السبت، 23 أغسطس 2014

القتل



القتل
بدأت حالة من الرعب فى (المعادى) بعد حادثتى قتل بشعتين وقعتا فى اسبوع واحد
 وقد وجد رجال الشرطة ارتباط بين جريمتى القتل بسبب الاسلوب المتطابق للجريمتين من اختفاء الضحية لمدة يومين ثم تظهر فى الجثة فى الطريق وهو ما اكد للشرطة وحدة الجانى،كل هذا بينما يقوم (عز)بالاستعداد لزفافه على (أية) حتى قرأ فى احد الصحف عن الضحية الثالثة وما اصابه بالصدمة هو ان الضحية الثالثة كان زميله فى مدرسته الثانوية وبدأ (عز)فى مرحلة البحث عن المعلومات عن تلك الحوادث فتوجه الى الصحفى الذى قام بنشر تلك الواقعة وطلب مقابلته فأستقبله الصحفى فى مكتبه قبل ان يتسائل:
-حضرتك طلبت تقابلنى؟
- اه كنت عايز اعرف معلومات عن الحادثة اللى حصلت فى المعادى.
- قصدك الاولى ولا الثانية ولا...
فقاطعه (عز) قائلا:
-الثلاثة المتهم فيهم غالبا واحد فعايز اعرف الطريقة اللى تم بها القتل.
فتطلع الصحفى الى (عز) قبل ان يقول:
-ممكن اعرف ليه؟
- الضحية الثالثة كان صاحبى.
فأعتدل الصحفى فى جلسته قبل ان يقول:
-الثلاث حوادث حصلوا فى (المعادى) والطريقة عن طريق خطف الضحية عن طريق التخدير وسحبها لمكان مش معلوم غالبا لبيت الجانى وهناك يقتل الضحية وتظهر الجثة بعد اختفائها بيومين مرمية فى الشارع.
- فى اى حاجة مميزة فى عملية القتل؟
- القاتل كان بيقطع جزء معين من جسم الضحية.
فأندهش (عز) وتسائل:
-لحظة واحدة يعنى بيقطع جزء معين من جسم الضحية؟
- يعنى الضحية الاولى قطع لسانها والضحية الثانية قطع رجلها اما الضحية الثالثة فالحنجرة مكنتش موجودة.
صمت (عز) وهو يحاول استيعاب تلك المعلومات الغريبة قبل ان يتخيل شكل الجثث بدون تلك الاعضاء خاصة جثة صديقه بعد انتزاع الحنجرة منها قبل ان يشكر الصحفى ويعود الى خطيبته (أية)وقص عليها كل تلك الاحداث قبل ان تقول له فى عصبية:
-انا مش هقدر استحمل كده يا (عز)؟
- مش هتقدرى تستحملى ايه؟
- كل اللى انت بتقابله ده مرة (دراكولا) ومرة ساحرة ودلوقتى مجرم بيشرح الضحايا بتاعته لو انت متمسك بيا لازم تسيبك من كل ده وتركز فى مكتب المحاماه بتاعك.
- بس انا مقدرش اسيب اللى قتل زميلى فى المدرسة وبعدين دى حياتى.
- يبقى انت كده عايزنا نسيب بعض.
- لا يا (اية) انتى اللى بتنهى كل اللى بينا قبل فرحنا بست شهور.
- يعنى مش هتسيبك من القضية دى؟
- لا يا (اية).
فخلعت (أية) خاتم الخطوبة وناولته ل(عز) قبل ان تقول:
-وانا مش هقدر استحمل الحياة دى.
فأخذ منها الخاتم وتمتم:
-زى ما تحبى عن اذنك.
وانصرف من المكان قبل ان يتجه الى الشرطة ليسال عن من يحقق فى قضية (سفاح المعادى)
كما اطلقت الصحافة والاهالى على تلك القضية فأستقبلته ضابطة شرطة فى نهاية العشرينات متوسطة القامة ذات بشرة تميل للبياض وشعر اسود قصير لا يصل لكتفها وأدخلته الى مكتبها قبل ان تسأله:
-حضرتك كنت عايز تقابل حد من اللى شغالين فى قضية سفاح المعادى؟
- اه.
- انا النقيب (هبة يسرى)وضمن فريق البحث فى القضية ممكن اتعرف بحضرتك؟
- انا (عز) محامى وصديق (يوسف) القتيل الثالث فى قضية المعادى كنت عايز اعرف حضرتكوا وصلتوا لغاية فين فى القضية؟
- لسه التحقيق شغال،ممكن تفيدنا بحاجة؟
- انا عرفت ان الجانى كان بيقطع جزء من جثة الضحية قبل قتلها.
- ده صحيح.
- انا عندى نظرية مجنونة فى القضية دى.
فقالت (هبة) فى فضول:
-قلها.
- محدش هيصدقنى وهيتقال عليا مجنون.
- جربنى.
- اول حاجة لازم تعرفيها ان (يوسف) كان له حنجرة مميزة يعنى صوته كان جميل جدا، والجزء اللى اتقطع من جسمه كان حنجرته.
فقالت (هبة) وقد بدأ عليها الاهتمام:
-انا فعلا ربطت الفكرة دى لان الضحية الاولى كان محامى وعنده بلاغة قوية فى مرافعاته وتم قطع لسانه والثانى كان عداء وتم قطع رجله بالاضافة لصحابك،بس للاسف محدش عندى فى الادارة رضى بالتفسير بتاعى، بس تفسيرك ايه ممكن يكون حد عند عقدة نقص فبيقتل اى شخص متميز بحاجة وبينزعها منه.
فقال (عز) فى تردد:
-نظريتى اعقد من كده.
- ايه؟
- زمان كان فيه اعتقاد فى عدد من قبائل افريقيا ان لما شخص ياكل كبد شخص كبده قوى ده يخلى كبده قوى ولو اكل قلب اسد يخلى قلبه قوى،وبعد كده تطور الموضوع لغاية ما بيدخل فيه السحر يعنى شخص يقتل واحد وبتعاويذ سحرية تنتقل قوة العضو اللى بيتاكل للشخص اللى بياكله.
فأقشعرت (هبة) من الفكرة وقالت:
-انت قصدك ان المجرم بتاعنا اكل قدم ولسان وحنجرة ضحاياه.
فأوما (عز) برأسه دون ان ينطق قبل ان تقول (هبة):
-استنى هنا شوية ورجعالك.
فأنتظر (عز)لما يقرب من نصف ساعة لتاتى (هبة)بعدها وتقول له:
-انت وراك حاجة دلوقتى؟
- لا.
- ممكن نكمل كلامنا فى اى مكان؟
- طبعا.
فذهبوا الى احد الكافتيريات ولم ترد ان تدخل فى موضوع القضية مباشرة فقالت(هبة) :
-انت كنت خاطب وفسخت خطوبتك قريب.
- عرفتى ازاى؟
- صباعك فيه علامة ان كان فيه خاتم والعلامة لسه باينة فيه مراحتش.
- انتى ذكية جدا.
- شكرا،انت عارف انا اما قلت لمديرى عن النظرية بتاعتك قالى ايه؟
- انى مجنون.
-بالضبط.
- انا شفت حاجات محدش يصدقها وبعدها مبقاش حاجة عندى حاجة اسمها مش ممكن تحصل انا بالنسبة لى كل حاجة ممكن تحصل لغاية ما يتثبت العكس انا واجهت مصاصين دماء واشباح وساحرات فمفيش حاجة عندى اسمها مش ممكن.
فنظرت له (هبة) باستغراب فقال (عز):
-بس خلى بالك انا مش مجنون،ممكن اسالك سؤال؟
- اتفضل.
- انتى ليه طلبتى تقابلينى بالرغم ان مديرك قال عليا مجنون؟
- علشان مصدقة نظريتك.
- طب هنبدأ ازاى؟
- الموضوع بسيط جدا بما ان محدش مصدقنا يبقى انا وانت هنعمل كمين للقاتل.
- ازاى؟
- الجرائم تمت فين؟
- المعادى.
- يبقى المجرم فى المعادى.
- تمام بس المعادى كبيرة جدا.
- مش القاتل بيدور على الحاجات المميزة عند كل شخص؟
- اه.
- هنحط قصاده حد ونطلع عليه اشاعة انه عنده تميز فى حاجة معينة ونراقبه ونمسكه.
تطلع (عز)اليها باعجاب وقال لنفسه:
-البنت دى ذكية جدا لا دى عبقرية.
فقال لها:
-برافو بس مين اللى هيوافق انه يخاطر بنفسه ويقبل يبقى ضحية.
فابتسمت له وقالت:
-انت طبعا.
- موافق.
فتطلعت اليه (هبة)وقالت لنفسها:
-الشاب ده شجاع جدا.
وبالفعل بدا ينفذا خطتهما وانتقل (عز) ليقيم بصفة مؤقتة بالمعادى وتنكر فى شخصية شاب كفيف واستطاعت (هبة) ان تنشر بطريقتها الخاصة بما لها من مخبرين ان (عز) وان كان كفيف الا انه يتمتع بقدرة كبيرة على السمع،وقد وصل الخبر فعلا الى القاتل الذى يقطن باحدى البنايات فى المعادى وقال لنفسه ان عملية اصطياد شاب كفيفستكون اسهل من الثلاث حوادث السابقة فتوجه نحو مسكن (عز) وطرق البال وما ان فتح (عز) الباب حتى قام المجرم بدفع (عز) على الارض ولم يقم بتخديره وانما اخرج سلاحه الابيض من جيبه ليخلص من (عز) مباشرة بعد ان اعتقد انه كفيف وما ان اقترب الرجل منه ورفع سلاحه حتى قام (عز) بلكمه فى وجه ليسقطه ارضا ليقول (عز) ساخرا:
-هو ده السلاح اللى كنت بتخلص به من ضحاياك.
فوقف الرجل وفوجىء ب(عز) بعد ان اكتشف انه ليس كفيف فتوجه نحو الباب ليهرب منه وما ان فت الباب حتى تلقى لكمة قوية من (هبة) لتسقطه ارضا وتقول له:
-حمد الله على السلامة انت اتاخرت ليه يا راجل احنا مستنينك من بدرى.
وفى ثوان تكابل (عز) و(هبة) عليه واستطاعوا ان يكبلوه حتى استدعت (هبة) قوة من الشرطة لتقبض عليه وعلموا بعدها بمكان منزله ووجدوا فيه سلخانة من الاعضاء البشرية والقتلى فى المكان لتتم بعدها اجراءات محاكمته،فتقابل (عز) و(هبة) بعدها فقالت له (هبة):
-ممكن تبقى تحكيلى على الحاجات الغريبة اللى انت قابلتها؟
- اكيد وممكن انا اطلب منك حاجة؟
- اكيد.
فأخرج الخاتم من جيبه وقال لها:
-ممكن تقيسى الخاتم ده وتشوفى اذا كان مقاسك.
فضحكت (هبة) وارتدت الخاتم وقالت:
-مقاسى بالظبط.
- يعنى موافقة.
- اكيد.
تمت
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق