السبت، 26 أبريل 2014

معا



معا
تشابكت ايدى (فتحى)و (سميرة)اثناء سيرهما على كورنيش النيل ولم يكترثا للعيون التى تتطلع اليهما فى فضول وان تسائل (فتحى)فى قرارة نفسه عن سر تطلع الناس بهم فهل بسبب القميص رخيص الثمن الذى يرتديه ام العباءة السوداء التى ترتديها خطيبته ام ان الناس يتابعون كل شاب وفتاة يسيران معا على الكورنيش،وتوقفا عند السور ليشاهدا النيل فتطلع (فتحى)الى خطيبته فى حب فأراد فى تلك اللحظة ان يضمها الى صدره،فازاحت (سميرة)عيناها عن النيل والتفتت الى (فتحى)وراته يتطلع اليها فنظرت فى عينيه وشعرت بانه يريد ان يضمها اليه فبعد ثلاث سنوات ونصف من الخطوبة بينهما أصبح كل منهما يستطيع الشعور بما يريده الاخر دون ان يتكلم فارادت هى الاخرى ان يضمها اليه،فقالت له:
-خلاص انشاء الله الاسبوع اللى جاى فرحنا.
- انا مش مصدق اننا بعض خطوبة ثلاث سنين هنتجوز خلاص.
- فاكر اول مرة اتقابلنا فيها؟
-اه فى وسط البلد انا كنت بسرح باعلام (مصر)وانتى بتبيعى الشارات والطواقى اللى عليها العلم ايام كاس افريقيا واتخانقنا على مين اللى تخصه المنطقة ديه.
فقاطعته (سميرة):
-واتفقنا نضم بضاعتنا لبعض فتبيع انت الاعلام وانا الطواقيات والشارات ونقسم الرزق فى اخر اليوم ومرضتش اقولك على اسمى وبعدها بأسبوع لقيتك واقف قصاد مدرستى الثانوى التجارى.
فأكمل (فتحى):
-وانتى عملتى نفسك متعرفنيش وسيبتينى ومشيتى،وطول الفترة دى صحابى فى المصنع اللى كنت شغال فيه بيتريقوا عليا لما يلاقونى سرحان وبفكر فيكى.
- وانا كمان البنات زمايلى فى المدرسة كانوا بيتكلموا عنك.
- لغاية ما روحتلكم البيت وخطبتك.
- وفضلنا احنا الاتنين نحوش مصاريف الجواز والشقة والعفش حتى انت كنت بتشتغل الصبح فى المصنع وبعد المصنع تطلع تشتغل على ميكروباص علشان نتجوز على طول.
- وانتى مكنتيش بتجيبى لنفسك هدوم جديدة علشان توفرى،وايام الثورة فى 25 يناير عملنا شغل كويس كنت انا بسرح بأعلام وانتى بتعملى شاى فى الميدان وشلنا فلوس كويسة للجواز.
- سيبك من اللى فات احنا خلاص فرحنا الاسبوع اللى جى.
- هنعمل فرح هخلى المنطقة كلها تحلف به.
- وهنقضى اسبوع العسل فين فى راس البر ولا بلطيم؟
- انا عملهالك مفاجاة.
فتسائلت فى لهفة:
-لا بجد فين؟
- مش عايز احرقلك المفاجاة.
- علشان خاطرى.
- فاكرة لما قولتيلى ان فى مكان عمرك ما روحتيه قبل كده غير مرة واحد وانت صغيرة مع ابوكى ونفسك تزوريه تانى؟
فتسائلت بفرحة:
-اسكندرية؟
- اه.
فأندفعت نحوه لكى تعانقه ولكنها تراجعت فى اللحظة الاخيرة وضغطت على يده وقالت له فى فرحة:
-انا بحبك اوى.
- الفرحة اللى فى عينيكى دى انا ممكن علشانها اعمل اى حاجة.
- بس احنا حسبنا مصاريف كل حاجة،انت هتجيب مصاريف السفرية دى منين؟
- هتصرف.
- ازاى اوعى تكون هتستلف؟
- لا.
- طب هتعمل ايه؟
- فى مسيرة يوم الجمعة اللى جاية فهروح هناك وابيع اعلام وشعارات فهطلع منها بفلوس تنفعنا والفرح هيبقى بعدها بيومين.
- المسيرة دى فين؟
- مدينة نصر.
- دى مسيرة الاخوان؟
- اه هبيع شعارات رابعة والاعلام واللى حاجات دى.
- وانا هطلع انا كمان فى مسيرة مويدين الجيش اللى طالعة من التحرير وهأبيع فيها اعلام (مصر)وصور الجيش برده هحاول اعمل فلوس تنفعنا.
- بلاش تروح انتى علشان لو حصل اى حاجة.
- متخافش هما ساعتين نطلع فيهم باى فلوس تنفعنا.
وفى يوم الجمعة توجه (فتحى)الى مسيرة الاخوان بينما توجهت (سميرة)الى مسيرة مويدي الجيش دون ان يميل اى منهما الى اى طرف بل من اجل كسب المال عن طريق بيع اللافتات والاعلام وفى مدينة نصر حدث اشتباكات وكر وفر ليطلقى (فتحى)طلقة ليسقط ارضا ومن حوله تشتد الاشتباكات ليشعر باقتراب اجله لتسقط من عينه دمعة ليس خوفا من الموت ولكن لفراق حبيبته وانه لن يتزوجها ويتسائل فى نفسه:
-هل ستنساه (سميرة)وهل ستتزوج غيره بعد موته؟
ليلفظ انفاسه الاخيرة ويموت ويتم نقله الى مشرحة زينهم دون ان يعلم ان حبيبته وخطيبته (سميرة)قد اصيبت بخرطوش لتلقى حتفها هى الاخرى بعد ان حدثت اشتباكات فى المنطقة التى كانت بها ليتم نقلها هى الاخرى بعد وفاتها الى مشرحة زينهم دون ان يكون لاى منهما اية ميول سياسية وانما كان هدفهم هو اكل العيش ليقضوا نحبهم قبل زواجهم بيومين لتجمعهما المشرحة ويظل الاثنان معا حتى بعد وفاتهم ولا يفترقا للابد.
تمت

هناك تعليق واحد: