الأحد، 9 نوفمبر 2014

وردية الليل(نايت شيفت)

وردية الليل(نايت شيفت)
بعد ان انهى (عز) عمله بمكتب المحاماة الذى يملكه غادره وبدا فى النزول على السلالم جريا واستعد لمغادرة البناية ولكن البواب استوقفه قائلا:
-يا (عز)بيه لقيت الجواب ده على الكرسى بتاعى قصاد مدخل العمارة ومكتوب عليه يسلم للاستاذ (عز) المحامى.
فأخرج (عز) خمسة جنيهات وناولها للبواب وتناول الجواب قائلا:
-شكرا.
بعد ان وصل للمنزل وجدت زوجته (هبة) فى انتظاره وقد اعدت الطعام وبعد تناولهما للعشاء خلدت (هبة) للنوم بينما تذكر (عز)الخطاب الذى اخذه من البواب فجلس فى الصالة وفتح الخطاب وجاء به كالاتى:
-عزيزى السيد (عز)سمعت عن خبراتك فى مجال ماوراء الطبيعة والرعب فأردت
ان اشركك فى موضوع قد يثير فضولك سابدأ لك من البداية كنت قد تخرجت حديثا
 من احدى الكليات التى تودى بالشباب فى النهاية الى اى عمل خارج مجال دراسته
فعملت فى عدة وظائف مختلفة غير ثابتى بدأت بعامل فى احد المصانع ثم امن وفى
كول سنتر حتى حصلت على الوظيفة التى غيرت حياتى تماما وهى العمل كفرد
 امن فى احد الشركات الضخمة ولكن فى وردية ليل (نايت شيفت) وطبيعة عملى
 ان اكون داخل الشركة نفسها من الداخل فرت بالعمل جدا خاصة مع المرتب الذى
 وصل لالف ونصف وفى الليلة الاولى لم يسر انتباهى اى شىء فقط جلست على
 مكتب واضئت تلك الغرفة وبدأ الوقت يمر ببطء حتى جاء اول موظف وذهبت
لمنزلى وفى الليلة الثانية اخذت معى كتابا لقراءته وبدات فى كل يوم ابتكر وسيلة
لقتل الوقت مر كل شىء بسلام فى اول اسبوع حتى بدات اعتاد ان انام فى وردية
الليل حتى بدات الامور تتغير بعد الاسبوع الاول ففى ليلة سوداء كنت نائما كعادتى
 حتى شعرت بيد تهزنى فى جنبى فأستيقظت خوفا ولكنى لم اجد شيئا اخذت اجوب
 الطرقات فلم اجد شيئا وفى الليلة التالية انقطع الكهرباء فجاة ولمحت شيئا يمر فى
اخر الطرقة فسرت باتجاه هذا الشىء ووجدت غرفة فقط فتحتها فلم اجد شيئا، حتى
 اصبحت حياتى جحيما ففى ليالى طوال اجد اشياء غريبة تمر من امامى وانا
منكمش فى الكرسى وتنقطع الكهرباء فجاة واشعر بشخص يتنفس بجانبى حتى
تطور الامر الى سماع همهمات وهمسات فأتخذت قرار بترك العمل عقب انتهاء
الشهر مباشرة بعد ان اتقاضى راتب ذلك الشهر وياريتنى ما كنت انتظر حتى
 اتقاضى هذا المرتب ففى الايام الاخيرة من الشهر بدات الاشباح تظهر بصورة
واضحة يتحدثون معا ويتهامسون ويضحكون وانا مثل المتفرج الذى يدخل السينما
ويشاهد فيلم يودى كل ممثل دوره دون ان يشعر بالمتفرج حتى صارحت زملاء لى
بالشركة ممن يعملون بالوردية الصباحية بما اراه ليلا فسخروا منى وفى احدى
المرات اخرجت هاتفى وحاولت التقاط صورة لاحد تلك الاشباح ولكن الصورة
ظهرت بيضاء امامى وقد ارسلت لحضرتك صورتين احداهما لى وانا فى ذلك
المكان والاخرى للمكان نفسه.
 فتفحص (عز)الصورتين اللتين فى الخطاب ليجد صورة لشاب مذعور فى منتصف
 العشرينات والاخرى لمكاتب خالية من اى بشر،فأكمل (عز) قراءة الخطاب:
-الا اننى قبل انتهاء الشهر حدث ما غير قرارى بترك المكان خاصة واننى لم يعد
 لى مكان اخر سوى هذا المكان بعد ان اصبحت منه وقد اعتدت على هولاء
 الاشباح واعتادوا على وبدانا نتكلم سويا،تسالنى لما اقول لك هذا الكلام اعتقد اننى
اردت ان اشرك شخصا اخر فى ذلك الموضوع خاصة وانك مهتم بتلك الامور.
وهنا انتهى الخطاب بتوقيع(عمرو صفوت) تفحص (عز) الورقة وقال لنفسه:
-الولد ده يا مريض نفسى يا اما بيعمل مقلب يا اما كلامه صحيح، بس فى نقط كتير
مفقودة اول حاجة على حسب كلامه ايه الحاجة اللى غيرت رايه وخلته يفضل فى
المكان بعد ما كان مصمم على انه يسيبه اخر الشهر ومقالش عليها فى الجواب؟وايه
 اللى خلى الاشباح تكلمه بعد ما كانت متجاهلاه؟ وايه اللى خلاه يكلمها بالرغم انه
 كان مرعوب؟فى حاجة مش مظبوطة فى الكلام ده.
فقلب بيديه الخطاب ليجد فى الظهر اسم شركة وعنوانها فتاكد من انها الشركة التى
يقصدها (عمرو)وفى صباح اليوم التالى توجه (عز) الى الشركة فقابل شابا فى
الاستقبال فسأله (عز):
-فيه شاب  بيشتغل فى الشركة اسمه (عمرو صفوت)؟
فوجم الشاب قبل ان يقول
- كان بيشتغل هنا.
- استقال؟
- لا مات.
ففوجىء (عز) بالاجابة قبل ان يتسائل:
-مات ازاى؟
- مقتول فى الشركة اخر الشهر اللى فات.
- مقتول الشهر اللى فات؟
فأكمل (عز) مخاطبا نفسه بصوت مسموع:
-ده بعتلى جواب امبارح.
فتسائل الشاب:
-نعم يا افندم؟
فأخرج (عز) صورة (عمرو) التى ارسلها له وقربها من الشاب وتسائل:
-هو ده (عمرو)؟
- اه هو ودى فى شركتنا.
فتسائل (عز):
-انتوا شغلته حد مكانه فى وردية الليل؟
- اه (اسماعيل) لسه مستلم الشهر ده.
- (اسماعيل) بيجى الشغل الساعة كام؟
- 7.
شكرا.
فأنصرف (عز) وهو يفكر ووقف امام باب الشركة وقال لنفسه:
-كده المسالة وضحت (عمرو) كان ناوى يسيب الشغل بس مالحقش الاشباح قتلته
قبل الشهر ما يخلص دى الحادثة اللى كان بيقول غيرت كل حاجة ولما مات وبقى
معاهم بقى مقدرش يستغنى عن المكان واخد عليهم واخدوا عليه.
فخرج ووقف امام باب الشركة وانتظر حتى دقت الساعة السابعة فوجد شابا يتقدم
نحو الشركة فقال (عز) بصوت مرتفع:
-(اسماعيل).
ليلتفت الشاب ليقترب منه (عز) ليساله:
-انت (اسماعيل)؟
- اه مين حضرتك؟
- انا اسمى (عز) بس فى الاول انت بتشتغل جوه حارس فى وردية الليل؟
- اه.
- بتشوف حاجات غريبة بتحصل بالليل صح؟
فأقشعر جسد الشاب وتسائل:
-حضرتك عرفت ازاى؟
- مش مهم عرفت ازاى وعرفت كمان ان الحارس اللى قابلك اتقتل فى وردية الليل.
- اتقتل؟
- اه وطبعا محدش قالك.
- اه محدش قالى.
- هو كمان كان بيشوف اشباح ومحدش صدقه لغاية ما اتقتل،نصيحة لوجه الله سيب
الشغل وامشى.
-بس بقيت المرتب فاضل يومين على الشهر هقبضه وامشى.
- برده اللى قبلك قال كده وملحقش يقبض المرتب اسمع كلامى روح دلوقتى وتعالى
بكره الصبح اقولهم انا مش هشتغل واقبض على قد اللى اشتغلته.
وكأن الشاب منتظر ان تلك الكلمات لتؤيد رايه فشكر (عز) وانصرف مسرعا بعد
ان قال (عز) له:
-ابقى اقرا الفاتحة ل(عمرو) وادعيله.
فشكره الفتى وحرى بعيدا عن الشركة قبل ان يسير (عز) باتجاه مكتبه وهو يفكر
قائلا لنفسه:
-(عمرو) بعت الجواب علشان ينقذ حياة (اسماعيل) ولا يشارك اللى حصله مع حد.
وعندما وصل الى مكتبه وجد رسالة ففتحها على الفور وقرأ فيها:
-جيد انك تصرفت سريعا لانى قد علمت ان الاشباح كانوا سيقتلون (اسماعيل) الليلة
فخفت ان يقتلوه مثلى وان تفقده اسرته وخاصة وانه معيل اسرته ولكن يحب ان
احذرك فتلك الاشباح لن تتركك وستحاول الانتقام منك بسبب افساد مخططهم بقتل
(اسماعيل) لذا توخى الحذر على حياتك وحياة من تحب حظ سعيد  
صديقك المرحوم (عمرو صفوت).
تمت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق