الثلاثاء، 17 يونيو 2014

فى مواجهة الكونت دراكولا

فى مواجهة الكونت دراكولا
تأبط (عز)ذراع خطيبته (أية)وهم يستعدان لدخول قاعة السينما وهما يحملان الفيشار والمياه الغازية قبل ان يجلسا على المقاعد المخصصة لهم فهمست (أية)
فى اذن (عز):
-بذمتك فى واحد يأخد خطيبته لفيلم رعب،فين الافلام الرومانسية؟
- معلش يا حبيبتى انا خفت للفيلم يشيلوا من السينما قبل ما اتفرج عليه.
- المرة الجاية انا اللى هختار الفيلم.
- حاضر يا حبيبتى.
وبعد لحظات اظلمت السينما ليبدأ الفيلم لتتعالى معه الصرخات من قاعة السينما بسبب المشاهد المرعبة بالرغم من عدم وجود فى القاعة سوى ثمانية افراد بينما ظلت (أية)تشيح بوجهها من حين لاخر عن الشاشة وتضع وجهها على كتف (عز)من الخوف ولكن حدث امر عجيب فقبل نهاية الفيلم بنصف ساعة تم قطع الفيلم وظل الظلام مخيما على قاعة السينما بينما تعالت صيحات الاستهجان من مشاهدى الفيلم واخذوا يتلفتون بحثا عن سبب توقف الفيلم حتى ان احدا منهم توجه صوب باب الخروج فوجده مغلقا قبل ان تضاء الشاشة مرة اخرى ولكن ليس على الفيلم وانما على خيال امراة عجوز تقول بصوت عميق:
-دلوقتى انتوا مش بتتفرجوا على فيلم رعب بعد شوية صغيرين انتوا اللى هتبقوا داخل الفيلم الرعب واللى هيقدر يواجه كل المخاطر للاخر هو اللى هيرجع لحياته عادى اما اللى هيموت جوه احداث الفيلم فهو ده مصيره.
تعالت الصيحات داخل السينما بالاستهجان وصاح احد الاشخاص:
-ايه الهزار البايخ ده؟
بينما قال اخر:
-كملوا الفيلم،ايه السينما دى؟
بينما أكملت السيدة:
-طبعا مش هتصدقوا غير لما تلاقوا نفسكم جوه الخطر،واحد بس هو اللى هيفهم اللعبة دى وهيلعب بقواعدها هو (عز).
تعجب (عز)من كلام السيدة بينما تعلقت (اية)بذراعه وهمست فى خوف:
-فى ايه ومين الست دى وتعرفك منين؟!
- مش عارف!!!
فأكملت تلك السيدة مخاطبة (عز):
-معاك فى القاعة دى يا(عز)سبعة ومنهم خطيبتك انت اكتر واحد بتفهم فى اللى هتواجهوا  يعنى انت مسئول عنهم وهتقبوا جوه احداث فيلم رعب بس مفيش مخرج هينقذكم ويقول استوب،طبعا يا (عز) بتسأل انا مين واعرفك منين وبعمل معاك كده ليه لو فضلت عايش بعد الاحداث اللى هتشوفها دى هتلاقى اجابة على سؤالك.
وبدأت تردد السيدة ما يشبه التعويذة والتى ما ان بدأت تقولها حتى انتفض (عز) من مكانه وصاح فى الموجودين بالقاعة:
-اكسروا الباب وحاولوا تخرجوا بسرعة.
وقف الجميع وهم فى حالة دهشة قبل ان يصرخ بهم مرة اخرى ليفيقوا من تلك الحالة ويتوجهوا صوب باب الخروج محاولين تحطيمه ولكن بعد لحظات شعر الجميع بانهم يطيرون فى الهواء ليجدوا انفسهم جميعا ملقين على الارض ولكن ليس فى قاعة السينما بل فى طريق على جانبيه شجيرات ومنطقة شبيهة بالغابات ليبقى الجميع فى حالة من الدهشة ليقول احدهم:
-ايه يا جماعة اللى احنا فيه ده؟
ويقول اخر:
-ممكن تكون الكاميرا الخفية.
فنظر الجميع حولهم بحثا عن الكاميرات ويلوحون فى كل الاتجاهات مطالبين ايقاف تلك المهزلة على حد اعتقادهم،فلما فشلوا تسائلت احد الفتيات وقد تذكرت:
- الست اللى كانت بتتكلم كانت بتكلم واحد اسمه (عز)مين منكم (عز)؟
دارت الابصار بينهم قبل ان يقول (عز):
-انا (عز).
اتجهت نحوه الابصار قبل ان يتجه نحوه باقى الافراد ويتسائلون بقوة:
-فى ايه؟ايه اللى بيحصل هنا؟احنا بنعمل هنا ايه؟وجينا ازاى؟
قام (عز)بدفع يدهم عنه وقال:
-انا هقولكم اللى اعرفه واللى فهمته.
فصمت الجميع وتطلعوا اليه فأخذ نفسا عميقا وقال:
-انا زيكم دخلت اتفرج على فيلم رعب واتفاجئت زيكم بالحصل بس لما الست الغريبة قالت التعويذة فهمت منها كلمتين باللاتينى علشان كنت قرأت عن التعويذة اللى قالتها قبل كده.
فتسائلت احدى الفتيات:
-ايه التعويذة دى؟
فتجاهلها (عز) واكمل:
-ومن هنا فهمت انها ساحرة وانها تعرفنى منين مش عارف وايه قصتها برده مش عارف بس قرات عن التعويذة دى انها تقدر تنقل اشخاص للمكان اللى بيحدده صاحب التعويذة وهناك بيبقى فيه اهوال للاسف محدش من اللى اتقال عليه التعويذة رجع علشان يقول ايه الاهوال اللى قابلها بس اللى كان مكتوب ان لو حد اتغلب على الاهوال ورجع للعالم بتاعه بتبطل التعويذة ومش ممكن توثر فيه بعد كده.
فقال احد الشباب فى سخرية:
-يا سلام والمفروض اننا نصدق الفيلم ده؟
- انا قلتلك اللى اعرفه عايز تصدق انت حر مش عايز براحتك.
فأسرعت (اية)لتتعلق بذراع (عز)بينما تقدمت نحوه احدى الفتيات وقالت برجاء:
-انا مصدقة حضرتك المفروض دلوقتى نعمل ايه؟
فتطلع اليها (عز)فى شفقة وقال:
-هنمشى زى القواعد اللى اتقالت لنا.
فتسائل احد الرجال:
-اللى هى ايه؟
- اننا داخل احداث فيلم رعب ولازم نخرج منها.
- وانت مصدق الكلام ده؟
- بالرغم من سنى بس شفت حاجات محدش يقدر يتخيلها او تيجى على بال حد،علشان كده انا مش بصدق حاجة او بنفيها غير بالتجربة.
- طب هنعمل ايه دلوقتى؟
- الاول هنرتب نفسنا على اساس العدد احنا ثمانية اربعة رجالة واربع سيدات وانسات،هنمشى لاقرب مكان ونعرف –زى القواعد ما بتقول-احنا فى فيلم ايه او احداث ايه وايه الخطر اللى بيهددنا والمهمة المطلوبة منا علشان كده هنمشى فى دائرة اتنين من الرجال فى الامام واتنين فى الخلف وواحد داخل الدائرة مع الانسات والسيدات لحمايتهم.
وبالفعل سار الجميع فى مجموعة حتى وجدوا حانة وبجوارها عدد من البيوت فدخلوا الحانة ليجدوها مثل التى تبدو فى الافلام الاجنبية القديمة والتى تضم المزارعين والعمال فتطلع جميع من فى الحانة اليهم فى دهشة بسبب ملابسهم الغريبة عنهم فميز (عز)وجههم الاجنبى وسأل الرجل الذى خلف البار:
-فى اى مدينة نحن لو سمحت؟
فتطلع الجميع لهم فى دهشة وتردد الساقى قبل ان يقول:
-(لندن).
فجاء الجواب صادما ل(عز)ورفاقه قبل ان يقول الساقى:
-هل انتم الاغراب؟
فتسائل (عز) فى دهشة:
-اى اغراب؟
- جاءت امراة عجوز وقالت سياتى اغرابا يرتدون ثيابا غريبة ودعتنى ان اسلمكم تلك الورقة.
تناول (عز) الورقة بسرعة واخذ يتفحصها فأخذ رفاقه يلحون عليه ليعلموا ما بتلك الورقة فقال (عز):
-حاضر هأقراها بصوت عالى.
وبدأ (عز) يقرا باللغة العربية بصوت عالى ما فى الورقة:
-لتعلموا مدى كرمى سأخبركم بمواجهتكم فقد رايت انه من العدالة ان اخبركم بمواجهتكم لان المواجهة لن تكون على اساس فيلم واحد فقط وانما ستكون عدد من افلام (الكونت دراكولا).
توقف (عز) عند هذه النقطة خاصة عندما بهت رفاقه وعندما سرت همهمات بين رواد البار فهم ظلوا يتطلعون اليه وهو يقرأ الورقة دون ان يفهموا شيئا لانه يقرأ بالعربية ولكن عند نطقه لاسم (الكونت دراكولا)اخذوا يتحدثون بدهشة ورعب، تسائلت احدى الفتيات فى رعب:
-(دراكولا) مصاص الدماء؟
فأجابها شاب اخر فى ضجر:
-اومال (دراكولا)بتاع السندوتشات!!!!
فسأل (عز)ساقى البار:
-هل تعرفون (الكونت دراكولا)؟
قام الرجل برسم الصليب امامه وقال:
-ومن لا يعرفه يا سيدى انه لا يموت.
-اين قلعته؟
- فى اعلى الجبل بارزة.
- فتسائل احد الرجال:
-هنعمل ايه؟
- هنقعد ونفكر ونخطط.
فقال الساقى مخاطبا (عز):
-عفوا سيدى ولكن غرفكم جاهزة فى الفندق الذى بجوارنا.
- اى فندق؟
- لقد حجزت لكم السيدة ثمانية غرف فى الفندق المجاور واخبرتنى ان اطلب منكم ان تذهبوا الى هناك.
- شكرا لك.
وتوجه (عز)ومن معه الى هناك وفى الاستقبال قال (عز)لصاحبة الفندق:
-لو سمحتى يوجد ثمانية غرف تم حجزها بأسمنا.
- انتم الاغراب؟
-نعم.
فناولتهم المفاتيح وبعد ان صعدوا الى الطابق الثانى قال (عز) لرفاقه:
-كلنا هنقعد فى غرفة واحدة.
فتسائلت فتاة:
-ليه؟
- هتعرفوا.
فدخلوا احدى الغرف قبل ان يجلسوا ويقول (عز):
-حجز لكل واحد غرفة ده اول فخ لنا يحيث كل واحد يكون لوحده ويقدر وقتها (دراكولا) يدخل عليه وهو نائم ويخلص.
فقال رجل فى سخرية:
-انت بتكلمنا كأنك قابلت (دراكولا) قبل كده ولا انت معلوماتك من الافلام بس؟
- انا صحيح مقابلتش (دراكولا) قبل كده بس قابلت مصاصين دماء وقتل اربعة منهم فى (مصر).
فصمتوا جميعا وشعروا برهبة قبل ان يقول (عز):
-علشان نخرج من هنا لازم تعرفوا مين عدونا ونقط قوته وضعفه ايه علشان كده هقولكم مين (دراكولا)واهم افلامه.
فأخذ نفس عميق وقال:
-(دراكولا) شخصية كتبها الكاتب الانجليزى (برام ستوكر) استوحى الشخصية من قائد رومانى اسمه (فلاد) كان امير مقاطعة (والاشيا) واشتهر بسفك الدماء والقتل بطرق بشعة،اما فى الرواية والافلام فعرف عن (دراكولا)انه كائن ليس بحى ولا ميت وانما هو تجسيد الشر ذاته فيقوم بعض الضحية فى عنقها فتتحول الضحية الى مصاص دماء مثله وطرق القتل العادية لا توثر فيه زى المسدس والسكين ولكن لقتله فيه طرق محددة زى غرس شى مدبب فى صدره او قلبه وتعرضه للشمس يودى الى حرقه علشان كده لا يظهر الا مساء،والمياه الجارية تودى الى قتله،فصل الرقبة عن الجسد،الفضة تقتل بعض مصاصى الدماء وبالنسبة للكونت اعتقد انها لا تقتله ولكنها تضعفه فقط،اهم نقط قوته القوة الجسمانية،القدرة على تبديل هيئته الى احد الحيوانات وخاصة الخفافيش.
فتسائلت فتاة:
-المفروض نبقى فى (رومانيا)باعتباره قائد رومانى.
فأجاب (عز):
-صح بس متنسيش ان السينما البريطانية هى اللى جسدت شخصية (دراكولا) فى السينما وخاصة شركة (هامر).
فتسائل شاب:
-بالنسبة للافلام (دراكولا)شخصيته شكلها ايه؟
- فى بداية السينما اتعمل اكتر من فيلم عن (دراكولا) منهم فيلم بالاسم ده سنة 1931 بطولة ممثل اسمه (بيلا لوغوسي)،الصراحة اداءه لشخصية دراكولا بالنسبة لبدايات السينما وفى السنة دى يعتبر اداء عظيم بس لو حللنا اداءه هنلاقيه اداء مسرحى مش بيعبر عن شخصية (دراكولا)لانه بيحاول يخدم الضحية وينفذ رغباته  واقرب فيها لشخصية الشيطان منها للكونت وشخصية الكونت عكس كده لان (دراكولا) زى ما قلنا امير فبيتعامل من المنطلق ده،غير الامكانيات الضعيفة فى الانتاج بس بالنسبة للسنة دى يعتبر فيلم عظيم،بعدها اتعمل اكتر من فيلم عن (دراكولا) بس الهدف منه جماهيرى بحيث يجمع شخصيات (دراكولا)والرجل الذئب و(فرانكشتين)فى عمل واحد وده استقى منه فيلم (اسماعيل يس)اللى كان فيه الرجل الذئب و(فرانكشتين)والساحر اللى كان قايم بدوره (استيفان روستى)اللى كان المفروض فى الفيلم الاجنبى يبقى (دراكولا)،واتعمل بعد كده كام فيلم دون مستوى زى (دراكولا فى اسطنبول)و(باتمان يواجه دراكولا)و (بيلى ذا كيد يواجه دراكولا)
لغاية ما رجعت افلام (هامر)تقدم بقوة شخصية (دراكولا)عن طريق واحد من اساطيل الرعب فى (انجلترا)و(امريكا) الممثل (كريستوفر لى)عمل اجزاء كتيرة ناجحة من افلام (دراكولا) وبعد كده (هامر)عملت فيلمين طورت القصة فيهم بحيث يكون (دراكولا)فى العصر الحديث بس مكانوش بنفس مستوى الافلام الاولى بنظرية كل حاجة بسيطة وجميلة لو دخلت فيها التكنولوجيا فقدت جمالها وفى مخرج (اسبانى)استعان ب(كريستوفر لى) فى عمل شخصية (دراكولا) بس بنظرة اسبانية مكانش بنفس مستوى افلام (هامر) وبعد دخول السينما الامريكية بقوة بدات تدور قصص (دراكولا)عن سفره لامريكا علشان ينقل الرعب هناك ودلوقتى بقت شخصية مصاص الدماء عصرية وتتواكب مع عصرنا.
نظر الجميع له دون ان يتكلم احد قبل ان تقول فتاة:
-انت عرفت الكلام ده كله ازاى؟
- مهتم بالافلام الرعب.
- هنعمل ايه دلوقتى؟
- ولا حاجة هنستنى للصبح فى غرفة واحدة ونقفل البلكونة كويس ونطلع كلنا على قصر (دراكولا) الصبح ونحاول نخلص منه.
فقالت فتاة:
-انت اكيد قصدك ان الشباب والرجالة هما اللى هيروحوا واحنا نستنى هنا.
- لا كلنا علشان ممكن الكونت واحنا هناك يختفى لغاية الليل ويجى هنا ويستفرد بكم ويخلص عليكم.
- يعنى المفروض اننا بكره هنروح نقتله؟
- هو اصلا ميت.
فقالت الفتاة فى نفاد صبر وبغرابة:
-يعنى المفروض نقتل واحد ميت؟
- لا مش هنقتله.
- اومال ايه؟
- زى ما بيقولوا فى السينما لما بيحاولوا يخلصوا منه احنا هندمره انشاء الله.
وبعد قليل طلب منهم (عز) ان يخرجوا معا لشراء بعض مستلزمات مهمة اليوم التالى ففى المحل قاموا بشراء الحبال و الثوم وطبعا الولاعة التى لا تفارق (عز)
منذ المواجهة السابقة مع مصاصى الدماء وقاموا بشراء ازميل ووتد كبير وتوجه (عز) و(اية)الى احد محلات الزهور فقالت (اية):
-انا مكنتش اعرف يا حبيبى انك رومانسى اوى كده وانت رايح تجيب ورد فى الظروف دى.
- رومانسى ايه؟ انا جايب الورد ده علشان مصاصى الدماء مش بيستحملوا الورد.
 وذهبوا بكل تلك الاشياء الى الحانة وعلم سكان المدينة انهم سيتجهون غدا الى لقاء (دراكولا)وظلوا جميعا بالحانة مع اهالى البلدة حتى صباح اليوم التالى وتقدم الساقى من (عز)وقال له:
-فليبارككم الله ويكن معكم.
فشكره (عز) وخلعت سيدة صليب وارادت ان تناوله ل(عز) فسال (عز)رفاقه:
-فى حد معانا مسيحى يا جماعة.
فأجاب زوج وزوجته فى منتصف الثلاثينات بالايجاب وسالهم ان كان معهم صلبان فأخرجوا صلبانهم امامهم،فشكر (عز)السيدة واخبرها ان معهم صلبان كما مال (عز) على (اية) وسألها:
-هو السلسلة اللى فيها المصحف اللى جبتهالك لسه معاكى؟
- اه.
وتحركت المجموعة بعد ان اخذوا من رجال القرية عربة تجرها الخيول
ودعوات بالتوفيق ليخلصهم من (دراكولا) الذى يقوم اما بقتل احد سكان تلك المدينة او ان يستاثر باحد الفتيات لتكون مصاصة دماء وخليلة له او ان يقوم بجعل احد شباب المدينة مثله ليكون مساعدا وخادما له،فوصلت المجموعة حيث قصر (دراكولا) واستطاعوا ان يدخلوه،فهمست (أية) فى اذن (عز):
-هو القصر ده شبه اللى فى افلام دراكولا.
- نفس القصر.
فنظرت له بافتتان وحب وقالت:
-والمفروض انك بتلعب دور (فان هيلسنج)اللى بيخلص من (دراكولا).
- المفروض.
- طب وانا؟
- فى معظم الافلام حبيبة البطل (دراكولا)بيحولها لمصاصة دماء والبطل بيحاول يدمره خلال ليلة من تحولها لمصاصة دماء علشان ترجع حبيبته زى ما كانت.
فسرت قشعريرة فى جسد (اية)قبل ان تقول:
-شكرا يا حبيبى طمنتنى.
كانوا قد اجتازوا الباب الرئيسى والحديقة ودخلوا من باب القصر دون اية مشكلة لان الكونت بغروره ما كان يتصور ان يقدم احد على دخول قصره واثناء دخولهم باب القصر قال (عز)بصوت منخفض:
-محدش يتكلم خالص ولو تقدروا متتنفسوش،اتنين من الشباب هيمشوا خلف البنات وانا وواحد تانى هنمشى فى الاول علشان نعمل دايرة عليهم ونحميهم احنا منعرفش ممكن نقابل ايه؟
فعاد الثلاثة رجال للخلف مسرعين تى يكونوا بمامن فنظر (عز) دون ان يعلق وسار فى المقدمة، فصمت الجميع واقدامهم لاتستطيع حملهم من الخوف حتى ان احد الفتيات وضعت يديها على فمها حتى لاتتنفس،وساروا فى بهو القصر فوجدوه خاليا من اية اثاث سوى منضدة طعام كبيرة ومدفاة بجوارها وستائر تغطى النوافذ ونجف عتيق وسيفين معلقان على الحائط وشمعدان على منضدة بجوار السلم الذى يقود للدور الثانى،فتسائل شاب همسا وبصوت لم يرد ان يخرج من فمه:
-المفروض هو فين دلوقتى فى القصر الكبير ده؟
- لو زى القصر اللى فى الفيلم يبقى المفروض نايم فى تابوت فى البدروم.
فسار فى البهو حتى وجد بابا يودى الى البدروم فنزلوا جميعا تلك السلالم المودية للاسفل حتى وجدوا تابوتا واحد فتعاون (عز)مع شابين فى ازاحة التابوت وما ان انفتح التابوت حتى ارتد الشابين للخلف ليقف الجميع بعيد عن التابوت باستثناء (عز) الذى اقترب من التابوت ونظر فيه وقال بدهشة:
-ايه ده؟
فتسائلوا جميعا من بعيد:
-ايه؟
- تعالوا شوفوا.
- لا اوصف من عندك.
- (دراكولا).
- ماله؟
- ده شبه الممثل (كريستوفر لى) ان مكانش هو.
فتقدموا خطوة للامام لمشاهدة ما يقوله (عز) ولكنهم تراجعوا للخلف بعد ان غيروا رأيهم فتسائلت فتاة بعد ان خرج الكلام منها بصعوبة:
-وده معناه ايه؟
- معناه اننا جوه سلسلة الافلام اللى جسد فيها (كريستوفر لى) شخصية (دراكولا).
فأخرج (عز)هاتفه من جيبه واراد ان يناوله للمجموعة وقال ببرود اعصابه الشهير:
-ممكن قبل ما اخلص حد يصورنى جنب التابوت ويظهر شكل (دراكولا)؟
نظروا جميعا الى بعض غير مصدقين لما يقوله فقالت (اية):
-حد ايه؟
فقال فى لامبالاة بالموقف:
-حد يصورنى.
فأنفعل شاب وقال:
-يصورك ايه يا...
واطلق سبة فقال (عز)لهم:
-على العموم انا هأخد الصورة مع (دراكولا)سيلفى.
فقام بأنزال راسه لاسفل وألتقط الصورة لنفسه مع الكونت والمجموعة غير مصدقة لما يفعله فقالت احد الفتيات ل(أية):
-ده خطيبك؟
- اه.
- ده مجنون،لو عشنا لازم تفسخى خطبتك منه.
- عارفة انه مجنون بس بيحبنى وبيخاف عليا وانا بحبه.
فأبتسم (عز)وأمسك بالوتد والمطرقة وقال قبل ان يقوم بالغرز:
-حد يحب يشترك معايا او يتفرج؟
فقال رجل له:
-خلص الهباب اللى بتهببه من سكات.
فقال (عز) ل(اية):
-طب تحبى تيجى انتى يا حبيبتى؟
- ان لو جيت يا حبيبى وشفت اللى انت بتعمله مش هأكل معاك بعد كده من طبق واحد ولا هنتجوز.
فغرس (عز)الوتد فى قلب (دراكولا)ودق عليه بالمطرقة لتنطلق صرخة عنيفة من الكونت ليرتعد من مع (عز)ويرجعون للخلف ويبداون فى الصراخ حتى اغمى على احد الفتيات،ليفتح (دراكولا)عينيه وينظر مباشرة فى عينى (عز)بالرغم من اهتزازه بسبب الموقف الا انه سيطر على اعصابه وثبت يديه بقوة ودق على قلب (دراكولا)
لينتهى بعد لحظات من المقاومة،فنظروا رفاقه له وقال:
-خلاص يا جماعة الفيلم خلص يلا بينا.
وفى ثوان كانوا خارج القلعة عائدين الى القرية ليستقبلوهم استقبالا حافلا وقرر الرجال فى القرية عمل احتفال كبير لهم،وفى المساء واثناء انعقاد الاحتفال فى الحانة سألت احد الفتيات (عز):
-مش المفروض اننا نجحنا فى المهمة ليه مارجعناش للعالم بتاعنا.
- مش عارف بس المفروض اننا كنا رجعنا لزمنا.
- انت عارف تفاصيل القصر ازاى؟
- انا اتفرجت على كل افلام (دراكولا)وخصوصا سلسلة افلام (كريستوفر لى).
- هى عمل افلام كتير عن (دراكولا)؟
- اه عمل فيلم (رعب دراكولا)و(دراكولا امير الظلام)و(دراكولا خرج من قبره)
و(طعم دماء دراكولا)و(ندوب دراكولا)و(دراكولا  ا.د1972)و(طقوس دراكولا الشيطانية) وغيرها من الافلام
ويعتبر معظم الاجزاء اتصور فى نفس القصر.
-بس شكلك بتحب الممثل ده؟
- طبعا ده واحد من اهم ايقونات الرعب غير كل افلام (دراكولا)جسد شخصيات تانية زى الشيطان و (راسبوتين)و(المومياء الشريرة)وشخصيات تانية كتير.
- بس ازاى كانوا بيعملوا اجزاء تانية؟
- شركة الانتاج لقت ان سلسلة الافلام بتنجح فبداوا يرجعوا (دراكولا)للحياة تانى مرة عن طريق خادم له بيدبح شخص وينثر دمائه على تابوت (دراكولا) فيرجع ومرة الخفاش بينثر دماء عليه ومرة عابر سبيل بيتجرح بالقرب من قبره فبيرجع
والبطل فى كل جزء بيدمره ومش بيتاكد من....
فقطع كلامه مرة واحدة ونظروا جميعا الى بعض وقد فهموا لماذا لم ينتقلوا لمهمة اخرى بالرغم من نجاحهم من تدمير (دراكولا) فقالت فتاة:
-لا مش معقول يكون رجع تانى،طب ازاى؟
فأجاب (عز)بعد ان وقف مرة واحدة:
-ممكن عن طريق تابع له هو دايما بيخلى تابع له من البشر،المشكلة انه هيرجع ينتقم لانه كده شعر بالاهانة.
وقف (عز)فى منتصف الحانة وقال بالانجليزية:
-لقد عاد الكونت (دراكولا)مرة اخرى عن طريق احد اتباعه وسينتقم من البلدة كلها ويجب ان نستعد له.
سرت همهمات بين الناس ورعب شديد قبل ان يكمل (عز):
-يجب ان يبقى اهل القرية مجتمعين معا طوال الليلة هنا اذا ما جاء (دراكولا)نكون معا حتى لا ينفرد بأحد فاذا مرت الليلة بسلام توجهنا له غدا ودمرناه.
وفى غضون نصف ساعة ألتف اهل القرية فى الساحة ومنهم من جلس داخل الحانة وخرج الراهب يقول:
-فلتدخل النساء الكنيسة ويبقى الرجال مدججين بالسلاح.
فقال (عز):
-عفوا ايها الاب ولكن (دراكولا)قد يرسل مجموعة من الكائنات لقتلهن فأجعلهن يبقين هنا فى حمايتنا بعد اذنك.
- حسنا يا بنى.
فمالت (أية)على اذن (عز)وسألته:
-انت رفضت ليه اقتراحه بان السيدات يفضلوا فى الكنيسة؟
- فى فيلم (ندوب دراكولا)رجال البلد راحوا الى قصر الكونت لحرقه وسابوا نساء القرية فى الكنيسة رجعوا لقوا الخفافيش قاتلين كل الستات اللى فى الكنيسة.
سرت فى جسدها قشعريرة من تصور الموقف قبل ان يسمع الجميع صوت الخفافيش تتجه نحو المكان فأخذ الجميع يجرى فى كل مكان لتقوم الخفافيش بالهجوم
على البشر وتصيبهم حتى ان سيدة قد توفيت نتيجة الهجوم عليها قبل ان يتدافع الجميع نحو الحانة ومعهم (عز)الذى امسك بيد (اية)ودخل بها الى الحانة وتناول من صاحب الحانة بندقية وخرج بها للخارج وبدأ فى قتل الخفافيش ليسمع زجرة تحوى كل اشكال الغضب ليظهر الكونت فى اول الطريق مرتديا عبائته السوداء المبطنة من الداخل باللون الاحمر على بذلة سوداء ونظر الى (عز) فتذكره عندما غرس الوتد فى قلبه فأيقن انه هو المسئول عن كل ما يحدث وانه من كسر حاجز الخوف لدى اهل القرية له،فأشار بيديه الاثنين لاعلى ليظهر من خلفه اربعة من مصاصى الدماء التابعين له واشار بيده باتجاه (عز) فتقدموا الاربعة نحوه وشعروا انه لقمة سائغة بينما ينظر اهل البلد اليه دون ان يتدخل احد فحاولت (أية)ان تجرى نحوه ولكن اشار الى احد رفاقه ان يمنعها فقام مع فتاتين بتكبيلها و حين اصبحت المسافة قريبة بين (عز)والاربعة مصاصى الدماء فوجىء الجميع بجذع شجرة مدبب يخترق قلب احد مصاصى الدماء ليسقط ارضا ويلقى مصرعه فى الحال فتوجهت انظار الجميع بما فيهم (عز)و (دراكولا)الى مصدر تلك التصويبة فوجدوا رجلا فى الاربعين من عمره ذو بشرة بيضاء متوسط الطول و ملامح هادئة وقال بانجليزية رصينة وهادئة:
-اربعة مقابل واحد ليس عدلا.
تمعن (عز)النظر فيه فشعر انه شاهده من قبل انه يشبه الممثل (بيتر كوشينج) لقد فهم الان انه (فان هيلسنج) فذلك الممثل اشتهر باداء شخصية (فان هيلسنج) العدو الاول للكونت (دراكولا)والذى يقوم دائما بقتل الكونت،فأنضم (فان هيلسنج) الى (عز) ووقف بجواره وما ان اقترب منهم الثلاثة مصاصى الدماء حتى قال (عز) لصاحب الحانة بصوت عالى:
-(جورج) الان.
فألقى صاحب الحانة له ول(فان هيلسنج) زجاجتين من الخمر فقما بألقاهم اتجاه مصاصى الدماء قبل ان يخرج ولاعته ويقذف بها صوبهم ليحترقوا فى الحال،
ليطلق الكونت صرخة غضب اوقعت قلوب الجميع باستثناء (عز) و(فان هيلسنج)
فقال (عز) للكونت فى هدوء:
-انا اللى اقتحمت قصرك وغرست الوتد فى قلبك ايه رايك بمواجهة بينى وبينك امام الجميع هنا ومش معايا وتد والولاعة رميتها قصادك.
فأقترب (دراكولا) وقال:
-ستتمنى الموت ولن تجده.
اقترب الاثنان من بعض فى منتصف الشارع الانجليزى فى حذر بينما يتطلع الجميع من حولهما ليشتبكا معا فلكم (عز) الكونت فى وجهه ليرجع الاخير للخلف غاضبا قبل ان يحاول ان ينقض عليه باسنانه ليتجاوزه (عز) ويخرج من جيبه سكين ليقترب منه الكونت ويلكم (عز)فى وجهه ليسقط ارضا ليكبله الكونت ويحاول ان يغرس نابه فى عنقه ولكن (عز) يضربه براسه ويغرس السكين فى صدره ليقول الكونت ساخرا:
-هل تعتقد ان سكين ممكن ان يقتل الكونت؟
فأجاب (عز):
-وهل تعتقد انى بهذا الغباء انك لم تلحظ انه من فضة.
فعاد (دراكولا) للخلف بتباطىء وهو مذهول محاولا الهرب ولكن (عز) لم يمهله الفرصة للهرب ولحق به واسقط ارضا وقال لصاحب الحانة:
- (جورج) هات الدلو.
فأتى (جورج) بدلو من الماء وتركه على الارض خوفا من الاقتراب من الكونت لياخذه (عز) ويلقيه على الكونت قائلا:
-انا عارف ان الفضة مش هتقتلك بس هتضعفك واللى ممكن يقتلك المياه الجارية او الوتد او اشعة الشمس او فصل الراس ولضمان عدم عودتك قررت انى استخدم كل الطرق.
فتالم الكونت من القاء المياه بينما لم يعد يقدر على السير ليتحفظ عليه (عز) حتى الصباح ليبدا فى تدميره بطريقة مبتكرة لم تنفذ فى اى من الافلام الاجنبية فبدأ بألقاء المياه عليه وتلاها دق وتد فى صدره ولكن ليس للاخر وبعدها اتى بسيف وقام بفصل راس الكونت عن جسده ووضع الثوم فى فمه لتقوم اشعة الشمس بعدها بانهاء المهمة وتحويل جسد الكونت الى رماد،واخذ (عز)رفات الكونت وتوجه به الى مكان لا يعلم به احد سواه ودفنه فيه حتى لا يقوم احد باجراء اى تقوس لاعادة الكونت مرة اخرى وتوجه بعدها هو و(فان هيلسنج) الى قصر الكونت واخذوا تابوته واشعلوا به النيران كما اشعلوا النيران فى القصر،ليحتفل اهل البلدة ب(عز)
لتبطل التعويذة ويعود (عز) ورفاقه حيثما كانوا واثناء عودته مع (اية) قال لها:
-ممكن بكره نكمل الفيلم؟
- طبعا لا ومش هدخل معاك افلام رعب تانى بعد اللى شوفته.
بعد ان اوصلها الى منزله ذهب الى منزله ليجد رسالة مكتوب فيها:
-من السيدة التى ارسلتكم الى مواجهة (دراكولا) اهنئك على نجاحك وتتسائل من انا
ستعرف فى الايام القليلة المقبلة واستعد لمواجهة ما لم تواجه من قبل حتى تعرف بعدها ان مواجهة الكونت كانت مجرد تسلية فما ستواجهه سيدمرك بكل ما تحمل الكلمة من معنى فأنتبه والى لقاء قريب.
ففكر (عز) من تكون تلك المراة وما تلك المواجهة متاكدا ان ما سيواجهه لن يكون يسير ابدا.
تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق