الأربعاء، 23 أبريل 2014

رأس العش



رأس العش
فى الساعات من صباح الاولى من شهر يوليو عام 1967-بعد ثلاثة اسابيع من نكسة 5 يونيو- توجهت قوة اسرائلية مكونة من عشر دبابات مدعمة بقوة مشاه ميكانيكا فى عربات نصف مجنزرة الى مدينة (بورفؤاد)وهى المنطقة الوحيدة التى لم تحتلها القوات الاسرائيلية فى (سيناء)فوصل الخبر الى القوات المصرية التى امرت بتحرك قوة متمثلة فى ثلاثين من رجال الصاعقة المصرية المتواجدين فى مدرسة (اشتوم الجميل)الموجودة ببورسعيد للتصدى للعدوان الاسرائيلى حتى وصلت القوات المصرية الى منطقة ارشاد سفن تسمى (رأس العش)وهناك قال (أحمد)بتوجس لصديقه (يحيى):
-تفتكر هنقدر على قواتهم؟
فرد (يحيى):
-انشاء الله مش هيدخلوا (بورفؤاد) الا على جثثنا.
فشجعت تلك الكلمات صديقه الذى قال فى تصميم:
-صح انشاء الله مش هيدخلوها الا لما يموتونا.
كانت مرارة النكسة مازالت فى الصدور وقد اقسم رجال القوات المسلحة عدم السماح تكرار تلك النكسة مرة اخرى بدءا من القيادة العليا حتى اصغر مجند،
فمر نهار ذلك اليوم حتى اقتربت قوات العدو من منطقة الجنود المصريين فكان العدو الاسرائيلى مدجج بالاسلحة الثقلية عكس القوة المصرية المكونة من ثلاثين رجل والتى لا تحمل سوى الاسلحة الخفيفة وكان ما يفكر فيه الرجال وقتها انهم يدافعون عن اخر قطعة ب(سيناء)تحت السيادة المصرية فاذا سقطت تلك المنطقة اصبحت (سيناء)بالكامل فى ايدى الاسرائليين ولاصبحت (بورسعيد) تحت رحمتهم،لتبدأ المعركة الحقيقية عقب غروب الشمس ومع تقدم القوات الاسرائيلية سقطوا فى اول كمين اعدته القوات المصرية لتدمر اول دبابة بسلاح الاربيجيه ويحتد القتال وتتصدى القوات المصرية لهم فى بسالة حتى كبدتهم خسائر فادحة اصابت العدو بالذهول فالخسائر التى احدثتها القوات المصرية التى تمثلت فى تدمير ثلاث دبابات بالاضافة للخسائر البشرية من قوة تمثلت فى ثلاثين رجل من خيرة رجال الصاعقة المصرية كانت فاجعة للقوات الاسرائيلية التى اثرت الانسحاب بشكل مؤقت لتدب الحماسة بين القوات المصرية ليعلو الهتاف بينهم:
-الله اكبر.
ليبدأ بعدها قائد قوات الصاعقة بالاجتماع برجاله ويقول لهم:
-الحمد لله يا اسود لد دلوقتى محافظين على مواقعنا ومش عايزين نتنازل عن اى جزء من ارضنا.
فقال اخر:
-انشاء الله يا افندم مش هنسمح لهم بدخول (بورفؤاد).
- انا عايزكم علشان عزيمتكم متقلش تفتكروا اللى عملوه فينا اكلاب دول فى خمسة يونيو افتكروا زملائكم الشهداء واللى قتلوهم وهم عزل.
كانت تلك الكلمات كافية لان يشتعل الحماس فى الرجال بحيث يستطيع اى منهم فى تلك اللحظة ان يتصدى لكتيبة كاملة بمفرده،لتعاود قوات العدو بعدها محاولة الهجوم مرة اخرى من الجنب وتطويق القوات المصرية الا ان الاصرار والعزيمة دفعت الرجال للاستبسال فى الدفاع عن موقعهم وتكبيد العدو الاسرائيلى خسائر فادحة لينسحب دون رجعة لتظل مدينة (بورفؤاد)فى الايدى المصرية حتى حرب اكتوبر واستعادة سيناء كاملة.

                                                     تمت
المصادر التاريخية:1/مذكرات المشير محمد عبد الغنى الجمسى
2/مذكرات المقاتل حسنى سلامة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق