويقوم (عز)برش ملح على شكل دائرة كبيرة ليجلس بداخلها مع (أية) التى تسائلت:
-دلوقتى هنعمل ايه؟
- ولا حاجة هنستنى.
- يعنى انت معندكش اى خطة؟
- لا،هنتكلم فى اى حاجة لغاية ما يظهروا.
- ممكن تقولى ايه حكاية (ريا)و(سكينة)الحقيقية؟
- حاضر (ريا) و(سكينة)اختين كانوا عايشين فى الاسكندرية وقتلوا مع ازواجهم (حسب الله)و(عبد العال) 17 واحدة علشان يسرقوهم لغاية ما اتقبض عليهم وتم اعدامهم سنة 1921 علشان يبقوا اول مراتين يتم اعدامهم الغريب انهم كانوا عايشين جنب القسم فعلشان كده محدش شك فيهم.
وبعد لحظات شعر (عز)و(اية)بحركة فى المكان ليظهر ما يشبه طيفين لامراتين امامهما وكلا منهم يقتربن منهن فتعلقت (أية)ب(عز)الذى ابتسم وبدا هادئا وما ان اقترب الطيفين حتى ارتدوا من الدائرة التى احاط (عز)نفسه بها ولكن حدث امر عجيب اذ وجد (اية)و(عز)نفسهما فى غير الزمان فى منزل قديم ووجدوا امراتين عرفهما (عز)من صورتيهما (ريا)و(سكينة)تدعوان امراة للدخول ووضعوا لها المخدر فى المشروب لتشربه المراة ويعاون المراتين زوجيهما فى خنق المراة وقتلها وبعدها يقوموا بدفنها ووجدهم يسحبون امراة اخرى فلما دقق النظر وجدها (اية)وشعر وقتها ان الاشباح توثر فيه حتى يخرج من الدائرة التى صنعها ومن الموكد انها تصور خيال ايضا ل(اية) يخيفها وفى لحظاته بين الوعى واللاوعى اخرج من جيبه الولاعة واشعلها ليختفى كل ذلك الخيال فوجد (اية)مازالت بجواره
ولكنها تبكى وعلى وجهها الدهشة فنظرت له وقالت:
-انا شفتك وهما....
فلم تستطع ان تكمل كلامها لتبكى بشدة فقال (عز)لها:
-متخافيش كل ده وهم والنار قضت على الوهم ده.
فقام من مكانه لتقول له (أية):
-انت هتعمل ايه؟
- متخافيش.
وامسك بالولاعة وجركن من البنزين وقال لها:
-طول ما احنا ماشيين حاوطينا بالملح.
-حاضر.
فأخذت ترش الملح حولهم حتى وقف على باب المنزل وقام بالقاء البنزين على الارض والقى النار ليشتعل المنزل ويجرى كلا من (عز)و(اية)خارج المنزل ويسمعوا أصوات صراخ شياطين تاتى من اعماق الجحيم وفى الطريق قالت (اية):
-تفتكر كده خلاص.
- بتهيالى،بقولك ايه تتجوزينى؟
- ايه؟
- تتجوزينى.
-انت شايف ان ده وقته.
- طبعا مفيش احسن من الوقت ده لسه خالصين من اشباح.
- طب هفكر.
تمت
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق