الثلاثاء، 25 فبراير 2014

كفاح ضد الاحتلال



كفاح ضد الاحتلال

العام:2017
جلس شاب مصرى على صخرة فى الخلاء وارتكز برأسه على بندقية فى الارض فى مدينة (بورسعيد) بعد ان ترك اسرته فى (القاهرة) للانضمام الى الجيش الشعبى
وبدأ يتذكر نشاة الازمة منذ سنتين عندما بدات الدولة تحاول ان تستعيد عافيتها بعد ثورتى يناير 2011 ويونيو 2013 وبالرغم من محاولة الرئيس الجديد بناء الدولة إلا ان بقت المشاكل الاقتصادية عائقا خاصة مع محاولة فلول النظامين الذين تم خلعهما فى الثورتين لتعطيل البناء للظهور فى الحياة السياسية من جديد فالنظام الذى اطاحت به ثورة يناير ظن انه بتأييد الرئيس فى الانتخابات من خلال الاموال التى قاموا بصرفها فى الحملات والتى اثارات استياء الكثير ورجال الاعمال الذين استفادوا من فساد ذلك النظام بعد ان قاموا بحملات التأييد على الفضائيات التى يملكوها بوسيلة ذكرت الشعب بالنفاق الذى كان يتم،ظنوا بذلك انهم فى طريق العودة للفساد والاستفادات والتقرب من النظام مثلما كان الحال قبل 2011 وقد وضع الرئيس الجديد بعد الانتخابات فى موقف اختيار صعب بين الشعب وهولاء الذين يدعون انهم اصحاب الفضل فى وصوله للسلطة مطالبين ثمن مساعدته وتشويه كل معارضيه ولكن الرئيس اختار الشعب وقالها صريحة بمنتهى الحزم انه لا سبيل للعودة للخلف خاصة بعد االتضحيات التى قدمها الشعب للبلد وما عاناه خلال ثلاث سنوات كاملة وقد أوصل رسالته للذين ارادوا عودة الفساد بمنتهى الوضوح فى اول خطاب له بعد ان نجح فى الانتخابات الرئاسية بنسبة تجاوزت الثمانين فى المائة من الجولة الاولى عندما قال:
-الشعب المصرى من اختارنى خادما له وليس مجموعة او فصيل فالطبيعى ان اكون خادما لهذا الشعب الكريم ولن يكون هناك تبادل مصالح بين المال والسلطة كما كان يحدث ذى قبل وانه لم ولن يقوم بابرام اى صفقات من شأنها التاثير على مقدرات تلك الامة.
اما النظام الذى قامت ثورة الثلاثين من يونيو بالاطاحة به فظل من فترة لاخرى يقوم بعمليات ذات طابع ارهابى خاصة بتأييد من بعض الدول وقام الرئيس الجديد بخطوة جريئة بأن قطع العلاقات الدولية مع إحدى الدول العربية الداعمة للارهاب ولم يكتف بذلك فقط وانما حذر بصرامه وهدوءه المعتاد بالقيام بخطوات تصعيدية غير مستبعد اى خيار ضد تلك الدولة التى ترعى الارهاب ما لم تكف تلك الدويلة عن التدخل فى شئون (مصر) ودعم الارهاب ضدها، وارتجفت تلك الدويلة وبدات فى التوسل لدى بعض الدول الشقيقة للقيام بدور الوساطة مع (مصر) وللحق فى ذلك الوقت بدأ الدعم يزداد من بعض الدول الشقيقة وبدأ تنفيذ بعض المشاريع العملاقة والتى كان الهدف منها علاج عدد من الازمات ولكن ايضا ظلت الازمات موجودة والابرز منها وجود طبقة مستفيدة وظلت العدالة الاجتماعية غائبة وظل الفساد ايضا موجود الى حد كبير (كأنه صديق أرتبط بتلك الدولة ورفض الرحيل)،
ومن السلبيات التى ظلت موجودة استمرار عدد من الاعلاميين فى النفاق وبالرغم من عدم وجود توجه للدولة فى وجود من ينافق النظام الا انهم لم يمنعوا او يطلبوا من المنافقين التوقف عن النفاق ومن سبل نفاقهم تشويه من ينتقد او يعارض ليبدوا خائنا او عميلا-علما بان النظام لم يقمع اى معارض بشكل سلمى- حتى ان بعض المذيعين اخذوا يرددون انهم اكتشفوا مؤامرات جبارة تحاق ضد الوطن وصنفوا انفسهم بانهم المثال الاعلى فى الوطنية وبادوار تمثيلية اخذوا يرددون انهم على استعداد للموت فى سبيل الوطن ولن ترجعهم اى تهديدات ورغم ذلك كانت هناك خطة للتنمية وان كان جنى الثمار يبدو بعيدا وبدأت (مصر) تستعيد مكانتها الاقليمية خاصة مع المواقف الحاسمة التى اتخذها الرئيس فى عدد من القضايا واستشعرت (اسرائيل) الخوف بعد سنتين من حكم الرئيس الجديد وشاركها الخوف (امريكا) وبدأت واحدة من اقذر الاتفاقات بين الكيان المحتل والكيان الارهابى لأيجاد ذريعة للتدخل فى الشأن المصرى ونفذت عمليتين تفجيريتين داخل الاراضى الاسرائيلية بأتفاق مسبق لتقوم (اسرائيل) بتقديم احتجاجات واسعة فى المحافل الدولية بسبب عدم قدرة (مصر) على حماية (سيناء) من الارهاب وزاد الامر سوء عملية ارهابية فى (قناة السويس) وهنا كانت الاشارة ل(أمريكا) لتطلب من (مصر) ان تكون (سيناء) كاملة تحت يد قوات دولية باعتبارها منطقة يتوطن بها الارهاب وان توجد قاعدة من جنسيات مختلفة لحماية (قناة السويس) لقيامها بتحقيق مصلحة عالمية وتخدم كل دول العالم وجاء الرد كما توقعته (امريكا) بالضبط رفض الجانب المصرى للمطلب الامريكى مبررة ان (سيناء) مصرية و(قناة السويس) ومن قام بحفرها والتضحية بأرواحهم لحفرها مصريين ولن يقبل الشعب المصرى بالتدخل فى شئونه الداخلية وزادت حدة التصريحات من الجانب الامريكى وحاولت الحكومة المصرية فى ضبط النفس مكتفية بان تشجب وتحتج وترفض البيانات الامريكية الا ان اصبحت المواجهة صريحة بان اعلنت الحكومة الامريكية عزمها توجيه ضربة عسكرية ضد (مصر) وانضمت اليها (اسرائيل) فكانت البداية بصواريخ عابرة للقارات من الجانب الامريكى وتحركت بعض الطائرات من القاعدة العسكرية الامريكية الموجودة بالدويلة التى قطعت (مصر) علاقتها بها فتصدى الدفاع الجوى المصرى للهجمات قدر استطاعته وان كانت هناك خسائر ليست بالهينة وفى سيناريو بدا قريبا جدا من حرب 1956 بدات (اسرائيل) بالتحرك فى سيناء ودارت معارك طاحنة ظلت القوات المصرية محافظة فيها على مواقعها مستبسلة الا ان انسحبت القوات الاسرائيلية لفترة فألتزمت (مصر) بوقف اطلاق النار دون ان تخسر اى من ارضها ليحتفل الشعب ويتغنى الشعب بانتصار ولكن لم يستمر الفرح طويلا لتقوم الطائرات الامريكية بضرب (بورسعيد) يمنتهى الوحشية خاصة مع ضربها لاهداف مدنية حتى دكت المدينة وبدات فى انزال قواتها فى (بورسعيد) وبدات عملية التهجير وسط رفض من اهالى (بورسعيد) ترك مدينتهم حتى اقنعوا فى النهاية النساء بالمغادرة ليبقى رجال المدينة الباسلة مع توافد المقاومة الى المدينة وبدا عدد من الكارهين للبلاد من المصريين ومن المنتمين للجماعات الارهابية بالاحتفال باحتلال وطنهم حتى انهم بداوا يصلون لله شكرا على الاحتلال وقامت المجموعة التى عرفت بالنخبة والتى كانت تظهر فى الاعلام بشدة بالسفر خارج البلاد والهروب هم وعدد كبير من رجال الاعمال الفاسدين الذين قاموا بنهب تلك البلد لسنوات طوال حتى من ادعوا الشجاعة وكانوا ينافقون النظام هربوا ايضا
وللحق صمد الرئيس ورفض التخلى عن مسئوليته ومن منطلق التفاؤل خطب الرجل فى الازهر نفس المكان الذى خطب (عبد الناصر) فيه ابان العدوان الثلاثى واكد على المقاومة وانه يتمنى الاستشهاد مثل الابطال الذين ضحوا فى سبيل الوطن وبالرغم من سيطرة القوات الامريكية على المدينة الباسلة وبدا الوضع فى غاية السوء خاصة ان الكل يتوقع وصول القوات الامريكية الى القاهرة او تطويق الجيش فى (سيناء) فى اى وقت الا ان الرئيس بخبرته العسكرية قال للمجلس العسكرى:
- اكبر غلطة عملوها الامريكان انهم نزلوا قواتهم على الارض كده انتهوا.
وبالرغم من تشكك البعض فى ما قاله الرجل الا ان كل ما قاله كان صحيح لم يستطع الامريكان ان يغفلوا فى (بورسعيد) بسبب المقاومة التى كانت شرسة بحق خاصة من رجال القوات الخاصة التى انتقلت الى بورسعيد بالاضافة الى المتطوعين من ابناء (مصر) الحقيقين الذين لا يتاجروا بحبهم لبلدهم فأنضمت الطبقة المتوسطة من الموظفين والعمال والفلاحين الى الحرب المقدسة حتى اللصوص انتابتهم الحالة الوطنية لم يتم تسجيل اية حالات سرقة فى تلك الاونة وتم تكوين هناك الجيش الشعبى بحيث جعلت حياة الامريكان جحيم حقيقى وكان الجيش الشعبى سعيد بتلك المواجهات خاصة انها المواجهة الاولى مع القوات الامريكية بشكل مباشر فالمصريين يعلموا ان (امريكا) دائما كانت تقف الى جانب (اسرائيل) دون مواجهة مباشرة فمع اول مواجهة انفجر الغضب ضد القوات الامريكية وبدات اسطورة اقوى جيوش العالم تتكسر على صخرة المقاومة المصرية بخسائر فادحة وتبدت للامريكان ايام (فيتنام) على انها نزهة، ومع الخسائر الامريكية الضخمة بدا يثور الشعب الامريكى على ادارته وبدا معه الراى العام العالمى يتخذ موقف ضد (امريكا) بقيادة (روسيا) وقامت عدد من الدول العربية بتشكيل عنصر ضغط ضد (امريكا)،كل هذا تذكرته ذلك الشاب الجالس فى الخلاء فى (بورسعيد) حتى سمع فى الردايو المذيع يقول:
-اعلنت قوات الاحتلال الامريكى انسحابها من الاراضى المصرية وطرح الخلاف على مائدة المفاوضات لمنع اراقة مزيد من الدماء بين الاطراف المتنازعة وبطبيعة الحال اوقفت (اسرائيل) حربها واعلنت الانضمام الى المفاوضات وقد قبلت الحكومة المصرية التفاوض.
خرجت(مصر) كلها عن بكرة ابيها للاحتفال بذلك الانتصار الذى تم بيد ابنائها
وما انسحاب قوات الاحتلال من كافة الاراضى المصرية بدا المنافقون فى العودة للبلاد وبدون حياء اخذوا يزايدون على النصر ولكن خطاب النصر للرئيس كان واضحا حاسما ان النصر تم بايدى المصريين الذين لم يهربوا ودافعوا عن وطنهم واخذ عدد من الاجراءات التى تكافح الفساد وتحفظ للمواطن المصرى البسيط حقوقه
وتساعد على العدالة الاجتماعية.    
تمت بحمد الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق