الأربعاء، 9 أبريل 2014

دعوة خاصة



دعوة خاصة
(عز)شاب فى الثلاثين من عمره ممشوق القوام ويتمتع بوسامة كبيرة فلا تملك اى فتاة تراه الا الاعجاب به خاصة مع لباقته ولكن ما يميزه على الاطلاق هو عدم شعوره بالخوف مطلقا فعرف عنه الشجاعة لاقصى درجة حتى ان اصدقائه أطلقوا عليه-وبحق-(عز قلب الاسد)ولم تتوقف شجاعة (عز)عند مواجهة الازمات فقط ولكن بعد تخرجه فى الجامعة وطوال عشر سنوات تخطت تلك شجاعته الى عالم المغامرة واكتشاف وتحدى القوى الميتافيزيقية الغير المالوفة للطبيعة فتحدى اصدقائه وتوجه الى الاماكن التى اثير بشانها جدل حول وجود اشباح وخاض العديد من التجارب الخطيرة مثل تحضير الارواح ومواجهة اشباح واشياء اخرى كثيرة وقد تعمق بالبحث والتجربة فى ذلك المجال حتى اصبح لديه خبرة كبيرة وقد سأله صديق فى احد الايام:
-انت مش بتخاف من الاشباح والعفاريت؟
- لا.
- ازاى؟
- الاشباح والعفاريت متقدرش تأذى من الناحية المادية لانها اصلا ميتة بس كل اللى تقدر تعمله انها تهزك نفسيا بحيث توصلك للجنون او تخليك تنتحر ولو الاشباح تقدر تأذينا ماديا يبقى احنا كمان نقدر نأذيها.
فقبل (عز)جميع التحديات فى ذلك المجال واكتشف بعض النصابين والدجالين وواجه ظاهرات اخرى غريبة ولا يوجد تفسير لها حتى فى احد الايام واثناء سيره
ليلا فى احد الشوارع المظلمة وجد رجل فى منتصف العقد الخامس امامه مباشرة كأنه جاء من العدم ليتطلع اليه (عز)فى هدوء فوجده طويل القامة واشيب الفودين
ويرتدى جاكت اسود مما زاده غموضا فقال الرجل فى ادب:
-استاذ (عز)؟
- اه.
- انا المهندس (نادر)وسمعت عن اهتمامك بالامور الخارقة للطبيعة وبوجهلك دعوة لحضور تجربة جديدة.
- تجربة ايه؟
- لما تيجى هتعرف.
- وانا ايه هيخلينى اروح مكان معرفش هيحصل فيه ايه ممكن يبقى مقلب او محاولة سرقة.
-حقك تقبل او ترفض الدعوة.
فأخرج الرجل كارت من جيبه وسلمه الى (عز)وقال:
-لو قررت تيجى اعنوان فيلا فى الكارت هنستنى حضرتك الساعة 12مساء.
فتابع الرجل سيره ونظر (عز)فى الكارت لثوانى معدودة ليجد العنوان فى (المعادى)ويرفع عينيه لينظر للرجل فلم يجده ووجد الشارع خاليا ولا يوجد به احد لم يفزع الشاب من ذلك الموقف وقال لنفسه ان واجه مثل تلك الامور من قبل وانه امام احد احتمالين اما انه يتعرض لدعابة سخيفة يقوم بها احد اصدقائه او ان الامر فعلا يتعلق بتجربة مثيرة للاهتمام ويجب عليه الا يندهش من الطريقة التى ظهر واختفى بها الرجل فهو حتما قد تتبعه حتى وصل الى ذلك المكان الخالى من البشر  ليتحدث معه بغموض حتى يضفى على الامر تشويقا خاصا،وفى تلك الليلة قرر (عز) خوض التجربة بعد ان اثار الرجل فضوله وفى اليوم التالى صباحا بدأ فى الاعداد للزيارة الى تلك الفيلا كما تعود عند ذهابه الى اى تجربة جديدة فأخبر اثنان من اصدقائه عن عنوان تلك الفيلا التى سيذهب اليه مع التشديد عليهم انه اذا لم يتحدث اليهم خلال ساعتين ان يبلغوا الشرطة بمكانه وانه يتعرض للخطر
وقبل ان يذهب الى الفيلا قام بالتأكد من كافة الأشياء التى ياخذها معه فى تلك المناسبات المتمثلة فى(المصحف،مطواه يخفيها فى جراب فى القدم،الموبايل الذى يحوى كاميرا جيدة وتاكد من شحنه,الولاعة بالرغم من كونه غير مدخن،مراه صغيرة،قلم ومفكرته الصغيرة)كل تلك الاشياء علمته التجربة الا يستغنى عنها،وفى تمام الثانية عشرة كان يقف امام الفيلا والتى بدت بعيدة عن باقى الفيلات الموجودة بالمنطقة فطرق الباب ليفتح له المهندس (نادر)الباب ويقول فى ترحاب:
-فرصة سعيدة يا استاذ (عز).
- متشكر لحضرتك.
- الصراحة شجاعة منك انك تقبل دعوة من شخص غريب لحضور تجربة متعرفش حاجة عنها بس انا راهنت نفسى انك هتيجى.
تبادلا بعدها عبارات المجاملة ودعاه (نادر)الى التعرف بزوجته ونجله الذى يبلغ الثامنة عشر من عمره وصديق له فقدمت زوجة (نادر) ل(عز) كوب عصير فرفض الاخير باصرار شديد وعاد سبب رفض (عز)الى انه فى حالة قيامه بالاقدام على اية مغامرة او تجربة جديدة لا يتناول او يشرب شىء خوفا من تخديره او وضع بعض المهلوسات له وهو ما ادركه (نادر)وقال لزوجته:
-خلى استاذ (عز)على راحته.
فتحدثوا لمدة طويلة عن خبرات (عز) فى ذلك المجال حتى مرت ساعتين كاملين فنظر (عز)الى ساعته فوجدها الثانية بعد منتصف الليل فأتصل باصدقائه واخبرهم بانه بخير وتأمل (عز)من حوله الفيلا فأول ما جذب انتباهه عدم وجود زهور فى المنزل وكذلك عدم وجود اية مراه فى فى المنزل حتى ان الصور المعلقة على الحائط غير موضوعة فى اطار زجاجى فقال (عز):
-ممكن تسمحلى اشوف الصور يا استاذ (نادر)؟
- اتفضل اعتبر نفسك فى بيتك.
فنهض (عز)من على المائدة وتوجه حيث الصور فتامل الاولى فوجدها قديمة لرجل
سمين يجلس على كرسى وحوله عدد كبير من الصبية يبلغ عددهم تسعة فقال(نادر):
-ده والدى وانا واخواتى.
- تسعة؟
-ايوه.
- وحضرتك اكبرهم ولا اصغرهم.
- لا انا السابع فى الترتيب.
- السابع!بس كلكم اولاد.
فضحك (نادر)وقال:
-نسل عليتنا كله ولاد مفيش واحد من اخواتى عنده بنت واحدة.
فعاد (عز)الى مكانه مرة اخرى واخرج مراه صغيرة من جيبه واخذ يحركها يمينا ويسارا دون ان يلحظ احد قبل ان يقول:
-ايه التجربة المهمة اللى كنت بتقول عليها يا استاذ (نادر)؟
- فى الاول بتصدق ان فيه حاجة اسمها مصاص دماء او زى الناس فى (مصر)ما بتسميه (دراكولا).
- انا قرات كتير فى الموضوع ده بس عمرى ما قابلت مصاص دماء فمقدرش اقول ان فيه مصاص دماء او انكر وجوده.
- عندنا هنا مصاص دماء فى الفيلا يا استاذ (عز)ونحب انك تشوفه.
وعلى عكس ما توقع (نادر)ظل (عز)هادئا لم توثر فيه تلك الكلمات التى قالها (نادر)الذى قال فى دهشة:
-يعنى شايفك مش مندهش ولا خايف يا استاذ (عز)؟
- الكلام كتير يا استاذ (نادر)وحتى لو فيه فعلا مصاص دماء ايه المشكلة؟
لم يرتح (نادر)للهدوء الذى به (عز)فقد تصور بانه سوف يكون فى قمة الرعب حين يعلم بذلك الامر فقال (نادر):
-مين مصاص الدماء ده يا استاذ (نادر)وبقى كده ازاى ومن امتى؟
- (جابر)صديق ليا كان فى زيارة ل(رومانيا) ورجع من شهرين واحواله كانت متغيرة بقى يظهر فى الليل بس بيتكلم بطريقة غريبة لغاية فى مرة كان عازمنى انا وواحد صاحبنا على العشاء فى اليوم ده حاطلنا مخدر فى العصير انا مشربتش لما حسيت انه بيصر اننا نشرب بطريقة مبالغ فيها لقيت صاحبى اتخدر هربت بسرعة زى الجبان من المكان مكانش عندى الشجاعة انى ارجع فى نفس اليوم ومخطرش فى بالى انه مصاص دماء.
-ايه اللى اقنعك انه مصاص دماء؟
 -فى الاول افتكرت ان (جابر)عمل كده علشان يسرقنا بس لما رجعت تانى يوم الصبح لشقته ومعايا ثلاثة فتوات  لقيت صاحبى اللى اتخدر مرمى على الارض ومفيش فيه نقطة دم فى جسمه كله وفى رقبته نابين كانها عضة حيوان ولما دخلت اوضة النوم لقيت تابوت جواه (جابر) امرت الرجالة انهم ينقلوا التابوت عندى الفيلا وبلغت البوليس بعدها عن حالة الوفاة ومجبتش طبعا سيرة التابوت.
- وايه التجربة اللى هتعملوها؟
- اول حاجة من خلال خبرتك فى المجال ده ايه الحل مع مصاص الدماء؟
- انا زى ما قلتلك انى مقابلتش مصاص دماء قبل كده بس من خلال متابعتى وقرأتى له مفيش حل غير القتل.
- انت بتتكلم كأن القتل ده حاجة سهلة؟
- فى حالة قتل مصاص دماء انت بترحمه وبتنقذ ناس كتير.
- تحب تشارك فى التجربة؟
- ياريت بس ممكن اشوف (جابر)لوحدى الاول قبل ما تبدا التجربة؟
- تحت امرك انت ضيفنا.
فأشار (نادر)الى ابنه وقال:
- اطلع مع الاستاذ (عز)للاوضة اللى فيها (جابر)يا (اكرم).
صعد (عز)خلف (اكرم)فى حين قالت زوجة (نادر)همسا:
-شكله مش سهل وذكى ده مرضاش يشرب العصير اللى كنا حاطين فيه المنوم
وبعدين اعصابه اقوى من الحديد مئة الف مرة مش زى بقية الناس اللى جبناهم قبل كده اول ما يسمعوا كلمة مصاص دماء يبداوا يخافوا ده مختلف لازم ناخد بالنا.
-متخافيش انا مرتب كل حاجة.
فى تلك الاثناء دخل (عز)الغرفة وازاح الغطاء عن التابوت ليشاهد شخص نائم فيه فألتفت الى (اكرم)وقال فى هدوء لا يتناسب مع الموقف:
-هات اكبر شاكوش عندكم وعصيان خشب كبيرة.
- حاضر.
فأتى الشاب بما يريده (عز)الذى اخذ منه تلك الاشياء وطلب منه ان ينتظره بالخارج وقال له:
-خلى صاحب والدك يطلعلى لوحده واستنانى مع والدك ووالدتك تحت واول ما اخبط على الباب يفتح الباب ويدخل على طول.
نقل الفتى الشاب الى والده ما قاله (عز)فطلب (نادر)من صديقه ان ينفذ كل ما قاله (عز)فقال (اكرم)فى حنق:
-انا مش عارف انت مستحمل كل ده ليه ما نخلص منه على طول.
- اصبر خليه يعمل نفسه بيفهم زى ما هو عاوز وفى الاخر نفاجئه مش هو دلوقتى عامل نفسه شجاع اول ما يعرف الحقيقة هيبقى اجبن من الفار ويتوسل لنا نرحمه.
بعد لحظات سمعوا طرق من داخل الغرفة التى بها (عز) ففتح صديق (نادر)الباب كما طلب (عز) ليسمعوا صرخة شديدة تدل على ألم صاحبها فصعدوا مسرعين الى حيث الغرفة فأخذوا يطرقون على الباب فلم يجدوا رد حتى فوجئوا بالباب يفتح ويلقى عليهم صديق (نادر)وقد تم دب فى قلبه وتد خشبى ويغلق الباب مرة اخرى بالمفتاح من الداخل فقال (عز)من خلف الباب:
-كنتوا فاكرين انى صيدة سهلة وممكن تقتلونى زى صاحبك (جابر).
فقال (نادر)بغضب:
-يعنى انت كنت عارف اننا....
- مصاصين دماء طبعا هو انا علشان مقابلتش مصاص دماء قبل كده ابقى اهبل.
- عرفت ازاى؟
- اول ما قعدت وانتوا بتاكلوا لما سألتك على الصورة قلتلى انك الاخ السابع لذكور وانت طبعا عارف ان مصاص الدماء اول لما بيتحول بيبقى السابع فى ترتيبه بين اخواته من نفس الجنس برده اللى خلانى اشك  ان مفيش ولا زهرية واحدة فيها ورد ومفيش مرايات فى المكان خالص واتاكد لما طلعت المرايا بتاعتى وعكستها عليكم فمكانش لكم انعكاس فيها،وبخصوص حكايتك اعتقد انك حرفت فيها كتير كنت فاكر لما تقولى ان صاحبك بقى مصاص دماء فى (رومانيا)بلد (دراكولا)انا هصدق على طول،لا الحقيقة انك انت اللى  اتحولت لمصاص دماء فى تجربة دخلتها بارادتك لان الشروط متوافرة فيك الاخ السابع لاخوة من نفس الجنس وطبعا اسرتك فى فترة بسيطة بقت زيك بسببك ومن وقت للتانى بتحتاجوا دم بشرى علشان تشربوه وتقدروا تعيشوا وكنتوا بتستدرجوا ضحاياكم زى (جابر)صاحبك.
فقال (نادر):
-انت حقيقى ذكى جدا بس يا خسارة مش هتلحق تستفاد بالذكاء انا هخليك تتمنى الموت علشان هنمص دمك وانت عايش مش هنقتلك الاول وبعدين نمص دمك زى بقية الناس اللى استدرجناهم لهنا.
فلما لم يجد منه رد أكمل:
- زى الطفلة الصغيرة اللى قتلناها قصاد امها اللى قتلناها بعدها وشربنا الدم الاتنين لاخر نقطة،انت فاكر ان الباب اللى انت مستخبى وراه هيحميك انت متعرفش قوة مصاص الدماء.
بالرغم من قوة (نادر)كمصاص دماء وقدرته على كسر الباب الا انه كان خائفا من ان يقوم (عز)بمباغتته مثلما فعل مع صديقه لذا ضرب الباب بقدمه وتراجع للخلف
فدخل الغرفة مع زوجته وابنه بحذر فلم يجد اثر ل(عز)فتوجه حيث النافذة المفتوحة ونظر منها فوجد ان (عز)قد صنع سلم يهبط منه الى الارض من خلال الاغطية فجرت الاسرة الى الاسفل وقال (نادر)لابنه وزوجته:
-لازم نلحقه قبل ما يهرب والا هيعمل لنا مشاكل كتير.
فخرج الثلاثة من المنزل واخذوا يبحثون عنه فى كل مكان حتى سمع (نادر)صرخة من ابنه فجرى باتجاه الصرخة ليجد ابنه مغروزا فى صدره وتد خشبى كبير وبجواره ورقة مكتوب فيها (منتظرك فى المنزل)شعر (نادر)بحالة غضب شديدة وشعر لاول مرة بانه الفريسة فدائما ما لعب دور الصياد وسمع توسلات بشر امتص دمائهم اما ذلك الشاب (عز)فقد عكس الادوار فلم يكتف بقتل صاحبه وكان بامكانه الهرب ولكنه قتل نجله ايضا ومنتظرهم فى المنزل ليكمل مهمته بالقضاء عليه وزوجته،فعاد وزوجته الى المنزل وصرخ بغضب هادر:
-انت فين؟
فلم يجد رد واخذ يبحث هو وزوجته عن (عز)الذى كان فى ذلك الوقت خارج المنزل ينظر فى ساعته ليدخل بعدها بدقائق المنزل ووقف امام نافذة مغلقة بالستائر وقال بصوت عالى:
-بتدور عليا؟
فجاء (نادر)وزوجته الى ساحة المنزل وقال الاول:
-هخليك تندم على اليوم اللى اتولدت فيه.
فقال (عز)ببرود شديد لايتناسب مع موقفه خاصة وانه يقف امام مصاصى دماء فى منزلهم اعزل من اى سلاح:
- انت مش ملاحظ انك بتكلم كتير.
فأقترب الاثنان منه بحذر ليقوم (عز)بنزع الستائر لتدخل اشعة الشمس المنزل ليصرخ الزوجين صرخة حملت كل الالم فجرى (عز)الى نافذة اخرى وازاح عنها الستار لتزداد صرخات الالم ليدخل (عز)الى المطبخ ويبحث ليجد عن مواد قابلة للاشتعال وسكبها فى المنزل وقام بتسريب الغاز فى انحاء المكان وتاكد من احتراق مصاصى الدماء بسبب الشمس ووقف بعيدا عن المنزل وقذف بالولاعة المشتعلة باتجاه المنزل لينفجر فى الحال.
تمت
  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق