الثلاثاء، 4 مارس 2014

الحب الصامت



الحب الصامت
طوال فترة الدراسة فى الجامعة ومنذ ان وقعت عينا (رامز)على (غاده)داب فى حبها ولكنه لم تكن لديه الجرأة على مصارحتها بحبه بالرغم من كونهما فى نفس القسم ويدرسان معا حتى انها تعرفه بالشكل فقط دون الاسم اما هو فقد عشقها بكل ما تحمل الكلمة من معنى فأحتفظ بحبه فهو شخص عادى جدا لا يوجد ما يميزه ليس بالشاب فائق الوسامة او الغنى ولا توجد لديه موهبة ما فليس به ما يلفت الانتباه اما (غاده)فكان يراها ملاكا يسير على الارض وانها باى حال من الاحوال لن تكون له فهو يرى انه حب من طرف واحد كتب عليه بالفشل فتألم بصمت وأكتفى بان يدس لها خطابات تحوى اجمل الكلمات دون توقيع أسطوانات تحمل اجمل الاغانى الرومانسية وبلغ العشق به مداه الى ان وصل الى انه قال لنفسه:
-خسارة ان الملاك ده تبقى لواحد زيك.
فلقد راى انه من العدل الا تكون له ما الذى يجعل فتاة يراها شبه كاملة ترتبط بشاب مثله وأرتضى ان يراها فقط من بعيد فكان فى كل مكان حولها دون ان تراه وصنع لنفسه عالم منفرد تخيل فيه انها تحبه مثلما يحبها واصبح يومه مقسوما فى الصباح يستمتع برؤيتها فى الجامعة يحاول ان يجلس بالقرب منها اثناء المحاضرة فقط ليراها عن قرب وبعد انتهاء المحاضرات تجلس مع اصدقائها فيجلس بعيد عنها بعض الشىء ليشاهدها وهى تتكلم وعندما تضحك يطير قلبه فرحا لها اما فى المساء فيذهب الى منزله ليعيش فى عالمه الافتراضى الذى صنعه لنفسه برفقتها ايضا ويعيد ترتيب المشاهد التى راها عليها صباحا ليتخيل نفسه فيها مع (غاده)،وبعد تخرجهما من الجامعة ظل يبحث عنها حتى توصل الى عملها عن طريق صديقه (هشام)الذى كان معه بالكلية ويعلم معظم ابناء دفعته بالكلية فأخبر (رامز)عن(غاده)خاصة بعد أن علم مدى حبه له وفى احد الايام جاء (هشام) الى (رامز)وقد بدا عليه التردد فقال (رامز)له:
-مالك فى ايه يا (هشام)؟
- فى خبر هيزعلك.
- بخصوص (غاده).
- اه.
- قول يا (هشام).
فقال (هشام) بعد تردد:
-(غاده) خطوبتها انهاردة.
- بجد.
فأندهش (هشام) من رد فعل (رامز) وقال:
-اه بجد.
فقال (رامز) وقد بدا عليه سعادة:
-هتتخطب لمين؟
- وكيل نيابة
فنظر (هشام)الى (رامز)فى حيرة وسأله:
-هو انت مش بتحب (غاده)؟
- بموت فيها.
- وفرحان علشان خطوبتها انهاردة.
- اه.
- طب تيجى ازاى؟
فأبتسم (رامز) وقال:
-(غاده)عمرها ما كانت هترتبط بيا وهى تستحق احسن واحد فى الدنيا كلها فأنا عارف انها هيجى عليها يوم وتتجوز علشان كده انا فرحان لفرحها.
لم يصدق (هشام)ما يسمعه من صديقه فقد وصل حب صديقه ل(غاده) الى التمنى السعادة لها حتى ولو على حساب شقائه فكيف يمكن ان يتجرد فى حبه لهذه الدرجة لفتاة لا تعرفه اصلا فأنتزعه صوت (رامز) وهو يقول له:
-تعالى معايا.
- على فين؟
- هتعرف لما نوصل.
فذهب (هشام) معه ليفاجىء به يدخل محل لبيع الزهور فسأل (هشام) صديقه:
-انت هتبعتلها ورد.
- طبعا وهكتبلها اهداء كمان.
فقال (هشام) فى سره ان صديقه قد جن حتما فلا يوجد احد يفعل هذا،وعندما وصل بوكيه الورد الى منزل (غاده) فأستلمته والدتها فحملت البوكيه الى ابنتها لتقرأ (غاده)مع امها الاهداء الموجود مع البوكيه:
-الى الملاك الذى يستحق افضل ما  فى هذه الدنيا مبروك.
أستلمت (غادة) ووالدتها البوكيه وظنا فى البداية انه من خطيبها ولكن عندما لم يجدا توقيعا نفيتا تلك الفكرة فسألت الام ابنتها:
-مين اللى بعت البوكيه ده يا (غاده)؟
- مش عارفة يا ماما بس الخط مش غريب عليا بتهيالى شفته قبل كده.
ولكنها لم تعر الامر اهتماما نظرا لانشغالها فى هذا اليوم،وبعد ان تمت الخطبة اراد (رامز) ان يرى (غاده)عن قرب فأنتظر حتى خرجت من منزلها وسارت حتى موقف سيارات الميكروباص ليركب بجوارها السيارة وهو مطمئن انها لن تعرفه او تتذكره فكل ما يريده فى تلك اللحظة ان يراها فقط وتحركت بهم السيارة ويقود السائق بسرعة جنونية ليفاجىء بسيارة امامه لم يستطع ان يفاديها لتقلب السيارة بكل من فيها وينقلوا جميعا الى المستشفى فكانت الاصابات متفاوتة بين خطيرة واخرة سطحية ولكن بالنسبة ل(غادة) فكان لديها مشكلة فى القلب وبسبب الحادثة تفاقمت الحالة واصبت فى حالة خطيرة جدا الامر الذى يستلزم زراعة قلب،اما (رامز) فقد دخل فى غيبوبة وبالرغم انه كان مثبت على اجهزة وغائب عن الوعى الا انه كان يشعر بما يحدث حوله فسمع الدكتور يقول:
-البنت لازمها عملية زرع قلب فورا والا هتروح مننا.
فقال طبيب اخر يبدو انه اصغر من الاول:
-طب بالنسبة للولد اللى فى غيبوبة.
- منعرفش ممكن يفوق امتى بالرغم انى اشك انه ممكن يعيش هى مسالة وقت.
- طب ايه راى حضرتك لو...
فقاطعه الطبيب الكبير:
-قصدك ننقل قلب الولد للبنت علشان ننقذها.
- ده الراى بتاعى يا دكتور وفى الاخر القرار لك.
- حضروا بسرعة اوضة العمليات.
كان (رامز) يشعر بكل ذلك ويسمعه بالرغم من الغيبوبة التى بها والتى بسببها توقفت الاجهزة الحركية عنده الا ان هذا لم يزعجه بل اسعده فقال لنفسه:
-يجب ان تعيش (غاده)حتى لو مات هو،يجب ان تعيش (غاده) حتى تتزوج وتنجب صبية وبنات فى جمالها،يجب ان تعيش (غاده) حتى ترى احفادها امامها،يجب ان تعيش (غاده).
وشعر بانه يتم نقله لحجرة العمليات وقال فى داخله:
-خلى حبى لها ساكت على طول محدش يعرف به،يلا يا دكتور شيل قلبى علشان يروح المكان الاصلى بتاعه عند (غاده).
تمت
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق