الأحد، 13 أبريل 2014

وعد



وعد
(شريف)و (هدى)دائما ما كانا معا منذ المرحلة الابتدائية يقطنان فى نفس الشارع التحقا معا فى نفس المدرسة وكانا بنفس الفصل،كل منهما اصبح الاكثر مقربة من الاخر منذ المرحلة الابتدائية لسبب بسيط انهما كانا منبوذين من باقى زملائهما بسبب طباعهما المختلفة عن الباقين التى تميل الى الانطواء والخجل حتى انهم كانوا يلقبونهما بعد التحقا بالمرلة الثانوية (بغريبى الاطوار) وان كانت طباع الاثنين متسقة معا وكبرا سويا وطال ذلك التقارب الاسرتين،وألتحق الاثنان بنفس الكلية ليجدا نفسهما بعيدين عن باقى زملائهم فالاثنان لايتمتعان بشى مميز يذكر فليسا فائقى الجمال او فى منتهى الذكاء او الثراءهما تقلديان بكل ما تحمل الكلمة من معنى بحيث يمكنك ان تقابلهما فى اى مكان ولا تلحظ اى شى جدير بالاهتمام تجاهمها ف(شريف)صاحب جسد نحيل ويرتدى نظارة وشعر اكرت اما(هدى) فهى قصيرة الى حد ما وذات بشرة بيضاء فوجد كل منهما فى الاخر ضالته فالاثنان يعشقان القراءة يحبان الافلام والاغانى العربية القديمة لطالما ما كان يهونان على بعض من مضايقات الاخرين حتى بعد ان تخرجا عملا معا فى شركة واحدة وفى احد الايام بالعمل كانت (هدى)تتحدث الى زميل لها فى العمل يدعى (رشاد)وهو شاب وسيم الى حد ما وبالنسبة ل(شريف)فهو مثل اساطير الرومان فى الجمال الا ان (رشاد)يحمل صفات سيئة كثيرة منها الانتهازية والاستغلال ولكن اهم ما يميزه هو الشر المطلق،واثناء حديثه مع (هدى)لاحظ متابعة (شريف)لهما باهتمام وهما يتحدثان وهو يعلم ان (شريف)مرتبط ب(هدرى)بشكل شبه رسمى وبحركة شريرة دون ان تشعر (هدى)اثار غيرة (شريف)من خلال ضحكه معها بطريقة مبالغ فيها ليقترب (شريف)منهما ويقول ل(هدى) فى عصبية:
-ممكن اتكلم معاكى؟
فأستاذنت (هدى)من (رشاد) وذهبت مع (شريف)وقالت له:
-خير يا (شريف)؟
- ايه اللى انتى عملتيه ده؟
- عملت ايه؟
- بتهزرى مع اللى اسمه (رشاد) بطريقة سافلة اللى يشوفك بتهزرى كده يقول انك..
فقاطعته بغضب:
-ايه اللى انت بتقوله ده؟
- مش عاجبك الكلام مش ده (رشاد)اللى كل يوم مع واحدة شكل.
- انت عارفنى كويس يا (شريف)وعارف اخلاقى.
- انا عارف انك مبقتيش تحترمى وجودى ولا تحافظى على مشاعرى.
فتركها وانصرف من امامها وعادت (هدى)الى مكتبها وهى فى حالة حزن،
وفى هذه الاثناء كانت (سوسن)زميلتهم بالمكتب تتابع تلك المناقشة من بعيد فخرجت خلف (شريف)ولحقت به وقالت له:
- ايه يا (شريف)انت بتتكلم ليه كده مع (هدى)؟
- انتى مش شايفة يا (سوسن)بتهزر مع (رشاد)ازاى؟
- مش زميلها فى الشغل يا (شريف)ممكن يكون (رشاد)زودها شوية بس انت عارف (هدى)مش انا اللى هقولك عليها.
- طيب يا (سوسن).
 - هتصالحها.
-انشاء الله.
-انهاردة.
-حاضر.
وبعد انتهاء العمل توجه (شريف)الى شارع المعز وجلس على احد المقاهى يسمع لرجل كبير يعزف ويغنى على العود اغانى قديمة فظل يسمع له حتى شاهد (هدى) مقبلة عليه فسحبت كرسى وجلست امامه وقالت له:
-كنت عارفة انى هلاقيك هنا.
- وانا كنت مستنيكى.
- يعنى انت بتتقل ومستنى انى انا اللى اصالحك بعد ما فرجت عليا الشركة كلها؟
- علشان انت غلطتى.
- غلطت فى ايه بس؟انت مش عارف انى بحبك.
- يا بنتى انا بحبك وبغير عليكى وبعدين الواد (رشاد)ده بيلعب بالبنات وانا بخاف عليكى حتى من نفسى.
- يعنى كل ده علشان بتخاف عليا بس؟
فأبتسم (شريف)وقال:
- الواد وسيم والبنات كلها بتعجب به وانا بالنسبة له......
فقاطعته (هدى):
-انت بالنسبة ليا احسن منه فى كل حاجة.
فأمسك بيديها برفق واخذا يسمعا للاغانى،بعد عدة حدث ما قلب حياة (هدى)رأسا على عقب فلقد ورث والدها ثروة كبيرة جدا عن عمه لتتغير حياتها تماما فأشترت سيارة جديدة واصبت فى مستوى اجتماعى كبير مما اثار خوف (شريف)وقد تحققت مخاوفه فوجدها تبتعد عنه حتى صارحته فى احد الايام بانها لم تعد تكن له نفس المشاعر التى كانت من قبل ولكنه سيظل كأخيها وبعدها وجد (شريف)ان (هدى)
بدأت تقترب من (رشاد) بشكل كبير،وفى احد الايام كان هناك مناسبة استوجبت دعوة كل العاملين بالشركة فى احد المطاعم الكبرى،وهناك جلس(شريف)بجوار
(سوسن)فى حين جلست (هدى)بجوار (رشاد)الذى لاحظ متابعة (شريف)لهم فبدأ بالمزاح مع (هدى) باليد واخذ يستفز (شريف)الذى لم يستطع ان يتمالك أعصابه فتوجه نحوه ولكمه ومع القوة الجسمانية ل(رشاد)قام بضرب (شريف)بطريقة مبرحة واخذ يكيل له اللكمات حتى سالت انفه فشاهدت (هدى)ذلك ولم تتدخل وانما ابتسمت واخذت تقول بطريقة مصطنعة ل(رشاد)ان يترك (شريف) بينما جرت (سوسن)نحوهم وابعدت (رشاد)عن (شريف)وقامت بمساعدته لينهض وتخرج به خارج المطعم وتذهب معه نحو احدى الصيدليات وقالت له:
-ايه يا(شريف) اللى انت عملته ده؟
- انتى شفتى هو عمل ايه؟
- هو كان بيحاول يستفزك وبعدين (هدى)مش خطيبتك وهى كانت راضية بالطريقة اللى (رشاد)كان بيعمله.
- على العموم هى كده خلاص اختارت،بس انا مبسوط.
- مبسوط انك اتضربت؟
فضحك وقال:
-لا طبعا اخدت بالى من حاجة مكنتش واخد بالى منها قبل كده.
فضحكت وقالت:
-ده بيتهيالك من اثار الضرب.
فضحكا وضم يديها واخرج من جيبه خاتم ووضعه فى اصبعها وقال لها:
-على فكرة ده مش ذهب.
- بس جميل ومش هقلعه ابدا.
وفى الايام التالية وجدت (هدى)ان (رشاد)يستغلها لياخذ منها اكبر قدر ممكن من الاموال وبدا اهتمامها بالبهرجة اتى تعيش فيها يقل وقارنت بين موقف (رشاد)الذى لا يترك فرصة لاخذ اموالها وخداعها بانه يهيم بها وبين (شريف)الذى كان يرفض ان تدفع حتى ثمن المواصلات وكانت تقرا الحب فى عينيه فقررت ان تعود الى حبها القديم فتوجهت الى المكان الذى كانت متاكدة انها ستجد (شريف)فيه فى شارع المعز وهناك وجدت فعلا (شريف)ولكنه لم يكن وحد كان معه (سوسن)يستمعان للرجل الذى يعزف ويغنى على العود وهما سعيدان.
تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق