الاثنين، 17 مارس 2014

وجهان لقصة واحدة (ارتباط بين الحو..يط والذكية)



وجهان لقصة واحدة
(ارتباط بين الحو..يط والذكية)
قبل ان ادخل فى القصة دعونى أجرب شيئا جديدا معكم وهى انى سأقص عليكم القصة مرتان وليس مرة واحدة ولن تكون من وجهتى نظر بحيث يرى كل جانب انه على حق لا لن يكون الامر كذلك وانما سأحكيها مرتين من جانبين بحيث تكون بنفس الاحداث ونفس النهاية ولكن تجعلنا نراها بشكل أعمق وأدق بحيث نجد انه بدون قراءة الجانب الصحيح والاكتفاء بجانب او بالوجه الاخر فيؤدى ذلك الى الاختلاف كلية مثل لعبة البازل فاذا لم تجمعها وشاهدتها ستعطيك صورة اما اذا اكملت اجزائها وشاهدتها مجمعة ستجد الصورة الكاملة الصحيحة،دعونا الان من تلك المقدمة التى ازعجتكم ولندخل فى الوجه الاول للقصة مباشرة:
الوجه الاول:
اول مرة يدخل فيها طلبة كلية الطب الى المشرحة هو يوم مشهود بما لا يدع مجال للشك فتتباين مشاعر الطلبة حيال ذلك الامر فبعض طلبة يتصدرون الطريق امام الجثة ليظهروا بمظهر الابطال امام الفتيات الذين لا يهابون اى شىء اما بعض الطلبة الاخرين وقد تؤثر روية الجثة فيهم أول مرة فيتمالكون أعصابهم قدر المستطاع حتى لا يصبحوا اضحوكة ويرسمون على وجههم الوقار بينما يمكنك ان تسمع تسارع دقت قلبهم التى توشك على التوقف من الرعب بينما الفئة الثالثة من الطلبة فهم الذين لا يخافوا من منظر الجثث وفى نفس الوقت لا يريدوا ان يظهروا بمظهر الابطال وانما كل ما يعنيهم هو التعلم فقط،اما بالنسبة ل(اسلام)فهو ينتمى الى الفئة الاولى التى تريد ان تظهر بمظهر الشاب الجرىء الذى لا يخاف وأثناء وقوفه امام جثة على طاولة التشريح بينما ألتف الطلبة حولها فوجىء بالطالبة الواقفة بجواره سقطت مغشية عليها من منظر الجثة التى تراها لأول مرة فما كان منه الا ان يسندها ويصطحبها الى خارج الغرفة بعد ان استاذن من الدكتور ليجلسها على كرسى خارج غرفة التشريح ليتطلع اليها وهو يحاول إيفاقها فيجدها فتاة متوسطة الطول ضئيلة الجسد ترتدى حجاب ابيض ليتناسب مع وجهها ذو البشرة البيضاء فيبدو وجهها صافيا لقد تذكرها الان لقد شاهدها من قبل فى الكلية ولكن ليس عن قرب كتلك المرة ليلاحظ لأول مرة كم البراءة التى فى وجهها وما أن فاقت حتى نظرت اليه وسألت:
-ايه اللى حصل انا فين؟
- انتى بخير بس مقدرتيش تستحملى منظر الجثة فأغمى عليكى.
فقالت وهى تتذكر لترتب أفكارها:
-اه الجثة والمشرحة.
فتطلعت اليه كأنها تراه لاول مرة لتجده طويل القامة قمحى البشرة ويفتح اول وثانى ازرار القميص فتقول له:
-انا متشكرة جدا.
- على ايه ده احنا يا زمايل انا (اسلام).
- وانا (عبير).
- تسمحى نشرب ليمون فى الكافيتريا علشان الخضة.
- اكيد.
وفى الاسابيع التالية دأب الاثنان على المقابلة والتعارف اكثر فعلمت (عبير)ان (اسلام)نجل طبيب كبير ولذلك دخل كلية الطب بينما علم (اسلام)ان (عبير)من اسرة متوسطة والدها موظف وانها اجتهدت فى الثانوية العامة لكى تصبح طبيبة حتى اصبحا قريبان جدا من بعض يحضران المحاضرات معا ويذاكران معا فى الكافيتريا حتى انهما كانا يتحديان بعض فى بعض الالعاب مثل الشطرنج وكان دائما يتفوق (اسلام)عليها حتى صارت بينهما قصة حب بدأت حكايتها من المشرحة الا انها فى احد الايام اخبرته ان جاء اليها عريس وان والدها متحمس له فخاف ان تضيع منه وشعر بانها تستنجد به فلم يخيب رجائها وتكلم الى والده واخبره انه يريد ان يخطب زميلته فوافق والده على الفور وتقدم فعلا مع اسرته ليخطبها اثناء دراستهما وبعد التخرج تزوجا وفى حفل الزفاف الذى حضره معظم اصدقائهما بالكلية كانت الفرحة سائدة بينهما والابتسامة تعلو وجهيهما.
نهاية الوجه الاول من القصة



سنعود للخلف قليلا ونقص القصة مرة اخرى لتتضح الصورة
الوجه الثانى:
بعد ان استطاعت (عبير)النجاح فى الثانوية العامة بتقدير عالى حتى ألتحقت بكلية الطب وبالرغم من ضالة جسمها ووجها البرىء الا ان ذلك الوجه البرىء يخفى خلفه عبقرية حقيقية فاذا ارادت تحقيق شيئا تخطط له لتحققه بأذكى الافكار حتى فى نزاعاتها مع زميلاتها اثناء الدراسة كانت تكسبها بذكائها بالرغم من ضالة جسدها،وما ان حققت حلمها الاول بالتفوق ودخول كلية الطب تمثل الهدف الجديد فى الزواج من شاب كما يطلقون عليه جاهز(لقطة)،وتمثل ذلك الشاب فى (اسلام)فوجدته وسيم من أسرة غنية فوالده طبيب يملك مستشفى خاص ووالدته طبيبة ايضا كل تلك المعلومات عرفتها عنه تبقى الخطوة الاهم وهى جذبه اليها فوصلت بعبقريتها الى فكرة للتعرف عليه فى اليوم الاول لدخول المشرحة ووقفت بجواره وتظاهرت بالاغماء عليها وهى تعلم بانه سيقوم بمساعدتها ليظهر بمظهر الابطال امام الفتيات فمنظر الجثة لم يهز فى راسها شعرة فهى مستعدة ان تنام فى المشرحة نفسها طوال الليل دون ان تشعر بالخوف للحظة واحدة فهى ترى نفسها أشجع منه هو شخصيا وفى الخارج تظاهرت بانها تتعرف اليه للمرة الاولى ووافقت على اقتراحه بالذهاب الى الكافيتريا ومن يومها بدات تجذبه اليها والقيام بالمذاكرة معا حتى وهما يلعبان الشطرنج كان فى مقدروها ان تهزمه بمنتهى السهولة حتى انها قالت فى سرها بعد ان قام بتحريك احدى اللعبات الخاطئة:
-غبى انت كده بتكشف الوزير بتاعك بس برده هخليك تكسب.
حتى فى مختلف الالعاب وجدت نفسها متفوقة عليه بمراحل فهى ترى لكى تستطيع الفتاة ان تجذب الشاب اليها يجب ان تجعله يراها اضعف منه وانه افضل منها واذكى منها وانها دائما فى حاجة اليه ولتعطيه الشعور بانه المسئول عنها فاذا تفوقت عليه فى اى مجال خصوصا فى الرياضة فذلك سيشعره بعدم الثقة فى نفسه تجاها وتجاه العلاقة بينهما ومع الوقت بدات تعطيه الفرصة ليقترب منها اكثر ويحبها حتى فى احد الايام قالت له بعد ان رسمت على وجهها الملائكى نظرة حزن تشير الى الشفقة:
-انا اتقدملى امبارح عريس وبابا متحمس.
استطاعت ان تكذب عليه وان ترسم الحزن على وجهها ليشعر بالشفقة نحوها ليستبق خطوات كثيرة ويتقدم اليها مع اسرته وبعد التخرج وفى حفل الزفاف الذى حضره معظم اصدقائهما بالكلية كانت الابتسامة تعلو وجهيهما ولكنها فى داخلها كانت فى منتهى الفرة لنجاح خطتها وتحقيق ما ارادت من البداية فى الزواج من ذلك الشاب.
نهاية الوجه الثانى من القصة
تمت




  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق