الثلاثاء، 24 يونيو 2014

الساحرة



الساحرة
مضى على مواجهة (عز) للكونت (دراكولا)اسبوعا كاملا،حتى جاءه الخطاب الثانى من المراة التى ارسلته بتعويذتها لمواجهة الكونت،وجاء فى الخطاب ما يلى:
-عزيزى (عز) لقد تركت لك اسبوعا كاملا بعد مواجهتك مع الكونت والتى ابديت فيها شجاعة تستحق الاعجاب فأستعد لانها ستكون مواجهتك الاخيرة ولكن قبل التخلص منك سيتم تدميرك نفسيا حيث قد تلجأ لقتل نفسك،اذا كنت ترغب فى معرفة من انا ولماذا افعل بك ذلك فأنتظر بعد بوابة الطريق الصحراوى بكيلو متر واحد فى تمام منتصف ليل الغد،ولا تخف فلن نقتلك.
بعد قراءته لتلك الرسالة لم يشعر بالقلق للحظة واحدة بل قام واعد لنفسه الفطار وتناول العصير وظل يقرأ تلك الرسالة عدة مرات محاولا معرفة من يكون قد ارسلها فقرر بجراءته المعهودة ان يذهب الى ذلك المكان فى الموعد المحدد وفى صباح اليوم التالى ذهب الى (أية)وقص عليها ما حدث وما جاء بتلك الرسالة فقالت له فى خوف:
-بعد كل ده وعايز تروح؟
- اه.
- ازاى يا (عز) انت عارف ممكن يعملوا فيك ايه؟
- عارف بس لما اعرف هما مين وبيعملوا معايا كده ليه ممكن يبقى عندى فرصة انى اقدر اواجهم بس من غير ما اعرف هما مين ولا عايزين ايه مش هيبقى عندى فرصة ولا انتى نسيتى التعويذة اللى نقلتنا للكونت (دراكولا).
- طب قولى اساعدك ازاى؟
- انا هروح فى الميعاد ولو مكلمتكيش خلال ثلاث ساعات تبلغى البوليس.
- ابلغهم بأيه محدش هيصدقنى لو قولتلهم ساحرة و (دراكولا)؟
- انتى هتبلغى انى كلمتك من ساعتين وقولتلك ان فى عربية قفلت عليا الطريق وخطفونى من اول كيلو فى الطريق الصحراوى.
- حاضر.
- وزيادة فى الحرص هيبقى فيه كلمة سر بينا لو قلتلك فى اول الكلام يا قمر اعرفى ان فى حد جنبى وانهم اجبرونى انى اكلمك وبرده بلغى البوليس ولو مقلتش كده يبقى انا فى امان ومتبلغيش البوليس.
وفى المساء تواجد (عز) فى المنطقة المتفق عليها وفى تمام منتصف الليل وقفت امامه سيارة سوداء فتحت ابوابها له فسمع (عز) السائق يقول له:
-اتفضل يا استاذ (عز).
وما ان ركب (عز) السيارة حتى وجد رجل يجلس بجوار السائق فى الامام ورجلين فى الخلف فأخرج احد الجالسين فى الخلف عصابة توضع على العين وقال ل(عز):
-تسمح؟
فمال (عز) برأسه للامام حتى يتمكن الرجل من وضع العصابة على عينيه وبالرغم من ان ذلك الموقف يبعث الرعب فى القلب الا ان (عز) ظل هادئا فى كرسيه لا يتكلم وانما صب تركيزه على حساب الوقت الذى قضاه داخل السيارة منذ ان تحركت وهو بداخلها وحتى توقفت وفتحت ابوابها واصطحبه ذلك الرجل الى داخل احد البنايات فوجد انه ظل بالسيارة لمدة ساعة وسبعة عشر دقيقة كاملة، فنزعت العصابة عن عينيه بعد ان اجلسه ذلك الرجل على مقعد ليجد نفسه داخل غرفة واسعة لا تحوى على الكثير من الاثاث وان حوت على جهاز تكييف وسجاد يبدو غالى الثمن واريكة كبيرة واربعة كراسى كبيرة واصطبغت جدران الغرفة باللون الابيض باختصار لا يوجد اى شىء مريب بتلك الغرفة قبل ان يفتح باب الغرفة لتدخل منه امراة تجاوزت الخمسين من عمرها بعدة سنوات،طويلة ذات شعر اصفر وبشرة بيضاء وترتدى بنطلون اسود وتى شيرت ابيض فقد كانت تشبه سيدات مجتمع الى حد كبير فقالت بصوت انثوى:
-ازيك يا (عز)؟
- كويس.
- ايه مستغرب؟
- لو انتى اللى عملتى كل ده وقلتى التعويذة يبقى اه مستغرب.
- اه انا يا (عز) ومستغرب ليه؟
- انا كنت متخيلك زى الساحرة الشريرة اللى فى الافلام، يعنى الست الكبيرة الوحشة اللى بتطير بالمكنسة الخشب،بس انتى طلعتى ست جميلة عكس اللى كان فى بالى خالص.
فقالت بدلال:
-متشكرة جدا.
فضحك (عز) فى سره وقال لنفسه:
-الست هى الست تفرح بالمدح حتى لو كانت ساحرة.
فأكملت السيدة:
-بس مجملتك ليا مش هترحمك من اللى هعمله فيك.
- انا مش جاى استعطف او اتوسل انا جاى افهم.
- عاجبانى ثقتك بنفسك.
- اقدر اسال كل اللى انا عايزه؟
- طبعا.
- انتى مين؟
- اسمى (جانيت) وناوية اخلى حياتك جحيم.
- بس خيالك فى السينما قبل ما تقولى التعويذة كان لست كبيرة فى السن و....
فقاطعته ضاحكة:
-ده بس علشان اثبت الفكرة عندكم بصورة التقليدية للساحرة الشريرة وبعدين محدش بيكشف نفسه من اول مرة.
فنظر (عز) حوله وقال:
-بس ان مش شايف علامات للسحر ولا بلورة سحرية؟
- متخليش فكرتك عن السحر زى الافلام.
- بس انتى ساحرة متمكنة مش اى حد يعرف التعويذة اللى انتى قولتيها انا قرأت
عنها فى كتاب قديم.
-انا عايزة اقولك انى اعرف فى كل انواع وفنون وتاريخ السحر وعلمت كل بنت من بناتى علم او فن من فنون السحر.
- اشمعنى انا عايزة تدمرينى زى ما بتقولى وتعرفينى منين؟
- انت بقيت خطر على قوة المشتغلين فى عالم ما وراء الطبيعة انا كنت المفروض ابدا فى تدميرك بعد تدميرك للاشباح بس جه موضوع السفر عبر الزمن اجل الموضوع وقلت اعرف قدراتك ايه.
- انتى كمان عارفة موضوع السفر عبر الزمن؟
- انا اعرف عنك كل حاجة.
- ويا ترى لو سألتك هتدمرينى ازاى هتجاوبينى ولا هتخليها مفاجاة؟
- لا هقولك انا هبدأ اخلص من كل معارفك من الابعد للاقرب.
- ازاى هتقتليهم؟
- مش بالمفهوم التقليدى مسدس او سكينة مش اسلوبى انا هخلص منهم بالسحر وهبدأ بالبعيد عنك لغاية القريب منك علشان كل ما اخلص من حد قريب منك تحس بألم اكبر لغاية ما تفكر تقتل نفسك علشان ترحم احبابك من الموت.
ارتجف (عز)من الفكرة ولكنه بدأ متماسكا ورسم على وجه ابتسامة مصطنعة وقال:
-وانتى كمان خدى بالك من نفسك،اقدر امشى دلوقتى؟
- طبعا.
فأستعد للانصراف ولكنه قال:
-لو عاوز اقابلك تانى اوصلك ازاى؟
فأعطته رقم هاتف محمول وقالت:
-فى اى وقت تقدر تطلب الرقم ده وقلهم انك عاوز تقابلينى وتانى يوم هنتصل بك.
وقاموا بتوصيله حتى باب بيته بعد ان قاموا بوضع عصابة على عينيه وأتصل ب(أية) وطمأنها عليه وبعد يومين توفى جاره وفى نفس يوم الوفاة جاء اليه خطاب كتب فيه:
-هذا أول الغيث المرة القادمة سيكون اقرب لك.
توجه (عز)للقيام بواجب العزاء وسأل نجل المتوفى:
-هو المرحوم مات ازاى؟
- سكتة قلبية وهو نايم.
وعندما عاد الى منزله اخرج ورقة وخط بالقلم عليها اسم جاره وطريقة الوفاة وصلته به وفى اليوم التالى مباشرة توفى صديق قديم له وتبعها رسالة ثانية تشير الى ان الوفاة الثالثة ستكون اقرب من سابقتيها وعلم ان صديقه قد توفى بعد ان وضع يده على قلبه للحظات وسقط ميتا ويرجح ان الوفاة نتيجة سكتة قلبية وبعدها بيومين توفى ابن خالته صبى فى العاشرة من عمره بنفس الطريقة واعقب الفاة الرسالة المعتادة فجن جنون (عز)ولاول مرة يستشاط غضبا وقام بالاتصال بالرقم الذى تركته (جانيت) له فحددوا لقاء معها فى اليوم التالى وبنفس الطريقة التى ذهب اليها فى المرة السابقة ذهب تلك المرة وما ان دخل التى الغرفة حتى وجدها مستلقية على الاريكة وتجلس فتاتين على مقعدين ويقف خلفها اربعة فعلم انهم الحرس الخاص بها فقال لها بعنف:
-ما تخلصى منى انا ذنبهم ايه الناس اللى ماتت؟
- لو خلصت منك هترتاح بس لازم تتعذب فى كل ثانية،انك تفقد كل يوم شخص عزيز منك هو ده العذاب بعينه وخصوصا لما ما تعرفش بيموتوا ازاى.
- انا عارف بيتقتلوا ازاى.
فنظرت له ساخرة وقالت:
-ازاى؟
- بالفتيش.
فأعتدلت فى جلستها ونظرت له مليا وقالت:
-برافو انا كنتش اعرف انك ذكى اوى كده.
- مش محتاجة ذكاء ناس بتموت مرة واحدة من غير اعراض مسبقة اكيد بتستخدمى سحر الفتيش يعنى بتاخدى حاجة خاصة بالمجنى عليه وتعملى دمية له وتشتغلى بالسحر عليها علشان يبقى فيه ارتباط بين الدمية والشخص اللى بتاخدى منه شعرة من راسه او قطعة من ملابسة او سنة من اسنانه زى ما عملتى مع ابن خالتى لما دبرتى خناقة له قبل ما يتقتل بيومين وخلتى الولد اللى اتخانق معاه يكسر سنة من اسنانه واخدتيها وعملتى منها دمية وفى الاخر تغرسى دبوس فى قلب الدمية فيموت الضحية فى نفس اللحظة.
- انت مبسوطة بذكائك مش كل مرة بقابل خصم فى ذكائك وعلمك.
- طب خلى المواجهة بينى وبينك.
- لا هنكمل بنفس القواعد والضحية اللى جاية موتها هيحرق قلبك عارف ليه علشان الضحية اللى جاية حبيبتك (أية).
انقض (عز)على احدى الفتاتين الجالستين على الكراسى وسحبها من شعرها بقوة ليتجه نحوه الحراس الاربعة ويكبلوه بقوة وقبل ان يعتدوا عليه بالضرب اشارت (جانيت) بيديها للحراس ان يتركوا (عز) الذى قال بغضب بعد ان وضع يدهداخل جيب البنطلون:
-مش دى بنتك تحبى احرق قلبك عليها زى ما بتعملى معايا؟
- متقدرش تعملها حاجة وبرده هخلص من (اية).
- وانا كمان بقولك مش هتقدرى.
فضحكت (جانيت) بسخرية وتسائلت:
-ايه؟
- مش هتقدرى تعمليلها حاجة وانا اللى هحرق قلبك.
- يظهر ان حرقة قلبك على اللى ماتوا واللى لسه هيموتوا جننونك.
- لا انا هنتقم منك بطريقة متعملتش قبل كده وفى عالم السحرة بتاعك هخليهم يتحاكوا باللى هعملوا فيكى وبانتقامى اللى عمروا ما هيخطر فى بالك.
سرت فى جسدها رعشة خفيفة من الثقة التى يتكلم بها (عز) ولكن سرعان ما طرحتها جانبا وقالت فى ثقة:
-انا هقولك على اليوم اللى هقتل فيه خطيبتك.
- مش هتقدرى تمسى شعرة منها.
- بعد بكره الساعة 9 باليل.
سرت فى جسد (عز) رعشة وقال:
-انا بتحداكى ايه رايك انى عايز احضر معاكى اللحظة هتحاولى تخلصى منها.
- ايه؟
- احضر معاكى وانتى بتستخدمى الفتيش بتاعها علشان لما تفشلى مفوتش شكلك وانتى خسرانة الرهان.
- وانت فاكر انى بالسذاجة دى علشان تحاول تخلص منى حتى لو هتموت معايا قبل ما اخلص من حبيبتك.
- خدى الاحتياطات اللى انت عايزاها نتقابل فى اى مكان خاص والرجالة اللى معاكى يفتشونى قبل ما اقابلك وهيكونوا موجودين وانتى بتنفذى عملية القتل بس لو انتى خايفة انك تفشلى وتشوفى نظرة الشماتة فى عينى بلاش.
- انا موافقة عارف ليه علشان بعدها على طول هخليك تحاول تكلم حبيبتك ولما تلاقيها ماتت مش هقدر افوت منظر انهيارك عليها واحتمال تنتحر وقتها.
- اتفقنا بعد بكرة الساعة 8 هستنى فى ميدان رمسيس والرجالة بتاعتك هيجبونى على المكان اللى انتى تختاريه بس من غير ما يغموا عينيا لو انتى واثقة من نجاحك فى قتل (أية) وانى هنتحر اما لو فشلتى فى قتلها هنزل من البيت عادى ولوحدى ووقتها متستخدميش الشقة اللى هانروحها تانى قلتى ايه؟
- انا موافقة يا (عز).
وبعد ان اعادوه الى منزله توجه الى بيت (اية) مباشرة واخبرها بالقصة كلها لتشعر برعب لم تشعر به من قبل خاصة مع احساسها لاول مرة ان (عز)لا يستطيع ان يجارى هولاء السحرة واتفق معها (عز) على الا تسمح لا حد ان ياخد اى شى من متعلقاتها وانه سيذهب معها الى اى مكان تذهب اليه،اما فى بيت (جانيت) فكانوا يخططون للحصول على اى من متعلقاتها لصنع دمية لها وامرتهم (جانيت) بان يضعوا (عز) و(اية) تحت المراقبة حتى يتسنى لهم فى اية لحظة الحصول على اى من متعلقاتها وفى اليوم التالى اتصل احد رجال (جانيت)بها وقال لها:
-خلاص لقينا الطريقة اللى هناخد بها حاجة من (اية)؟
فقالت بلهفة:
-ايه؟
- شعرها هى دلوقتى عند الكوافير و(عز)مستنيها برة المحل ممكن خصلة من شعرها ونستخدمها.
- ممتاز ابعتوا بنت من عندنا وخلوها تدفع لصاحب المحل اى فلوس بس ناخد ولو شعرة واحدة منها.
- حاضر.
وتوجهت فتاة تابعة لهم الى محل الكوافير وقامت باعطاءه مبلغ نقدى كبير مقابل ان يعطيها خصلة شعر من شعر (اية)وتحججت بانها قد اعجبها لون شعرها وانها تريد ان تصبغ مثله وبالرغم من دهشته ورفضه فى البداية الا ان وافق فى النهاية بعد ان حصل على مبلغ نقدى كبير وقام باعطائها ثلاث شعرات،وبعد ان انتهت (اية) قام (عز) بتوصيلها الى منزلها وما ان وصلت تلك الشعرات الى (جانيت)حتى استقبلتها الاخيرة بفرحة عارمة وبدات فى صنع الدمية وفى اليوم المحدد استقل (عز)السيارة
مع رجال (جانيت) وقاموا بتفتيشه بدقة حتى انهم اخذوا منه الولاعة الخاصة به
وصعد معهم الى المنزل فأستقبلته (جانيت) بابتسامة وقالت:
-جاهز لصدمة عمرك؟
- انت اللى جاهزة؟
فبدات (جانيت) فى طقوسها وسط حراسة رجالها قبل ان ترفع دبوس وتغرسه فى قلب الدمية التى صنعتها ل(أية)ونظرت الى (عز) لتشاهد رد فعله فقال بهدوء:
-اغرسى الدبوس تانى،يمكن لسه عايشة.
فغرست الدبوس مرة اخرى وقالت له:
-كلمها وشوفها.
فأخرج (عز)هاتفه المحمول واتصل ب(أية) وفتح مكبر الصوت حتى يسمع الجميع فرن الجرس مرتين قبل ان تجيب (أية) وتقول:
-ألو.
فأرتدت (جانيت) الى الخلف فى دهشة كبيرة وقمت بغرس الدبوس مرة اخرى فى الدمية فأبتسم (عز) وقال ل(أية):
-ايوه يا حبيبتى انتى كويسة؟
- ايوه انا كويسة يا (عز) فى حاجة؟
- لا يا حبيبتى انا بس بطمن عليكى،مع السلامة.
فأغلق الهاتف ونظر الى (جانيت) وقال:
-مش قلتلك مش هتقدرى تلمسى منها شعرة واحدة.
- وانت عملت قلت التعويذة اللى بتفك السحر ولا لجأت لحد من السحرة؟
- هتعرفى بعدين بس انتقامى زى ما قلتلك هيدمرك وهيبقى بالنسبة لكل اللى عملتيه معايا ولا حاجة.
جن جنونها وقالت:
-بس لسه انا ما خرجتش كل اللى فى جرابى.
- انا مش هسمحلك انك تعملى حاجة تانى الدور عليا انا،ومش هسامح فى حق اللى انتى قتلتيهم وهندمك.
ففتح الباب واستعد للانصراف ولكنه اخرج من جيبه خطاب وسلمه اليها قبل ان ينصرف وقال لها:
-اقرئى الجواب ده براحتك.
وخرج من باب الشقة وبدات تقرا الخطاب بصوت عالى:
-فى كل مرة تقتلين فيه احد معارفى كنتى ترسلين خطابا إلى اما وانك فشلتى فى قتل حبيبتى فأظن انه من حقى ان ارسل انا الخطاب هذه المرة وقد وعدتك من قبل بانتقام لم يشهد احد مثله كما وعدتك بان اجعلك مثار حديث من يعملون بالسحر وقبل ان اقول لك على انتقامى دعنى اقول لك ان سبب هذه الديباجة الطويلة وهو حتى اتمكن من الهرب قبل ان تعلمى بانتقامى الذى قمت به وقد جاء انتقامى من جنس عملك فلدينا مثل يقول (لقد انقلب السحر على الساحر)وهو ما حدث معكى، دعينا نعود بالذاكرة للخلف قليلا هل تذكرين عندما طلبت ان اقابلك وجئت الى بيتك وقمت بجذب ابنتك من شعرها وانا اتظاهر بالغضب لقد استطعت ان استخلص شعرات قليلة من رأسها وما ان تدخل رجالك وطلبتى منهم ان يتركونى حتى وضعت تلك الشعرات فى جيب بنطلونى،وكنت اعلم ان رجالك سيراقبوننى انا و(اية) ونصبت كمين الكوافير لهم واتفقت مع صاحب المحل-الذى هو صديقى-بعد ان اخبرته بالطريقة التى قتلتى بها صديقنا كما اخبرته بان هناك من سيطلب منه شعرات من راس (أية) ان يوافق وان يعطيهم شعر ابنتك وعندما قمتى بغرس الدبوس فى قلب الدمية قمتى بقتل ابنتك هذا هو الانتقام الذى وعدتك به لقد جعلتك تقتلين ابنتك بيديكى علما بان انتقامى لم ينتهى بعد،والان ابلغك كما فعلتى معى من قبل بأن ابنتك قد ماتت على يديكى وانتظرى باقى الانتقام.
لم تصدق (جانيت) ما تقرأ وكذلك رجالها فجروا مسرعين الى الشارع واستقلوا السيارة الى منزلهم فوجدوا سيارة اسعاف وبكاء حار داخل المنزل ووجدوا ابنتها قد ماتت فقالت ابنتها الاخرى:
-مرة واحد مسكت قلبها ووقعت على الارض.
فأنهارت (جانيت)على اقرب مقعد واخذت تبكى بحرقة قبل ان تلتفت الى رجالها الاربعة وتقول:
-اتنين منكم يروحوا على بيت (عز)واتنين على بيت (أية) وتجبوهم هنا او تقتلوهم ولو لقيتم حد من اهلهم اقتلوهم.
فتوجه الاربعة كما امرتهم (جانيت) فأتجه اثنان الى منزل (عز)ورفعوا مسدساتهم
وقاموا بكسر الباب وما ان دخلوا من باب المنزل حتى فوجئوا بقوة من الشرطة تقبض عليهم وهم متلبسين بحمل السلاح اما الاثاين اللذين توجها الى منزل (أية)
فكانا اسوا حظا حيث ما ان اضاء رجال الشرطة نور الشقة اطلق احدهم النار بتجاه قوات الشرطة لتقوم القوات باطلاق وابل من الرصاص لتقتلهم فى الحال،فقام (عز) بالتحدث بالرقم الخاص ب(جانيت) فأجابت بنفسها فقال لها (عز):
-اتنين من رجالتك اقبض عليهم واتنين اتقتلوا ولسه هنتقم منك.
فى تلك اللحظة ألقت (جانيت)الهاتف ارضا واستشاطت غضبا قبل ان تخاطب نفسها فى محاولة لتهدئة نفسها:
-لازم اهدى علشان اعرف افكر ومغلطتش تانى هو رسمها صح بعد ما خلانى قتلت بنتى كان عارف انى هحاول ادمره هو وخطيبته وهبعت الرجالة لشقته وشقتها وهو كان مبلغ البوليس، بس المرة دى هحرق قلبك يا (عز).
وفجاة انقطع الكهرباء عن المنزل وبدات (جانيت) فى قراءة تعويذة قبل ان تجلس ابنتها بجانبها وتسألها:
-ايه التعويذة دى يا ماما؟
- دى تعويذة بعد ما اقراها بأكتب اسم (أية) وامها اللى عرفته انهاردة فى ورقة وارميها فى النار وقتها  تصيب (أية) حمى لغاية ما تموت ويتحرق معاها قلب (عز).
وبعد ان قرأت التعويذة طلبت من ابنتها جلب الورقة المطوية المكتوب عليها اسم (اية)و امها من الغرفة المجاورة فجائت ابنتها بالورقة لتقوم الام بألقاها فى النار وما ان ألقتها حتى تصببت ابنتها عرقا واصابتها حمى مفاجئة مفاجئة للحظات قبل ان تهدأ حركه تماما وتموت فأقتربت الام من ابنتها لترى ما اصاب ابنتها قبل ان تعود الكهرباء وتجد باب الغرفة يفتح وتسمع صوت (عز) يقول:
-زى ما قلتلك قبل كده (أنقلب السحر على الساحر).
فقالت (جانيت) وهى منهارة:
- انت جيت هنا ازاى وعملت ايه فى بنتى؟
- كنت عارف لما سبت الرسالة لك وقلت لك على اللى حصل لبنتك الاولى كنت هتروحى على البيت على طول فمشيت وراكم لغاية ما عرفت مكان البيت وبعد القبض وقتل الرجالة بتاعتك كان وصولى هنا حاجة سهلة اما بالنسبة لبنتك فأنا معملتش لها حاجة انا غيرت ورقة (أية) بورقة عليها اسم بنتك واسمك بعد ما سمعتك وشفت الورقة.
فصرخت وبكت قبل ان تقول:
-انت قتلت بناتى؟
- انتى اللى قتلتيهم مش انا.
فوقفت قبل ان تمسك بسكين على المكتب وتقول:
-لازم اقتلك وانتقم منك.
فبدا (عز)هادئا وقال:
-عارفة مصير الساحرات كان ايه فى العصور الوسطى؟الحرق بالرغم انهم حرقوا فى اوربا فى الفترة دى اكتر من خمسين امراة بتهمة مزاولة السحر وبالرغم من ان معظمهم ابرياء بس كانوا بيحرقوهم والقاضى اللى كان بيبرىء اى امراة وجه لها تهمة السر كان بيتعاقب هو واسرته بالحرق.
فأمسك بجركن بنزين كان وضعه بجانبه خلف باب الغرفة وقام بالقاء محتوياته باتجاها قبل ان يخرج ولاعته ويلقيها باتجاها لتحترق قبل ان يقول:
-ده انتقامى من قتلك لجارى وصاحبى والطفل اللى عنده عشر سنوات وناس كتير اكيذ اذتيها وانا ما اعرفهمش.
تمت

  
  



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق