الثلاثاء، 1 أبريل 2014

نقاش



نقاش
فى الصباح الباكر استقللت احدى السيارات- 7ركاب- للذهاب الى الجامعة وبعد لحظات من انطلاق السيارة دار نقاش حاد بين الستة ركاب الاخرين فتابعت تلك المناقشة التى غلب عليها الحماس الشديد فجلست انا فى الامام بجانب السائق ،واول الركاب والذى يجلس بجانب الشباك خلفى على اليمين أسمه (حسين)وقد جاوز الستين من عمره وكان يتبع الحزب الوطنى قبل ان يتم حله،وبجواره فى المنتصف (موسى)فى الخمسينات من عمره وينتمى لجماعة الاخوان المسلمين قبل ان يتم حلها،وبجواره على اليسار (حمدى)فى الخمسينات من عمره وقد كان متاثرا بالفكر اليسارى،وخلفه مباشرة يجلس (برعى)وهو فى الستينات من عمره وفكره متاثر بالراى الغربى اما بجواره فقد كان الشيخ (يسرى)وهو يتبع احد الاحزاب السلفية والى جواره (عبد السميع)وهو فى أوائل العقد السادس من عمره و كان ضابطا بالقوات المسلحة قبل ان يتقاعد،وقد كان النقاش حول الاحداث التى تمر بها البلاد
ومن الاصلح لتولى شئون البلاد فوجدت ان الركاب حين يدافع أحدهم عن التيار الذى ينتمى اليه يقوم الاخرين بمهاجمته فحين قال (حسين):
-ايام الريس كان فيه امن فى الشارع كان محزم البلد وكان بيحارب الارهاب وكان عنده بعد نظر لما قال انا او الفوضى وحتى فى المعيشة كانت الاحوال احسن من اللى احنا فيه دلوقتى.
فقلت لنفسى ان هذا الكلام يبدو سليما فالازمات قد زادت بعد رحيل الرئيس ولم يعد هناك امان ولكنى غيرت وجهة نظرى عندما بدأ الخمسة الاخرين فى الرد عليه فقال (برعى):
-امن ايه الامن مكانش للمواطن ده كان له وحده وهو اللى وصلنا للى احنا فيه دلوقتى بمنظومة الفساد اللى عملها لسنين طويلة غير عدم احترام حقوق الانسان.
فأكمل (حمدى):
-ايوه ده غير فلول نظامه اللى بداوا يخربوا فى البلد علشان يزرعوا الفوضى.
بينما لم يتدخل الشيخ (يسرى)لانه فى ظل النظام القديم كان يسايره ولا يعترض على ممارساته بينما قال (موسى):
-واستعملوا نظام قمعى بوليسى بيقوم على التعذيب والترهيب و فلول النظام اللى عملوا الفتنة بين الشعب وبين الرئيس الشرعى وفضلوا يحاربوه ويصتنعوا المشاكل وكان المفروض ياخد فرصة.
فكدت أميل لراى (موسى)وقلت لنفسى لماذا لم ينتظر الناس على الرجل وان يعطوه فرصة وان يتعاونوا معه ولكنى نزحت تلك الفرصة عن رأسى خاصة عندما اقتنعت بما قاله الاخرون فكان اول من عقب (حسين):
-محدش حاربه غير جماعته لما كدبوا على الناس وقالوا مشاركة مش مغالبة واول ما وصلوا للحكم اعتبروا البلد غنيمة وبداوا يوزعوها بينهم والحاجات اللى كانوا بيحرموها خلوها حلال واى حد كان بيعارض كان بيتكفر وطلعتوا انتوا الطرف الثالث اللى بيخرب البلد.
فأكد (برعى)ما قاله (حسين) بالرغم من اختلافهما:
-ايوه مكانش فيه احترام لحقوق الانسان.
ولم يعلق الشيخ (يسرى)لانه كان من ضمن الذين يؤكدون على ضرورة وجود مؤامات بين تياره وذلك النظام فى حين قال (حمدى):
-النظام ده كان بينتهج نفس النظام القديم ولكن بفاشية دينية وكان هيضيع البلد ويتخلى عن اراضى مصرية باتفاقات اجنبية ومش بيحترموا الديمقراطية زى التيار اللى انا بنتمى له اللى بيحافظ على الوطن ويحترم الراى الاخر ومش بيعتمد على اى تمويل من اى مكان زيكم او زى نظام (حسين) وكان معارض للنظامين.
فقلت لنفسى لماذا لا يعطوا فرصة لذلك التيار لان يحكم البلاد وان يلتفوا حوله مادام له تاريخ فى النضال ولكن رد فعل الاخرين جعلنى اتراجع عن تلك الفكرة،فقال (موسى)مهاجما (حمدى):
- ديمقراطية ايه اللى انتوا بتحترموها  مش التيار اللى انت بتنتمى له نزل ميدان التحرير بعد الجولة الاولى من الانتخابات وطالب تشكيل مجلس رئاسى من الخاسرين فى الانتخابات.
فأكمل (حسين):
-ومعارضة ايه اللى انت بتقول عليه ديه كانت معارضة ديكور وبعدين كنت بتقول انك معارض للطرف الثالث انتوا مش كنتوا بتنزلوا على القوائم بتاعتهم فى انتخابات مجلس الشعب.
ولم يعلق الشيخ (يسرى)لربما يستفيد من ذلك التيار لاحقا فى حين قال (برعى):
-ايوه ده غير المؤامات اللى عملتوها مع فلول النظام القديم وتجارتكم بالام الفقراء وانكم هتحققوا حلامهم وكل ده من غير خطة واضحة مش زينا شفافين وبنحمل فكر يقوم على الديمقراطية وحرية التعبير والكفاءة.
فسألت نفسى لربما كان فى ذلك التيار الامل فى ان ينهض بالبلاد ولكن اراء الاخرين خيبت ظنى مرة اخرى فقال (حمدى):
-بس على الاقل مش زى انصار الفكر بتاعكم اهم حاجة نقبض من الدول الاجنبية ورافعين شعارات حقوق الانسان علشان نقبض بها.
فألتزم الشيخ (يسرى)الصمت كعادته لربما يدخل تياره فى تحالف مع انصار فكر (برعى)فى المستقبل فى حين قال (حسين):
- ايوه نظام عمالة لو حصل اى انتهاك بره البلد مش بتقدروا تنقدوا انصارك طابور خامس ما يقدروش يهاجموا اسيادهم.
فى حين عقب (موسى):
-وبعدين متعرفوش حاجة عن البلد ولا ايه مشاكلها ولا تتحل ازاى ده لما بيبقى فيه مشكلة تجروا على تويتر تبعتوا رسالة.
ولما وجدوا الشيخ (يسرى)يقول ان حزبه دائما على الحياد دون ان يتخلى عن الاسس الشرعية هاجموه باعتباره ينتمى الى حزب متلون مع كل نظام ولا خبرة سياسية لديه ويستخدم الدين لتحقيق مكاسب سياسية،اما ان فقد دار رأسى بين كل ذلك فقلت لنفسى من اذن يعمل من اجل البلاد ولكنى انتبهت الى (عبد السميع)الذى لم يتدخل فى المناقشة باعتباره مؤيد لتولى شخص ينتمى للمؤسسة العسكرية لحكم البلاد ولكن (حسين)قطع أفكارى وقال لى:
-وأنت ايه رايك؟
- رايى؟
فقال (موسى):
-ايوه.
فقال (حمدى):
-انت قاعد زى الكنبة مقلتش انت مع مين؟
فأستفزنى تشبيهى بالكنبة فقلت للخمسة:
-راى بالنسبة لنظام(حسين)انه قمعى ومليان فساد وغرق البلد وكان بيهدد البلد باسم الامن والامان وخلى الشعب كله يتجسس على بعضه والباقى بقى يسمى اى حد كان منتمى له ب(الفلول)،ونظام (موسى) كمل على المصيبة ولو كان استمر لزاد الخراب خصوصا وان اهم حاجة عندهم عشيرتهم بغض النظر عن البلد مهما يحصل لها وكان بيتاجر باسم الدين كانهم احتكروه لنفسهم والباقى بقى يسمى اى حد كان منتمى له ب(الطرف الثالث)،وتيار(حمدى)بيتاجر باحلام الفقراء ومعندوش فكر سياسى وبيحاول يحسب نفسه على (عبدالناصر)وبيتاجر باسمه وبيبقى معارضة ديكور ويحقق مؤامات معا النظام الموجود،وانصار الحركة اللى بينتمى لها (برعى) بيتكلموا باسم الشعب واى حاجة تصل يجرى على الخارج ويظهر البلد على انها بلد كلها جهل فساد وانه المناضل الوحيد من غير ما يعرفوا عن البلد اى حاجة وفيه شكوك حول معرفتهم بالدول اللى مش عايزة بلدنا تتقدم والباقى بقى يسمى اى حد كان منتمى لانصار (برعى) او (حمدى) ب(الطابور الخامس)وفى الاخر حزب الشيخ (يسرى)اللى بيلاقى مصلحته مع اى حزب او حركة يشترك معاه وبرده بيحاول يخلى الدين يخدم مصلحته.
صدموا جميعا من راى قبل ان ألتفت الى (عبد السميع)واقول له:
-بالنسبة للى بتاول تدعمه من حقه يترشح للرئاسة مادام فى انتخابات حرة ونزيهة ومن غير ما اجهزة الدولة ما تخدم عليه بس الاعلام التابع له بيطبل علشانه وبيخون اى حد بيختلف ضده اه هو معلش على كده ومش بيهاجم اى حد ضده بس لازم يرفض ده ويبعد عنه اللى بيحاولوا ينافقوه والا هيبقى ديكتاتور جديد فلازم يوقف الكلام ده.
فأبسم (عبد السميع) وقال لى:
-متخافش القائد عارف المنافقين ومش بيلتفت لهم واهم حاجة عنده البلد.
- اهم حاجة يتدخل علشان يوقف ده اتن عدد كبير مؤيد له هما نفسه بيكرهوا المنافقين لان نفس المنافقين كانوا بيطبلوا للنظامين اللى فاتوا.
وبعد ذلك اخذ جميع الركاب ينظرون الى بأزدراء بعد ان قلت ق راى فيهم بصراحة واخذوا يتحدثون عنى فيما بينهم يوزعون الاتهامات فمنهم من قال انى خائن واخر اتهمنى بانى كافر واخر قال عنى انى مازلت صغير ولا اعى شىء واخر قالى انى جاهل ولكنى لم التفت اليهم بعد ان قلت راى فيهم بصراحة والغريبة بانهم جميعا نزلوا فى السيارة فى محطات مختلفة قبلى لابقى انا كما لقبونى ب(الكنبة) فى السيارة حتى اخر الخط (الموقف).
تمت
اذا كنت تنتمى لاى من التيارات ولم يعجبك التقييم يمكنك وصفى باى وصف تريد (كافر) او (جاهل) او (خائن)او (طرف ثالث)او(طابور خامس)او (من عبيد البيادة)
       

هناك تعليق واحد: