السبت، 11 أبريل 2015

يوم غريب



يوم غريب
جلس (محمود) فى احد المقاهى الراقية يتطلع الى ساعته فى انتظار خطيبته (ليلى)
لتصل الاخيرة بعد عشر دقائق من انتظار (محمود) ليستقبلها بابتسامة لتجلس (ليلى) وتضع شنطتها على المائدة وتسال فى لهفة:
-فكرت؟
- فكرت فى ايه؟ وبعدين مفيش حد اول ما يجى يسال كده فى حاجة اسمها ازيك عامل ايه؟ وحشتنى.
فتطلعت (ليلى) اليه ورمقته بنظرة استنكار لتقول مثل الاطفال:
- ازيك ووحشتنى واكيد بسال على الموضوع اللى قلت عليه امبارح؟
- اننا نخرج انهاردة مع زمايلك وصحباتك؟
- اه.
فنظر اليها ورفع حاجباه لاعلى تعبيرا عن الاستياء فقالت (ليلى) برجاء طفولى:
-علشان خاطرى.
فنظر اليها وتطلع الى عيناها السودوتان المليئتان بالرجاء ليخفض راسه قائلا:
-امرى لله حاضر.
فشهقت (ليلى) فرحا وصفقت بيدها لينتبه كل من فى الكافيه اليهم لتمسك بيد (محمود) وتقول:
-طب يلا بينا.
وفى طريقهما الى المكان الذى ينتظر به اصدقاء (ليلى) قالت الاخيرة:
-انت مش بتحب تخرج مع زمايلى ليه؟
- مش بلاقى نفسى معاهم وبعدين بحس ان فى منهم بيبصلى بنظرة انى مستحقش انى ابقى خطيبى.
- متحطش الكلام ده فى دماغك.
وما ان وصلا الى تجمع اصدقاء (ليلى) حتى تبادلوا السلام وعبارات المجاملة حتى قرروا الذهاب الى احدى الحدائق وما ان وصلوا الى هناك حتى تفرقوا لمدة نصف ساعة قبل ان يقترحوا الاشتراك فى لعبة مشتركة فبداوا بالعاب الكوتشينة قبل ان يقول احد الشباب مخاطبا (محمود):
-بتعرف تلعب شطرنج يا (محمود)؟
- شوية.
فقال الشاب فى لهجة تحد امام جميع الاصدقاء:
-طيب ايه رايك نجرب دور شطرنج نشوف كده مين اذكى؟
فنظر (محمود) الى خطيبته (ليلى) كانه يشهدها على وقاحة زميلها وعن سبب رفضه الخروج معهم من البداية فبادلته نظرة تحوى اعتذر قبل ان تشجعه بنظرة اخرى ليقول محمود للشاب:
-تمام نجرب دور.
ليلعبا دور شطرنج ليفوز الشاب على (محمود) ليتبادل الشاب الضحك والمصافحة مع باقى زملائه بينما ابتسم (محمود) ابتسامة حملت شعور بالحرج بسبب خسارته
 امام خطيبته فقال شاب اخر:
-ايه رايكم لو نعمل سباق بالخيل بين الشباب،فى هنا خيل بيتاجر ومكان ممكن نعمل فيه سباق؟
فتحمس الجميع بينما صمت (محمود) وخطيبته ليقول نفس الشاب فى خبث:
-الا اذا مكنتش بتعرف تركب خيل يا (محمود).
فقال (محمود) بغيظ:
-لا بعرف.
فركب الاربعة شباب الخيل واستعدوا للسباق قبل ان ينطلقوا جميعا وبدأ حصان (محمود) مهزوما فى المرتبة الاخيرة ويجرى ببطء شديد ليميل(محمود) على الحصان ويخاطبه قائلا:
-اجرى شوية شكلى بقى وحش قصاد خطيبتى.
الا ان الحصان ظل يتباطى حتى انتهى السباق و(محمود) يحتل المركز الاخير بين المتسابقين ليبداوا فى السخرية من اداء حصانه فقال احدهم له:
-انت لو كنت بتجرى على رجلك كنت هتبقى اسرع من الحصان.
بينما قال اخر:
-لما ببتغلب فى الشطرنج والخيل بتعرف تعمل ايه؟
فتلقى (محمود) سخرية زملاء واصدقاء خطيبته فى هدوء شديد بينما شعرت (ليلى)
بالحنق من زملائها بسبب سخريتهم من خطيبها وما ان انتهى زملائها من السخرية
حتى قال (محمود) لهم:
-على العموم ده كان يوم جميل وانا مبسوط انى قابلتكم بس انا اسف هضطر امشى دلوقتى علشان عايز اخرج مع خطيبتى لوحدنا.
فنظر الجميع له فى دهشة قبل ان ينظروا الى (ليلى) فى استنكار لينظر (محمود) اليها ايضا قبل ان يسألها بهدوء:
-هتيجى معايا ولا تحبى تكملى يومك هنا؟
فأجابت وراسها فى الارض:
-هأجى معاك.
فسحبها من يدها وانصرفوا ليتجول معها فى الحديقة قبل ان تقول (ليلى):
-انا اسفة على اللى حصل؟
- ولا يهمك بس بعد كده انا مش هخرج مع زمايلك تانى.
فصمتت (ليلى) ليقول (محمود) بحرج:
-انا برضه اسف.
فأندهشت (ليلى) لتسال:
-اسف على ايه؟
- انى مكسبتش لا فى الشطرنج ولا فى سباق الخيل ولا حتى فى الكوتشينة.
فضحكت (ليلى) قبل ان يكمل (محمود):
-بتهيالى كان شكلى قصادك وحش اوى.
- ليه؟
- انا عارف ان البنات بتبقى نفسها ترتبط بفارس الاحلام الشجاع البطل اللى بيعرف يعمل كل حاجة ويكسب فى اى حاجة وانهاردة انا كنت خيبة اوى.
- لو فى بنت بتفكر كده تبقى اكيد بنت لسه فى ابتدائى لان فارس الاحلام مش لازم يكون شاطر فى كل حاجة وبيكسب كل حاجة ولا اغنى واقوى راجل فى الدنيا فارس الاحلام لاى بنت بيبقى الشاب اللى البنت بتحبه وبتحس معاه بامان ومش شرط يكون لا غنى ولا فى منصب كبير المهم تكون بتحبه.
فغمزت بعيناه قبل ان تضيف:
-حتى لو كان بيتغلب فى الشطرنج وسباق الخيل.
فتشاركا الضحك قبل ان يضم يدها بيده.
تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق